التاسع من أبريل .. جنوبيون (أجانب) في أرض الشمال
كتب: نادر بلة وسوزان خير السيد/ تصوير: محمد الفاتح
«..أن يوم التاسع من أبريل، يمثل موعداً
نهائياً للفترة الاستثنائية لوجود مواطني جنوب السودان في السودان، وزاد:
«بعد هذا التاريخ سيعامل مواطنو جنوب السودان وفقاً للقوانين التي تحكم
وجود الأجانب في السودان وأضاف: اعتباراً من يوم الأحد الجنوبي مثل المصري
والسعودي والتشادي، وغير مسموح ببقائهم في الشمال من غير هوية.. بهذه
الكلمات قطع رئيس البرلمان مولانا أحمد إبراهيم الطاهر في إشارة منه إلى
احترام القانون الالتزام بنصوص اتفاقية نيفاشا التي أدت إلى تقرير حق
المصير للمواطنين الجنوبيين، التي وصلت إلى انفصال جنوب السودان عن شماله..
وبحلول يوم التاسع من أبريل أصبح الجنوبييون مواطنين أجانب وفق ما أقره
بند تقرير المصير.
«9» أبريل!!
سبقت يوم التاسع من أبريل جملة من الترتيبات التي شرعت فيها الحكومة السودانية مع جمهورية جنوب السودان حيث التزمت دولة الجنوب بترحيل رعاياها عبر برنامج العودة الطوعية، ومع اقتراب الموعد المحدد كثفت مؤسسات الدولة والأجهزة المختصة بعملية حصر المواطنين الأجانب سيما البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية حول الإسراع بتوفيق الأوضاع قبل التاسع من أبريل..الهجرة الطوعية ولادة متعثرة!!
شهد تفويج الرحلات الأولى من الشمال إلى الجنوب ولادة متعثرة وذلك عقب نكوص دولة الجنوب عن وعدوها والتزامها بترحيل رعايها مما أظهر حالة تكدس للجنوبيين بالميناء الجاف بكوستي، وآخرون في مناطق متفرقة بولاية الخرطوم.. وهنا كشفت مصادر لـ«الإنتباهة» عن تذمر جهات الاختصاص في العودة الطوعية مثل المركز القومي للنازحين واللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية.. وأشارت ذات المصادر إلى أن الإقبال على الهجرة الطوعية كان ضعيفًا وفاترًا في الأيام السابقة بينما حملت صحف الخرطوم الصادرة صباح أمس عن تدافع الآلاف من المواطنين لمباني سفارة دولة الجنوب بغية توفيق أوضاعها فيما شهدت مراكز العودة الطوعية نشاطًا ملحوظًا في الإقبال للسفر بجانب ارتفاع معدل التصاريح الممنوحة للأسر الجنوبية التي سجلت يوم امس الأول اعلى معدل حيث وصل الى «114» تصريحًَا.
إمهال لمدة شهر!!
ويرى المراقبون ان هذا الاقبال جاء عقب لهجة الوعيد التي اطلقتها الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الداخيلة حيث قال مدير الإدارة العامة للجوازات اللواء أحمد عطا المنان، في تصريح صحفي امس، إن مواطني دولة جنوب السودان الموجودين بالبلاد حالياً يقومون بعودة طوعية راشدة بجهود من الحكومة ومنظمة الهجرة الدولية. وأعلن عطا المنان إمهالهم لمدة شهر لمرحلة الحصر والتسجيل وبعدها يتم التعامل معهم كأجانب وفقاً للقانون.معالجات الأزمة
نقلت الأنباء ظهر أمس عن وصول الخرطوم وفد من وزارة داخلية دولة جنوب السودان، برئاسة العقيد شرطة إيليا كوستا. وقال رئيس الوفد العقيد شرطة إيليا كوستا، نائب مدير الجوازات بدولة جنوب السودان، إنهم سيشرعون خلال اليومين المقبلين في استخراج الوثائق الثبوتية لمواطني جنوب السودان، بينها الجنسية والجواز.. وأكد أن بداية استخراج الوثائق ستكون بالطلاب والموظفين العاملين بالبعثات الدبلوماسية الأجنبية والمنظمات الدولية والشركات، حيث سيكون مقر الاستخراج بسفارة جنوب السودان بالخرطوم، وأضاف أن المواطنين العائدين للجنوب سيُمنحون وثيقة اضطرارية تمكنهم من السفر إلى الجنوب.في غضون ذلك اشار القنصل العام لسفارة الجنوب بالخرطوم مارتن عيسى للشروق، أن إرسال حكومة الجنوب لوفد الداخلية يدل على حرصها على خدمة مواطنيها الموجودين في السودان. ودعا حكومة الخرطوم لتوفير الأمن لوفد وزارة الداخلية والمواطنين الجنوبيين بالشمال.
«13» ألف جنوبي بميناء كوستي
كشفت جولة قامت بها «الإنتباهة» بمدينة كوستي عن وجود حوالى «13» الف مواطن جنوبي عالقين لعده شهور بالميناء الجاف.. واعلنت السلطات في الولاية عن استئناف العمل في منتصف شهر ابريل.. وأكد نائب مفوض العون الإنساني بولاية النيل الأبيض؛ صلاح تاج السر، لـ«شبكة الشروق»، عن مواصلة الرحلات النهرية حتى تكتمل عمليات ترحيل الجنوبيين.. وأضاف للشروق، أن الرحلات ستتم بجهد ومساهمة من منظمة الهجرة الدولية، وشركة لوجستيك السودانية، وتحت إشراف المركز القومي للنزوح والعودة الطوعية.. وفي ولاية الخرطوم كشفت جولة أخرى قامت بها الصحيفة داخل ولاية الخرطوم كشفت عن تكدس عدد كبير من الجنوبيين في مدن الخرطوم الثلاث بحري وامدرمان والخرطوم حيث لاحظ المواطنون الشماليون تكدسهم منذ فترة بمناطق الحاج يوسف حي الشقلة وبالخرطوم بحي يثرب اضافة منطقة سوبا بالخرطوم.الشعب يريد ترحيل الجنوبيين!!
الى جانب الجولة التقت «الانتباهة» عددًا من المواطنين حول انتهاء فترة الجنوبيين حيث طالب التاجر محمد عثمان الدولة بان تكون جادة في تعاملها مع ترحيل الجنوبيين وعدم فتح الباب للمزايدات السياسية، فيما شدد مواطنو منطقة الحاج يوسف على ضرورة ترحليهم الى دولتهم والتعامل معهم كأجانب وطالبوا بعدم استثناء أي أحد. بينما اشارت فاطمة محمد عبد الله من منطقة يثرب الى ان تجمع الجنوبيين وتكدسهم بالمنطقة يُدخل الخوف في نفوس المواطنين وطالبت الشرطة بتقديم الحماية لهم حتى يتم ترحيلهم الى دولتهم.. وبدورها ناشدت الحاجة آمنة من نفس المنطقة الشرطة، وقالت: نحن لا نضمر عداوة لاحد ولكن الاحتياط واجب، فيما يرى عثمان احمد طه ان قضية ترحيل الجنوبيين ظلت هاجسًا طوال تلك الفترة التي طالما ظللنا نحلم بسلام دائم في جميع انحاء السودان الا ان القضايا والمشكلات العالقة بين الحكومتين المتمثلة في النفط وترسيم الحدود والجنسية وغيرها من القضايا هي السبب الأساس في خلق تلك الحروبات.. مشيرًا الى انها مازالت مستمرة من قبل الحركة الشعبية والحركات المسلحة في جنوب كردفان والنيل الأزرق والتي راح ضحاياها الكثير من ابناء الوطن لاسيما ان الامر اصبح اكثر تعقيدًا بعد الهجوم على منطقة تلودي للمرة الرابعة من قبل المتمردين بجنوب كردفان لاسيما ان حكومة جنوب السودان هي العقبة الوحيدة التي تقف في طريق وقف نزيف الحرب لعدم التزامها بالاتفاقيات التي تعقدها مع حكومة السودان للبحث عن حل يرضي جميع الأطراف ولكن سرعان لما تأتي بآراء وافكار مختلفة تعمل على زعزعة الامن في البلاد لذلك يجب على الحكومة وزارة الداخلية وضع خطة لترحليهم وحسم جميع القضايا.وترى سلمى عبد الله طالبة بجامعة السودان ان قضية ترحيل الجنوبيين اخيرًا حانت اللحظة الحقيقية التي يغادر فيها ابناء الجنوب دولة السودان الشمالي وبعد طول انتظار تلك السنوات التي استمرت في الحروب ولعل هذا هو الحل الافضل في هذا التوقيت المناسب لأن ينعم ابناء السودان بخير وسلام واضافت سلمى انهم ليسوا اخوانًا لنا كما يردد لأنهم يقتلون الأطفال والنساء وكبار السن في جنوب كردفان والنيل الأزرق دون رحمة كعادتهم بل سوف يحمل ابناء الوطن امام القوات المسلحة للدفاع عن الوطن ووقف الحرب من اجل تحقيق سلام في البلاد لذلك يجب التعامل مع الحكومة جنوب السودان بمبدأ المعاملة بالمثل في حسم القضايا ومعالجتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق