الخميس، 1 فبراير 2018

اعتراضات اسفيرية لتكريم ندى القلعة بالمناقل

.................
أثار خبر تكريم المطربة ندى محمد عثمان الشهيرة بـ(القلعة) بمدينة المناقل جدلاً واسعاً فى وسائط الإعلام الحديث، التى اعتبرت التكريم لم يكن للشخصية التى تستحقه وتساءلوا ماذا قدمت ندي القلعة حتى تحظى بكل هذا التكريم .
من جهتها، كانت الوسائط الحديثة والمواقع الإلكترونية قد تناقلت صوراً للمطربة تشير للتكريم الذى أحدث حالة من الاستياء داخل المواقع الاسفيرية، والتي ناقشت موضوع التكريم بصورة موسعة لم تخلو من السخرية.

(الماسه) : لهذا السبب غنيت للكاردينال رئيس نادي الهلال

.................
جلست إليه / إجلال إسماعيل
..................
من هو الماسه ؟ قال : هو شخصى الضعيف حبيب الله حسن طالب جامعى وأدرس تقنية المعلومات
متى بدأت الغناء ؟ قال : بدأت الغناء وأنا فى الصف السابع أساس من خلال الدورة المدرسية وكنت وقتها أدرس بمدرسة خالد بن الوليد وأحرزت المركز الأول في المسابقة.
من الذى اكتشف أن حبيب الله يجيد الغناء وصاحب صوت طروب ؟ قال : أخى الذى يصغرنى سناً هو من اكتشفنى ففى يوم من الأيام كنا نجلس مع بعضنا ووقتها دندنت باحدى الأغنيات وكان هو المستمع .
كيف تواصلت مع الموهبة ؟ قال : أسرتى رفضت فى البدء مسيرتى الغنائية وبالأخص والدى خوفاً من اهمال دراستى ولكن بالحاحى لهم اقتنعوا وواصلت .
هل لديك أعمالك الخاصة ؟ قال : نعم تعاملت مع عدد من الشعراء من بينهم الدكتور أحمد فرح شادول فى أغنية بعنوان افرد خاطرك ليه تتألم والشاعر أيمن بشير فى عملين احدهما مالك تانى بيا والآخر يحمل عنوان عريسنا الرايق كما قام بتلحين الأغنيتين أيضاً وجميعها تم تسجيلها وسترى النور قريباً .
متى كانت أول مرة وقفت فيها أمام الجمهور وصدحت ؟ قال : أول مرة كانت فى مناسبة زواج بمنطقة شمبات ببحرى والحمد لله لم أكن خائفاً وقتها كونى أقف أول مرة أمام جمع من الناس .
بمن تأثرت من الفنانين ؟ قال : تأثرت بالفنان عاصم البنا وهو الأب الروحى بالنسبة لى
هل يشدو حبيب الله بالاغانى الهابطة ؟ قال : مافى أغنية هابطة فى اغنية خفيفة وأنا بغنى الأغانى فى بيوت المناسبات والأغنية الخفيفة مطلوبة وعندها مكانها ووقتها .
من حديثك هذا نستنتج انك شغال عدادات ؟ قال : نعم والحمد لله وعلى فكره أنا حفلتى ما غالية أهم حاجة عندى الناس تكون مبسوطة وممكن أغنى مجان كمان مجاملة يعنى .
دائماً ما يخفى الفنان لونه الرياضى لماذا ؟ قال : رد وبكل ثقة : أنا هلالابى بالميلاد وأعشق الأزرق الوهاج .
البرامج الغنائية أين (الماسه) منها ؟ قال : لسه ما لقيت فرصة ولو لقيت بعد كده بشارك لأن البرامج الغنائية بتوصل الفنان للجمهور بصورة أكبر ويلقي فرصة أوسع .
أغنيه دائماً ما ترددها ؟ قال : بردد (مسامحك يا حبيبى) للفنان الكبير عثمان حسين .
كلمة أخير ة ؟
أولاً أشكر أسرة تحرير صحيفة الدار لإتاحتها الفرصة لى للإطلالة عبرها كما اقدم شكرى أيضاً لأسرة البلال الطيب وبالأخص صديقى الوفى محمد ياسر البلال الذى وقف معى كثيراً وجزيل شكرى لك أستاذة إجلال .

اختفاء ظاهرة (أشتري لك ولغيرك) من المخابز بعد زيادة سعر الخبز

..........................
اختفت عن الأنظار ظاهرة مبادرة (أشترى لك ولغيرك)، التى بدأت فى الانتشار فى عدد من المخابز الخاصة، والتى بدورها خصصت حاملاً لـ(الخبز) يوضع فى مدخل المخبز للمحتاجين بدون دفع قيمته، أى يشترى المواطن المقتدر خبزاً لنفسه، وآخر يتبرع به لدعم المشروع الخيرى.
وعزا عدداً من المهتمين بالشأن الإنسانى والخيرى اختفاء الظاهرة لرفع سعر (الرغيفة) الواحدة بواقع جنيه واحد، وهي الزيادة التى قوبلت باعتراضات شديدة، مما جعلها مثار جدل بين الناس في الأماكن العامة والتجمعات ووسائل نقل الركاب، والكل منهم يدلوا بدلوه بحثاً عن حل يمزق الإضافة الجديدة للفاتورة الاقتصادية القاهرة، ويبعد عنهم شبح الأزمة.

رفع تعريفة المواصلات من الخرطوم إلى امدرمان بـ(10) والثورة بـ(15) جنيهاً

......................
شن المواطنون هجوماً كاسحاً على سائقى المركبات العامة المتجهة من الخرطوم إلى امدرمان لاستغلالهم أزمة المواصلات الحادة ورفع تعريفة المواصلات من الخرطوم إلى الشهداء امدرمان من (5) جنيهات إلى (10) جنيهات، ومن الخرطوم إلى الثورة من (10) جنيهات إلى (15) جنيهاً، وهكذا يستغلون الأزمة ويطوعونها لصالحهم، والغريب في الأمر أن من يحدد سعر التعريفة (الكموسنجي) الذى جعلها تختلف من وسيلة نقل إلي أخرى، ومن خط إلى آخر بحسب الأهواء الشخصية، أي أنهم لا يتقيدون بالتعريفة المقررة من السلطات المختصة
وفي السياق طالبوا بفرض ضوابط مشددة على المركبات العامة، وفرض رقابة عليها، فالزيادات التي ينفذها سائقي الحافلات أنهكت ميزانيات الموظفين والعاملين البسطاء الذين ينشدون تدخلاً سريعاً يساهم في تخفيف الأعباء الملقاة على كاهلهم من فواتير أخري.

عزة صلاح : تهاني إمرأة قيادية بالفطرة، والتواضع عنوان لها

..........................
قالت الريادية عزة صلاح المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة (سكاى كلايمرز) سعدت بمقابلة وزيرة الإتصالات الدكتورة تهانى عبد الله يوم الإثنين، تعمدت أن اشارككم صورة (سيلفى).
وأردفت : تهانى إمرأة قيادية بالفطرة، والتواضع هو عنوان لها، وخلال (60) دقيقة جعلتنى أتحدث عن نفسي فى (10) دقائق، ومن ثم تبادلنا الصور ونسخة موقعة من كتابى).
وكانت عزة صلاح المقيمة بدولة قطر قد أسست في مارس من العام 2016م (سكاى كلايمرز) لترعى الموهوبين في (7) مجالات مختلفة من عمر الـ (16) إلى (25) عاماً تحت إشراف عام من مدربين ومؤسسات حكومية وخاصة والأفراد من أصحاب الخبرات في المجالات المختلفة التي تدعمها.
فيما فازت الشابة السودانية بالجائزة الكبرى والمركز الأول في فئة أفضل مشروع ريادي من (140) شركة ومؤسسة قدمت لجائزة (ريادة) في قطر.

سراج النعيم يكتب : تهديد ووعيد ودبلجة الصور ومقاطع الفيديوهات

............................
ظل البعض من ضعاف النفوس المريضة يتحرشون ويبتزون ويهددون ويسيئون لأشخاص بدبلجة الصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة، ومن ثم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة وتطبيق الواتساب. والمثير للإهتمام أن المجرم الإلكتروني يستخدم في ارتكاب جريمته أرقام الهواتف الدولية معتقداً بأنه لا يمكن الإيقاع به ناسياً أو متناسياً أن هنالك قرائن في إرسال الرسائل والصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة لا يجدى معها التخفى وراء تلك الأرقام الهاتفية غير المسجلة بطرف شركات الاتصالات كالذي حدث معي بالضبط من ذلك الشخص الذي بعث لي برسائل يهددني ويتوعدنى ويسيء لى، مستفيداً من الرقم الدولي الذي يتخفى خلفه، والذي بدأ معى التواصل من خلاله بإدارة حوار حول قضية ما تم نشرها، وعندما وجدني أرد عليه بتحفظ شديد كشف النقاب عن وجهه الآخر وبدأ في التهديد والإساءة لشخصى، ولم أنفعل برسائله التي يدعي أنه يرسلها من مقر إقامته خارج السودان، وحينما وجدني صامداً وقوياً أمام محاولاته التحرشية والابتزازية كثف الجرعة بإرسال مقطع فيديو دبلج فيها صوراً لشخصي متوفرة بالشبكة العنكبوتية ومصحوبة بموسيقى، كما أنه أرسل مقطع فيديو لسيدة سودانية ترقص بشكل فاضح، إلى جانب أنه هددنى بإتخاذ إجراءات قانونية فى ماذا؟ لا أدرى.
وبما أنني اكره مثل هذه الأساليب الابتزازية الرخيصة كنت أرد عليه ببرود شديد على أساس أنني إنسان لا تخيفه مثل هذه التهديدات والإساءات الجوفاء التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنني أمضي في الإتجاه الصحيح الذي جبلت عليه بمناصرة كل إنسانة أو إنسان مظلوم ولم ولن أحيد عنه لأي سبب من الأسباب، فمرحباً في سبيل ذلك بالتهديد والإساءة.
مما طرحته من نموذج حى يوضح بجلاء أن الظاهرة في تنامي مقلق جداً، فكم شخص يتعامل مع وسائط التقنية الحديثة تعرض إلى إنتهاك ووجد نفسه ضحية إنتقام أو تصفية حسابات بالرسائل التهديدية والصور المسيئة ومقاطع الفيديوهات القصيرة لتشويه الصورة وإشانة السمعة، فكم ضحية من ضحايا المجرم الإلكتروني لم يستطع أن يدافع عن نفسه خوفاً من النظرة السالبة التي ينظرها إليه المحيطين به أسرياً ومجتمعياً الأمر الذي يضع الضحايا أمام خيارات فردية صعبة.
يبقى الإستهداف باستخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة أمراً في غاية الخطورة من واقع الوصول إلى المجرم الإلكتروني الذي يرتكب جريمته بلا حياء أو خجل أو خوف من عقاب في الدنيا والآخرة، وأن كنت أرى أنه كان علي المجرم الإلكتروني المفاضلة في إستخدام العولمة ووسائطها بين الإيجابي والسلبي محكماً ضميره والوازع الديني قبل الأقدام على خطوات قد تقوده إلى سكة اللاعودة لأنه إذا تواءم مع عاداتنا وتقاليدنا السودانية السمحة فإنه سيستخدم التكنولوجيا الحديثة في الجوانب الإيجابية نسبة إلى أنها أصبحت ضرورية في حياتنا اليومية وإحدي اطر تعميق القيم الإنسانية للشخص أو الأشخاص خاصة وأنها تتيح للمستخدم حرية مطلقة لا يتحكم فيها إلا الضمير والوازع الدينى، لذلك على المستخدم أن يصون هذه الحرية وعدم الجنوح بها.
ما لا يكترث له المجرم الإلكتروني أنه يرتكب عدداً من الجرائم في أن واحد يبدأها بسرقة الصور ومقاطع الفيديوهات لدبلجتها أي أنه يتعامل معها دون أخذ الأذن المسبق من المجني عليه ولا يكتفى بذلك بل يعمد إلى إشراك آخرين في جريمته بنشرها لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى (الفيس بوك) وتطبيق (الواتساب)، وإعادة إستخدامها في سياق التهديد والإساءة والتحرش والإبتزاز ما يتطلب في السلطات المختصة تشريع قوانين تعاقب المجرم الإلكتروني على فعلته المنافية للآداب العامة، وأن يكون العقاب رادعاً بالإيداع في السجن والغرامة المالية على حسب تقدير القاضى في حال تم الإيقاع به حتى يكون عظة وعبرة لآخرين.
إن طبيعة الجرائم الإلكترونية تمتاز بأنها تترك أثراً معنوياً ونفسياً طويل المدى على المجنى عليه خاصة وأن المجرم الإلكترونى يسئ إليه باستخدام العولمة ووسائطها المختلفة بدبلجة الصور العادية وجعلها صوراً فاضحة بالتركيب ونشرها للعامة للتعليق والإعجاب من خلال (الفيس بوك) و(الواتساب).
ومما تطرقت إليه مسبقاً، فإن سلوكيات من هذا القبيل تتطلب الحسم والحزم الشديدين حتى لا يجد المجرم الإلكترونى فرصته فى التهديد والإساءة والتحرش والإبتزاز والتشهير وإشانة سمعة الضحية ببث الصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة الفاضحة بين عامة الناس ومثل هذا الجانى يعد مجرماً خطيراً في مسألة التشهير والقذف والإساءة لسمعة المستهدف الذي حتى إذا لم يستطع إثبات الجرم ضد المجرم الإلكتروني فإن سمعته تكون أهدرت بالتناول السالب في المجتمع فضلاً عن أنه يتضرر ضرراً معنوياً ونفسياً كبيراً جراء الإنتهاك الذي تعرض له، وبالتالي تصبح نظرة المجتمع له في العمل أو الدراسة نظرة سالبة.
بالرغم مما أشرت إليه إلا أننا نعيش في مجتمع مسلم يتمسك بالعادات والتقاليد السودانية القائمة على الدين الإسلامى وعليه تجده مجتمعاً يقدر ويحترم الآخر مهما كان مختلفاً معه في وجهات النظر بإستثناء قلة تعتبر مريضة نفسياً هي وحدها التى تلجأ إلى التصرفات السالبة، وأمثال هؤلاء حالات شاذة فى المجتمع يجب أن تردع بأقصى العقوبات حتى لا تسول لهم أنفسهم الانجراف بالعادات والتقاليد إلى ما فيه ضرر الناس. من أوجب الواجبات وضع المجرم الإلكتروني في رقابة إلى أن يرعوى ويتعلم كيفية إستخدام التقنية الحديثة بشكل إيجابي يفيد به نفسه ومجتمعه خاصة وأن العالم الرقمى يكفل لكل إنسان على وجه البسيطة حماية خصوصيته مع ضمان تواصله مع الآخرين حتى يستفيد منها في إيصال رسالته.
ومن هذا المنطلق أحذر من ظاهرة الاحتفاظ بصور الآخرين في أجهزة الكمبيوتر أو اللاب توب أو الهواتف الذكية دون أن تكون لهم بهم صلة درءاً من إستخدامها في المستقبل إستخداماً سالباً، فيما ينصح خبراء بالرد على الإنتهاكات وذلك باللجوء إلى السلطات العدلية المختصة بعد أن تم تفعيل قانون الجرائم الإلكترونية أو المعلوماتية منعاً لتفشي الظاهرة المقلقة جداً للمجتمع السوداني المحافظ الذي يتعامل مع هذه السلوكيات المشينة بحزم شديد ولا يصمت أمامها خوفاً من أي عواقب أخري .

قصص مؤثرة حول الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر (3)




......................
سيدة سودانية تكشف تفاصيل مؤثرة حول وفاة زوجها
.....................
سمية : عماد تعرض للتعذيب حتى الموت داخل المعتقلات
.......................
جلس إليها : سراج النعيم
...........................
كشفت سمية أحمد عبدالله تفاصيل مؤثرة حول وفاة زوجها (عماد) شنقاً، والذى مارس معه الأمن الليبي كل أنواع التعذيب من صقع بالصدمات الكهربائية إلى التصفية الجسدية.
وقالت : ملف المعتقلين والمفقودين من أهم الملفات التى تبين حجم الانتهاكات التي أرتكبها نظام العقيد معمر القذافي في حق الشعب الليبى والأجانب، وقطعاً من بينهم السوداني (عماد عبد الله فضل المولي) الذي قتل بواسطة سلاسل تتدلى من الكهرباء داخل حراسة الأمن الخارجي الليبى أو ما يسمى بـ(الاستخبارات)، بعد أن أشتمل الاعتقال على التحقيق والتعذيب الذى هو سبباً أدى بالعديد من عائلات السجناء الأبرياء إلى مغادرة الأراضى الليبية خوفاً من المصير الذين يقبعون في إطاره السجناء وراء جدران الزنزانات، والغرف الأمنية المتردية من الصحة، والتى تعانى من (الرطوبة) العالية جداً، وغالباً ما تنتشر فيها الأمراض المزمنة، والتى أدت إلى وفاة العشرات داخل السجون والخلايا وغرف الأمن، إضافة إلى أنهم ليسوا على اتصال مع العالم المحيط من حولهم، وهذا هو بالضبط ما حدث مع القتيل السوداني (عماد عبد الله فضل المولى) الذى حرم من العرض على الطبيب كنوع من الجزاء الموقع عليه، وهكذا لقوا حتفهم على مرأى من زملائهم بعد الإهمال في المرض، وعدم اللامبالاة من الحراس والسجانين على صحتهم، وهكذا واصلت تعذيب زوجي (عماد) حتى الموت.
وأضافت : عندما تحدثت مع زوجى، قال لى بالحرف الواحد: (هؤلاء الناس لا رحمة لهم والشفقة في قلوبهم معدومة، فقد تعرضت للتعذيب والضرب على اليدين، والقدمين بالأحزمة والعصى والأسلاك الكهربائية، والتعليق بصورة ملتوية ومؤلمة جداً، مع استخدام الصدمات الكهربائية، فضلاً عن عدم المعاملة الإنسانية، فمنذ الوهلة الأولى من اعتقالى عرفت أننى سأموت لا محال)، حينها شعرت بالمرارة الشديدة لدرجة إننى بكيت بحرقة، وكان أن طلب مني إيجاد حل عاجل لهذه التهمة الباطلة التي لفقها له أفراد من الأمن الخارجي الليبي، إذ أنهم زعموا تهريبه للأفارقة والعرب من مدينة (الزوار) إلى المناطق الساحلية على الشواطئ الإيطالية مقابل ألف دولار، وهذا الاتهام جاء بعد أن غرقت مركباً بالمهاجرين المهربين الذين يبلغ عددهم (24) شخصاً، لقوا حتفهم غرقاً في المياه الليبية الأمر الذي أضطر الأمن الخارجى الليبى أن يدفع (18) ألف دولار لأولئك الذين نجوا من الموت غرقاً، وبهذا المعنى فإن الشخص المعتقل أن يموت تحت التعذيب أو نتيجة الإهمال الطبي أو التصفية داخل خلايا الأمن الخارجى أو الداخلى.
واستطردت : ما حدث مع زوجى، (عماد) لا يمكن أن يتصوره العقل حيث أنه تم تعذيبه وإذلاله لعدة أيام إلى أن قتل بالإعدام شنقاً بسلسلة كهربائية داخل الخلية الأمنية، فابكانى ذلك المشهد المروع الذى ارتكبت في ظله الجريمة النكراء فى حقه، والذى كل ذنبه أنه سعى لتحسين أوضاعه الاقتصادية، لذلك سوف لا أنسى نظراته الى بحزن عميق عندما أشارت عقارب الساعة لمغادرة مبانى الأمن الداخلى، وسجلت له أكثر من زيارة كنت خلالها أحجب دموعى ولا أفرج عنها إلا داخل المنزل، هكذا عشت حياة جديدة مليئة بالحزن والجراح، فالموت أصبح جزءاً من ذكرياتى المفروضة على بوحشية مطلقة، مما دفعنى ذلك الواقع للبحث عن الانتقام لمقتل زوجى (عماد).
واسترسلت : كيف أنسى وقلبى يخفق بالحزن، وأشعر دائماً أنها تمس الجرح من دون قفازات، خاصة وأنه يعنى الوصول إلى أوجاعى، ولذلك أفضل التمسك بعقاب من القاتل زوجى، بسلسلة كهربائية.
وأردفت : ها أنا أمشى حذره في خطواتى خوفاً من ويلات الانتهاكات اللاإنسانية واللاأخلاقية من قبل الأجهزة الأمنية التي قتلت (عماد) في زنزانته شنقاً بسلسلة كهربائية تستخدم في تعذيب السجناء، إضافة إلى الضرب الجسدي المستمر يومياً إلى أن تشرق الشمس في صباح اليوم التالى، لا يمكن إنكار هذه الحقائق التي وقفت عليها شاهدة وذلك من واقع اعتقال زوجى (عماد) الذى تعرض للضرب الوحشى على باطن القدمين والخ، كان يقول لى : (والله، أنا بريء من التهم المنسوبة الى، لذلك أتألم لهذا الظلم دون توجيه تهمة أو محاكمة)، بينما كان يسألنى ماذا أفعل؟ فلم تكن لدى إجابة، لأنهم أغلقوا في وجهي كل الأبواب ، فخرجت من مكاتب الأمن الخارجي الليبي والدموع تنهمر من عينى بغزارة، بيد أنني كنت أفكر في الخروج، ولكن كيف؟. وتستعرض وقائع سنوات من الألم والحزن قضتها بليبيا ثم عادت للسودان، وهى العائل الوحيد لأبنائها، لذا أسأل نفسى ماذا أنوي أن أفعل غداً؟، كنت أقول فى قرارة نفسى دعى الغد فهو لن يكون أفضل، وهذا يلخص مشاعري في تلك اللحظة، وإذا كرر على السؤال فأنا لا أعرف ما أقول؟ ليس لدى جواب وواصلت حواري في ظل الظروف الإنسانية المحيطة بى، ولكن مرة بعد مرة، كنت أمشى على كف القدر ولا ادرى بالمكتوب الذى رأيت في إطاره كيف تم اغتيال الإنسانية، وكيف هي الروح رخيصة، هكذا يموتون تعذيب حد القتل أو الشنق كالذى حدث مع زوجى (عماد) أعدم شنقاً في منطقة (الزوار) بعد أن عذبوه بوسائل محرمة دولياً فالتعذيب الذى تعرض له زوجى (عماد) بدأ من اللحظة التي تم نقله فيها من المنزل حيث تعرض للضرب دون تهمة إلا أنهم طلبوا منهم رد (18) ألف دولار استخدموا فى إطارها أساليب من التعذيب المحرم جسدياً ونفسياً، فلا يوجد شىء هناك إلا التعذيب اليومى الذي لم أذهب فى ظله إلى الحمام منذ اعتقالى إلى جانب أنهم يجبرونى على تغطية رأسي وبعد ذلك يتسلطون الضوء القوي على عينى، وكل صباح يخترعون نمطاً جديداً من أساليب التعذيب الجسدي والمعنوى ولا يراعون فارق السن فى التعامل معنا بطريقهم الوحشية جداً، ومن ثم يتم وضعنا فى زنزانات انفرادية، ولا يسمح لنا بالاتصال، الأمر الذي أدى إلى وفاة العديد منا لعدم تحملهم التعذيب الشديد، والأغرب فى عملية اعتقال زوجى هو أن اسمه مشابهاً لاسم مطلوب لديهم، لذلك كان يواجه كارثة إنسانية حقيقية، صمت فى إطارها أولئك الذين نجوا؟ إلا أن زوجي (عماد) أعدم شنقاً كما أعدم (عمر ديوب) لمشاركته في مظاهرات يناير 1976م، المهم أن الأجهزة الأمنية حولت جثمانه إلى مشرحة الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة دون جدوى.

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...