كنه : الجناة انهوا حياة شقيقي بـ (سونكي) في ركن نقاش بالجامعة
تقرير الطب الشرعي قال : (الوفاة ناتجة عن الطعن بآلة حادة ).
والد الشهيد مريض بفقدان الذاكرة بعد حقنة بحقنة عن طريق الخطأ .
الخرطوم : سراج النعيم
تبقي جرائم الحركة الشعبية ضد ابناء
السودان الشمالي خالدة في المخيلة لما تمتاز به من مرارات الماضي الذي لم يكد ان
تنمحي ملامحه حتى يفتح مسرحاً آخراً من مسارح القتل مع سبق الإصرار والترصد منذ
إعلان نبأ وفاة الدكتور جونق قرنق زعيم التمرد وقتئذ في جنوب السودان وهو اليوم
الذي ارتبط في الأذهان بيوم (الاثنين الأسود) الموافق الثاني من أغسطس .. التاريخ الخالد في ذاكرة الشعب
السوداني .. وهو غني بالتضحية الشمالية .. غني بالمعاني والمضامين السالبة التي لم
تتأثر بها ولا بثقافتها العنيفة الوافد على مجتمعنا الذي سجل اسمه باحرف الاعجاز
والأنجاز رغم الإعتداءات المتكررة من جيش الحركة الشعبية على الشريط الحدودي
المتاخم بين البلدين .. وكل هذه الإنتهاكات ليست بالظاهرة المنفصلة بذاتها .. إنما
كانت مع التجديد الذي ظهر من خلال الشعارات البراقة لامريكا وحلفائها الذين جعلوا
من الماضي متفاعلاً مع الحاضر لزعزعة مقومات دولة السودان بعد الانفصال على أمل أن
تقود الحركات المتمردة هذا الوطن بحسب أهوائها .. ولكن هذا لن يحدث طالما أنه في
ظاهره مجتمعاً على العنف .. هكذا فقدنا في العام 2007م الشهيد الطالب الجامعي
المعز حسن كنة الذي توفي متأثراً بالإعتداء السافر الذي مارسه ضده طلاب الحركة
الشعبية.
شقيق الشهيد المعز كنه
وكانت مع هذا وذاك تشير جرائم
الحركة الشعبية إلى أنها صراع مع الشمال بلانهاية حيث أنه تتجسد فيه الإباحية
وإغراق الشمال في هذا الصراع خاصة وأن هذا الفهم سائد لدى قيادتها المعروفة
بالمواقف اللاإنسانية واللا أخلاقية .. وليست هذه الفكرة بالظاهرة الإجتماعية بل
قاعدة سلوكية تحتم على الإنسان دخول معركتها والخضوع إليها خضوعاً مطلقاً يعمي
عينيهم عن رؤية الحقيقة كالذي يحدث في منطقة هجليج الغنية بالنفط مما يعني أنه ليس
قمة تلازم حتمي عقلي منطقي يجمع بين الفكر المتمرد وفكر الدولة.
ومن هنا قال سامي حسن محمد أحمد
شقيق الشهيد المعز حسن الشهير بـ(كنه): دخل – عليه الرحمة – الجامعة وهو يحمل فكر
الحركة الإسلامية منذ الصغر إذ كان دائماً ما يقول مستشهداً بابن تيمية يعتبر
الحاكم وكيلاً ونائباً واجيراً فهو وكيل لأن عمر رضي الله عنه يقول حينما طلبوا
منه أن ينفق على نفسه ولا يقتر( أتدرون ما مثلي ومثل هذه الرعية).. إنما مثلى
مثلهم كجماعة سافروا واعطوا نفقاتهم إلى رجل منهم، فهل يحق له أن يستأثر عليهم
بشيء ؟ فهو وكيل إذن هو أجير وسيتدل بقول أبي مسلم الخوالاني التابعي حينما دخل
على معاوية فقال : السلام عليكم أيها الأجير ، اعادها ثلاثاً ، فقال معاوية وكان
أمير المؤمنين أنئذ = دعوا أبا مسلم فإنه أعلم بما يقول ، قال إنما أنت أجير
استأجرك ربي على هذه الغنم. فإن دوايت مرضها وهنأت جرباها وجمعت أولادها على أخرها
وفاك سيدك أجرك وإن أنت لم تفعل عاقبك سيدك.. فإستنتج ابن تيمية هذه النصوص وغيرها
وتنطبق عليه في الفقه أحكام الإجارة وهذا مالم يصل إليه الفقه الدستوري الحديث ولا
إتفاقيات السلام.
الأحداث المتتالية على الشمال
لقد بلغت التحديات ذروتها في الخيال
الشمالي . هكذا واصل سامي شقيق الشهيد المعز حسن كنه تشريح واقع الحركة الشعبية ثم
قال : تجربة حزينه عاشتها أسرتنا ومازالت تسيطر على تفكيرنا رغماً عن مرور الأيام
والشهور والسنوات حيث أن شقيقي قتل من قبل الطلاب الجنوبيين في الجامعة التي كان
ينتمي إليها .. فهو كان المتحدث الرسمي باسم حركة الطلاب الإسلاميين.. وحينما حدث
ركن نقاش انبرى هو لهم فلم يحتملوا حجته القوية فما كان منهم إلا الاعتداء عليه
ضرباً حتى فارق الحياة متأثراً بما تعرض له ..وهذا يؤكد أن الحركة الشعبية اغتالت
الشهيد. لعجزها مقارعته الحجة بالحجة .. فانتهي به المطاف إلى سلوك غير إنساني أو أخلاقي
أو حضاري وهو أخراج الغل الموجود في الصدور إلى حيز الحياة وتطبيقه عملياً بشكل
جماعي مستمد من تجربة الماضي ومعاناة الحاضر وبثه في ممارسة غير سوية مع وقائع
الاحوال والأحداث المعاشة وذلك لتعطيل المستقبل ، فالإستقرار لايهبه فاقد الشيء..
مما حدا بالاحداث المتتالية على إنسان الشمال أن زادت ثراءه وأخصبت عطاءه وأن لم
تكن خيراً محضاً إنما فيها الشر ولا صفاء خالصاً من العكر والكدر.
طعن الشهيد بسونكي بالجامعة
ويتسأل سامي شقيق الشهيد (المعزة
كنه) ترى ما حدث يوم (الاثنين الاسود) ومقتل شقيقي والاعتداءات المتكررة على مناطق
حدودية مع دولة الجنوب الوليدة هل كانت الإنتهاكات ضرورية أم أنه كان هوى وإختيار
الطريق اللانساني واللا أخلاقي أم هو على احسن الإحتمالات فيه خطأ كبير!!
وكثيرون يتساءلون ما معنى أن يطلق
إسم الحركة الشعبية على جنوب السودان باثره ، هل هي حركة لكل القبائل في تلك
الدولة الجنوبية .. إذن هل هي حركة كافة الجنوبيين على إختلاف قبائلهم أم أنها تسيطر عليها قبيلة
بعينها ؟؟ على أي حال تبث جواً من التوتر الذي افضي في النهاية إلى مقتل شقيقي في
8/2/2007م التاريخ الذي طعنوه فيه وبآلة
حادة (سونكي). سقط على إثرها وسط بركة من الدماء التي اسعف وفقها
الى مستشفي الخرطوم التعليمي إلا انه اسلم الروح
الى بارئها فتم تحويل جثمانه الى مشرحة الطب الشرعي بالخرطوم وكان قرار
طبيبها الشرعي ان الوفاة ناتجة من الطعن
بالة حادة ومن هذا المنطلق فتح بلاغا جنائيا بطرف قسم الشرطة الذي باشر تحرياتها
بعد ان القي القبض على عدد من المشتبه بهم في ارتكاب هذه الجريمة البشعة بكل
ماتحمل هذه الكلمة من معني.
شكوي للامم المتحدة ضد الجنوب
اليس جرائم الحركة الشعبية تمعن في فضائح قادتها الذين جبلوا
على سلب الحقوق وتعريض الاخرين للخطر الذي تريد ان تعيدنا به الى بدايات عصر القبلية
العصر الجاهلي الذي جعل الشمال المفتري عليه امام تحديات جسام مع الحركة الشعبية التي تنفذ في المخطط الامريكي
الاسرائيلي بالوكالة.
واضاف: وعندما تم تحويل قضية الشهيد المعز كنة الى المحكمة
كان الاتهام يطال عشرة اشخاص من الحركة الشعبية ولكن في النهاية تفرق دم شقيقي دون
ان ينال الجاني جزاءه جراء قتله لشقيقي وبالتالي عقدنا العزم على تصعيد هذه القضية
الى حقوق الانسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة حتي نرد حقوقنا كاملة لا منقوصة من
الحركة الشعبية بعد ان اصبحت دولة مستقلة بذاتها لأن دمه سيظل في جبيننا وصمة عار
الى ان تقوم الساعة نسبة الى ان هذه الجريمة دخلت ضمن التطرف المنظم لاضطهاد انسان
الشمال لقد دفع الكثير منا الثمن فما حدث فعل من افعال الغاب ولم يسلم من ذلك حتي
الاطفال الصغار.
الحكاية المؤثرة جداً
نعلم ان ماحدث في ذلك الوقت كانت تحيط به ظروف تختلف عن
الظروف السائدة قبل الانتقال من بيئة معيشية لاخري ومن حيث المستوي التعليمي
والنسب المتفاوتة في طرح القضية ذاتها هي مشكلة معادلة ليس للشمال يد فيها من قريب او بعيد حتي يدفع انسانه ضريبة
باهظة التكاليف فالشهيد المعز كنة لم تسلم اسرته من المعاناة فوالده مريض بفقدان الذاكرة نتيجة اعطائه حقنة
عن طريق الخطأ ووالدته وشقيقه الذي كان يعمل ويصرف عليهم تعرض لاشكاليات خارج نطاق
عمله.
ويستأنف سامي الحكاية المؤثرة جدا اما عني انا فاعمل جنديا
في الجيش السوداني وراتبي لا يكفي لاعالة هذه الاسرة المكونة من الوالد والوالدة
وهما الاثنين مريضين ضف اليهم شقيقتي التي تدرس بالجامعة فيما تجد انني سأغادر
الخرطزم متوجها الى منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان للانضمام الى زملائي بالجبهة
للزود عن هذا الوطن الذي يتواصل استهدافه المتكرر من جيش الحركة الشعبية فان
ماتقوم به من عمل اجرامي استفزازي يجعلنا نستنتج بان ماحدث ويحدث مخطط له لخلق عدم
استقرار داخلي فانهم يبدون شديدي الحرص على تكبير الهوة وتعزيز دورهم بوسائل رخيصة
وظفوا لها عملاء ومأجورين ساهموا في ارتكاب تلك الجرائم فاخذوا دورهم في جعل هذه الجرائم مبررة بعد ان
فشلوا في تحقيق اهدافهم بطرق اخري.
الحركة الشعبية تشعل فتيل الحرب
ومن الطبيعي جدا ان يتبادر الى ذهن الانسان تساؤلات عديدة
تخص وضعه العام في ظل المتغيرات التي تشهدها البلاد خاصة وانه يعيش مستهدفا من
الحركة الشعبية واذرعها فهل العوالم الاخري لديها نفس الخصوصية في الشد والجذب ام
اننا نشعر بذلك باعتبار ماطبع فينا منذ أمد بعيد حروب مفروضة علينا فرض وحملات
اعلامية تدعم ذلك فمره نواجه هذا الاستهداف ومرات اخري نتعامل معه بتفادي ذلك وهو
الأمر الذي يشجع الحركة الشعبية على اشعال فتيل الحرب التي يدفع ضريبتها ابناء
السودان الشمالي وفقا لمظاهر الاضطرابات الناجمة عن فقد قيادات الحركة الشعبية للقيم الروحية والسند
الروحي الذي يبعدهم عن اللجوء للعنف طلبا للانتقام وهذا يندرج في الامراض
الاجتماعية والنفسية وتتعدد اشكال وانعكاسات الجوانب العدائية وهي خارجة عن فطرة
الانسان الا في حال تزويده بها من استعدادات فطرية يسيطر عليها من هم مستفيدون مما
يحدث من اجرام واضطراب ولكن هناك بعض سمات الشخصية المرتبطة بالسلوك الاجرامي
ويذهب سكو سيلر وكريسي في العام 1950م في دراستهما لسمات شخصية المجرمين الى القول بأن سمات الشخصية في المجرمين بنفس
الطريقة التي توزع بها عند افراد المجتمع.
اضاء الطريق امام الآخرين
واستطرد سامي شقيق الشهيد المعز كنة قائلا: قصة أخي تختلف عن
كل القصص التي أزهقت فيها الحركة الارواح لأنها تندرج في اطار السلوك الاجرامي
السلوك الشاذ او المنحرف الذي اطر فينا الاحساس بالألم الذي هو مستمرا معنا حتي
هذه اللحظة فكل الأسرة تتألم ألما شديدا من فرط
الجرم الشنيع الذي حاق بابنها مما عمق الجراح واسكن الحزن في النفوس واي
حزن هو الذي يوضح التأثر براوسب الماضي المؤسس على البديل السلبي الذي فقدوا في
ظله قيم واخلاق انسانية نبيلة امتدت عبر التاريخ وتوافرت لها الامكانيات اللازمة
عبر الاقامة ومواجهة مخاطر الغزو الثقافي الذي لا يحترم قيمنا آخذين في الحسبان
التحديات الجسام المهددة للحاضر والمستقبل معا كحاجة هؤلاء للانتقام من انسان
يحاول تخفيف سلبياتهم ويرفع من مستوي ايجابياتهم وازالة الاحساس بالدونية ولكن حدث
ويحدث العكس فالمرارات القديمة طلت بوجهها القبيح الذي ينقلني الى زاوية أخري من
حياة شقيقي الشهيد المعز حسن كنة وتتشكل باشكال صفاته وتكشف مدي الحنين الذي كان
يكسوه ويرتفع صوته الذي يجهش بالبكاء والدموع تبلل الخدين ولا يأبه بها او يفكر
مجرد التفكير في مسحها كان عليه الرحمة
يتعامل معنا تعاملا راقيا ولا يختلف هذا التعامل مع الجميع وكان واثقا بأن من اضاء
الطريق امام الاخرين سيجد منهم الوفاء فشكرا لكل من جاء انذاك معزيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق