الاثنين، 9 أبريل 2012

تفاصيل جديدة حول مقتل شادية ضرباً مابين الثورة والمنشية




الحليوة قتلت بـ (سيخه) والشرطة تعثر علي أداة الجريمة بالمنشية

إطلاق سراح الشغالة الاثيوبية.. والمحكمة تحدد جلسة للنظر في القضية

مفاوضات العفو يرفضها أولياء الدم  ويطالبون بالقصاص من الجناة

الخرطوم: سراج النعيم

ان انهيار بعضا من القيم والاخلاق دفع الأبن ووالدته المتهمين بقتل شادية الحليوة البالغة من العمر (50)  ربيعا على خلفية ضربها مابين الثورة الحارة (43) والمنشية بالخرطوم ثم  عادوا بها الى نقطة الانطلاقة الأولي  وهي مجهزة تجهيزا كاملا لمواراتها الثري الأمر الذي ترك في نفوس أسرة الضحية جرحا كبيرا وغيظا شديدا ظهر ذلك بكل وضوح في الحالة الاغتيالية التي تمت في تلك الاثناء وتأتي هذه الجريمة البشعة ضمن هذا السياق وماتركه الاغتيال من اثر معنوي ونفسي في اولياء الدم بصورة خاصة  والمجتمع بصورة عامة فالخطر الذي واجهته المجني  عليها (شادية)  كان يلوح في افقها وأخذ موقعا محوريا في ظل عدم ادراك الطرف الآخر لفكرة اهدار روح بحسب ظروف التحولات التي اصابت المشهد الاجتماعي الذي برز بشكل لم تكن تشوبه  أية شائبة عقب الانتهاء من العزاء الذي تولدت بعده هذه الاحاسيس والمشاعر السالبة التي ابتدارها الأبن المتهم بتوجيه تهمة السرقة للقتيلة وهو الاتهام الذي رفضته أسرتها رفضا باتا لما عرف عن (شادية)  من امانة شهد عليها الصغير قبل الكبير لذلك لم تضع في الاعتبار ان يمارس ضدها كل هذا العنف الذي افسحا في مجاله جوا معاديا لها وهذا ما اثبتته تفاصيل هذه القصة الواقعية التي افتقر فيها الأبن ووالدته المتهمين بهذه الجريمة لاهمية الارادة الانسانية التي اشعرت من تربطهم صلة قرابة بها بالوضع غير الطبيعي في الملابسات المتناقضة مابين الرواية والواقع الملموس امام الجميع مما فتح الباب للغموض الذي كان يكتنف تداعيات السيناريو المرسوم وهو سيناريو يحمل بين طياته الكثير جدا من الدهشة والاستغراب.

أداة القتل عبارة عن (سيخة)

وفي سياق زي صلة كشفت أسرة القتيلة شادية هارون الحليوة تطورات جديدة فيما يتخالج باذهان الناس من حدثا ما وقع  في اللحظات التي قررت فيها (شادية) البقاء قليلا بمنزل شقيقها محمد هارون الحليوة ثم تشد الرحال  الى والدتها دون ان تعمل التحوطات اللازمة لما يخفيه لها القدر من اجواء مشحونة وما ان انقضت سويعات من عودتها الا وباغتها الأبن المتهم مع والدته  بقتلها وهو يتهمها بسرقة ثمانية ألف دولار من مكان اقامته بالمنشية الخرطوم.
 واستطردت في ذات الاطار رقية شقيقة شادية الحليوة قائلة: كنت احس في ذلك اليوم بأن احوال الأسرة ترقد في سكون غير عادي وهذا السكون عندي دائما ما  ينذر بكارثة كالتي حدثت بالضبط مما ادخل  فيّ الرعب والخوف الشديدين ولكنني رغما عن ذلك حاولت جاهدة تجاهل هذا الأمر الى ان تلقيت النبأ فلم اتمالك نفسي بما نقل اليّ وعندما وصلت منزل شقيقي محمد هارون الحليوة بالثورة الحارة (43) وجدت جمهرة من الاهالي تلتف حول سيارة الاسعاف التي كانت تقل جثمان شقيقتي وحينما اقتربت من المكان تفاجأت بموتها اذ انني كنت اعتقد انها تعاني بعض الآلم التي استدعت استجلاب  عربة الاسعاف المهم ان الشرطة باشرت تحرياتها في البلاغ واستطاعت ان تتوصل  الى الاداة المستخدمة في ارتكاب هذه الجريمة التي ثبت انه تم ضربها بهذه الاداة الصلبة  المتمثلة في (سيخة) عثر عليها في مسرح الجريمة بالمنشية الخرطوم  التي شهدت هذه المصيبة الكبيرة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني فهذا المنظر لم نكن نشاهده الا عبر شاشات السينما والقنوات الفضائية وان كانت  هذه الحادثة لم يجود بها خيال اعظم روائي مر على التاريخ الروائي والقصص.

اخلاء سبيل الشغالة الاثيوبية

وتضيف: في  هذه  الجريمة دلالات واضحة اشارت اليها الشغالة مع الأبن ووالدته المتهمين بقتل شقيقتي (شادية)  منها انهما ادخلاها في الغرفة واغلقاها عليهم الثلاثة وظلا يضربان فيها وهي تصرخ وتصرخ الى ان صمتت فتم فتح باب الغرفة وخرجا وهما يحملانها دون ان تحرك ساكنا فيما اخلي سبيل هذه الشغالة الاثيوبية باعتبار انها شاهدة في هذه القضية المؤلمة جدا بالنسبة لنا لأن شادية وهبت نفسها وأفنت زهرة شبابها في خدمة الأسرة والتعليم والإنسانية التي كانت تعمل لها بحب كبير جداً .. إلا أنها وبكل أسف لم تجدها في من ضربوها هذا الضرب القاسي الذي أودى بحياتها في نفس اليوم الذي استدرجت فيه من منزل شقيقها محمد هارون الحلوة بالثورة الحارة (43) إلى المنشية بالخرطوم .. ولم يراعي من قتلوها أنها ظلت تقدم للآخرين أكثر مما تأخذ حتى أصبحت معروفة بهذه الميزة لدى الصغير قبل الكبير . لذلك كنا ننتظر مقدمها من منزل العزاء بفارق الصبر بين أمل وترقب تتناوشنا الهواجس لينزل علينا خبر مقتلها كالصاعقة .. فانتقلنا جميعاً إلى منزل شقيقنا محمد الحلوة بالثورة الحارة (43) بمحلية كرري لكي نواسي بعضنا البعض ونستقبل المعزين.

الشغالة الإثيوبية مع المتهمين

وتشير رقية إلي أن الشغالة الإثيوبية مع المتهمين بمقتل شقيقتي شادية قد أفادت بأن الابن ووالدته قاما بإدخال (شادية) إلى الغرفة وأغلقوها عليهم .. وظلوا على خلفية ذلك يوسعونها ضرباً وكانت شادية في تلك الأثناء تصرخ.. وتصرخ صراخاً شديداً من الألم .. إلى أن سكتت فجأة ودون سابق إنذار.. فعم المكان صمت رهيب وغريب .. وما أن مر على ذلك دقائق ألا وفاتحا باب الغرفة وخرجا وهما يحملان شقيقتي شادية جثة هامدة ووضعاها في السيارة خاصتهما على أساس أنهما سوف يسعفاها إلى حوادث مستشفي الخرطوم التعليمي .. ومن هنا تلقي شقيقي محمد هارون الحليوة اتصالاً هاتفياً من والدة المتهم حوالي الساعة التاسعة مساء الأحد وقالت له بالحرف الواحد (الدوام لله) .. شادية أصيبت بسقطة قلبية ونحن أسعفناها إلى الحوادث وعندما لم يجدهم لجأ في قسم الطوارئ ثم توجه مباشرة  إلى مسئول الإحصائيات بقسم الطوارئ وبحث بين الحالات المريضة ولكنه لم يجد اسم شقيقتنا (شادية هارون الحليوة) الأمر الذي حدا به توجيه سؤال إلى المسئول الذي كان معنياً بتدوين الحالات المرضية ؟ فقال له: لم ترد إلينا في قسم الحوادث حالة مماثلة لهذه الحالة فدخل في حيرة من أمره إلا أن هذه الحيرة لم تطل كثيرا لأنه اجري اتصالا هاتفيا بالأبن ووالدته المتهمين في جريمة القتل فجاءه الرد من الطرف الآخر ( هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حاليا) حينها تيقن أن في الأمر لبس.

  المحكمة تحدد جلسة في القضية

وعندما نقلب الصفحة نجد أن رقية قالت: بعد اكتمال ملف البلاغ بالتحريات التي أجرتها الشرطة تمت إحالة القضية إلى المحكمة التي حددت في إطارها جلسة في السابع عشر من الشهر الجاري .. وتأتي بداية محاكمة الابن ووالدته في حادثة مقتل شقيقتي(شادية) بعد أن سجلا اعترافاً بارتكابها هذه الجريمة التي جرت في سياقها مفاوضات معنا للعفو إلا أننا رفضنا الاستجابة لمثل هذه الأصوات المنادية بذلك لسبب بسيط هو أن الاتهام الذي قتلت من اجله هي بريئة منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب ثم أن الاتهام لا يتطلب كل هذا العنف المفتقر للرأفة والرحمة والإنسانية وهو الأمر الذي قادنا إلي أن نخطر قسم شرطة (غرب الحارات) بهذه الوقائع التي حدت بأفراد الشرطة التحرك على جناح السرعة إلى منزل شقيقي الشاكي وإلقاء القبض على الابن ووالدته المتهمين في هذه الجريمة البشعة.

 الاستدراج من المنزل بالثورة

وجدد محمد شقيق المرحومة (شادية) الحليوة سرد الحكايا من الألف للياء بعيداً عن تقييد الذات الإنسانية قائلاً: إن المجني عليها تربطها صلة قرابة بالمتهمين إلى جانب أنها إبادة ضد كل القيم والمبادئ .. خاصة وأن الاتهام الذي طال شقيقتي بسرقة (8) ألف دولار لا أساس له من الصحة ... لذلك كله نرغب في التنويه بأن علاقتنا بالابن ووالدته لن تدعنا نغفل حقوق (شادية) التي لن ننسى أنهما استخدما في مواجهتها الجرأة المطلقة.
ويضيف الحليوة : ما حدث بالضبط هو أنه كانت لدينا وفاة قبل شهر ونصف تقريباً في العمارات بالخرطوم شارع (33) .وكنا جميعاً بما فينا المجني عليها (شادية) في منزل العزاء وعدنا نحن وتركناها هناك. وفي يوم الخميس قبل الماضي اتصلت عليها هاتفياً وقلت لها : يا شادية يجب أن تأتي إلى منزلي بالثورة الحارة (43) حتى تسافري إلى والدتك .. وقبل أن ترد على التقطت منها الهاتف السيار ابنة خالتنا وقالت ليّ : يا محمد الأربعين يوم الجمعة .. لذلك دعها تمضي معنا هذا اليوم ثم تأتي إليكم بمشيئة الله .. فقلت لها : لا مانع لدى من ذلك.. وفعلاً جاءت شادية مساء السبت ..وكان أن سألتها عن أحوالها فقالت تمام الحمد لله .. بعد أن قطعت وعداً بالسفر يوم الاثنين.

بطل القصة هاتفني في (8) ألف دولار

ويسترسل: أما المفاجأة بالنسبة ليّ كانت في أن المتهم الذي يمثل عندي بطل القصة أنه هاتفني في نفس مساء اليوم الذي حضرت فيه شقيقتي إلى منزلي وقال محدثي من الطرف الآخر : (يا محمد أنا أسف جداً على هذا الاتصال ولكن حدث من شقيقتك شادية أن سرقت مني (8) ألف دولار) .. فقلت  للابن المتهم بهذه الجريمة مع والدته: أنت تعرفها جداً وأنا كذلك فما أظنها تمارس فعلاً من هذا القبيل .. وإذا افترضنا جدلاً أنها فعلت فيجب أن تأتي إليها في المنزل .. فقال ليّ : غداً سأكون معكم .. وقبل أن يغلق الهاتف قالي ليَّ : متى ستحضر إلى المنزل من العمل فقلت له : في تمام الساعة الثالثة ظهراً .. فقال ليّ: دعنا نلتقي في مكان محدد ثم نأتي إلى شادية سوياً فقلت له : على الرحب والسعة .. إلى هنا كان الأمر طبيعياً ولكن ماذا حدث بعد هذه المكالمة الهاتفية؟

 أنهال عليها بالضرب المبرح

ويجيب الحليوة على السؤال آنف الذكر بقوله: فلان الذي أشرت إليه في هذه القضية استعجل في الحل .. حيث أنه خالف الموعد الذي قطعه معي وجاء إلى منزلي بالثورة الحارة (43) حوالي الساعة الواحدة ظهراً يرافقه احدهم وهما يستقلان سيارة .. توقفا بها أمام باب المنزل فوجدا ابنتي الصغيرة تلهو في الشارع فوجها إليها سؤالهما ..هل هذا هو منزل محمد هارون الحليوة ؟ فإجابتهما بالإيجاب .. فما كان منهما إلا ودلفا للداخل ثم سألا صغيرتي هل هذه غرفة (شادية) فقالت لهما : لا .. فقال لها الشخص المعني أين هي؟ فقالت له : في الطرف الآخر . الشيء الذي حدا به التوجه مباشرة إليها في الغرفة التي كانت تقبع فيها وما أن وقعت عينيه في عينيها إلا وانهال عليها ضرباً مبرحاً مع النعت بصفات لا أود التطرق لها آنياً وكانت شادية تقول له : ( يا فلان الكلام دا عيب منك) فقال لها : لو كنتي أصلاً بريئة من هذا الاتهام عليك مرافقتي إلى المنشية حتى تبرري موقفك لوالدتي .. فقالت له :جداً سوف أمشي معك.. وكان أن خرجا من المنزل هي وهو ومرافقه واستقلوا السيارة إلى أن وصلوا المنشية بالخرطوم.

البلاغ بقسم شرطة غرب الحارات

ويقول الحليوة: ومن هنا قمت بإلقاء نظرة على جثمان شقيقتي (شادية)   فاكتشفت انها مضروبة ضربا شديدا فقلت لهم: ماذا نقول فيما نشاهده من عنف ظاهر على جسد المجني عليها؟ ثم قلت لهم لا تتصرفوا الى ان اذهب الى قسم الشرطة وبالفعل قمت بابلاغ الشرطة بوقائع هذه الجريمة فما كان منهم إلا وان جاءوا معي الى منزلي واتصلوا على حوادث مستشفي الخرطوم التعليمي فاتوا الينا على جناح السرعة وبعد ان عاينوا على حالة (شادية)  حول الجثمان الى مشرحة  الطب الشرعي بينما ألقت الشرطة القبض على الابن ووالدته وتم إيداعهما حراسة قسم شرطة غرب الحارات الذي فتحت فيه بلاغ تحت المادة (130) من القانون الجنائي وتفسيرها القتل  العمد بالرقم (1066) يوم الاحد الموافق 4/3/2012م ونحن كأسرة اجمعنا جميعا على ان يأخذ القانون مجراه خاصة وانها غير متزوجة وتبلغ من العمر (53 عاما)  وهي معروفة بالخلق الحسن والاستقامة ضف الى ذلك انها إنسانة بسيطة جدا ويمكن هذا الرأي تجده عند الأهل والأصدقاء هنا وهناك في مسقط الرأس بالجبلين وهي كانت تعمل فراشة في حضانة أطفال (روضة)  في الثورة الحارة (43) وعندما حدثت لنا الوفاة بالعمارات شارع (33) انقطعت عن عملها وظلت في منزل العزاء

آخر مكالمة مع القتيلة

فيما قال عبد الحفيظ شقيق المجني عليها شادية هارون  الحليوة : هي إنسانة بسيطة جدا اتهموها بسرقة (8) الف دولار بالمنشية الخرطوم وهذا المبلغ عثروا عليه بعيدا عنها وحتي لو افترضنا جدلا انها سرقت هذا المبلغ فإن القانون كفيل برد هذه الحقوق لا ان تقتص منها بهذه الصورة  البشعة وعندما تم أخذها من منزل شقيقنا الأكبر محمد هارون  الحليوة  كنا في الجبلين وكان هو في عمله.
والتقط منه قفاز الحديث شقيقه عبد المنعم قائلا: نحن لا نرغب في شيء سوي ان يجري القانون مجراه
بينما قال محمد اسماعيل ابراهيم خال المجني عليها  شادية: كنت أتحدث اليها عبر الهاتف يوم السبت الماضي حيث قلت لها: يا ابنتي متي ستأتي فقالت لي: بمشيئة الله يوم الاحد أكون معكم فقلت لها: والدتك في حاجة ماسة اليك لذلك انا على اهبة الاستعداد لأن احضر اليك في العمارات بالخرطوم شارع (33) لكي آخذك من هناك الى الجبلين.

تهشيم في الجمجمة وكسر في الحوض

اما رقية شقيقة المرحومة شادية هارون الحليوة قالت: هي  الأكبر مني بثلاث سنوات تم قتلها في شبهة جنائية جاء فيها تقرير الطب الشرعي على النحو التالي: (تهشم في الجمجمة وكسر في الحوض) اي انها عذبت عذابا شديدا من الابن ووالدته حتي توفيت الى رحمة مولاها وقاما بإحضارها الى منزل شقيقي محمد هارون الحليوة بعربة إسعاف من اجل دفنها حتي يتم إخفاء الملابسات التي سبقت وفاتها
وتذكر مريم ابنة خالة المتوفاة شادية هارون الحليوة قائلة: لقد ظلت هي بطرفهم أربعين يوما من تاريخ الوفاة التي حدثت لهم  في العمارات بالخرطوم شارع (33) فلم نكن نتوقع ان تكون هذه هي نهايتها المحزنة مما ادخل فينا الحيرة والدهشة والاستغراب لأن الاتهام  الذي طالها في هذه القضية اتهام باطل لا أساس له من الصحة وذلك نابع من ان المبلغ الذي قالوا انها سرقته تم العثور عليه الشيء الذي يؤكد انها راحت ضحية بلا ذنب اقترفته.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...