{ مصطفى : إلقاء القبض على اربعة
متهمين من بينهم مصري كانوا في طريقهم إلى مصر
{ الجناة استدرجوا الصائغ (هلال)
بوجبة فطور ثم قتلوه بالأعيرة النارية والسكين والحرق
{ صديقه سرق خمسة كيلو ذهب ومصوغات
أخري من الخزنة وفترينة العرض
عطبرة / الخرطوم : سراج النعيم
خوف .. رعب .. قلق .. كلها مشاعر
انتابت أهل التاجر الشاب هلالي نعيم الذي اختفي عن الأنظار في ظروف غامضة استدعت
اسرته والشرطة تكثيف جهود البحث في كل ركن من اركان مدينة عطبره حتى يميطون اللثام
عن حادثة الاختفاء المثيره جداً للاستغراب والدهشة نسبة إلي أن القتيل (هلالي) جبل
على الذهاب إلى محله التجاري الخاص بالمصوغات الذهبية في الصباح ثم العودة من
السوق إلى منزله بحي المربعات بالمدينة سالفة الذكر . لذلك كان هنالك أكثر من
سيناريو منطقي ووعي بالواقع الذي آل إليه مصير (هلالي) الذي تم العثور عليه
مقتولاً بصورة بشعة جداً هزت كل سكان ولاية نهر النيل التي لم يسبق لها أن شهدت
جريمة بهذه التفاصيل المؤلمة والمحزنة معاً.
والأغرب في هذه القضية الشائكة والمتشابكة
أن المجني عليه وجد مدفوناً في الرمال بالمنطقة الواقعة غرب مدينة شندي التي لم
يعرف إلى الآن كيف استدرجه إليها الجناة الذين سجلوا اعترافاً بارتكابهم هذا
الجرم.. حيث القت الشرطة القبض على اربعة متهمين من بينهم صديقه وآخر مصري الجنسية
بالإضافة إلى اثنين لعبا دوراً في قتل التاجر الشاب هلالي نعيم.
البداية كانت في صباح الجمعة
الماضية حيث توجه (هلالي ) من منزله صباحاً إلى عمله بسوق عطبره لمباشرة عمله
التجاري كالمعتاد إلا أنه لم يعد في الزمان والمكان المحددين الأمر الذي جعل
عائلته تقلق عليه قلقاً شديداً بحكم أنه لم يغب عن أسرته ولو لكسر من الثانية دون
ان يخطرهم بوجهته التي عقد العزم بالذهاب إليها وحده أو كان ذلك برفقة اصدقائه
الذين أفاد احدهم في عز الأزمة بأنه والمجني عليه توجهوا إلى مدينة الدامر جنوب
مدينة عطبره وفيها تناولوا وجبة الأفطار ثم ارتشفوا اكواباً من الشاي والقهوة ..
وبعد ذلك غادرهم هذا الصديق تاركاً إياهم هناك .. وفي نفس اليوم أتي صديق القتيل
هلالي إلى صاحب البقالة المجاورة للمحل التجاري الخاص بالمصوغات الذهبية للمجني
عليه وقال لصاحب بالبقالة.. كلفني هلالي باستجلاب ميزان ذهب من داخل المعرض. فلم تنطلي
هذه الحيلة عليه – كما ان المرحوم هلالي حذره تحذيراً شديد اللهجة بأن لايمنح
مفاتيح محلة التجاري لأي كائن كان باستثناء والده (نعيم).
{ المجوهرات المفقودة وفتح البلاغ :
في ذات السياق قال مصطفى ابشر ابن
عم القتيل هلالي نعيم : وبما ان صديق (هلالي) قد خطط لأخذ مفاتيح معرض المجهودات
لم يبرح البقالة المشار إليها مسبقاً وظل يقنع في صاحبها بفكرته إلى نجح في مبتغاه
بأخذ المفاتيح بعد أن أدار مكالمة هاتفية بـ (هلالي) الذي ربطه بصاحب البقالة
وبالإنتهاء من هذه المكالمة سلم المفاتيح للصديق (ط.أ) والذي فتح المحل التجاري
بكل جرأة مستولياً على جميع المصوغات الذهبية الموجودة داخل المحل ثم يختفي عن
الأنظار بالإضافة إلى أنه أغلق هاتفه السيار . وما أن مضي اليوم الأول على هذا
النحو إلا وجاء العم (نعيم) من مدينة بربر إلى مدينة عطبره حتى يصل إلى نتيجة في
وقائع اختفاء نجله وبالتالي فتح المحل التجاري الخاص بأبنه القتيل (هلالي ) بعد ان
لاحظ آثار اقدام لشخص ما وما أن توغل إلى الداخل إلا وتفاجأ بالمفاجأة غير
المتوقعة . وهي أنه أكتشف ان المحل خالي تماماً من المجوهرات الأمر الذي زاد من
حيرته . فسارع للاتصال هاتفياً بابنه (هلالي) إلا أن الرد كان يأتيه من الطرف
الآخر ( هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حالياً) رغماً عن محاولاته المتكررة .
الشيء الذي قاده إلى الاتصال بزوجة نجله التي أكدت له بما لا يدع مجالاً للشك ان
القتيل (هلالي) لم يأت إلى المنزل منذ خروجه عصر الجمعة ما حدا بوالده الدخول في
دوامة القلق والخوف على أبنه .. وعلى خلفية ذلك توجه مباشرة إلى قسم شرطة عطبرة
وفتح بلاغاً جنائياً بوقائع اختفاء نجله الذي يعمل في المجال التجاري إلى جانب
الإبلاغ عن المصوغات الذهبية التي فقدت من معرض المجوهرات والتي تقدر في قيمتها
بمليارات الجنيهات السودانية خاصة وانه قبل الاختفاء اشترى ذهباً بمبالغ مالية
كبيرة مما يعني ان المجوهرات المفقودة باكثر من المبالغ التي تمت الإشارة إليها.
{الإستدراج بوجبة الإفطار يوم
الجمعة:
وتضع أسرة القتيل (هلالي) التفاصيل
الكاملة على منضدة الدار من الألف للياء .. إذ قال مصطفى أبشر ابن عمر المجني عليه
.. بدأت تداعيات هذه القصة بالغرابة والغموض معاً حيث كان المرحوم – عليه الرحمة –مدعواً
من طرف بعض اصدقائه لتناول وجبه الافطار يوم الجمعة وبعد أن لبي هذه الدعوى لم يعد
إلى منزله بحي المربعات بمدينة عطبرة حتى أن الأمر أخذ ابعاداً على الأبعاد
القائمة أصلاً نسبة إلى أنه اعتاد أن يفتح محله التجاري يومياً في الصباح ويغلقه
في تمام الساعة السابعة مساء.. ليعود من هناك مباشرة إلى منزله لأنه معروف عنه عدم
الذهاب إلى النوادي أو أماكن التجمهرات المسائية بالمدينة .. وفي ذلك اليوم اختفي
في ظروف يحيط بها الغموض من كل ناحية والغريب في هذه القضية أن هاتفه كان داخل
الشبكة وفي عدة اتصالات به كان يرد من ينوب عنه تارة هلالي مشغول وتارة اخرى هلالي
يقول أنه في مناسبة وترك هاتفه الجوال في الشحن .. المهم ان كل هذه السيناريوهات
لم تدخل الشك في الأسرة باعتبار أنه يبلغ من العمر (40 عاماً ) بالإضافة إلى أن مدينة
عطبرة أو ولاية نهر النيل بصورة عامة لم تشهد جرائماً بهذا التطور الخطير الذي لم
نشاهده إلا في أفلام الأكشن .. أو ما نقرأه في سطور الروايات البوليسية الخيالية
.. هي كذلك هذه الجريمة التي لم نكن نتوقعها من قريب أو بعيد.
{ قناعة الأسرة بمقتل هلالي"
ويضيف مصطفى : وفي صباح اليوم التالي
من اختفاء هلالي نعيم توجه والده مباشرة إلى المحل التجاري الخاص بابنه في سوق
عطبره حيث وجد معرض المصوغات الذهبية مغلقاً .. فما كان منه إلا وان كسر الطبلة
ودلف إلى الداخل فلاحظ آثار اقدام .. وعندما القي نظرة على فترينة عرض المجوهرات
وجدها خاوية من المصوغات الذهبية .. ومن هنا بدأت الشكوك تساوره في أن شيئاً ما
حدث لابنه .. فلجأ إلى السلطات المختصة بالمدينة ووضع بين يديها كل ما في جعبته من
معلومات تتعلق باختفاء نجله (هلالي).. ووفقاً لذلك بدأت شرطة عطبرة تحرياتها
المكثفة .. التي قالوا في إطارها في اليوم الأول والثاني ان القضية تكمن في السرقة
أما في اليوم الثالث كانت احساس معظم الأهالي أن هلالي حتى إذا وجد فإنه سيوجد
مقتولاً لأٍسباب منها عامل السن بمعني انه اذا كان حياً فحتما سوف يعود.. وهو
الأمر الذي استدعى الأهل إلى الولاية حتى يجدوا خيطاً ولو كان رفيعاً لفك طلاسم غموض
الاختفاء ومن هنا بدأت عملية البحث من منطقة الجيلي وشندي والدامر وعطبره وبربر والمناصير
وسد مروي في حين أن آخرين كانوا يبحثون على شاطيء النهر عسى ولعل أن يكون من قتله
القي به في المياه .. لأننا توصلنا إلى قناعة تصب رأساً في هذا الإطار وبالتالي
تحول البحث من الفقد على البحث عن جثة.
{ تشريح الجثمان بمشرحة الخرطوم :
ومن منطلق مشاركة الأهل في هذه
النفرة قال مصطفى ابشر : أمس الأول (الأثنين ) تحركت مجموعة من الأهل غرب مدينة
شندي وعندما وصلوا احد الجبال عثروا على آثار اطارات عربة حديثة قاموا بمتابعته
إلا أنه ضاع منهم في منتصف الطريق ما حدا بهم مواصلة البحث عشوائياً وأثناء هذه
العملية البحثية لمحوا اطراف يدين مدفونتين في الرمال .. الشيء الذي دفعهم إلى
التوقف لتبين هذه الرؤية عن قرب .. وفعلاًَ كانت المفاجأة كبيرة في أن هذا الجثمان
المسجي هو جثمان ابن العم هلالي نعيم .. الذي تعرفوا عليه بعد أن إزالوا الاتربة
التي هالها عليه الجناة الذين نفذوا جريمتهم دون ان يرف لهم جفن وعندما تفحص الاهل
الجثمان اكتشفوا أن عملية القتل تمت باطلاق خمسة أعيرة نارية ثلاثة منها في الرأس واثنين
في منطقة الصدر بالإضافة إلى طعنة في العنق طعنة بآلة حادة.. ومن تلك المنطقة حمل
الجثمان إلى مدينة عطبره التي تم فيها التحري في القضية بعد أن تحولت من اختفاء الى
قتل .. وبالمقابل قررت السلطات المختصة تشريح الجثة بمشرحة الطب الشرعي بالخرطوم
التي وصلها الجثمان مساء امس الأول (الأثنين) وبعد التشريح استلمت الأسرة التقرير
وعادت في نفس اليوم إلى مدينة عطبره لتتم مواراة الجثمان الثرى هناك.
{ المصري القاتل يسكن مع هلالي في
المنزل :
ولانها ظاهرة خطيرة جداً على مدينة
عطبرة تستحق الوقوف عندها وفتح ملفها الذي آثار الكثير من الجدل في الأيام القليلة
الفائتة التي واصل في ظلها مصطفى ابشر ابن عم القتيل التاجر الشاب هلالي نعيم :
وبعد التحريات استطاعت شرطة عطبرة القاء القبض على أربعة من المتهمين بجريمة القتل
ومن بينهم مصري يقيم بكل أسف مع المجني عليه في منزله بحي المربعات بمدينة
عطبرة للدرجة التي كان يناديه فيها القتيل (هلالي) بكلمة (عمي) علي أساس أن سنه من
سن والده (نعيم). وهذا المصري قبضت عليه الشرطة وهو في طريقه الى مصر وقد أقر بهذا الجرم ضف اليه
ثلاثة سودانيين واكثر ما حز في الأهل ان صديقه القريب جدا منه كان من ضمن الجناة وهو الذي استولي علي
الذهب الموجود في المحل التجاري بالسوق ونحن نعرفه المعرفة الحقة ولم نكن نعتقد
أنه العقل المدبر والمنفذ الأساسي لهذه الجريمة وكما عكس المتهمين في اعترافاتهم
بهذه الجريمة التي قالوا أن صديقه المذكور مسبقاً هو الذي أطلق عليه الأعيرة
النارية الى جانب انه هو الذي سدد له طعنة في العنق بآلة حادة وهم جميعا عقدوا العزم على السفر الى مصر الا ان
شرطة عطبرة كانت لهم بالمرصاد حيث ألقت القبض عليهم جميعاً قبل هروبهم الي خارج
البلاد وقد اعترفوا على متهمين اخرين لم ينفذا معهما جريمة القتل ولكنهما رتبا
معهم لهذا المخطط الخاص بخارطة طريق مقتل
التاجر الشاب (هلالي) بهذه الطريقة الشنيعة بعد ان استدرجوه.
نسبة حرق الجثمان ستين في المئة
نسبة حرق الجثمان ستين في المئة
اعتقد انه كان في الامكان ايجاز هذه القضية في سطر واحد ولكن
التطورات المثيرة والخطيرة هي التي دفعتنا الى سرد القصة كاملة دون نقصان هكذا استمر مصطفي ابشر
ابن عم المجني عليه في الرواية مضيفا: يبدو ان ابني عمي قبل مقتله قد قاوم قاتليه لأنه لحظة العثور عليه غرب مدينة
شندي مدفونا بالرمال كان يرفع يديه الى
اعلا والاكثر اثارة في جريمة القتل هذه هو ان الجناة لم يكتفوا باطلاق الأعيرة
النارية والطعن بالة حادة انما ذهبوا الى ابعد من ذلك وقاموا بحرق الجثمان ولفه في جوالات خيش اذ وجد بجواره
جالون بنزين وهنالك اسباب ادت الى ان لا يكون الحريق بنسبة مائة في المئة فهو
يندرج في اطار الستين في المئة لأنه كان ظاهرا بصورة واضحة في الايادي حتي انه
هنالك جزء من الجسد تحلل
واضاف: الدافع من
وراء ارتكاب هذه الجريمة هو الاستحواذ على الثروة المالية الكبيرة التي يحوزها ابن
عمي بالاتجار في مجال المصوغات الذهبية بسوق مدينة عطبرة حيث ان الذهب الذي يمتلكه
القتيل مغري جدا فهو خمسة كيلو جرام
اشتراها مِن من ينقبون عن الذهب في مناطقه
بولاية نهر النيل وهذه الخمسة كيلوجرامات كانت مودعة داخل محله التجاري الى جانب
المجوهرات المعروضة اصلا في الفترينة والخزينة.
غياب التاجر هلالي في ظروف غامضة
غياب التاجر هلالي في ظروف غامضة
واشار مصطفي ابشر الى ان القتيل متزوج ولديه ابناء اكبرهم
يبلغ من العمر (13 عاما) تقريبا وهو اصلا
من مدينة بربر ثم قال: حقيقة الجريمة مأساوية جدا وعمقت في دواخلنا الحزن لأنه لم
نسمع او نقرأ على مدي تاريخ السودان ان ارتكبت جريمة بهذه البشاعة التي لم تخطر ببال
اي احد من اهله الذين ظنوا في اليوم الأول الذي عزو فيه الاختفاء الى انه قد يكون
ذهب الى اهله في بقعة من بقاع ولاية نهر النيل والوحيد الذي كان احساسه مختلفا
هو والده الذي قال: ابني ليس من طبيعته
ممارسة كل هذا الغياب عن اسرته الصغيرة والكبيرة معا فهو الذي علمه العمل التجاري
وخاصة في مجال المصوغات الذهبية التي امتهنها بعده نجله - عليه الرحمة – محققاً فيها نجاحاً منقطع
النظير.
استدراج ثم اختطاف
ثم قتل
وعاد الى الأيام الأولي من وقائع الاختفاء قائلا: وفي يوم
السبت الماضي توصل الأهل الى ان هلالي
نعيم اختطف ولكن لم نضع في الحسبان قتله بيد من قدموا له السم في الدسم بموجب الدعوة التي استدرجوه
بها الى مثواه الأخيرة وعلى خلفية ذلك لأبد من ان نزجي اسمي آيات الشكر لشرطة
عطبرة على وجه الخصوص وشرطة ولاية نهر النيل بصورة عامة على الجهود المبذولة في هذا القضية منذ اللحظة التي فتح
فيها هذا البلاغ كما انهم ظلوا متواجدين في منزل العزاء.
من جهة اخري ظلت الدار تتابع هذه القضية منذ الوهلة الأولي
لاعلان اختفاء التاجر الشاب هلالي نعيم عن
الانظار من خلال مراسل الصحيفة النشط حاتم كونص الذي اشار الى ان الغموض يكتنف هذه
القضية التي كانت ومازالت مسار جدل بمدينة عطبرة التي اختفي منها هو وصديقه (طـ .
أ) وقال: مازال الغموض سيد الموقف اثر اختفاء الصائغ الشهير هلالي نعيم بعطبرة
وصديقه (طـ . أ) في وقت تبذل فيه الاجهزة الشرطية واهل واصدقاء المفقود (هلالي)
جهودها من أجل الوصول اليه فالاشاعات بدأت تكثر وتتنوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق