الثلاثاء، 14 فبراير 2012

بالصور: القصة المؤثرة لوفاة الشاب عثمان غرقا في ظروف غامضة بنهر النيل (1)


شقيقه عوض أكثر من مكالمة هاتفية مع المتوفي لم يتم تحديد الاحداثيات لها لحظة الوفاة .
طالبنا نيابة التحقيقات الجنائية بنبش جثة المرحوم لإماطة اللثام عن الغموض ولكن
تقرير الطب الشرعي بالخرطوم يؤكد أن أسباب وفاة شقيقي (عثمان) هي اسفيكسيا الغرق
جلس اليه: سراج النعيم
يخيل الى ان الفعل وردة الفعل يمتزجان في هذه القضية المثيرة جدا في تفاصيلها ويصعب لاعظم روائي تحديد اين ينتهي المشهد الأول منها ويبدأ الاخر.. خاصة حينما يكتنف سيناريوها الغموض الذي دائما ما يبحث عن فك طلاسمه هكذا تبقي قصة الشاب السوداني عثمان الحسين عبد القادر الحاصل بالاضافة الى الجنسية السودانية الجنسية الكندية وهذا الشاب توفي الى رحمة مولاه في ظروف غامضة بعد عودته من كندا التي كان يشتغل فيها مقاولا كهربائيا الى جانب الديكورات.
وفي سياق متصل قال عوض الحسين عبد القادر الشقيق الأكبر للمرحوم (عثمان) البالغ من العمر (43 عاما) قال لـ (الدار) بدأت تداعيات هذه الحكايا الواقعية أكثر غرابة ومكمن الغرابة فيها بدأ منذ لحظة خروجه من منزل الاسرة بالثورة الحارة (12) قاصدا احدي المراكز الصحية لشعوره ببعض الآلام الخفيفة ومن ساعتها اختفي عن الانظار الى ان تم ابلاغنا بوجوده في مشرحة الطب الشرعي بالخرطوم التي جاءت نتيجة تشريح طبيبها على النحو التالي:- (الجثة منتفخة ومتسخة ومتحللة جدا وتفوح منها رائحة التحلل الأيدي والأرجل بها كرمشة شديدة نتيجة الغمر بالماء الوجه متحلل جدا ومسود علامة التحلل وعمق الزرقة بمنطقة الشفتين وتحت العينين وهما جاحظتان الى الخارج علامة التحلل الشديد اللسان معضوض بين الفكين من الامام وعلامة الاسنان موجودة في اللسان من الامام كما يوجد بعض الطمي القليل في قاعدة اللسان وفي المجاري التنفسية العليا العنق منتفخ علامة التحلل الشديد الرئتان منكمشتان ومتحللتان تحللا شديد فتحت المريء وصولا الى المعدة توجد مادة سوداء اللون بكميات كبيرة سائلة تقدر بحوالي 150 س س وعالقة بكل جوانب المعدة والأنثي عشر أخذت منها عينات من فتيلين بلاستكيين الى المخبر الجنائي المثانة البولية فارغة ولاسيما ان التشريح أكد ان اسباب الوفاة (اسفيكسيا الغرق).
واضاف عوض الحسين: ولم يتوقف تقرير الطب الشرعي حول حالة شقيقي المتوفي (عثمان) عند هذا الحد بل ذهب الى وصف الجثة كما يلي (الجثة لذكر اسمر اللون فروة الرأس محكمة والشعر ممتليء بالشيب وبه كميات كبيرة من الطمي والطين وبعض الاعشاب له لحية دائرية الشكل بها شيب يرتدي بنطلون جينز به حزام أسود يوجد جيب صغير من الداخل وجدت به نقود حديدية وقميص بيجي مربعات بنية صغيرة ونقش رمادي ينتعل جوارب ممتلئة بالرمل والطمي وحذاء أسود برباط طول الجثة 195 سم ساعة التشريح التاسعة صباحا يوم 3/7/2010م وربما هذا التقرير افرد مساحات شاسعة للتساؤلات التي جالت بذهني وانا افتح ملف هذه القضية التي كان لتقرير الطب الشرعي دوراً أساسياً بحكم انه جزء هام جدا في الادلة فهو يحمل بين طياته الادانة والبراءة معا ما يعني اما الحياة او الموت ومن وراء ذلك يطل سؤالا مباشراً كيف تتم كتابة التقارير في مثل حالة وفاة شقيقي عثمان الحسين عبد القادر وهل له ان يثبت هنالك شبهة جنائية ام لا سواء كانت ظاهريا او تشريحيا؟؟ ومابين هذا وذاك قطعت رحلة طويلة جدا في هذه القضية الغامضة والتي لم تظهر لنا خفاياها حتي الان ولكن لم نيأس من الوصول الى الحقيقة المجردة خاصة وان شكوكا تسيطر بالكامل على تفكيرنا نسبة للرسالة التي وصلته من احدي السيدات تطلب فيها الاتي: (ممكن ادردش معاك)!! فماذا كان رد شقيقي على تلك الرسالة؟.
توالت علينا المصائب تباعا
ويستمر عوض: ما ان قرأ شقيقي المتوفي (عثمان) الرسالة سالفة الذكر إلا وتغيرت ملامح وجهه لدرجة انه بدأت عليه علامات الاضطراب والقلق فوجهت له سؤالا ماذا تحمل هذه الرسالة ومن الذي بعث بها اليك؟؟ فرد على بسرعة لا شيء لا شيء ثم اجري اتصالا هاتفيا بصاحبة الرسالة مما زاد الأمر سوءا على حالته الأولي فكررت سؤالي ماذا اصابك يا أخي؟؟ فكان رده ايضا لا شيء لا شيء!! وعدم كشفه لحقيقة الرسالة والمكالمة الهاتفية اعطي هذه القضية الكثير من الغموض والغرابة والدهشة في زمن لم تعد فيه الدهشة تشكل حيزا في المخيلات من قريب أو بعيد لأنه معروف في شقيقي (عثمان) – عليه الرحمة - حسن الخلق وهو الأمر الذي ادخلنا في حالة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالي خاصة والدته الحاجة بتول حامد التي ظلت في حزن عميق عليه منذ اللحظة التي تلقت فيها نبأ وفاته هكذا ظلت في هذه الحالة الى ان انتقلت للرفيق الاعلي وبالتالي توالت علينا المصائب تباعا اذا اننا لم نفق بعد من صدمة وفاة شقيقي عثمان الحسين عبد القادر هاهي والدتنا تلحق به وتتركنا نغالب في الأحزان ومن هنا فشلت كل المتابعات في الامساك باي خيط يقودنا الى ازالة الشكوك والظنون خاصة وان وفاة شقيقي (عثمان) شكلت واقعا مغايرا في حياتنا وحياة اهله واصدقائه في السودان وكندا
من الشخص الذي كان يتحدث معه؟
ويسترسل عوض الشقيق الأكيبر للمرحوم (عثمان) خبر وفاته بهذه الطريقة اثار ردود افعال كثيرة في الداخل والخارج نسبة الى مكانته في دواخلنا جميعا وقبل مقدمه من كندا كان يعبر لي عما يجيش في دواخله من حب للوطن وللاهل وللاصدقاء فقد غاب عنهم طويلا وعندما عاد اليهم لم يكن يدري ان الاقدار تخبيء له واقعا مغايرا للواقع الذي كان يرسمه بكل شفافية في مخيلته فهو

خرج في ذلك اليوم المشئوم سائراً على أقدامه إلى المركز الصحي .. ولكن بمرور الزمن لم يعد إلى أن اكتشفنا وفاته بهذه الصورة البشعة .. وبدلاً من الفرحة بعودته .. أنهمرت الدموع.. فالأخ المتوفي كان قريباً جداً إلى قلوبنا .. الأمر الذي حدا بنا إلى رفع عريضة دعوى جنائية نطلب فيها من نيابة التحقيقات الجنائية .. نبش جثة شقيقي عثمان الحسين عبد القادر إلا أن النيابة سالفة الذكر رفضت الطلب في الدعوى 2036 تحت المادة 51 إجراءات جنائية بعد أن تقدم الأستاذ معاوية خضر الأمين بهذا الطلب بالإنابة عن الشاكي ورثة وأولياء دم المرحوم (عثمان الحسين عبدالقادر ) سوداني الأصل كندي الجنسية تحت المادة 51 إجراءات جنائية .. معالي السيد/ وكيل نيابة التحقيقات الجنائية المحترم . بكل الأدب والاحترام وإنابة عن أهل وأولياء دم المرحوم المذكور أعلاه نلتمس التكرم بالمصادقة على إجراء نبش الجثمان وذلك نسبة للأسباب الآتية : ( لم يثبت إثباتاً قاطعاً للشك ونافياً للجهالة بأن المتوفي محل هذا البلاغ هو نفس الشخص المدعى بوفاته حيث لم يتم إجراء أي فحص معملي لربط المتوفي بأهله أو صلات دمه .. الشخص المدعى بوفاته والمنسوب إلى طالبي البحث والتحري كانت حوله كثير من الأقاويل ومربوطة بمجموعة من اتصالات تمت بينه وبين آخرين لم تتم ملاحقة هؤلاء الآخرين بإستدعاءات أو تكاليف بالحضور للتحري والتحقيق معهم حول ما يربطهم بالمتوفي أن كان هو في الحقيقة الجهة التي باشرت تشريح جثة المتوفي لم تجري كثير من اختبار العينات لقطع الشك باليقين بأنه توفي نتيجة لأسباب في تقاريرها . المتوفي في ظروف غامضة كان هناك شخص يتحدث معه قبل وفاته في أكثر من مكالمة لم يتم تحديد الإحداثيات لها لحظة الوفاة.. ولحظة وفاة المرحوم تم تحديد مكانه عبر تحري مكانه جغرافياً .. ولكل ما ذكرنا من أسباب نرى أنها عادلة ومنطقية . لذلك نلتمس نبش الجثة لأنها ربما لا تعود لنفس الشخص .. تم التحقيق من كيفية موته بالبحث العلمي باعتبارها أدلة جنائية متطورة في البحث عن الجريمة.
إماطة اللثام عن هذه القضية:
ويستأنف عوض حديثه : وبين الألم والحزن افتقدنا الوعي والإدراك منذ بداية قضية شقيقي الراحل عثمان الحسين عبدالقادر الذي أتحدث عن قصته المؤلمة جداً كجزء من دعوتي لسبر أغوار الغموض المحيط بها من كل ناحية .. حتى أتمكن من الوصول إلى الحقيقة المتوارية خلف دهاليز الظلام إلى ضوء الشمس . بحيث تصير تلك القضية من سلبية السيناريو إلى إيجابية من حيث إلمامنا بكل كبيرة وصغيرة بدأت تنمو وسط مناخ . تظلل سمائه ضبابية لم ولن تنقشع ألا في حال اتفقنا على مفهوم صادق لا تشوبه أية شائبة من الرياء .. ورغماً عن ذلك تجدني أسأل نفسي هل هذا ممكن .. أم أن هذه القضية ستظل على هذا النحو الذي القي بظلاله السالبة على الأسرة؟؟ ونحن كأسرة للمتوفي (عثمان ) نعرف جيداً أنه يمتاز بكل الصفات الحميدة والإنسانية .. فهو شقيقي الأصغر الذي يحب أهله حباً لا تحده حدود .. وعندما اختفي كنت قلقاً عليه بحكم أنني عايشت معه اللحظات الأخيرة من حياته التي صاحبها في تلك الأيام خوف وقلق شديدين .. لماذا؟ لم يكن يكشف ليّ ذلك الغموض وبالتالي لم يكن أمامي بداً سوى العمل جاهداً على ترميم معنوياته المثقوبة على أمل أن يوضح ليّ الحقائق كاملة ومع هذا وذاك كنت اعتصر الألم ..إلى أن باءت محاولاتي بالفشل الذريع في إماطة اللثام عن هذا الواقع المذري الذي يركن له شقيقي.
الاتهام طال بعض الأشخاص:
ويواصل عوض روايته الغامضة جداً قائلاً: من يفتش عن حد أدني من الوضوح المطلق عليه أن يتجنب الرحيل للمرافئ القديمة لأنك في هذا الرحيل لن تملك أجوبة نهائية بخصوص تلك القضايا الإنسانية كقضية شقيقي (عثمان ) التي حيرتنا حيرة شديدة ولا يزيد سوى ان نعرف الحقيقة مهما كانت مؤلمة .. لأنه لا توجد قصة بلا نهاية مقنعة .. أو إجابة شافية .. الأمر الذي جعل حياتنا عبارة عن جحيم .. وهذه الحياة تسكنها الآهات .. والآسي والحزن .. الذي سكب فينا عذاباً نوعياً ومزق قلبونا بالأنين . نعم لاشيء غير هذه الأحاسيس الصادقة يسيطر علينا ..وحتى تفارقنا لابد من تغادرنا الجراح المكتوية بها القلوب النازفة .. دون أن تندمل.. وهي في ظني لم ولن تفعل طالما أنها مازالت تمارس الغموض القاسي جداً علينا .. بالرغم من أننا وجهنا الاتهام إلى بعض الأشخاص الذين من بينهم من كانوا مع شقيقي في إحدى دول المهجر إذ تربطه بهم أواصر صداقة .. إلا أنه لم يكن مطمئناًَ منذ ان عاد من كندا لأحضان الوطن. لذلك كنت أوجه له الأسئلة باستمرار . ولكن دون جدوى . لأنها لم تكن ألا اسئلة حائرة في ذهني ؟؟ ومن هنا بدأ يطل الحزن العميق في حياة شقيقي المتوفي (عثمان) لأنه كان خائفاًَ من الإفصاح عما يجيش في دواخله ..وظل على خلفية ذلك صابراً على الابتلاء ..ولكني لم أكن احتمل أن أشاهده على تلك الحالة .. ولم يستطع أن يكمل الرواية .. هكذا انهمرت دموعه مدراراً .. فالأخ المتوفي كان قريباً منه .. لذلك طلب مني أن أبعث برسالة للجهات المعنية بالتحقيق في هذه القضية لمساعدته لكشف الغموض خاصة وأن هنالك إجراءات جنائية بوقائع ما ذهبت إليه.
في الحلقة القادمة :
{ لماذا أنقطع الاتصال الهاتفي بين عوض وشقيقه المتوفي عثمان الحسين عبدالقادر .. وما هي آخر كلمات قالها له وما سر الدرب الذي تفوه به في تلك اللحظات ؟
{ ما هو رد شركات الاتصالات الهاتفية على خطاب السيد مدير دائرة التحقيقات الجنائية بتاريخ 12/12/2010.
{ ما الذي ذهب بالمتوفي عثمان الحسين عبدالقادر من المركز الصحي بالثورة أمدرمان إلى الوابورات بالخرطوم بحري ..ثم ظهور جثته بالخرطوم؟
{ من الذي دون البلاغ الجنائي لدى قسم شرطة الخرطوم شمال .. ومن الذي تعرف على الجثة بمشرحة الطب الشرعي بالخرطوم ؟
{ ما هي وصية والدته الحاجة المرحومة بتول حامد لحظة تلقيها نبأ وفاة ابنها عثمان الحسين عبدالقادر في ظروف غامضة ؟
ونواصل

بالصور : القصة المؤثرة لوفاة الشاب عثمان غرقاً في ظروف غامضة بنهر النيل (2)
عوض: السلطات الرسمية عثرت على الجثمان منتفخاً قبالة الاسكلا بشارع النيل بالخرطوم
وكيل أعلى نيابة التحقيقات الجنائية خاطب وكيل غرب الحارات في معروضات البلاغ الخاصة بالمتوفي
ردت شركات الاتصالات حول المكالمات الهاتفية التي أجراها عدة أشخاص بالمرحوم (عثمان) ولكن !!
جلس إليه : سراج النعيم:
هناك أكثر من سيناريو في هذه القصة المؤثرة جداً حول وفاة الشاب عثمان الحسين عبدالقادر غرقاً في ظروف غامضة بنهر النيل . الشيء الذي جعل أسرة المتوفي يدب فيها الخوف والرعب والقلق الظاهر الذي إلتمسته في سرد شقيقه عوض الحسين عبدالقادر الذي انتابته الكثير من الأحاسيس والمشاعر السالبة لفقد ابنهم الحياة بعد فقدانه منذ اللحظة التي خرج فيها من منزلهم بالثورة الحارة 12 .. ومن هذا الواقع سيطرت عليهم حيرة كبيرة رغماً عن اجراءات البلاغ بالرقم (3036) تحت المادة (51) إجراءات بقسم شرطة الثورات جنوب حيث خاطب في هذا الإطار مولانا معاوية عيسى عثمان وكيل اعلى نيابة التحقيقات الجنائية بتاريخ 23/9/2010م في موضوع معروضات البلاغ آنف الذكر .. وكيل نيابة غرب الحارات . وحوى خطابه الآتي:-
(بالإشارة إلى الموضوع أعلاه نرجو التكرم بمدنا بمعروضات وتقرير مسرح الحادث في البلاغ أعلاه والموجود لدى قسم شرطة الثورة جنوب بعد ان تم إحالة الدعوى من قبل المدعى العام لهذا الطرف والمعروضات .. جهاز جوال مع الشريحة الخاصة به.. بطاقة شخصية . جنسية كندية. محفظة بمحتوياتها ).. ولم تتوقف المخاطبات الرسمية في هذه القضية إذ ردت إحدى شركات الاتصالات الهاتفية على خطاب مدير دائرة التحقيقات الجنائية بتاريخ 15/12/2010م وأفادوا بخمسة شرائح مختلفة الأرقام . ودونوا في مكتوبهم مايلي:-
( نرجو أن نفيد سيادتكم أن البيانات أعلاه مستخرجة وفق ما هو متوافر في النظام .. دون أدنى مسئولية على الشركة في حالة عدم تطابق هذه البيانات مع بيانات حامل البطاقة الفعلي لأسباب تداول البطاقة أواستخدامها بواسطة شخص آخر. أوالخطأ في تسجيل بياناته).
العثور على الجثمان في النيل :
وقال عوض الحسين عبدالقادر في قضية شقيقة (عثمان) : لنكن أكثر واقعية في هذه القصة المتشعبة الواقعية والملموسة في حاضرنا اليوم .. حيث أنها فرضت علينا جدلاً واسعاً في أوساطنا .. لأن المتوفي كان طبيعياً جداً في حياته وليست لديه ميولات سياسية . ولذلك نحن نتهم بعض الأشخاص لكشف هذا الغموض لارتباطهم بالمرحوم .. ففي الأيام التي سبقت اختفائه ثم العثور عليه غريقاً في نهر النيل جاءت إلينا إحدى الشخصيات المعنية بفك طلاسم هذه القضية وطرقت باب منزلنا .. ففتحت أنا شخصياً لها الباب . فسألتني عن (عثمان) هل هو موجود ؟ فقلت لها : نعم موجود .. فدار بينهما حواراً كنت شاهداً عليه حول أمر ما يخص إحدى الأجنبيات ذات الصلة بهم .. وكان أن تحدث إليها شقيقي المتوفي (عثمان) عبر الهاتف السيار الذي كانت تحمله الشخصية طارقة الباب .. وبعد أن استمتع إليها عكس وجهة نظرها إليها .. ثم خرجت من منزلنا .. وما أن مر يومين على هذه التداعيات .. ألا ووصلت على الهاتف النقال لشقيقي رسالة من شخصية أخرى أدخلت المرحوم في حالة تنشنة ..فسألته يا أخي ما الذي أصابك؟ فقالي لي: جاءتني رسالة . فقلت له : ما هو الخصوص الذي أرسلت لك به ؟ .. فقال لي : بخصوص الأجنبية التي سبق وتحدثت معها عبر الموبايل الخاص بالشخصية التي حضرت إلينا في المنزل بالثورة الحارة (12).. فقلت له : هل هنالك من يهددك ؟؟ وإذا أفترضنا جدلاً أن يهددك لاتنسي أن البلد فيها قانون .. فقال لي .. لو عاد هذا الشخص من الخارج فإنه ستكون هنالك مشكلة .. فقلت له : يجب أن تشرح لنا الأمر بشفافية .. حتى نساعدك . لكنه لزم الصمت .لاشيء غير الصمت العجيب والرهيب.
هرولت المتوفي ناحية بعض الأصوات:
وواصل عوض شقيق المتوفي عثمان الحسين عبدالقادر سرد الرواية التي تحمل بين طياتها الكثير من الغموض قائلاً: ونحن على تلك الحالة التي تطرقت لها مسبقاً جاء إلى السودان الشخص الذي قال عنه المرحوم أنه إذا وطأت قدماه أرض الوطن فإن مشكلة ما ستقع .. وبالفعل بدأ السيناريو بمناداة (عثمان) – عليه الرحمة من قبل هؤلاء الأشخاص . فما كان منه إلا وأن هم بالخروج من المنزل فسألته ماذا هناك؟ فلم يرد علىّ . وهرول ناحية الأصوات حافياً .. الشيء الذي استدعاني اللحاق به فكان أن وجدنا الشخص إياه عائداً من دولة المهجر ..وفي اليوم التالي جاء إلينا في منزلنا .. فوجد (عثمان) مع والدتنا يحمي فيها.. ولم يسلم علينا ورمقه بنظرة ثم خرج من المنزل دون أن يفتح عليه الله – سبحانه وتعالى بكلمة واحدة .. ورغماً عن هذا المشهد المثير للدهشة . إلا أن المرحوم عثمان ظل صامتاً ..وهكذا تتواصل السلوكيات والتصرفات الغريبة دون أن نجد إجابة شافية للتساؤلات التي تدور في أذهننا ..لأنه لو كان تحدث لنا بصراحة حول هذه الملابسات المصاحبة له منذ مقدمة من كندا وحتى وفاته في ظروف غامضة .. كنا استطعنا ان نزيل ذلك الغموض الذي طوقنا به شقيقنا المتوفي .
وكيل نيابة التحقيقات الجنائية:
ولكنني لم أكن أدري ماذا يخفي في داخله من سر لا يود أن يبوح به .. هكذا استمر عوض شقيق المرحوم عثمان الحسين عبدالقادر قائلاً: ومن ملاحظاتي أنه كان يتحدث عبر الهاتف السيار مع إحدى الشخصيات لفترات زمنية طويلة جداً من خارج البلاد.. وبالتالي جاء رد شركة الاتصالات الهاتفية على السيد وكيل نيابة التحقيقات الجنائية على النحو الآتي:
(الموضوع الهاتف السيار رقم (...).. بوافر الإحترام والتقدير مشيرين لخطابكم بالنمرة 41/ب/أ والمؤرخ بتاريخ 4/10/2010م نعتذر عن الإفادة المطلوبة إذ أن الشركة ولإعتبارات تتعلق بسعة برامج التخزين بالنظام ولا تحتفظ بتفاصيل المكالمات الصادرة والواردة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر سابقة لتاريخ أي طلب ).
أما الشركة الإتصالية التالية فردت على مدير دائرة التحقيقات الجنائية بتاريخ 15/ديسمبر /2010م بما يلي :
(الموضوع الشرائح بالأرقام (...) و (...)و (...) و(...) بالإشارة للموضوع أعلاه ولخطابكم بتاريخ 12/12/2010م نفيدكم بأن الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسيد (...) وعنوانه(...) .. وأما الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسادة بائع متجول بالخرطوم بحري .. وأما الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسيد (...) وعنوانها أمدرمان .. وأما الشريحة بالرقم (...) ومن واقع سجلاتنا قد تم بيعها للسيد (...) وعنوانه الثورة الحارة 12.
وصول ملف قضية وفاة عثمان :
وما ذهبت إليه مسبقاً حقيقة لابد من ذكرها لأنها وردت في مكاتبات رسمية بين شركات الإتصالات ومدير دائرة التحقيقات الجنائية ..ثم أردف عوض شقيق المتوفي (عثمان) قائلاً : للدار : وصل ملف هذه القضية إلى التحقيقات الجنائية التي قامت باستدعاء الأشخاص الذين وجهت لهم الإتهام ومن بينهم احدي الشخصيات المقيمة في الخارج.
وبالعودة الى وقائع هذه الوفاة المثيرة جدا للاستغراب والدهشة معا نجد ان شقيقي المتوفي عثمان الحسين عبد القادر خرج من منزل الأسرة بالثورة الحارة 12 يوم الخميس الساعة الثامنة والنصف مساء حيث انه كان يشعر بألم في (حلقه) فقلت له: دعني احضر لك من الصيدلية دواء يزيل هذا الألم فقال لي: لا سوف اذهب الى محطة الرومي لمقابلة الطبيب بالمركز الصحي ومن هناك سأذهب الى الفاتح الذي لديه محل عقارات في ذات المكان لكي اتي معه عائدا الى المنزل حوالي الساعة الحادثة عشر مساء نفس اليوم وعندما تأخر عن هذا التوقيت اجريت اتصالا هاتفيا به فجاءني الرد من الطرف الاخر (هذا المشترك لا يمكن الوصول اليه حاليا) الأمر الذي زاد من قلقي عليه فما كان مني إلا وكررت المحاولة مرة اخري فكانت المفاجأة بأنني وجدت استجابة منه فقلت له أين انت الان ولماذا اغقلت هاتفك السيار؟.؟ فقال لي: انا في المستشفي وقد أعطيت فيه (درب) فقلت له: كيف تم ذلك وانت تشتكي من ألم في (الحلق)؟.. والى هنا انقطع الاتصال به الى ان وصلنا نبأ وفاته غرقا في نهر النيل
مسجيء في مشرحة الطب الشرعي
ومن هنا قمنا بمراجعة احدي شركات الاتصالات لمعرفة هل هذه المكالمة كانت في المكان الذي خرج من اجله من المنزل ام في منطقة جغرافية اخري المهم انني تحركت على عجلة من أمري لمحطة الرومي وبدأت اسأل عنه هناك الا ان المركز الصحي نفي لي نفيا قاطعا ان يكون شقيقي المتوفي (عثمان) قد جاء اليهم وقاموا باسعافه ومن هذه النقطة بدأنا رحلة البحث عنه الى ان تم تحديد المكالمة الهاتفية في منطقة الوابورات بالخرطوم بحري ذهب اليها كيف الله اعلم؟! وفي تلك الاثناء كنت ابحث عنه في جزيرة توتي التي يوجد بها عمنا الذي كتب خطابا لابنه المغترب بامارة ابوظبي التي كان سيمر بها بالمرحوم في طريقه الى كندا بينما عثر علي جثمانه في نهر النيل بالخرطوم بالازياء التي خرج بها من المنزل وفي جيبه وجدوا هاتفه الجوال وبالبحث في الارقام اتصلت الشرطة بخالنا فرد عليهم مؤكدا انه موجود في مدينة بورتسودان وهو بدوره اجري مكالمة هاتفية بابنته (ماجدة) المقيمة في مدينة كسلا وهي اتصلت بي وقالت لي ان شقيقك عثمان الحسين عبد القادر بطرف قسم شرطة الخرطوم شمال ومن هناك توجهت مباشرة الى القسم الذي اشارت علي به وكنت معتقداً انه تشاجر مع احدهم ولم اضع في رأسي وفاته من قريب او بعيد فسألت اين هو الان؟ فقالوا لي: ان شقيقي المتوفي (عثمان) مسجي في مشرحة الطب الشرعي بالخرطوم حيث اننا عثرنا عليه غريقا في نهر النيل فقلت لهم من اين جاء جثمانه؟!
فقالوا من الوابورات بالخرطوم بحري اي ان التيار جرفه من تلك المنطقة الى الاسكلا بشارع النيل.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...