قضت محكمة جنايات عطبرة العامة برئاسة مولانا
عبدالمنعم يونس عبدالله بحكم يقضي بالإعدام شنقاً حتى الموت تعزيراً على
المدان «م ع س» الذي قام بخداع واغتصاب طفلة بعطبرة كأول حكم بالإعدام في جرائم الاغتصاب
بنهر النيل.واستندت حيثيات منطوق الحكم والذي تحصلت عليه الـ«إس إم سي» على مخالفة
المدان للمادة «45 ب» من قانون الطفل لسنة 2010م مقروءة مع المادة «149» من
القانون الجنائي لسنة 91.وأشار مولانا عبدالمنعم يونس لـ«إس إم سي» بإن حق الاستئناف مكفول بالقانون لممثلي الدفاع
عن المتهم، مؤكداً أن تطبيقهم لعقوبة الإعدام كأقصى عقوبة واردة في قانون الطفل
وتشددهم في الحق الخاص والعام بهدف الحد من جرائم اغتصاب الأطفال الآخذة في
التزايد، واصفاً حالات الاغتصاب بالمهدد لأمن المجتمع وسلامته، عازياً وقوع تلك
الجرائم لضعف الوازع الديني والأخلاقي والتربية غير السوية
وأشار مولانا عبدالمنعم يونس
بإن حق الإستئناف مكفول بالقانون لممثلى الدفاع
عن المتهم مؤكداً بأن تطبيقهم لعقوبة الإعدام كأقصى عقوبة واردة في قانون الطفل
وتشددهم في الحق الخاص والعام بهدف الحد من جرائم إغتصاب الأطفال الآخذة في
التزايد معتبراً حالات الإغتصاب بالمهدد لأمن المجتمع وسلامته عازياً وقوع تلك
الجرائم لضعف الوازع الديني والأخلاقي والتربية غير السوية.
تنامي ظاهرة الاغتصابات
ينتابني الخوف وعدم الارتياح عند قراءة تلك
الأخبار الخاصة باغتصاب الأطفال في السودان. فقد كثرت مثل هذه الحوادث الغريبة على
المجتمع السوداني في الآونة الأخيرة بالعاصمة السودانية الخرطوم علي وجه الخصوص ومن ثم بدأت تستشري
الظاهرة العجيبة في بعض الولايات السودانية الآخري دون سابق انذار.الأمر الذي جعل
الكثير من الأسر فقدان الثقة في من يحيطون بهم حتي أولئك الذين تربطهم بهم صلة
القربي وبالتالي لست أدري أهي ظاهرة كسائر
الظواهر السالبة الجديدة الشاذة التي تطل علي عوالمنا لتخلف الأزمات في مجتمع جبل
علي عدم انتهاك حقوق الأطفال من الجنسين علي اساس انهم احباب الله وعلي خلفية ذلك تزداد
مآسينا وتتسع هواجسنا لانعدام الأمن والأمان والاطمئنان وروح السلام منذ أن وقعت
الحكومة السودانية إتفاقاً مع الحركة الشعبية التي كانت تتمرد علي الشرعية في
المركز طوال السنوات التي سبقت الوصول إلي هذا الإتفاق الذي وقع بضاحية نيفاشا.
.فكيف تطمئن النفوس بعد حادثة الطفلة مرام
التي اغتصبت وقتلت والقي بجسدها البريء في دورة المياه؟
..وكلما طرق اذني خبراً علي هذا النحو اجد قلبي و فؤادي يميلان الحزن و
الالم والاسي ..نعم حزنت و تألمت كثيراً لهذا الواقع المذري الذي شأني فيه كسائر شأن كل السودانيين الذين استنكروا مثل هذه الحوادث المتكررة مابين الفينة والآخري خاصة وانها لا تمت من قريب أو بعيد بأي صلة للبشرية التي كرمها الله سبحانة وتعالي بنعمة القعل للتمييز بين الخطأ والصواب .. فالبشر
احيان كثيرة ينجرفون وراء تيارالشهوات الحيوانية وان كانت الحيوانات احياناً افضل منهم باعتبار انها لايمكن أن تقدم علي سلوك من هذا القبيل في حق صغارها أو صغار الحيوانات الآخري.. فكم و كم
وكم وكم ظللنا نمارس الظلم بافتراء علي تلك الحيوانات و نجحف في حقها اذ ننعتها بصفات لا تأتيها و لا تمارسها .. بينما
البشر الاسوياء ان صح التعبير يأتونها و يمارسونها لكنهم يرمون بسوئها و بشاعتها
علي الحيوانات .. بعض البشر يمارسون الشر و الخطيئة يتلذذون بالبغي والرذيلة و
يلقون باللوم علي الابليس و الشيطان .. فافعال بعض من الناس تقشعر لها ابدان
الشياطين ..
جزعت و خفت و انتابتني هواجس كثيرة كأب يخشي علي
اطفاله من مثل هذه الحوداث الغريبة ..فظاهرة اغتصاب الاطفال صارت ظاهرة تطل علي
مجتمعنا السوداني بوتيرة متزايدة و متسارعة .. وأضحي القلق يساورني من حين لاخر
عند تذكر حادثة الطفلة البريئة مرام ذات الاربعة اعوام .. كيف تمكن بعض الذئاب
البشرية من ان يستدرجوها من بين يدي ابويها في يوم فرح وعيد ؟
كيف سرقوها جهاراً نهاراً من انظار ابيها ؟
بل كيف اختطفوها في صباح يوم جديد من احضان وثدي
أمها ؟
كيف بالله يتفق شخصين او ثلاث و يقدمان علي
اغتصاب طفلة لا يتجاوز عمرها الاربعة اعوام ؟
أي جنون هو الجن الذي يصيب الانسان في عقله و
عاطفته و تحيله الي حيوان توجهه الغرائز و الشهوات بلا ضابط ولا كابح تلجم جنوحه و
تثبط او تطفيئ تأجج و غليان نيرانه ؟
اذ كيف يتحول الانسان الي وحش كاسر بمخالب لا
ترتجف و لا ترهب و هي تغتصب الطفولة و تخنقها و تقتلها ؟
بعض هؤلاء يبررون افعالهم الشنيعة بانها لحظة من
لحظات الشيطان الذي يثير في الانفس الغرائز و الشهوات و يهيجها و الشيطان منهم
بريء براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب ..
مرام لم تكن الطفلة الضحية الاولي و لعلها سوف
لن تكون هي الضحية الاخيرة .. فحادثة اغتصاب مرام الشهير وجدت طريقها الي الاضواء
و الاعلام و التداول و كشف الستار لا سباب كثيرة منها :- كونها ليست حادثة اغتصاب
و حسب ... فقد اختفت مرام في ظروف غامضة لايام و تم التبليغ عن اختفائها ليتم
الكشف عن ابعاد الجريمة .. اختفاء .. اغتصاب .. اغتيال .. و من ثم رمي الضحية في
بئر السايفون .. و المجرمون هم من ابناء الحي و الشارع هم اولاد الجيران ..
و في ظرف اقل من عامين يتم اغتصاب طفلة اخري في
قرية المسيد . هي شيماء ربيع التي لم يتجاوز عمرها العامين يعني رضيعة ..اختطفها
اثنين من الوحوش الادميين ليتناوبوا في اغتصابها و من ثم خنقها و رميها في قاع
النهر .. تماثل وتشابه لحد التطابق بين الحادثتين مع اختلاف الظروف وتباين مسارح
الاحداث .. فمسرح الحادثة الاولي وقعت في جبره قلب الخرطوم و الثانية حدثت في
منطقة المسيد بالجزيرة المتاخمة لولاية الخرطوم ..
ليس لتداعيات الحروب جانب او أثر في هذه
الاغتصابات فلمناطق الحروب ظروفها و اوضاعها الخاصة جداً .. هذه حدثت وتحدث بين
الحين والاخر في اكثر المناطق السودانية امناً و اماناً .. و ما بين مرام و شيماء
انتهاءاً يالصبي جماده هنالك عدد هائل من الاطفال الابرياء الذين يتم اغتصابهم دون
التبليغ عنهم حفاظاً علي سمعة الاسرة درعاً للفضيحة و السترة .. فليس من الضرورة
ان يتم خنق و قتل الضحية المغتصبة رميها في البئر او النهر لتكتمل عناصر الجريمة
ليتم التبليغ عنها .. ان جرائم اغتصاب الاطفال اضحت ظاهر منتشرة بحيث تستدعي
الدراسة لمعرفة الدوافع والكامنة و الاسباب التي تقف ورائها .. فالمجرم الذي يغتصب
الاطفال ليس دائماً شخص أجنبي و غريب و معتاد للاجرام .. فانت من وقت لاخر تسمع عن
اغتصابات تحدث في البيوت ومن الاقارب اباء يعتدون علي اطفالهم جنسياً دعك من
الاعمام و الخلان والاخوان و من ابنائهم من الذين تأتمنهم علي بيتك وفلذات اكبادك ..
الشوارع و الحواري و الاذقة ، البقالات و الدكانين و الاندية الرياضية و الصالات
العامة لم تعد اماكن أمنة للصغار .. و كذا بيوت الاهل و الاقارب وبيوت المناسبات
من افراح اعراس و مأتم تتطلب من الاباء و الامهات المراقبة و المتابعة اللصيقة
للاطفال .. المعلمين ورجال الدين في دور التعليم من رياض و مدارس و اماكن العبادة ..
كل الاماكن التي لا تخطر علي البال باتت تأوي بين جدران مكاتبها وقاعاتها تلك
الوحش البشرية الضارية .. يأتي الشر من اناس يقبعون في مظاهر بشرية خارجية سوية
لكن في دواخلهم يرقد شياطين الاغتصاب و القتل .. فمن يحمي الاطفال في كل مكان من
هذا البلاء و الشر المستطير .. !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق