الأحد، 15 أبريل 2012

نفاد الوقود من المحطات في جوبا


نفاد الوقود من المحطات في جوبا وسط خلاف نفطي مع السودان

اصطفت السيارات في جنوب السودان لساعات يوم الاحد في محاولة لشراء البنزين مع نفاد الوقود من المحطات نتيجة نقص الدولار بعد أقل من ثلاثة أشهر على وقف أحدث دولة في العالم انتاجها النفطي بسبب خلاف مع السودان.
ونفد الوقود من أربع محطات للبنزين زارها مراسل رويترز في جوبا عاصمة جنوب السودان بينما اصطفت السيارات في طوابير طويلة أمام بضع محطات مازالت مفتوحة.
وقال عامل في احدى محطات البنزين رفض نشر اسمه "نفد الوقود لدينا.
"لا أعلم متى ستأتي امدادات جديدة وان كنا سنتمكن من سداد ثمنها."
وأثار الخلاف بشأن مدفوعات النفط توترات خطيرة بين الخرطوم وجوبا أدت لاشتباكات حدودية قد تدفع الدولتين الى حرب شاملة.
وقال الجيش السوداني يوم السبت انه يقاتل قوات الجنوب في منطقة هجليج المتنازع عليها على بعد كيلومترات قليلة من حقل نفطي رئيسي الا أن جنوب السودان نفى ذلك.
وقالت الخرطوم يوم الاحد انها لن تتفاوض مع جوبا الى أن يسحب جنوب السودان قواته بالكامل من المنطقة. واتهم متحدث باسم حكومة جنوب السودان بدوره الشمال بقصف منشآت نفطية في هجليج وتحويلها الى أنقاض.
والقتال هو الأسوأ منذ استقلال الجنوب في يوليو تموز وبدأت تداعيات خطيرة للخلاف النفطي تضرب اقتصاد جنوب السودان.
وكان انتاج النفط يشكل نحو 98 بالمئة في ميزانية جنوب السودان وكان المصدر الوحيد تقريبا للعملة الأجنبية.
لكن الجانبين فشلا في الاتفاق على مقدار الرسوم التي يتعين على جوبا دفعها لتصدير خامها عبر أراضي السودان وأوقف جنوب السودان انتاجه في يناير كانون الثاني لمنع السودان من مصادرة النفط مقابل ما يقول انها رسوم غير مسددة.
ويقول جنوب السودان ان لديه مخزونات كافية للصمود لفترة طويلة لكن نقص الدولار يدفع تكلفة الواردات للارتفاع ما يشكل ضغطا على الاقتصاد. وتحتاج جوبا لاستيراد كل شيء تقريبا بما في ذلك المواد الغذائية الاساسية والوقود.
وأظهرت بيانات رسمية الاسبوع الماضي ارتفاع التضخم السنوي الى 9ر 50 بالمئة في مارس اذار من 42.4 بالمئة في فبراير شباط.
ومع ندرة الدولارات وتراجع جنيه جنوب السودان تكافح محطات الوقود لسداد مستحقات الشركات الاجنبية التي تزودها بالوقود في شاحنات بعلاوة سعرية من كينيا وأوغندا. ولا يمتلك جنوب السودان مصافي للتكرير.
وقال صمويل وهو سائق تاكسي في جوبا "استيقظت في الرابعة صباحا وحصلت على البنزين في السابعة والنصف لكن ذلك فقط لانني كنت الرابع في الصف. انتظر آخرون الصباح بأكمله."
وقال شريف محمد "لا يوجد وقود في البلد. أحاول الحصول على الوقود منذ أربعة أيام ... الوضع سيء للغاية."
وألقى وزير الاعلام بجنوب السودان برنابا مريال بنجامين باللوم في نقص الوقود على ارتفاع الطلب وتحديات لوجستية.
وقال "يحدث ذلك من وقت لآخر لكن امدادات الوقود الجديدة في الطريق... لا يتعلق الامر بنقص الدولارات."
الا أن مصدرا مصرفيا قال ان البنك المركزي خفض بنسبة كبيرة كمية الدولارات التي يضخها في البنوك التجارية للحفاظ على احتياطياته المتضائلة. ويبلغ سعر الدولار حاليا بين أربعة و4.2 جنيه في السوق السوداء بجنوب السودان مقارنة مع 3.5 جنيه قبل وقف انتاج النفط.
وكان الوقود يأتي من السودان لكن القتال بين الدولتين عطل التجارة بينهما منذ انفصال الجنوب

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...