القتيل قال للمتهم بقتله: (الكلام البتعمل فيهو دا عيب الناس ديل أصحاب مهما كان)
شهود الاتهام يفجرون مفاجأة حول أسباب مشاجرة الجاني للمجني عليه
المتهم يعترف بدفع مصطفي علي السرير وجاره يعثر عليه ساقطاً علي الأرض
العباسية: سراج النعيم
لنستعرض بحياد وقائع مقتل الشاب
مصطفي عبد الله موسي آدم البالغ من العمر (32) ربيعا الذي يعمل في مجال الحدادة ضف
إلي ذلك أن لديه أربع أطفال من الذكور
الذين عبروا عن حزنهم بالصمت اما اشقائه فقد روا القصة منذ البداية والي آخر جلسة
في محاكمة المتهم بارتكاب هذه الجريمة البشعة بتاريخ التاسع من الشهر الجاري ومن
خلال هذه الرواية كانوا يعبرون عن حزنهم العميق الذي تساقطت إثره الدموع مدراراً ولم يفكروا مجرد التفكير في
مسحها نسبة إلي أن الطريقة التي قتل بها (مصطفي) كانت طريقة انتقامية كشفها بجلاء
تقرير الدكتور جمال الدين يوسف الطبيب الشرعي، وبالتالي نجد هذه القضية ليست ككل
القضايا اذ ان هنالك ارغام من طرف آخر لإزهاق هذه الروح من خلال اجتماع القتيل مع
بعض اصدقائه داخل منزله بمدينة ابوسعد التي كانت غائبة عنه زوجته وابنائه لظروف
سفرهم خارج حدود ولاية الخرطوم وما بين هذا وذاك حدثت مشاجرة بين الجاني و(مصطفي)
مما أسفر عنها مقتله.
شقيق القتيل يتحدث للدار
فيما قال محمد عبد الله الشقيق الأكبر للمجني عليه: شقيقي القتيل جاء الينا في
منزل الأسرة بالعباسية أول أيام عيد الاضحي المبارك قبل إعلان وفاته حيث كانت
زوجته مسافرة في (الدندر) ومن ثم عاد إلى منزله الذي اجتمع فيه في ذلك اليوم مع
بعض اصدقائه الذين من بينهم المتهم بقتله فكان أن حدثت اشكالية بينه والطرف الآخر
في هذه القضية المثيرة جدا للاهتمام لأننا طوال تلك الفترة الزمنية المشار اليها
بالعام 2011م لم نكن نعلم من قريب أو بعيد بهذه المشاجرة الا في المحكمة عبر شهادة
الشهود الذين عزوا الأسباب أن المتهم كان يرغب في دس يده في جيب المرحوم لكي يأخذ
منه مبلغاً مالياً.
تقطيع في الأرجل
واضاف: لم نضع في المخيلة هذه
الفرضية التي حدثت حتى عندما ذهبنا إلى قسم شرطة ابوسعد غرب والذي وجدنا فيه شقيقنا
مسجي على عربة الشرطة ومن هناك توجهنا إلى مشرحة الطب الشرعي التابعة لمستشفي
امدرمان التعليمي وفيها أكد التقرير الخاص بالطبيب الشرعي أن هنالك ضربة في الرأس
بالة صلبة متمثلة في زاوية السرير بالاضافة الى قطع في الأذن الشمال بآلة حادة
فيها غرزة (2) سم إلى جانب تقطيع في الارجل الاثنين بطول (2) سم وعمق سم.
أما المبلغ عن هذه الجريمة فهو محمد جار شقيقي
مصطفي بمدينة أبوسعد مربع (52) والذي قال: ما أن مر علي أخر زيارة لي فقدته فما
كان مني الا ان توجهت ناحية منزله وعندما دلفت للداخل تفاجأت به ملقياً على الأرض
الأمر الذي استدعاني للجوء الى الشرطة التي باشرت تحرياتها في البلاغ حيث أنها
توجهت إلى مسرح الجريمة والتي في بادئها طال الاتهام اربع من اصدقاء شقيقي الذين كانوا معه قبل أن يتم قتله بهذه الصورة إلى
أن أصبح المتهم فيها واحداً سجل اعترافاً بدفعه نحو السرير.
المعروضات عبارة عن سكين
واستطرد الشقيق الأكبر للمجني عليه
(مصطفي): المتهم لم يكن يعرف بعض الاشياء التي تعرض لها القتيل كالتقطيع الظاهر علي
الأرجل وضربة الأذن والفك الأيمن والسفلي والصدر وتشخيطات بآلة حادة وضعت في إطارها
(سكين) كمعروضات ولكن حينما نقارن هذه الاعتداءات بالمعروضات ستجد أنها بعيدة عن
ذلك الواقع الذي ادعي فيه المتهم أنها كانت بطرف شقيقي (مصطفي) - عليه الرحمة - وبعد هذه الجولة حولت القضية إلى المحكمة التي
استمعت الى المتحري الأول والثاني في البلاغ جانب إفادات الشاهدين عادل عبد العزيز ومحمد السنوسي الأول قال: (جاء في اليوم
الثاني من عيد الاضحي المبارك لمعايدة
المرحوم وصادف ان التقي بالمتهم في نفس المكان فقام بخنقه طالباً منه حق
المواصلات أو خلع احدي عيني وتفادياً لهذه الإشكالية دفعت له بـ (5) جنيهات كانت
بحوزتي وفي تلك اللحظة طرق باب المنزل طارق كان هو محمد جار(مصطفي) دخل هو وخرجت أنا).
أما الشاهد الثاني فروي نفس الرواية سالفة الذكر
فيما أكدا أن المرحوم كان مستلقياً على السرير وفي تلك الأثناء خاطب المتهم بقتله:
(الكلام البتعمل فيهو دا عيب الناس ديل اصحابي مهما كان) فقلنا له: نحن أساسا
ماشين للعباسية وكان ان استقل محمد السنوسي وشقيقي (مصطفي) الدراجة البخارية
وتحركا بها الى وجهتهما وفي حوالي الساعة الرابعة أو الخامسة حضر السنوسي واصطحب
المرحوم وعادوا الى نقطة الانطلاق الأولي وهو التوقيت الذي حدثت فيه المشاجرة بين
الجاني والمجني عليه.
مشاجرة بين الجاني والمجني عليه
ويواصل الحكايا: وفي اليوم الثالث من
عيد الاضحي جاء المتهم الى منزل شقيقي فوجد معه جاره (محمد) الذي وجه إليه سؤالاً
يا مصطفي ماذا هناك؟ فقال له: هذا الشخص يتصرف تصرفات غريبة مع أصدقائي إلى هنا
خرج محمد من المنزل حوالي الساعة الحادي
عشر مساء ولم يأت إلى القتيل مصطفي إلا
بعد مرور فترة زمنية
من جهة أخري استمعت المحكمة للشاهد
الثالث (محمد) الذي قال: فعلاً كانت هنالك مشاجرة بين المرحوم والمتهم إذ إنني أتيت
إلى مسرح الجريمة فوجدتهما يتشاجران فقلت لهما: (يا اخونا الكلام فيهو شنو) فقال
المتهم عايز منو قروش قيمتها (50) جنيه فقطعت له وعداً بالإيفاء بها ولكنه أصر على
أن ادفعها له في الحين وكان ان جلس كل واحد منهما في سرير مقابل للأخر بينما كان
المجني عليه داخل غرفته والمحكمة سألت محمد: يا محمد الحاصل شنو؟ قال: كانت هنالك
مشاجرة بين شقيقي (مصطفي) والمتهم هذا ما
دار في جلسة التاسع من الشهر الجاري ليتم التأجيل إلى الخامس عشر الجاري لسماع إفادات
الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح جثمان مصطفي عبد الله.
الطب الشرعي يميط اللثام
ويستأنف بيجات شقيق القتيل مصطفي
القصة قائلاً: خامس أيام عيد الاضحي المبارك تلقيت اتصالاً هاتفياً من قسم شرطة
ابو سعد غرب قال فيه محدثي من الطرف الآخر: شقيقك تعبان تعال شوفو في قسم شرطة
ابوسعد غرب فقلت له: إذا كان تعبان بكون في
المستشفي فقال مضيفاً : الزول دا موجود في القسم لأننا وجدناه متوفى في منزله.. إلى هنا انتهت المكالمة
الهاتفية ما حدا بيّ الذهاب برفقة شقيقي الأكبر إلى قسم الشرطة الذي تعرفنا فيه
على جثمان المجني عليه ..وكان طلبنا تحويل الجثمان إلى الطب الشرعي لإماطة اللثام
عن الغموض الذي يكتنف الوفاة وكان أن أخذنا أذناً من النيابة .. وفي صباح اليوم
التالي تمت عملية التشريح الذي بعده استلمنا الجثة وقمنا بمواراتها الثرى .. وما
أن فرغنا من هذه المرحلة إلا وبدأنا رحلة البحث بالاتصال بأصدقاء شقيقي (مصطفى )
الذين سألوني ماذا هناك؟ فقلت لهم : لقد وجدنا شقيقي مصطفى متوفى في منزله ..
وهكذا في معظم الاتصالات تأتي الإجابة بأنه علينا توجيه هذا السؤال للمتهم بقتله
باعتبار أنه أخر شخص كان معه.
قصة حوار مع المتهم
وقال
بيجات : وفي غمرة بحثي تلقيت اتصالاً هاتفياً من شقيق المتهم بقتل شقيقي مصطفى مؤكداً
ليّ من خلاله بأنه الأول يعمل في أحدى الشوارع بالعباسية.. وكان أن تحركت صوب
المكان يرافقني ابني عمر وبعض الشباب.. وما أن وقعت عيني في عينه إلا وألقيت عليه التحية
ثم قلت له: شقيقي مصطفى توفي إلى رحمة مولاه فلماذا لم تأت لتؤدي واجب العزاء فيه بحكم أنه
صديقك أم أنك غير ملم بهذه الحقيقة ؟ فقال : أبداً اعرف فقلت له : لماذا لم تحضر ؟
فقال : والله مشغول .. الشيء الذي استدعاني إلى سؤاله عما حدث وهل هو كان معهم ؟
قال : لم أكن برفقتهم وكنت مع أخي .. فقلت له : يا فلان قل حديثاً غير هذا .. خاصة
وأن من كانوا معكم قالوا أنك كنت آخر شخص مع المرحوم في منزله .. فقال: ما في زول
قال كلام بالشكل دا أنا كنت قاعد مع أخوي وما عارف حاجة فقلت له : ربنا يكضب
الشينة.
القتيل كان نائماً في الغرفة
وأشار
بيجات إلى أنه بعد الحوار الذي دار بينه والمتهم بقتل شقيقه (مصطفى ) اتصل
بالمحامي وشرح له الوضع كاملاً بما في ذلك ردة فعله التي كانت غير طبيعية ..وقلت
له هل نتحفظ عليه .. فقال ليّ : دعه وعود ولا تقول ما حدث لأي شخص حتى لا يهرب ..
وبالفعل أصبحنا نتكتم على الحقيقة إلى أن كشف تقرير الطب الشرعي الأسباب القائدة
إلى وفاة المجني عليه بالإضافة إلى أن جار المرحوم كان معهم في نفس اليوم الذي قتل
فيه فقال : المتهم خنقني وهددني ب(كتر) على أساس أنه سوف يفقع ليّ عيني ولن يتركني
إلا بعد أن ادفع له مبلغاً مالياًَ يركب به المواصلات كما أنه طبق نفس السيناريو
في صديق أخر وأخذ منه (5) جنيهات كل هذه التداعيات دارت في المنزل والقتيل كان
نائماً وعندما صحي من النوم سأل عن الشيء الحاصل .. فقالوا له : المتهم فعل كذا
وكذا .. فما كان منه إلا أن يطرده .. وفي تلك الأثناء خرج عادل عبدالعزيز.
المباحث تلقي القبض على المتهم
ومن
هذه النقطة قلت لابن عمي لأبد من أن نذهب لمنزل شقيقي (مصطفى) وكان أن ذهبنا إلى
جاره (محمد) لكي نأخذ منه المفتاح الذي بحوزته لأن النسخة الثانية منه في قسم الشرطة وعندما أعطاني إليه
وتحركت إلى مسرح الجريمة وجدت نفسي قريباًَ من القسم فقلت لابن عمي دعنا ندخل
للشرطة لنأخذ منهم الأذن. وما أن دلفت إلى داخله إلا وقال ليّ أفراد المباحث اجلس
قليلاً فقلت لهم ماذا هناك.. فقالوا ليّ تقرير الطب الشرعي وصل إلينا ما أدى إلى
تحويل البلاغ إلى المادة (130) من القانون الجنائي وتفسيرها القتل العمد .. لذلك
وضح لنا ما حدث بالضبط .. فقلت لهم : والله المعلومات التي تحصلت عليها سوف تنهي
هذه القضية.. وهي على النحو الذي رواه ليّ جاره .. (محمد ) وبعض أصدقائه الذين
كانوا معه قبل اكتشافه جريمة القتل .. وكان أن أبلغت محمد بأن المباحث تطلبه
وعندما جاء إليهم سألوه ما الذي حدث ؟ وبالفعل روى لهم الرواية على نفس النسق ..
المهم أننا بعد الوصول إلى هذه المعلومات الهامة أصبح همنا في إلقاء القبض على
المتهم الذي تحرك إليه ثلاثة أفراد من المباحث الذين طاردوه في شارع العام حيث أنه
كان يقود ركشة إلى أن حاصروه في شارع الجامعة الإسلامية وصادف ذلك حضور عربة شرطة
النظام العام الأمر الذي قاد المتهم أن يعود ناحية أفراد المباحث الذين القوا
القبض عليه.
الخامس عشر جلسة في القضية
وفي
ختام كشفه تفاصيل هذه القضية قال بيجات شقيق القتيل (مصطفى) : حقيقة كانت قصه
القتل مؤلمة جداً بالنسبة لنا لان الغموض كان يحيط بها من كل جانب إلى أن استطاعت المباحث
أن تفك طلاسمها وتكمل الملف ومن ثم تتم إحالته إلى المحكمة .. التي شهدنا فيها عدة
جلسات استمعت فيها إلى المتحرك الأول والثاني في البلاغ ضف إليهما الشهود وتأجلت
المحكمة إلى الخامس عشر من الشهر الجاري لسماع إفادات الدكتور جمال الدين يوسف
الطبيب الشرعي لمشرحة امدرمان .. والغريب في هذه القضية أن شقيقي لم تكن لديه أية
عدائيات مع أي شخص كان في العمل أو السكن .. بل طاف معظم المنازل لمعايدة أهلها مع
جاره الشاكي في هذا البلاغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق