الشهيد دمر ست عربات وفجر مخزن الاسلحة بمنطقة ام دافوق جنوب دارفور
والده يكشف تفاصيل زواجه وماذا قال في آخر مكالمة قبل الاستشهاد
التوأم حسن كان سعيداً بتحرير قوات الشعب المسلحة لهجليج الغنية بالنفط
ام دافوق/ الخرطوم: سراج النعيم
كشف والد
الشهيد حسن فتح الرحمن محمد الحسن التفاصيل الكاملة لاستشهاده بطلق ناري في رأسه
صوبته عليه حركة تحرير السودان جناح اركو مناوي خلال الايام الماضية في هجومها علي
منطقة ام دافوق بولاية جنوب دارفور وهي قادمة من دولة جنوب السودان الوليدة وكانت
حكومة الولاية قد اشارت بأن الجيش السوداني طرد مقاتلي حركة تحرير السودان بقيادة مناوي
من المناطق التي دخلتها الحركة خلال يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين في ام دافوق
والدمبلويا والسيسبان والقريضاية وجواغين بولاية جنوب دارفور وقال الدكتور عبد
الكريم موسي نائب والي الولاية في مقابلة مع راديو دبنقا ان الجيش السوداني طرد
قوات مناوي من المناطق التي مرت عليها وان القوات المسلحة تطاردهم الآن في الفيافي
واضاف: ان ماحدث ان تلك القوات تدخل الى
قرية او محلية لعشر دقائق ثم تخرج منها بعد ان تقوم بترويع المدنيين وتكسر الهدوء والأمن والاستقرار في المنطقة
المعنية ومن جانبه ادان الدكتور التجاني السيسي رئيس السلطة الاقليمية لدارفور
هجوم الجبهة الثورية السودانية على منطقة ام دافوق مشيرا الى ان الهجوم عليها
بالتزامن مع هجليج يعكس مدي التنسيق الذي
تم في ذلك لاستهداف البلاد وقال السيسي في تصريحات صحفية عقب لقائه الاستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس
الجمهورية بمجلس الوزراء: ان هذا الهجوم على منطقة ام دافوق جاء في وقت تشهد فيه
البلاد عودة للنازحين واللاجئين لدارفور بشهادة منظمات الأمم المتحدة واليوناميد
بفضل انفاذ اتفاقية سلام الدوحة وقال ان أهل دارفور قالوا كلمتهم بأن الحرب غير
مجدية ولن تؤدي الا للمزيد من عدم الاستقرار وسفك الدماء وأبان ان أهل دارفور مع
السلام وسيظلون في السلطة الاقليمية داعمين لذلك لما لمسوه من وقوف الجماهير مع الاتفاقية واعرب
كذلك عن موقفه الرافض للعدوان الذي تعرضت له هجليج من قوات دولة جنوب السودان
مؤكدا وقوف حركة التحرير والعدالة في خندق واحد مع القوات المسلحة.
الشهيد فجر ستة عربات ودمر مخزن الاسلحة
فيما قال
والد الشهيد العريف شرطة فتح الرحمن محمد الحسن البالغ من العمر (24 ربيعا):
استشهد نجلي في الهجوم الغادر الذي شنه
مقاتلي حركة تحرير السودان جناح اركو مني مناوي على منطقة ام دافوق في الحدود السودانية المتاخمة للحدود مع افريقيا الوسطي
حيث تم توزيعه هناك من قوات شرطة
الاحتياطي المركزي وكانت تتألف القوة من ثلاثة وعشرين شرطيا دخل منهم ثلاثة عشر
الى افريقيا الوسطي وتسعة فقدوا في تلك الاثناء التي تمكن فيها الشهيد من تفجير
ستة عربات تتبع للمتمردين كما انه فجر مخزن الاسلحة حتي لا تستفيد منه قوات تحرير
السودان جناح اركو مناوي في الاعتداءات المتكررة على المناطق الواقعة في الشريط
الحدودي للسودان مع بعض الدول الافريقية على امتداد دارفور وكردفان وما ان انجز مهمته ببسالة وشجاعة الا
وصوبوا نحو رأسه عيارا ناريا أودي بحياته في الحال ووفقا لذلك تمت مواراة جثمانه
الثري بمنطقة ام دافوق.
وهذه
التداعيات افرزها الاستهداف المستمر من امريكا واسرائيل ودولة الجنوب الجديدة التي
تنفذ في هذا المخطط بالوكالة سعيا منها لانجاب الظلم لا شيء غير الظلم وهو يهدف
الى تحقيق مصالح القوي الغربية في الشمال السوداني المفتري عليه وبالتالي الحركة
الشعبية الحاكمة في جنوب السودان تحتاج الى تنظيف افكارها من الحقد والحسد وان لا
تعمل على مساعدة اصحاب الاطماع الذاتية وليكن في علمهم اننا قد استوعبنا بمالا يدع
مجالا للشك المعادلة التامرية التي اصبحنا لها قيدا يكبلها تكبيلا شديدا فلا تفاوض
خارج اطار الالتزام بالعهود والمواثيق.
صلاة الغائب على الشهيد بالخرطوم
ويستأنف
والد الشهيد الحكاية: وعندما تأكدنا من نبأ
استشهاد ابني التوأم حسن صلينا عليه صلاة الغائب بمنطقة جبرة شمال بالخرطوم
وقد انجبته في العام 1989م وقد سبق شقيقه
التوأم (حسين) بربع ساعة وقد درس الى ان امتحن الشهادة السودانية ومن لحظتها كانت
رغبته في الانضمام الى القوات النظامية لكي
يساهم مع زملائه في الأمن والاستقرار لهذا الوطن الذي يواجه تحديات جسام من
الداخل والخارج طمعا في ثروته الاقتصادية التي حباه بها الله – سبحان وتعالي –
فثمة محاولات لانكار هذه الحقوق علينا ولانها تصب بعيدا عن الحق فلا نلتفت اليها من قريب او بعيد وان كانوا يعملون على بث مشاعر
سالبة في المجتمع وهي مشاعر مشحونة بالوحشة والفجيعة والغربة والتوق الغامض للدفء
الانساني ومن هنا لن نصمت لأن الصمت الذي ظللنا نمارسه في الفترة الماضية استدعي
الاغراب في العمل على انتهاك حقوقنا المنصوص عليها بالاتفاقيات والمعاهدات
الدولية.
لقد بلغت
التحديات ذروتها في الخيال الشمالي مما أدي الى التساؤل هل الحضارة العصرية تلائم
الجنوبيين اذا وضعنا في الاعتبار انها تكونت دون معرفة بطبيعة حقيقتها على الرغم
من انها انشئت مبكرا قبيل استقلال السودان من الاستعمار البريطاني الذي خطط ودبر
لكي نكون قوم تعساء لا نجيد التخطيط باخلاقية وعقلانية فالجماعات والأمم التي بلغت
فيها الحضارة العصرية اعظم نمو وتقدم هي الاخذة في الضعف أو التردي؟؟!!
الالتحاق بقوات شرطة الاحتياطي المركزي
ويستطرد
والد الشهيد (حسن): التوأم كان متأثرا بي اذ أنني سبقته في الانخراط الى القوات
النظامية وبالمقابل انضم الى قوات شرطة الاحتياطي المركزي التي عمل فيها حتي تاريخ استشهاده في منطقة ام دافوق
بولاية جنوب كردفان وتعود جذوره الى قبيلة الرباطاب التي قدمت الكثير من ابناءها
فدا لهذا الوطن وبما أنني قد خدمت في قوات الشعب المسلحة الى ان نزلت من الخدمة
العسكرية برتبة مساعد وبحكم خبرتي في هذا المجال لم اعترض على التحاقه بالجندية
التي كان محبوبا في اطارها بين زملائه كذلك كان
فقده لنا جميعا عظيما حيث تلقينا خبر مقتله على يد متمردي حركة تحرير السودان جناح اركو مني مناوي يوم
الاربعاء الماضي بواسطة عميد شرطة مسؤول عن العمليات بالاحتياطي المركزي.
ويستمر واصفا حياة نجله معددا مآثره قائلا: كان يخطو خطواته بثابت ويدري اين موقعه من خارطتها فهي كانت عنده محدودة وواضحة مما حدا به ان يمضي في دفاعه عن الارض والعرض والطريق الذي اصبح عليه شبه اجماع في الاوساط الشمالية خاصة عندما تواصلت الاعتداءات على المناطق السودانية في دارفور وكردفان وهي الاعتداءات التي بدأت معها الحياة تتعثر لما شهدته من انتهاكات على منطقة هجليج وام دافوق وتلودي والدمبلويا والسيسبان والقرياضاية جواغين بولاية جنوب دارفور
ويستمر واصفا حياة نجله معددا مآثره قائلا: كان يخطو خطواته بثابت ويدري اين موقعه من خارطتها فهي كانت عنده محدودة وواضحة مما حدا به ان يمضي في دفاعه عن الارض والعرض والطريق الذي اصبح عليه شبه اجماع في الاوساط الشمالية خاصة عندما تواصلت الاعتداءات على المناطق السودانية في دارفور وكردفان وهي الاعتداءات التي بدأت معها الحياة تتعثر لما شهدته من انتهاكات على منطقة هجليج وام دافوق وتلودي والدمبلويا والسيسبان والقرياضاية جواغين بولاية جنوب دارفور
المخطط التآمري السوداني كبير
وفي ذات الإطار كان الجيش السوداني قد تصدى بالتزامن مع عملية إسترداد
مدينة هجليج من قوات الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب هجوماً شنته بعض العناصر
المتمردة على مدينة تلودي بجنوب كردفان ..وكانت القوات المتمردة المهاجمة مدعومة
من حكومة جنوب السودان بغية فتح مسار لهم في الولاية سالفة الذكر.
وقال العقيد خالد الصوارمي المتحدث باسم القوات المسلحة في تصريحات صحفية
إن الجيش السوداني ما يزال يطارد بقايا هذه القوات المتمردة التي تباعدت مسافاتها
مع ولاية جنوب كردفان وتلاشت آمالها في إحراز تقدم باتجاه إسقاط مدينة تلودي.
ويبدو من سياق مجريات هذه الأحداث جميعها أن المخطط التآمري على السودان
كبير الحجم وواسع النطاق وخطير الأهداف فمع احتلال قوات الحركة الشعبية لمنطقة
هجليج جرى عمل آخر في مناطق تقع في جنوبي دارفور وكردفان ..ولاشك مثل هذه المخططات
لا تتم إلا من خلال سند خارجي يقدم الدعم الإعلامي والمعنوي والمالي واللوجستي
ولكن سوء حظ من خططوا ودبروا ذلك في الظلام فإن الشعب السوداني كان واعياً بما
يحاك ضد وطنه الذي هب لنجدته واحباط المخططات التي لم يعد في الإمكان إعادة
سيناريوهاتها في المستقبل القريب أو البعيد.
وقال السفير العبيد المروح الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية في تصريح صحفي
الثلاثاء إن منطقة ام دافوق تقع على الحدود المشتركة بين السودان وأفريقيا الوسطى
وتشاد مضيفاً ان الخارجية تعد الآن شكوى جديدة لمجلس الأمن والمنظمات الإقليمية
والدولية تتعلق بإدعاءات دولة جنوب السودان تبعية منطقة هجليج لها وذكر الناطق
الرسمي أن هذه الإدعاءات تعبر عن نوايا عدوانية بتجديد المحاولات بالهجوم على
المنطقة وأن وزارة الخارجية ستطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمطالبة دولة
الجنوب بالكف عن إطلاق مثل هذه الإدعاءات .
زواج الشهيد التوأم بالخرطوم
وحول آخر اتصال هاتفي لهم مع الشهيد حسن فتح الرحمن محمد الحسن قال والده
.. كنا نتجاذب معه اطراف الحديث يوم الثلاثاء الماضي قبل أن يسلم الروح لبارئها في
الهجوم الذي شنته حركة تحرير السودان جناح أركو مني مناوي على منطقة أم دافوق
بولاية جنوب دارفور وكان سعيداً بما حققته قوات الشعب المسلحة والقوات النظامية الأخرى
من انتصار على قوات جيش الحركة الشعبية بمدينة هجليج.. وحينما عاودنا الإتصال به
يوم الأربعاء كان يأتي إلينا الرد من الطرف الآخر : (هذا المشترك لا يمكن الوصول
إليه حالياً) الأمر الذي جعلنا نقلق عليه قلقاً شديداً فما كان منا إلا الاستعانة
بقريب لنا في الشرطة وقام هو بدوره بالإتصال بشرطة الاحتياطي المركزي التي أفادتنا
أنه استشهد في الهجوم الغادر على منطقة أم دافوق وكان ان تقبلنا النبأ بإيمان قوي
خاصة توأمه حسين وشقيقه معتصم ومحمد وشقيقاته سوسن وسارة ومنال ونجلاء وإسراء .
وكان الشهيد قد أكد لنا أنه آتي إلى الخرطوم يوم الثلاثاء الماضي وهو نفس
اليوم الذي استشهد فيه بمنطقة ام دافوق بولاية جنوب درافور .. فهو كان يفترض أن
يصله زميله الذي يجب أن يحل مكانه قبل شهر من الآن ولكن إرادة المولي عز وجل فوق
كل شيء وأن كنت ارتب له مفاجأة تتمثل في أنني كنت أنوي تزويجه ومن واقع أنني كنت
في القوات المسلحة أطالب الدولة أن تدعم الشريط الحدودي للسودان مع الجنوب بقوات
أكبر حتى نتفادي الإنتهاكات المتكررة من جيش الحركة الشعبية والقوات المتمردة
المنطلقة من أراضي دولة الجنوب الوليدة.
شهداء القوات المشتركة على الحدود
ويشير والد الشهيد إلى أن 52 هم الذين استشهدوا في منطقة أم دافوق منهم
جنود من القوات المشتركة بين السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد .
وتقول مصادر سياسية تحدثت لـ (سودان سفاري ) من ولاية جنوب كردفان أن
الهجمات المتكررة على تلودي وعلى وجه الخصوص الهجوم الأخير الذي أفشله الجيش السوداني
تهدف إلى بث روح معنوية عالية في صفوف المتمردين بعد الضربات المتكررة التي تلقوها
مراراً من القوات المسلحة لاقصى مدى ممكن إعتقاداً من دولة الجنوب أن الجيش
السوداني لن يستطيع العمل في أكثر من جبهة في ذات الوقت.
وتمضي المصادر لتؤكد أن خسائر فادحة شديدة الألم قد تكبدتها القوات
المهاجمة تراوحت بين المئات الذين سقطوا وعشرات الآليات والأسلحة والذخائر التي
اضطروا لتركها وراءهم فارين بجلدهم متخطين الحدود إلى جنوب حدود 1956م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق