الخرطوم تنفي تدمير منشآت النفط في هجليج وتتهم المعارضة بالتورط في الهجوم لإسقاط النظام «بدعم إسرائيلي»
صنف
البرلمان السوداني حكومة جنوب السودان “عدواً” للسودان، واتهم حركات التمرد
السودانية المسلحة التي تحتمي بجوبا بالخيانة العظمى، وحدد في بيان أصدره أمس
سياسات المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بمسار العلاقة مع جوبا التي تؤثر عليها
قضايا عالقة بين البلدين. وأقر البرلمان السوداني بياناً تلاه رئيس لجنة الأمن
والدفاع بالبرلمان، اعتبر حكومة جنوب السودان عدواً للسودان، وعلى مؤسسات الدولة
السودانية ضرورة معاملتها وفقاً لذلك. وأجمع البرلمان على أن الاعتداء على هجليج “يعد
تطوراً خطيراً في العلاقة مع جنوب السودان، يتطلب التصدي له بكل حزم وقوة لمنع
تكراره”. وطالب البرلمان بتسخير كل الإمكانات لمقاومته والرد عليه. واستمع
البرلمان في جلسته أمس إلى تقرير لجنة الأمن والدفاع الوطني حول رد وزير الدفاع
بشأن الاعتداء على هجليج وأدان بقوة الخطوة، وأشاد بمواقف الشعب السوداني والقوى
السياسية، داعياً إلى توحيد الجبهة الداخلية لصد العدوان.
ومن
جهتها، حذرت الحكومة السودانية جوبا من المساس بالحقول النفطية في هجليج، وحملتها
مسؤولية أي تخريب لآبار ومنشآت هذا القطاع بالمنطقة، واتهمت أحزاباً بالمعارضة بـ”التورط
في تنفيذ خطة جوبا المدعومة من إسرائيل لإسقاط النظام في الخرطوم”. ونفى وزير
الإعلام السوداني علي مسار ما تردد بأن الجيش السوداني قام بتخريب آبار البترول في
حقل هجليج. وقال في تصريح لوكالة أنباء السودان الرسمية (سونا) إن الجيش لم يحدث
منه ذلك وأنه ليس في نيته حتى الاعتداء على الحقول النفطية بدولة جنوب السودان،
مشيراً إلى أنه إذا كان هنالك تخريب قد حدث في هجليج، فإن ذلك يكون من جانب الجيش
الشعبي التابع لدولة جنوب السودان. وبدورها، نفت وزيرة الدولة للإعلام سناء حمد
هذه الاتهامات، وقالت لقناة الجزيرة الإخبارية إن السودان لم ولن يدمر المنشآت
النفطية. من جانبه، أكد المؤتمر الوطني أنه سيتم رصد كل الخسائر التي تعرض لها حقل
هجليج جراء الاعتداءات من قبل دولة الجنوب، وسيستخدم كل حقوقه للحفاظ على ممتلكاته
أمام المؤسسات الإقليمية والدولية.
وكان
وزير إعلام جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين قال للصحفيين في جوبا أمس الأول
إن الجيش السوداني قصف جواً المنشأة النفطية في منطقة هجليج وسبب ضرراً بالغاً. وأضاف
“إنهم يقصفون منشأة المعالجة المركزية والصهاريج في هذه اللحظة التي نتحدث فيها
ويحولونها إلى أنقاض”. ويمثل حقل هجليج أهمية كبيرة لاقتصاد السودان، فهو ينتج نحو
نصف إنتاجه البالغ 115 ألف برميل يومياً، الذي ظل تحت سيطرة الخرطوم بعد انفصال
جنوب السودان في يوليو وحصوله على نحو ثلاثة أرباع إنتاج دولة السودان الموحدة
سابقاً. وصرح مسؤولون بأن الإنتاج توقف في هجليج بعيد سيطرة قوات جنوب السودان على
المنطقة.
من
جانب آخر، اتهم وزير الإعلام السوداني أحزاباً بالمعارضة السودانية بالتورط في
تنفيذ خطة دولة جنوب السودان المدعومة من إسرائيل لإزاحة النظام الحاكم في
الخرطوم، وتدمير مرافق حيوية بالبلاد، من بينها سدا مروي والروصيرص، إلى جانب جسور
على نهر النيل. وأشار إلى أن احتلال هجليج يعد المرحلة الأولى من الخطة التي
تستهدف الخرطوم، مروراً بجنوب كردفان.
وقال
وزير الإعلام السوداني إن استراتيجية جوبا التي أدارت بها معركة هجليج بنيت على
إسقاط الحكومة في الخرطوم بمساندة إسرائيل. وقال إن الاستراتيجية بنيت على مراحل
ثلاث (الدخول لهجليج بالقوة، احتلال جنوب كردفان، احتلال مدينة الأبيض) واستخدام
مطار الأبيض لإنزال الطيران الإسرائيلي واستخدامه في تدمير سدي مروي والرصيرص وبعض
الجسور النيلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق