الخميس، 25 أكتوبر 2018

بعد اتهامها بارتداء الأزياء (الفاضحة) وتأجيل محاكمتها وماذا قالت مني مجدي؟


منى مجدي تستنفر الشعب السوداني في مواجهة قانون النظام العام
.............
اتحاد الفنانين ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية تضامنا معي
............
وقف عنده : سراج النعيم
...........
قوبلت أزياء المطربة مني مجدي بانتقادات علي نطاق واسع واثارت الكثير من الجدل الذي أدي بها أن تكون قضية رأي عام رفضها المجتمع جملة وتفصيلا اللهم إلا قلة وأغلبهم من الأصوات النسائية المتحررة ، أما المعارضين فعزوا ذلك إلي أن أزياء بعض الفتيات والسيدات تحتاج إلي ضبط خاصة في صالات وأندية الأفراح، بما فيهن المطربات، بالإضافة إلي ضبط الشارع العام والتجمعات والأسواق بعد أن أخذت الظاهرة منحنيات (سالبة) جداً، إذ بدأت تظهر في المجتمع أزياء مغايرة لـ(لعادات) و(التقاليد) السودانية، وتشير بوضوح شديد إلي أن بعض (فتياتنا) و(سيداتنا) تغيرن كثيراً ما بين اليوم والأمس، وأصبح جل اهتمامهن يرتكز علي فنون إختيار الأزياء ذات الطابع (المحذق) و(المتعري) و(الشفاف).
فيما قالت المطربة مني مجدي عبر قناة الـ(bbc) الفضائية بعد تأجيل محاكمتها إلي أجل غير مسمي، وذلك بتهمة ارتداء الأزياء (الفاضحة)، وقالت : المادة (152) من القانون الجنائي مادة (فضفاضة)، لذا تضامن معي إتحاد المهن الموسيقية ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية وكل الشعب السوداني والنقابات.
واسترسلت منى مجدي التي تواجه بلاغاً بتهمة ارتداء (الزي الفاضح) عقب ظهورها في حفل عام بزي وجد استنكاراً كبيراً : إن اللبس أمراً لا يجب أن يحدده القانون فهو خاضعاً للظروف الاجتماعية والثقافية والبيئية للفرد فالشعب السوداني غير راض عن قانون النظام العام ، فالقانون القصد منه تعطيل مشاركة المرأة في العمل العام والثقافي والفني، وأنه قانون أصبح يقمع المرأة حيث تمت محاكمة العشرات من النساء بموجبه.
وكانت المطربة (مني) قد كشفت عن ملابسات قضتها، وهي تضحك غير مبالية بالمصير الذي ستنتهى إليه الإجراءات القانونية المتخذة ضدها.
بينما وجدت تصريحات مني انتقادات لاذعة في الشارع العام ومجالس المدينة الذين يرون بأن الأزياء جعلت بعض (الفتيات) و(السيدات) في الأونة الأخيرة أشبه بمنصات عرض الأزياء غير اللائقة.
ووجه عدداً من المهتمين بشأن الأسرة نقداً للمطربة مني مجدي ومن تضامنوا معها خاصة الإعلامية رفيدة ياسين التي غردت عبر موقع (تويتر) مؤكدة أنه لن تفلح أمة رأسها قابع في بنطال امرأة، مشيرة إلي كامل التضامن مع الفنانة منى مجدي ضد قانون النظام العام الفضفاض والمجحف بحق نساء بلادي).
وطالت الانتقادات أيضاً المطربة (إيمان لندن) إثر ترافعها عن المطربة مني مجدي، وقالت : أنتم تمارسون النفاق بـ(الهجوم) و(الشتيمة) الموجهة لـ( مني) لأنها ارتدت بنطالاً، وما العيب في أن ترتديه، فنحن اعتدنا أن ننافق في كل شيء مثلاً الفتاة يمكن أن تغطي رأسها بطرحه وتعمل ما تريد، وهكذا تظهر في نظر الآخرين محترمة، ولكن الشخصية الواضحة أمام العامة لا تعجبكم، وبالتالي المطربة (مني مجدي) ارتدت بنطال أمام الجمهور والجمهور تقبله ، فأين الإشكالية حتي تمارسوا عليها كل هذا النقد، وأنا متأكدة أن كل من انتقد مني مجدي له رأي ويريد أن يلفت النظر، وهذا دليل إعجاب، وبدلاً من هذا النقد العنيف كان الأجدر تقديم النصح بدون تجريح خاصة وأن معظم الفتيات يرتدين البنطال أم لأن مني مجدي نجمة.
فيما وجه بعض بنات جنسها نقداً أكدن فيه عدم رضائهن لظهور المطربة مني مجدي بتلك الأزياء، وطالبن النجوم والمشاهير بأن يكونوا أكثر التزاماً باعتبار أن الجمهور يتأثر بهم، وربما يقلدهم في كل كبيرة وصغيرة .
بينما كانت (الدار) قد نشرت بياناً ممهوراً بتوقيع قصي مجدي سليم عن أسرة منى مجدي سليم، أكد فيه أنه تم إرجاء المحاكمة لأجل غير مسمى نسبة لطلب البلاغ من قبل وكيل النيابة الأعلى.
ومما ذهبت إليه فإن ما نشاهده في عصرنا هذا يدعو إلي الدهشة والاستغرب، فهنالك بعضاً من الأزياء القصيرة وبنطال (الجينز) والقمصان، بالإضافة إلي وضع (الطرح) دون الاهتمام بتغطية الشعر، وهذا يعود إلي التأثر بالثقافات الغربية، وبالتالي فإن الكثير من النساء يهتمن بشكل الأزياء كـ(الفستان) أو (البنطال) أو (الفاضحة) أو (المحذقة) أو (القصيرة) أو (الشفافة) وغيرها من الموضات التي انتجتها بيوتات الأزياء الأوروبية.
ويري عدد من المنتقدين بأن الكثير من الفتيات والسيدات يرتدين الأزياء (الخليعة) المؤكدة عدم نضوجهن، لأنها أزياء خادشة للحياة، وبعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد، الأمر الذي جعل البعض من الفتيات والسيدات لايعرفن شيئاً عن أمور دينهن، واعتبروا الظاهرة تقليداً أعمى للثقافة الغربية المؤثرة في الفتيات والسيدات اللواتي لا تراقبهن أسرهن، لذا لابد أن يكون دور الأسرة حاسماً، فإذا كن يعتقدن أن ارتداهن للأزياء (الفاضحة) يلفت إليهن الأنظار فإنهن يوهمن أنفسهن بالتفكير.
ومن هنا نجد أن بعض الفتيات والسيدات طالبن السلطات المختصة عدم السماح بدخول مثل هذه الأزياء للبلاد مؤكدات أنها دخيلة علي المجتمع السوداني الذي لم يألفها قبلاً، فهي تدعو إلي إظهار المفاتن ولفت الانظار، ومع هذا وذاك ظهرت الكثير من الظواهر (السالبة) بالانفتاح علي ثقافات مغايرة للثقافة السودانية من خلال (العولمة) ووسائطها المختلفة، الأمر الذي أفرز ظواهراً جعلت بعض الفتيات والسيدات ينجرفن وراء تيارها بدواعي الحرية فأصبحن يرتدين (الفستانين) أو (البناطلين) غير الساترة لهن، وعليه يتعرين بلا حياء ولا خجل أمام الجميع، خاصة وأن (لبس) بعض الفتيات والسيدات اليوم لبساً (خليعاً) و (فاضحاً)، وهذا في رأيي يعود إلي عدم الرقابة وترك الأسر لهن لقمة سائغة للثقافات الوافدة، مع العلم أنهن يجهلن الثقافة السودانية المحافظة، لذلك يجب أن يفهمن حقيقة واحدة لا ثاني لها، هي أن الأزياء (المحزقة) أو (الشفافة) أو (القصيرة) لا تظهر جمالهن بقدر ما أنها تفقدهن احترام أنوثتهن، فالثقافات الدخيلة علي المجتمع السوداني قادت بعض الفتيات والسيدات إلي عدم معرفة أمور كثيرة ترتبط بحياتهن العامة والخاصة المتطلبة رقابة من الأسرة فالديانة الإسلامية بينت الأزياء التي يجب أن ترتديها الفتيات والسيدات المتجاوزات حدودها بدواعي (الحرية)، فالأزياء النسائية لا تتناسب مع المجتمع السوداني الذي لديه ثقافة مختلفة عن الثقافة الغربية، مما يؤكد أن الأزياء أصبحت مؤشراً خطيراً، وربما ينبئ عن تهتك في بنية الشخصية السودانية ويحدد حجم العلاقة بين التدهور الاقتصادي ومدى ارتباطه بالأخلاق والقيم.
ومن الأشياء ﺍﻟﻤﺴﻠَّﻢ بها أن بعض الفتيات والسيدات يتبرجن، ويرتدين الأزياء المحذنقة، ومن ثم يخرجن بها من منازلهن إلي أماكن عملهن أو دراستهن، أو مناسبات الأفراح، أي أنهن يفعلن ذلك ذهاباً وإياباً، مما يؤكد أنهن تأثرن تأثراً بالغاً بالثقافات الوافدة عبر البوابات المشروعة أو غيرها، خاصة في ظل إنتشارالثقافة الغربية، الأمر الذي يقودني إلي طرح سؤال في غاية الأهمية، ما الذي يفرض عليهن المضي نحو ثقافات غربية لا تشبهنا؟ وما الإحساس الذي يتخالجهن حينما يمارسن ذلك السلوك الذي يتبعن خلاله ما تنتجه بيوتات الأزياء الغربية من ملابس ربما لا تليق أو تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع السوداني؟ مع التأكيد أن اتجاههن علي هذا النحو يشير بوضوح إلي أنهن ضعيفات من الناحية الإيمانية، بالإضافة إلي غياب الرقابة الأسرية والتي ربما تحتاج من الآباء والأمهات تفعيلها بالشكل المتعارف عليه وفق التقاليد والأعراف السودانية، ويجب أن يقلعن عن ذلك النهج المنافي لنا تماماً، وإذا لم يفعلن وحدهن أو عبر أسرهن، فإنه من أوجب الواجبات أن تضبط السلطات المختصة الشارع العام، حتى لا ندع للنساء حرية تهدم أكثر من أن تحافظ علي القيم والأخلاق السودانية.
كل ما أرجوه من فتياتنا وسيداتنا أن يجبن علي الأسئلة التي وضعتها علي طاولتهن، وأن يتأملن النتائج من خلال الإجابات التي يتوصلن لها ومع هذا وذاك عليهن استصحاب ما ذهبت إليه المرأة الأمريكية التي أكدت أن المجتمعات الغربية مجتمعات منحلة، وبالتالي لا يمكن الصمت حيال تقليد فتياتنا وسيداتنا، طالما أن السيدات الغربيات أنفسهن اعترفن بأنهن منجرفات سلبياً من حيث ارتداء الأزياء، فلماذا اصرارهن علي الإنبهار بما تنتجه الثقافة الغربية، ومحاولة إتباع طريقها المحفوفة بالمخاطر، اعتقاداً منهن أنها حضارة وثقافة عصرية حديثة مبنية علي الحرية المطلقة.
وإذا نظرت إلي الشارع أو ذهبت إلي مناسبة ما فإنك سوف تشاهد بعض الفتيات والسيدات يرتدين الأزياء الضيقة جداً، ويتبرجن بصورة لافتة للنظر، إلي جانب اللواتي تجدهن يستقلن الدراجات البخارية وغيرها من الظواهر السالبة التي أصبحت كالموضة، فالأغلبية العظمي من الفتيات والسيدات تغيرن كثيراً عما كن عليه في وقت سابق، لذا من المحزن جداً أن تجدهن بالأزياء الضيقة أي أنك عندما تنظر إلي (البلوزة) يتبادر إلي ذهنك أنها قد تكون خاصة بشقيقتها الصغري سناً وحجماً، كما أن (الاسكيرتات) ضيقة جداً، لدرجة أنها تقيد حركتهن، إلي جانب أن (الطرحة) لا تغطي الرأس.
وهنالك جدل يدور من وقت لآخر حول قضايا المرأة بصورة عامة، وحينما أطالع حديثاً من هذا القبيل يتبادر إلي ذهني أن كل الإشكاليات المحيطة بالعالم أجمع قد تم حلها، ولم يتبق إلا أن نناقش العنف ضد المرأة أو مساواتها مع الرجل وغيرها من القضايا التي يتم تداولها في المنتديات والورش وإلي آخرها من المنابر الناشطة في هذا الجانب، السؤال الذي يفرض نفسه علي هؤلاء أو أولئك هو هل كل مشاكلنا انتهت حتى ندير حوارات فكرية عن النساء؟ الإجابة عندي ببساطة لا، فما زالت هنالك الكثير من القضايا الأهم وعلي رأسها التنمية، الصحة، السلام والأمن، وبالرغم عن ذلك إلا أن الظاهرة التي أشرت لها متفشية وتسابق في الزمن من أجل نسف أي فكرة مطروحة للنقاش خاصة وأن قضايا المرأة ليست الأهم في الوقت الراهن الذي نشهد فيه تحديات جسام، لذا علي النساء عموماً الابتعاد عن أفكار دعاة التغريب لقضايا المرأة وطرحها بعيداً عن المحيط المحلي فكل ما يتم تصديره من قضايا بين الفينة والأخرى يدول لصالح أجندة لا تخدم قضايا المرأة التي تصبح علي مائدة الحوار والنقاش الذي ربما تندهش منه هي شخصياً لأنه يطرح قضاياها بشكل يظهرها إنسانة ضعيفة وتركن لمعضلة حقيقية.
علي المرأة عموماً عدم الاستجابة للجدل الدائر حول حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل وغيرها من الأطروحات الغربية بدواعي مواكبة التطور الذي يشهده العالم بصورة عامة، خاصة وأن المدخل يقود المرأة إلي نفق مظلم ويحرضهن علي أساس أن حقوقهن ﻣﻬﻀﻮﻣﺔ، ومثل هذه الأحاديث عارية من الصحة تماماً بدليل أن المرأة السودانية تمارس حياتها بحرية مطلقة، ولا تواجهها أية مشكلة علي كل الأصعدة والمستويات، فهي الآن قائدة ليس علي مستوي السيارات بل علي مستوي الوظائف القيادية التي وصلت لها بمجاهدتها ونضالها وكفاحها الذي وضعها في مواقع رياديه، وبالرغم من مجاهداتها الملموسة علي أرض الواقع إلا أن البعض منهن يحاولن عكس صورة مغايرة يصورن من خلالها النساء علي ذلك النحو الغربي، نعم يفعلن هكذا ظناً منهن أن التاريخ سيسجلهن بطلات في قضايا بسيطة لا تستحق كل هذا التضخيم الذي لعبت فيه بعض الجهات دوراً كبيراً بالتنظير الذي لا يمت لهن بصلة.
لم تقف المسألة عند هذا الحد، إنما امتدت إلي الترحال خارجياً، وهي واحدة من الإشكاليات التي يجب دراستها وتأملها حتى لا تصبح ظاهرة بمرور الزمن، فمثل هذه الظاهرة فيها مسالك رجعية ظلامية جداً ﻓﻲ ظل العصر الذي يطلقون عليه ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ والتطور التكنولوجي المبني علي (العولمة) ووسائطها المختلفة التي أضحت تبث الأفكار الهدامة للأخلاق والقيم، وبالرغم من ذلك كله لا ندعو لمقاطعتها، إنما نطالب الجميع بأخذ المفيد والإيجابي منها وإسقاط الضار السالب منها .
من هذا المنطلق ﻧﺤﺘﺎﺝ ما ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭ ﺍﻵﺧﺮ ﺇلي ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﻧﻈﺮﺓ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻨﺼﻔﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ وﺍﻟﺮﺟﻞ وﺍﻟﺸﺒﺎﺏ والنشء ﻟﻨﻘﻮﻡ السوالب، ونبقي علي الإيجابيات حتى لا يتم تغريبها وتذويبها بالإدعاء الباطل الذي إذا صمتنا عليه فإنه دون أدني شك سيفقدنا أخلاقنا وقيمنا وهويتنا.
..............

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...