الخميس، 19 أبريل 2012

زيارة مفتي مصر للأقصى تثير جدلاً واسعاً

 مفتي مصر يزور المسجد الأقصى بالقدس ورجال دين يدعون لعزله ويتهمونه بالتطبيع

مفتي مصر يزور المسجد الأقصى بالقدس ورجال دين يدعون لعزله ويتهمونه بالتطبيعزار مفتي مصر، الشيخ علي جمعة، المسجد الأقصى في مدينة القدس، برفقة وفد أردني رفيع المستوى، في ثاني خطوة من نوعها بعد زيارة مماثلة للداعية علي الجفري، وسط جدل واسع في الأوساط الإسلامية حول “شرعية” الزيارة بظل السيطرة الإسرائيلية على الموقع، ما دفع برجال دين إلى الدعوة لعزل المفتي.
وقال بيان صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الأردن، إن الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري الملك عبد الله الثاني للشؤون الدينية والثقافية، قام برفقة الشيخ علي جمعة، مفتي الديار المصرية، بزيارة المسجد الأقصى الأربعاء “تلبية لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا.”
وذّكر البيان الذي تسلم موقع CNN بالعربية نسخة منه، بدعوة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، خلال القمة العربية الأخيرة في بغداد، لكافة المسلمين من أجل زيارة المسجد “ودعمه وإعماره البشري والروحي بالمصلين والحجاج.”
ولفت البيان إلى أن جمعة صلى برفقة الأمير غازي داخل المسجد الأقصى (مسجد عمر) وفي قبة الصخرة، وفي كل من مسجد البراق والمصلى المرواني والأقصى القديم، وفي صحن الحرم القدسي “تأكيداً على أن الحرم القدسي الشريف وحدة مقدسة واحدة وكلٌ لا يتجزأ فوق وتحت الأرض.”
كما قام الأمير غازي بتحديد مكان كرسي وقفية الملك عبد الله الثاني بن الحسين لدراسة فكر الإمام أبوحامد الغزالي، وكان في استقبال الوفد رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين والشيخ عزام الخطيب مدير أوقاف القدس.
وبعد زيارة المسجد، قام الأمير غازي بن محمد أيضاً بزيارة كنيسة القيامة ولقاء بطريرك القدس، ثيوفيلوس الثالث.
وأثارت زيارة جمعة هذه موجة من الغضب في أوساط بعض التيارات الدينية المصرية، حيث قال الداعية صفوت حجازي، أمين عام رابطة “علماء أهل السنة” والمقرب من الجماعة الإسلامية، إن الزيارة هي “تطبيع صريح”، مؤكداً رفضه الشديد لها.
وقال حجازي، في اتصال مع CNN بالعربية: “أرفض الزيارة وأطالب برحيل المفتي عن منصبه، فتصرفه هذا غير مقبول، وهو شخصية من بقايا النظام السابق،” في مصر.
ولدى سؤال حجازي عن المبررات التي أشار إليها البيان، والتي اعتمدت على حديث النبي محمد الذي يحض على “شد الرحال” إلى المسجد، قال: “هذا أمر مردود، فهناك حديث روته ميمونة بنت سعد، سألت فيه النبي عن حكم من لم يستطع الصلاة بالمسجد الأقصى، فقال لها: من لم يستطع أن يأتيه فليهد إليه زيتاً ُيسرج في قناديله، فإن من أهدى إليه زيتاً كان كمن أتاه.”
واعتبر حجازي أن هذا الحكم ينطبق على وضع الأقصى حالياً، ويجب بالتالي عدم زيارته، وأكد أن رجال الدين المسلمين في مصر لن يسكتوا على الزيارة، وسيكون هناك تحرك قريب ضدها، رافضاً كشف تفاصيل إضافية.
من جانبه، نقل التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن جمعة “أكد أن هذه الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية، وبدون الحصول على أي تأشيرات أو أختام دخول، باعتبار أن الديوان الملكي الأردني هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف.”
وكانت قضية زيارة المسجد الأقصى تحت السيطرة الإسرائيلية محور العديد من الفتاوى الفقهية، كان أبرزها فتوى التحريم الصادرة عن الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقد ظل “التحريم” صامدا لسنوات، قبل أن يتعرض مؤخراً إلى تحديات تشكك بصحته.
وقد سبق لوزير الأوقاف الفلسطيني، محمود الهباش، أن دعا القرضاوي للتراجع عن فتواه، وقال إن زيارة المسلمين للقدس “تتشابه مع زيارة النبي للمسجد الحرام (بمكة) بعد صلح الحديبية وهو تحت حكم المشركين،” على حد تعبيره، مضيفاً أنه لم يقل أحدٌ بأن ذلك كان تطبيعا من النبي معهم أو اعترافا بشرعية حكمهم لمكة.
وكانت زيارة مماثلة للداعية اليمني، الحبيب علي الجفري إلى المسجد الأقصى مطلع أبريل/نيسان الجاري قد أثارت جدلاً واسعاً على خلفيات دينية وسياسية، إذ استنكر منظمات إسلامية الخطوة، بينما دافع الجفري وآخرون عنها.

مفتي مصر يزور المسجد الأقصى

المعارضة المصرية لزيارة القدس في ظل الاحتلال ممتدة منذ عقود 
قام مفتي مصر الشيخ علي جمعة اليوم الأربعاء بزيارة نادرة للمسجد الأقصى في القدس المحتلة على الرغم من المعارضة الممتدة منذ عقود في مصر لمثل هذه الزيارة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي أثار انتقادات لهذا الفعل في مصر من دعاة وعلماء دين.
وأعلن مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب أنه كان برفقة جمعة خلال هذه الزيارة الأميرُ غازي بن محمد ابن عم ملك الأردن عبد الله الثاني ومستشاره للشؤون الدينية، مضيفا أن زيارتهما "كانت دينية تعبدية بحتة ولم يجر خلالها التطرق إلى مواضيع سياسية محددة".
ورحب الخطيب بزيارة المفتي والأمير الأردني، معتبرا أن هذه الزيارة "لدعم الأقصى ودعم سكان مدينة القدس"، مضيفا أنهما زارا المسجد المرواني والمتحف الإسلامي والباب الذهبي ووقفية الإمام الغزالي، و"افتتح الأمير مركز وقفية الإمام الغزالي للدراسات، وزار مقام الشريف حسين". كما زارا كنيسة القيامة وبطريركية الروم الأرثوذكس في مدينة القدس.
علي جمعة يؤكد أن زيارته للقدس غير رسمية
تبرير
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن جمعة قوله إن هذه الزيارة "تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية ومن دون الحصول على أي تأشيرات أو أختام دخول باعتبار أن الديوان الملكي الأردني هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف".
كما أكد جمعة أن زيارته كانت غير رسمية ولافتتاح كرسي الإمام الغزالي التابع لوقفيات الكراسي العلمية التي افتتحها مؤخرا ملك الأردن.
وأضاف جمعة للوكالة أن جميع المقدسيين، الذين التقى بهم خلال الزيارة وأحاطوه "بالحفاوة الشديدة"، أكدوا له أن القدس أمانة في أعناق المسلمين وأنه ينبغي القيام بواجب نصرتها بجميع السبل المتاحة والممكنة.
وأشار إلى أنه أكد للمقدسيين خلال لقائه بهم رفضه أي إجراء يصبّ في مصلحة تطبيع علاقات المسلمين مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة دعم القدس وإحياء القضية الفلسطينية في نفوس المسلمين جميعا خاصة الشباب.
وشدد مفتي مصر على أن "أي شخص يذهب إلى القدس يزداد رفضا للظلم والاحتلال مما تراه عينه بل ويرجع وقد استيقظت القضية في قلبه من جديد".
تنديد
وفي إطار الردود الأولية على زيارة المفتي للقدس، انتقدها الداعية الإسلامي الشيخ صفوت حجازي والمفتي السابق الشيخ نصر فريد واصل باعتبارها "لم تكن أن تتم من دون إذن من سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، لكن مجدي عاشور مستشار المفتي قال في اتصال بالجزيرة إنها جرت تحت غطاء الديوان الملكي الأردني ومن دون أختام بما يعني أنها ليست تطبيعا.
يذكر أنه منذ بداية الشهر الحالي سجلت زيارات عدة للمسجد الأقصى، فقد قام الأمير هاشم بن الحسين في الخامس من أبريل/نيسان الماضي بزيارة المكان مع الداعية اليمني الحبيب الجفري، كما زار وزير الداخلية الأردني محمد الرعود الأقصى قبل ثلاثة أيام.
وكثف يهود متشددون من اليمين المتطرف زياراتهم للمسجد الأقصى خلال الفترة الأخيرة، ويحاول البعض منهم إقامة شعائر تلمودية فيه، ومن بينهم مجموعات تدعو إلى إعادة بناء هيكل سليمان مكان المسجد.
  


قال مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة انه زار القدس أمس الأربعاء للمرة الأولى، الامر الذي اغضب جماعات إسلامية تعارض اي خطوة، قد تعتبر اعترافا بسيطرة اسرائيل على المدينة.
وأضاف جمعة في حسابه على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي على الانترنت، انه زار القدس ودخلها من الضفة الغربية عن طريق الاردن وليس من الجانب الاسرائيلي، مضيفا "الزيارة تمت تحت الاشراف الكامل للسلطات الاردنية وبدون الحصول على أى تأشيرات باعتبار أن الاردن هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف"، وأشار إلى أنه صلى في المسجد الاقصى.
ويرفض المسؤولون الدينيون في مصر ومن بينهم اعضاء من الكنيسة القبطية المصرية منذ عشرات السنين زيارة القدس احتجاجا على الاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية والمناطق الفلسطينية.
وقال خالد سعيد المتحدث باسم جماعة "الجبهة السلفية" الشبابية "ما حدث شيء ليس بغريب على رموز النظام البائد"، في اشارة الى جمعة الذي عينه الرئيس المخلوع حسني مبارك. واضاف سعيد "سنسعى لاقالته بشتى الطرق خاصة من خلال أعضاء مجلس الشعب من السلفيين"، ويسيطر السلفيون على نحو ربع مقاعد مجلس الشعب.
كما اثار الخبر تعليقات غاضبة من بعض المواطنين المصريين على موقع تويتر، ووصف عادل البنداري الزيارة في تعليق على صفحة المفتي بأنها "تدعيم لاحتلال غاشم ومساهمة في اطالة عمره". وكتبت خلود التنبولي قائلة "دعاة تطبيع مع اسرائيل فعلا".

 الأزهر يرفض زيارة مفتي مصر إلى مدينة القدس   

أكد مستشار شيخ الأزهر محمود عزب أن الأزهر لم يستشر قط بشأن الزيارة التي قام بها مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة للقدس أمس الأربعاء وأن الأزهر فوجئ بتلك الزيارة كما الجميع.
وأضاف عزب أن الأزهر لم يوافق مطلقا على زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب سيعقد اجتماعا طارئا للتأكيد على موقفه الرافض للزيارة.
من جهته، أكد الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة ورئيس لجنة الشباب بمجلس الشعب أسامة ياسين رفض الحزب بشكل قاطع للزيارة التي قام بها مفتي الديار المصرية للقدس، مهما كانت المبررات والأسباب.
ووصف الزيارة بأنها تمثل كارثة حقيقية وضربة موجهة لما وصفه بالجهاد الوطني الذي نجح في إفشال كل محاولات التطبيع طوال السنوات الماضية.
وأشار ياسين في بيان له إلى أن النظام السابق الذي كان يتمتع بعلاقات متينة مع قادة إسرائيل قد فشل في فرض التطبيع على الشعب المصري، وبالتالي فإنه ليس مقبولا أن تحدث مثل هذه الزيارة بعد الثورة التي شهدت توافقا بين الموقف الشعبي والرسمي الرافضين لوجود أي علاقات مع إسرائيل طالما استمر الاحتلال والاستيطان وحصار غزة، على حد تعبيره.
يذكر أن مفتي الديار المصرية علي جمعة قام بزيارة إلى مدينة القدس بدعوة من مؤسسة آل البيت الملكية الأردنية.


زيارة المفتي للأقصى في عيون رجال الدين.. المؤيدون: ترسخ عروبتها.. والمعارضون يعتبرونها تطبيعًا



 

 

 
أثارت زيارة الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية مدينة القدس اليوم تحت دعوى الصلاة في المسجد الأقصى بصحبة شخصيات رسمية أردنية جدلا واسعا بين علماء الدين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
فالمؤيدون يرون أن هذه الزيارة ترسخ لمفهوم عروبة القدس، والمعارضون يرفضونها لأنها تعطى شرعية للكيان الصهيوني الذي يشترط لدخول مدينة القدس أن يضع ختمه على جوازات السفر وتأشيرات الدخول، مؤكدين تمسكهم بموقف الأزهر الشريف والكنيسة المصرية السابق عدم زيارتها إلا بعد تحريرها من الصهاينة المغتصبين.
وأعلن الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية أن زيارة المفتي لمدينة القدس وصلاته بالمسجد الأقصى لا تعني التطبيع مع الكيان الصهيوني وأنها جاءت في إطار علمي غير رسمي، نافيًا أن يكون المفتى قد حصل على تأشيرة دخول من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأوضح نجم أن المفتي زار القدس ضمن وفد من الديوان الملكي الأردني المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف ولا يحتاج لأي تأشيرات أو إذن للدخول.
وقال نجم إن المفتي أعلن لأعضاء الوفد الأردني ضرورة إقامة مؤتمر صحفي توضيحي لأغراض الزيارة وأنها ليست بهدف التطبيع مع إسرائيل وإنما بهدف التأكيد على إسلامية وعربية المدينة المقدسة، وأن إسرائيل مهما طال بها العمر أو استقوت بالجانب الأمريكي فلن تفلح في إثناء المسلمين والعرب عن الدعم الكامل لبيت المقدس والعودة إلى المسجد الأقصى خاصة بعدما زالت الأنظمة المستبدة التي كانت تدعمهم وتساند وجودهم، وأن حضوره اليوم إلى القدس جاء بمثابة إعلان لإشارة العودة إلى القدس مرة ثانية في ظل حماية شعبية والتأكيد على حق ثابت رفض القانون الدولي إثباته لكن القانون الطبيعي.
وقال إن الدكتور على جمعة كثيراً ما أعلن رغبته في زيارة بيت المقدس ليجمع بين الصلاة في الأماكن المقدسة الثلاثة قبل أن يدركه الأجل ولكنه رفض مراراً ذلك حتى أتيحت له هذه الفرصة التي يتمناها كل مسلم تحت إشراف كامل من السلطات الأردنية.
وعلى قدر ما أثارته الزيارة من ردود أفعال في العالم الإسلامي، تباينت آراء علماء الأزهر بين مؤيد ومعارض لتلك الزيارة، وكان من أبرز المؤيدين لها الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، حيث يقول إنني أؤيد زيارة المفتي للقدس لأنها عمل يلفت أنظار العالم أجمع إلى أحقية المسلمين والعرب في القدس والمسجد الأقصى المبارك، كما تصحح مسارا خاطئا لمفاهيم يهودية وصهيونية تم بثها في عقول الرأي العام العالمي بأن القدس عاصمة لإسرائيل.
ويقول الدكتور طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أنه كان لا يتفق مع منع الزيارات للقدس لأن ذلك معناه التسليم الكامل بأن تكون القدس الشريف تحت سيطرة اليهود إلي الأبد، ويطالب بأن تكون الزيارة للقدس مستمرة في كل وقت لأن فيها إعلانا ورسالة واضحة علي أن القدس والمسجد الأقصى في قلوب المسلمين في كل وقت لا يتخلون عنه أبدا، ويؤكد أن معني الزيارة ليس التسليم بالأمر الواقع بل توضح أن المسلمين لن يتخلوا عن ثالث الحرمين وأولي القبلتين في أي وقت من الأوقات ولا تحت أي عارض من العوارض التي قد تكون عائقا في مسيرة الوصول لهذه الغاية.
ويري أنه لا علاقة بين زيارة القدس والأمور السياسية التي تعني التسليم الكامل بأن يكون المسجد الأقصى جزءا من الدولة الصهيونية بل العكس هو الذي يجب أن يكون وأن نكون متواصلين علي كل المستويات فيما يخص زيارة القدس الشريف لأن ذلك يعني أن القضية حاضرة في القلوب كما أن ذلك يكون باعثا قويا للوصول للتحرير الكامل للمسجد الأقصى وما حوله.
وأكد الدكتور عبد الغفار هلال الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية بأن الصلاة في المسجد الأقصى مطلوبة شرعا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا" فهذا الحديث دعوة للسفر وإلى العزيمة للصلاة في المسجد الأقصى لأنه يمثل أحد ثلاثة مساجد التي يدعو الإسلام إلى زيارتها وإلى الصلاة فيها، وعلى ذلك فإن زيارة المفتى إلى القدس والصلاة فى المسجد الأقصى جائزة شرعا وصحيحة ولا غبار عليها ونحن هنا نفرق بين السياسة وبين الدين فأمر احتلال المسجد الأقصى مسألة سياسية يجب على أهل السياسة أن يعملوا من أجل تخليص المسجد الاقصى الأسير من الاحتلال ، ويجوز دينيا للمسلمين أن يصلوا فى المسجد الأقصى فحينما أسرى النبى صلى الله عليه وسلم للمسجد الأقصى لم يكن فى ذلك الوقت تحت إمارة المسلمين فهذا يشفع لأى زائر أن يزور المسجد الاقصى وأن يصلى فيه.
ومع ذلك يجب علينا جميعا أن نهتم بقضية الأقصى ولعل زيارة المفتى للقدس هى لفت لانتباه الأمة الإسلامية إلى تحرير المسجد الأقصى وكأنه يقول لهم لا تشغلكم المشكلات اليومية عن أن تتذكروا أن لكم مسجدا عظيما أسيرا في يد الاحتلال فعليكم أن تتيقظوا وأن تعملوا على تخليصه من براثن الكيان الصهيونى.وفى النهاية إذا كان دخول فضيلة المفتى القدس من منطلق العبادة فهذا أمر جائز وإذا كان دخوله مخالفة للاتفاق الذي تم بين رجال الأديان على ألا يدخل أحد منهم القدس إلا بعد التحرير ستكون هذه المخالفة موجبة للنظر ولعل لديه الدافع الذى سيظهره للجميع إذا كانت الزيارة دينية بحتة أم لها هدف آخر.
يأتي ذلك فيما رفض علماء الأزهر وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية، والجمعية الشرعية، قيام مفتى الجمهورية بزيارة القدس وهى تحت الاحتلال مؤكدين عدم جواز زيارة القدس في الوقت الحالي وهي تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، يري الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن زيارة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية للقدس هي زيارة محزنة ومؤسفة، وقال أري من العار علي كل مسلم أو مسيحي يذهب للقدس وهي تحت العلم الإسرائيلي لأن هذا يعد اعترافا صريحا بأن القدس تحت الاحتلال الصهيوني، وكنا نتمنى أن ندخلها جميعا وهي تحت العلم الفلسطيني وعاصمة للدول الفلسطينية بدلا من أن نزورها وهي تدنس كل يوم من العدو الصهيوني فكل يوم هناك مشروعات للمستوطنات الإسرائيلية من أجل تغيير الملامح التاريخية للمدينة.
وأشار إلي أنه يرفض مقولة البعض بأن تلك الزيارات تعد دعما للشعب الفلسطيني وهذا ليس حقيقة فأين الدعم الذي يقدم للفلسطينيين من وراء تلك الزيارات، بالعكس كل من يذهب للقدس في ظل هذه الظروف يذهب دون أن يقدم أي شكل من أشكال الدعم للإخوة الفلسطينيين فهل نذهب للقدس لنزيد عدد الذين يتحسرون عليها أم ماذا؟ وأضاف لا يوجد أي دافع لأي مسلم لزيارة القدس في الوقت الحالي.
وأعلن الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، رفضه زيارة القدس كخطوة لكسر الهيمنة الصهيونية عليه، مشيرا إلى أن زيارة القدس وهي تحت الاحتلال الصهيوني تعد نوعًا من التطبيع، وقد يؤدي الأمر إلى الإيحاء بأن مشكلة احتلال القدس قد حلت بدليل أن زيارتها أصبحت مفتوحة للجميع.
وأكد الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية وعضو مجمع البحوث بأن الجمعية الشرعية أعلنت رأيها في هذه القضية منذ سنوات طويلة بأنها ضد زيارة القدس إلا بعد تحريرها من الاحتلال الصهيوني، وأشار المهدي بأن هدف إسرائيل الأساسي والذى تريد ترسيخه إعلاميا فى العالم أجمع هو أنها حامية لحرية العقيدة فحينما يستجيب المسلمون لزيارة المسجد الأقصى ويستجيب المسيحيون لزيارة كنيسة القيامة من خلال السلطات الإسرائيلية، فإنها ستقول للعالم ماذا يريد المسلمون والمسيحيون غير زيارة مقدساتهم وقد أتحناها لهم فلماذا يطالبون بمدينة القدس وهى عاصمة لإسرائيل؟ وبهذا نعطيهم ذريعة لتمسكهم بها باعتبارها عاصمة لإسرائيل والإطاحة بمطالب المسلمين بتحرير القدس.
كما انتقد الدكتور صفوت حجازي، رئيس رابطة علماء أهل السنة والمتحدث باسم اللجنة الشعبية لمقاومة تهويد القدس زيارة مفتى الجمهورية للقدس تحت زعم الصلاة بالمسجد الأقصى أو زيارة المقدسات الإسلامية هناك، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تعد سقطة صادمة للشعوب إضافة إلى أن الدعاة هم القدوة وإقبالهم على مثل تلك السقطات قد تدفع من خلفهم إلى الانجرار إلى نفس السقطات، وقال حجازي لا أوافق على هذه الزيارة ولا يوافق عليها أي مسلم وتعد لونا من ألوان التطبيع. 
 

مفتى الجمهورية السابق يطالب بعزل "جمعة" بعد زيارته للقدس المحتلة

نصر فريد واصل
طالب د.نصر فريد واصل مفتى الجمهورية السابق بعزل المفتى الحالى د. على جمعة ردا على الزيارة التى قام بها الاخير للقدس المحتلة ، مشيرا إلى أنه لا يمكن لقيادة دينية كبيرة مثله أن تفعل ذلك ، موضحا أن الزيارة تمت بإذن من الاحتلال الصهيوني الذي يسيطر على القدس وفلسطين.
وأشار واصل خلال مداخلة له مع قناة الجزيرة مباشر  إلى أن موقف الأزهر واضح في تحريمه زيارة القدس ما دامت ترزح تحت الاحتلال.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...