اقول كلمة الحق وتصور وتبث عبر التقنية الحديثة
حال المواطن اقتصاديا يغني عن السؤال ولا اتفاءل بالاصلاح
جلس إليه : سراج النعيم
كشف نجم المجتمع والسوشال ميديا طارق جيب الله سعيد البالغ من العمر (51) عاماً أدق الأسرار حول حياته المثيرة للجدل، وكيف أصبح مشهورا في وسائط الإعلام البديل بعد أن لفت الأنظار إليه من خلال مقاطع فيديوهات صورها نشطاء بثوها عبر وسائل (العولمة) المختلفة، والتي ظل يوجه من خلالها النقد سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، ثقافيا وفكريا الله بأسلوبه وطريقته الخاصة، ويشير فيه إلى عدم رضائه عما يحدث في السودان الذي يحتاج لإعادة نظر في شتي مناحي الحياة، خاصةً وأن الحكومات المتعاقبة على السلطة في البلاد لم تؤسس لبنية تحتية قوية يمكن الاستناد عليها في المستقبل، وظل هذا الوضع يمضي بالسياسات الفاشلة من فشل إلى فشل ذريع جدا، وذلك منذ استقلال البلاد.
في البدء إلى أي الولايات تعود جذورك؟
ما أعرفه في هذا الإطار، هو إنني قدمت من الولاية الشمالية إلى مدينة (الدامر) حاضرة ولاية نهر النيل مع الوالد الذي كان يعمل في شركة (ماسبيو) سائقا للآليات الثقيلة، وتعود جذوره إلى منطقة (القرير) فيما تعود جذور والدتي إلى منطقة (كرتي).
ما علاقتك بمدينة عطبرة؟
تعمقت علاقتي بمدينة الحديد والنار من خلال عمل خيلاني بهيئة السكة حديد، مما اضطرهم للإقامة فيها، لذلك أصبحت أزور مدينة (عطبرة) ما بين الفينة والأخرى إلى أن أضحيت واحداً منها.
هل اتجهت للعمل في مجال والدك أم خيلانك أم أخترت طريقاً ثالثاً؟
لم اتأثر بعمل الوالد أو الخيلان، بل اتجهت إلى العمل الحر بعد الانتهاء من درستي الأكاديمية حتى المرحلة الثانوية العاليا، ومنذ تلك اللحظة أبحث عن المال، وأين ما وجدته اتجه إليه، ولم يكن مهماً لدي أن احظي بوظيفة أو لا، إنما المهم عندي حصولي على (المال)، لذلك لا أهتم بالظروف الاقتصادية الطاحنة جداً، لأنني على إيمان تام بأن الحياة بكل تقلباتها وتحدياتها الجسام ستستمر، ولن تتوقف لأي سبب من الأسباب، والمال وحده الذي يزلل صعابها، لذلك هو أهم شيء فيها رغماً عن أنه ضيف، وهذا الضيف أقابله بالتراحاب في كل زمان ومكان.
كيف تنظر للأوضاع الاقتصادية التي يمر بها إنسان السودان منذ إسقاط نظام المخلوع عمر البشير؟
لابد من التأكيد بأن الحال يغني عن السؤال، فالأوضاع الاقتصادية في البلاد ضاغطة جداً، ومع هذا وذاك لا يسعى احد لإيجاد الحلول الناجزة لها طوال السنوات الماضية، أي أنها ظلت هكذا منذ الاستقلال، ولم تتبدل حتى بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، فالسياسات الاقتصادية جعلت الوضع خانقاً والغلاء فاحش، وكل هذه العوامل نتج عنها التدهور الاقتصادي المريع، لذا تمضي نحو السوء، لذلك التضخم وصل أرقاماً فلكية، بالإضافة إلى معاناة المستهلك في الأسواق التي أصبحت شبه محررة من الأسعار.
ما رأيك في الاعتراض على ولاية المرأة لولاية نهر النيل؟
اعترض على الفكرة بشدة، فولاية المرأة لولاية نهر النيل لا تجوز شرعاً، فالرسول صل الله عليه وسلم وصفهن بـ(ناقصة) عقل ودين، كما أن شهادتها نصف شهادة الرجل، فكيف يتم تعينها والياً على ولاية مليئة بالكوادر المؤهلة من الرجال، وتأكيداً لما ذهبت إليه، فإن سيد البشرية صل الله عليه وسلم لم يكلف في عهده امرأة بالولاية، ومضي في نهجه الخلفاء الراشدين، ومن تولي مقاليد الحكم من بعدهم، فضلاً عن أن الله سبحانه وتعالى قال لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم : (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله.. سورة النساء) قال ابن قدامة في (المغني) لم يول خاتم الأنبياء والرسل صل الله عليه وسلم طوال ما هو على قيد الحياة، ومضى في ذات الإطار الخلفاء الراشدين، ومن تولي زمام السلطة في الدولة الإسلامية فيما بعد ومن بعدهم، فلم تولي المرأة قضاء ولا ولاية بلد، والاستناد فيه على قول الله سبحانه وتعالى : (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم.. سورة النساء)، فهذه الآية تشير إلى قوامة الرجل على المرأة بما في ذلك ولاية الأسرة أصغر الولايات، ورغما عن ذلك منعت المرأة من أن تولي على الولاية الدائرة في محيط الزوج والأبناء، فمن باب أولى منعها من تولي ما هو أكبر منها، كالقضاء والوزارة، الولاية، وفي ذات السياق قال الرسول صل الله عليه وسلم في حديث أبي بكرة : (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)
ما علاقتك بالسياسة؟
لا علاقة لي بها من قريب أو بعيد، ولكن شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي جعلت مني ناشطا سياسيا من خلال مقاطع فيديوهات تم بثها عبر (Facebook,Twitter, Youtube)، كان لها الأثر البالغ في توصيل صوتي للمتلقي الذي صادف نقدي هوا في نفسياته وهو نقد أوجهه بطريقتي الخاصة لأحداث يشهدها الراهن السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي، والفكري في البلاد، واستطعت بأسلوبي البسيط إيصال رسالتي المهمة للمجتمع، خاصة وأن المواطن أصبح صانعاً للحدث، وبالتالي يحظى باهتمام وثـقـة متزايدتين من رواد وسائط التقنية، ورسالتي أهدف من ورائها لتصحيح المسار، وليس مهماً لدي من هو المخطي مسئولاً كان أو غير مسئول، فأنت إذا وجدت أبنك يحيد عن الطريق القويم تسرع لإعادته إلى مساره الصحيح، هكذا أمارس النقد لما يدور في محيطي الصغير والكبير، ولا أخشي في قول كلمة الحق لومة لائم، فكلمة الحق تعلي ولا يعلي عليها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، وأنا لا أريد أن أكون أخرس.
البعض يأخذ عليك خروج نقدك عن الأسلوب الذي يجب أن لا يتجاوزه؟
غالباً ما يكون ذلك الأسلوب في نطاق ضيق إلا أن البعض يصوره في شكل مقاطع فيديوهات ويبثها عبر (Youtube) دون أخذ الأذن المسبق مني، وربما هنالك من يجني من ورائها المال.
ماذا أنت قائل في الختام؟
غير متفائل بإصلاح الأوضاع الاقتصادية على المدى القريب والبعيد.