فريق من المراقبين الدوليين فى سوريا يزور مدينة درعا للمرة الثانية
افاد ناشطون سوريون بمقتل 10 اشخاص اليوم الخميس برصاص قوات الأمن في عدد من المحافظات ، فيما قام فريق من المراقبين الدوليين فى سوريا بزيارة مدينة درعا مرة ثانية وقام بجولة فى المدينة والتقى بفعاليات المحافظة.
وكان وفد المراقبين قد زار امس منطقتى زملكا وعربين فى ريف دمشق واستمع الى عدد من المواطنين فيهما.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي تبنى قرارا يوم السبت يقضي بإرسال المجموعة الأولى من المراقبين إلى سوريا، والتي ستضم 30 مراقبا عسكريا غير مسلح، وذلك لمراقبة وقف إطلاق النار بموجب خطة المبعوث الأممي كوفي عنان، وجاء في القرار أن المراقبين سيكونون مخولين بإقامة اتصال وتعاون مع الأطراف السورية وسيبدأون برفع تقارير حول وقف العنف المسلح بشتى أشكاله من قبل جميع الأطراف ويدعو القرار الحكومة السورية وكافة الأطراف الأخرى لتأمين ظروف العمل للمجموعة وضمان أمنها دون تقييد حرية تنقلها.
وسيكون هؤلاء المراقبون مقدمة لإرسال نحو 250 مراقبا في وقت لاحق، وهو ما يتطلب موافقة مجلس الأمن بجميع أعضائه.
استمرار العنف في سوريا رغم وقف اطلاق النار ووجود المراقبين
سجلت سلسلة جديدة من اعمال العنف الدامية في سوريا الاربعاء رغم مرور ستة ايام على وقف اطلاق النار، وفي ظل وجود وفد المراقبين الدوليين الذي اعلن ان مهمته تحتاج الى "وقت وبناء ثقة".
وحصدت اعمال العنف المتفرقة 14 قتيلا هم سبعة عسكريين وسبعة مدنيين بينهم طفلة، وذلك في عمليات اطلاق نار وقصف مصدرها قوات النظام، وتفجيرات استهدفت قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتثير هذه الخروقات المستمرة لوقف النار قلق المجتمع الدولي.
فقد رأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان سوريا تقف "عند منعطف حرج" بين التقدم نحو السلام او تعميق النزاع، مؤكدة ان استمرار العنف مع انتشار المراقبين الدوليين "امر مقلق للغاية".
وحذرت كلينتون الرئيس السوري بشار الاسد من مزيد من الاجراءات ضده اذا اهدر "الفرصة الاخيرة"، في اشارة الى خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان ومهمة المراقبين.
وذكر دبلوماسيون في مقر الامم المتحدة في نيويورك الاربعاء ان الشروط لم تتوفر بعد لتمكين طليعة المراقبين التابعين للامم المتحدة الذين وصلوا الى سوريا الاحد من القيام بعملهم في مراقبة وقف اطلاق النار.
ويطالب قرار مجلس الامن 2042 الذي صدر السبت الماضي الحكومة السورية بضمان حرية حركة المراقبين وعدم التدخل في اتصالاتهم والالتزام بوقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الخميس.
وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس التي تراس بلادها مجلس الامن لهذا الشهر "نعتقد ان اي بعثة للامم المتحدة في سوريا او في اي مكان اخر، يجب ان تكون قادرة على العمل باستقلالية وان تتمتع بحرية حركة وحرية في اجراء اتصالات".
واكد رئيس وفد المراقبين الدوليين الى سوريا الكولونيل احمد حميش الاربعاء ان اتمام مهمة بعثة المراقبين يحتاج الى وقت وبناء الثقة مع جميع الاطراف في البلاد.
وقال للصحافيين لدى عودته الى الفندق الذي ينزل فيه المراقبون في دمشق ان "مهمتنا تقضي باقامة ارتباط مع الحكومة السورية والقوى الامنية السورية ومع الاطراف الاخرى كذلك. وللقيام بها، نحتاج الى الوقت والى بناء الثقة مع كل الاطراف من اجل انجاز المهمة".
وشهد المراقبون الاربعاء حادث اطلاق نار خلال زيارتهم بلدة عربين في ريف دمشق، ما تسبب بموجة ذعر بين متظاهرين في المكان، بحسب ما اظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع "يوتيوب" الالكتروني.
ويسمع في الشريط صوت اطلاق رصاص خلال تجمع الحشود حول سيارتين تحملان شارتي الامم المتحدة، فيصاب الناس بالذعر ويبدأون بالفرار، بينما يحاول بعضهم الاختباء وراء السيارتين اللتين تقلعان بسرعة وتغادران المكان.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام اطلقت النار على التظاهرة ما تسبب باصابة ثمانية اشخاص بجروح.
وبث ناشطون مقاطع عدة مصورة للتظاهرة في عربين يظهر احدها سيارة بيضاء رباعية الدفع تحمل شارة الامم المتحدة وقد تجمع حولها وفي الشارع الذي توقفت فيه مئات الاشخاص وهم يهتفون "الشعب يريد تسليح الجيش الحر".
ويشاهد رئيس الفريق الدولي احمد حميش متجها الى السيارة سيرا، بينما الناس يحيطون به ويحاولون اعتراضه ويتحدثون اليه، من دون ان يرد عليهم.
وعلق بعضهم على السيارة لافتة كتب عليها "السفاح مستمر بالقتل المراقبون مستمرون بالمراقبة والشعب مستمر بثورته".
وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان ان قوات النظام اقدمت على "سحب دباباتها من مدينة عربين تزامنا مع قدوم اللجنة الدولية الى المدينة".
واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الاربعاء لوكالة فرانس برس ان "المحادثات التي جرت بين الحكومة ووفد المراقبين في دمشق كانت بناءة"، واسفرت عن "الاتفاق على نحو 90 بالمئة من بنود البروتوكول" الذي ينظم عمل المراقبين.
ومن المتوقع ان يتلقى مجلس الامن الاربعاء رسالة من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يشرح فيها ما آلت اليه حتى الان مهمة بعثة المراقبين. كما من المقرر ان يقدم جان ماري غيهينو مساعد انان احاطة عن الوضع في سوريا امام مجلس الامن صباح الخميس، في حين يخاطب موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الى سوريا كوفي انان المجلس قبل نهاية الاسبوع.
ونقل مسؤول صيني الاربعاء عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور العاصمة الصينية ان سوريا ستواصل "احترام وتنفيذ" خطة انان.
وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي نقلا عن نظيره السوري ان دمشق "ستواصل تطبيق التزاماتها في مجال وقف اطلاق النار وسحب القوات"، وستواصل التعاون مع بعثة المراقبين الدوليين.
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان 14 وزير خارجية سيصلون الخميس الى باريس للمشاركة في اجتماع دولي يتناول الوضع في سوريا بدعوة من وزير الخارجية الان جوبيه.
وقال جوبيه ان "العراقيل التي تضعها دمشق امام انتشار بعثة مراقبي الامم المتحدة واستمرار القمع من جانب النظام السوري في تناقض مع التزاماته، تستدعي ردا قويا من المجتمع الدولي".
في موسكو، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء المعارضة السورية المسلحة بانها تسعى الى اثارة اعمال عنف لافشال الخطة السلمية التي وضعها كوفي انان.
واجرى وفد من المعارضة السورية في الداخل مباحثات "بناءة ومثمرة" مع المسؤولين الروس في موسكو، بحسب ما افادت هيئة التنسيق الوطنية الاربعاء، مشيرة الى عدم جدوى اي خطوات "من طرف واحد" في تثبيت وقف النار، والى اهمية "جمع المعارضة في ارضية مشتركة" للحوار مع السلطة.
في انقرة، افاد مصدر دبلوماسي تركي وكالة فرانس برس ان تركيا اعترضت سفينة شحن ترفع علم انتيغوا وبرمودا يشتبه بانها تنقل اسلحة الى سوريا وستقوم السلطات التركية بتفتيشها في وقت لاحق في خليج اسكندرون (جنوب).
وفي موازاة اعمال العنف في سوريا، خرجت الاربعاء سلسلة تظاهرات تندد باستمرار العنف وتطالب باسقاط النظام، ابرزها في الركايا والتمانغة وجبل الزاوية في ادلب (شمال غرب)، وفي بلدتي انخل وإبطع في محافظة درعا (جنوب)، وفي حلب (شمال)، ودمشق، ودير الزور (شرق) وغيرها من المناطق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق