الاثنين، 16 أبريل 2012

الملف النووي الإيراني ما بين آمال متزايدة وطريق وعرة

 اختتمت المحادثات، التي طال انتظارها بشأن ملف طهران النووي المثير للجدل، أعمالها في مدينة اسطنبول التركية يوم السبت بين إيران والقوى العالمية الست، حيث وصف الجانبان المحادثات بأنها إيجابية وبناءة.
واتفقت إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي -- الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا (مجموعة 5+1) على عقد جولة أخرى من المحادثات في العاصمة العراقية بغداد يوم 23 مايو.
ويقول المحللون إنه رغم تزايد الآمال في إمكانية الخروج بحل للقضية النووية الإيرانية، إلا أنه لا يزال هناك طريق وعرة عليها أن تقطعه.
وذكر الدكتور صادق زيباكلام أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأحد أن "العالم شهد يوم السبت أن (مناخ المحادثات) كان مختلفا، ولكن النتائج الملموسة لن تخرج على الفور أو من جولة واحدة".
-- مؤشرات على إحراز تقدم
لقد قاد الموقف الأكثر لينا للوفد الإيراني والنهج البراجماتى لـ(مجموعة 5+1 ) خلال المحادثات إلى التوصل لاتفاق حول بعض النقاط العامة الأولية حول القضية النووية لإيران.
واتفق الجانبان خلال محادثات اسطنبول على إعداد مشروع وثيقة يتم بحثها خلال الجولة القادمة من المحادثات في بغداد، وهو ما يعد خطوة إيجابية.
وكان المناخ (البناء) لمحادثات اسطنبول متوقعا حيث دخل الجانبان في حوارات مع تقديم مبادرات تنم عن الاستعداد إلى حد ما إلى تهدئة التوتر الآخذ في التزايد حول الملف النووي للجمهورية الإسلامية.
وفي يوم السبت، وصفت كاترين اشتون مسئولة السياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي ، التي ترأست وفد القوى العالمية الست في محادثات اسطنبول، المحادثات النووية بأنها "بناءة ومفيدة".
وفى معرض حديثها في مؤتمر صحفي عقد مباشرة عقب الاجتماع ، قالت اشتون "لقد اتفقنا على إن معاهدة منع الانتشار تشكل أساسا رئيسيا لضمان تنفيذ إيران لجميع الالتزامات التي تنص عليها المعاهدة فيما يحترم تماما حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية".
وأضافت اشتون "نأمل في أن تقود الاجتماعات القادمة إلى خطوات ملموسة تجاه إيجاد حل تفاوضي شامل يستعيد الثقة الدولية في الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي".
وقال سعيد جليلى، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، خلال مؤتمره الصحفي انه يعتقد أن هذه الجولة من المفاوضات كانت خطوة للأمام .
وأكد أن إيران يجب أن تتمتع بـ"حقها" في الحصول على الطاقة النووية، مشيرا إلى أن طهران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي.
واعترف جليلي بان موقف القوى العالمية في المحادثات كان ايجابيا وشكل دفعة" لعملية التعاون".
وقال الدكتور سيد محمد ميراندى ، الباحث بمعهد دراسات شمال أمريكا وأوربا في جامعة طهران، لقناة ((برس)) الفضائية المحلية، بعد التصريحات التي صدرت عن ممثلي عن الجانبين، قال "يمكن القول بحذر إنها (المحادثات) ايجابية".
في الوقت نفسه، قال زيباكلام لوكالة ((شينخوا)) إن محادثات اسطنبول" أظهرت رغبة طهران والغرب على السواء في نوع ما من الحوار والتفاهم".
-- طريق وعر
وعلى الرغم من أن الأطراف المعنية قدمت ملاحظات ايجابية على المحادثات النووية التي جرت السبت، إلا أن المحللين يقولون إن هذه الجولة من المحادثات فشلت في تحقيق اى نتائج ملموسة.
واتفق الجانبان فقط على مواصلة المحادثات، وما زالت الطريق أمام حل القضية النووية الإيرانية وعرة
فالمناقشات لم تتطرق إلى قضايا حاسمة مثل ما إذا كان يتعين على إيران وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة ، وكيفية ضمان حق إيران في الطاقة النووية السلمية ورفع العقوبات المفروضة عليها.
وقال زيباكلام إن محادثات اسطنبول يمكن أن ينظر إليها كإختراقة، حيث انهى الجانبان الاجتماع بابتسامة لاول مرة". بيد انه استدرك بقوله" إلا أنها (المحادثات)على الجانب الأخر لم تحقق اختراقة حقيقية بالنظر إلى عدم التوصل إلى نتائج ايجابية".
وقال إن "القضية الحاسمة هي ما الذي ستفعله إيران مع برنامج تخصيب اليورانيوم وما إذا كان الغرب سيتسامح مع هذه الأنشطة أم لا ".
وواصل زيباكلام أسئلته العالقة:" هل ستواصل إيران (أنشطة) تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة؟ وهل سيتحمل الغرب ذلك؟
وقال إن لا احد يجب أن ينتظر نتائج فورية وملموسة في اجتماع بغداد يوم 23 مايو، وخلص قائلا " ستكون هناك مفاوضات شاقة بين الجانبين ...(ولن تأتى النتائج الملموسة) في الحال أو من مرة واحدة".
لكن النتائج الايجابية ستأتي بشكل تدريجي في الجولات القادمة من المحادثات، بحسب قوله.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...