الجمعة، 10 سبتمبر 2021

سراج النعيم يكتب : دماء على الاسفلت

 


.........................

حينما تستغل المركبات العامة المتجهة من مدني إلي الخرطوم أو العكس أو من عطبرة إلي الخرطوم والعكس تكون قد غامرت مغامرة شديدة بالنفس التي كرمها الله عز وجل، فأنت لا يمكنك التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه هذه الرحلة أو تلك، فالطريقين أشتهرا بـ(الموت) الذي هو سبيل الأولين والآخرين ولولا أن الله سبحانه وتعالي لطيف بعباده لما نجا من هذين الشارعين أحداً، فالطرق في السودان عموماً تستحق أن نمنحها اسم أسوأ شوارع الإسفلت فى العالم، بالإضافة إلي أنها ضيقة جداً، بل هي أضيق الشوارع التي عرفتها الإنسانية طوال العقود الماضية، وأكثر ما يميزها أنها لا تستغل من البشر لوحدهم، بل هنالك الحيوانات المتمثلة في (الأغنام، الحمير والأبقار) وغيرها كما الحال في طريق التحدي عطبرة الخرطوم الذي أنتزع لقب (طريق الموت) في الفترة الماضية بجدارة يحسد عليها، ولكن يبدو أن صاحب اللقب الأصلي لم يعجبه ذلك فعاد أكثر بشاعة من ذي أول.

تبقى الطرق في السودان لا تحتمل أن تكون اتجاهين بأي صورة من الصور، ضف إلي ذلك كثرة (الحفر) و(المطبات) الناتجة عن الإهمال وعدم الصيانة، لذلك ينتج منها حوادث مرورية مرعبة ومخيفة في آن واحد، فكم أسرة استغل أبنها أو أحد أفرادها هذا الطريق أو ذاك فتم تشييع جثمانه إلي مثواه الأخير ، فالغالبية العظمي من مرتادي الطرق الإسفلتية يروحون ضحايا للحوادث الناجمة عن اصطدام سيارة بآخري أو انقلابها، وظلت هذه الطرق تشهد أبشع الحوادث المرورية، والتي تسجل يوماً تلو الآخر رقماً قياسياً في حصد الأرواح والتسبب في الجراح التي لا تندمل بمرور الزمن، هذا إذا استبعدنا من حساباتنا الجوانب الاقتصادية الناجمة جراء إصطدام السيارات بعضها البعض أو الإنقلاب.

فيما قمت بتوجيه سؤالي المباشر لبعض الخبراء في المجال الهندسي الخاص بالطرق المسفلتة إذ اجمعوا علي أن هنالك شيء ما مفقود ربما يكون ذلك لعدم التزام من يقودون المركبات بقواعد المرور العامة، وربما يكون لضيق طريق مدني الخرطوم أو طريق التحدي عطبرة الخرطوم أو خلافهما من طرق المرور السريع عاملاً أساسياً في الحوادث المتتالية واتفقوا جميعاً علي البحث عن حلول ناجزة توقف حصد الأرواح وتدفق الدماء علي السيارات والطرق المسفلتة.

بينما أصبحت الحوادث المرورية تشكل هاجساً في السودان وغيره من دول العالم الشيء الذي أدخل الظاهرة في إطار القضايا الشائكة والمتشابكة رغماً عن نشر وسائل الإعلام المختلفة لها والتي تجد فيها مادة خصبة للطرح والتناول بغرض توعية مرتادي الطرق من مخاطر القيادة بسرعة جنونية، ضف إلى ذلك ما تتناقله مجالس المدينة فالإحصائيات السنوية في تصاعد مطرد، ونسبة الوفيات في تزايد مرعب ومخيف جداً، فلا يمضي يوم إلا ويقع حادث مروري مؤلم في ولاية الخرطوم أو في الولايات السودانية الأخرى، وهي تنتج عن الإصطدام بين سيارتين.

وهذا يقودنا إلي مخاطر السيارات في الطرق والشوارع السودانية المختلفة التي تذهب من جرائها الكثير من الأرواح، وتصيب أيضاً الكثير بإصابات متفاوتة منها الخطيرة، وهذه الظاهرة لا تؤرق السودان وحده إنما ممتدة في كل أنحاء العالم، لذلك لابد أن نكون أكثر دقة، فمنظمة الصحة العالمية قالت في تقرير لها : (إن هناك متوف كل ثلاثين ثانية في العالم وهناك أرقام تتجاوز بكثير أرقام الكوارث والحروب التي نشاهدها كل ليلة).

إحصائيات الحوادث المرورية كما أسلفت مسبقاً في تزايد مخيف جداً لأن نسبة الوفيات متصاعدة ومثيرة للقلق والرعب، وربما هذا ما أدخل الكثيرين في حيرة وألم شديدين لاستمرارية الحوادث المرورية وبشكل مأساوي ظلت تشهده الطرقات السودانية طوال السنوات الماضية، ما جعلها تأخذ أشكالاً وألواناً، حتى أنها أصبحت بمرور الزمن هماً كبيراً يسيطر على تفكير مرتادي الطرقات بالخرطوم والولايات، ومع هذا وذاك نجد أن الإدارة العامة لشرطة المرور تعلن عن ضوابط صارمة، إلا أن هذه الضوابط لا نجدها ملموسة على أرض الواقع، كما يتم بالضبط في الإيصالات المرورية التي يطلق عليها البعض (جباية) فهل نظام الإيصالات أثبت نجاحه أم أنه فشل في الحد من المخالفات المرورية ووقوع الحوادث في طرق ولاية الخرطوم وطرق المرور السريع؟؟.

ومن المعروف أن الأنظمة المرورية يجب تطبيقها على أرض الواقع دون التركيز على نظام المخالفات المالية الذي في رأيي أثبت عدم جدواه، لذا السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا لا تعود إدارة شرطة المرور إلى النظام السابق الذي لم تكن في ظله الحوادث المرورية بهذه الإحصائيات الكبيرة؟؟.

سراج النعيم يكتب : سرك في (الواتساب)

 


............................

من الشائع في عصرنا هذا أن الكثير من الناس أصبحوا يفشون الأسرار دون أن يأبهوا بأنها أمانة يودعها أصحابها في من يثقون فيهم، لذا يجب علي الإنسان الذي يتم اصطفائه لحفظ الأسرار أن لا يكون خائناً لمن ائتمنه عليها، فهي في النهاية عهد وعلي الإنسان أن يكون مسئولاً، ولا سيما فإن الأسرار في حد ذاتها متفاوتة من حيث درجات أهميتها، فمنها ما هو ضار للعامة ويقودهم في كثير من الأحيان للخصومة في المحيط الأسري أو المجتمع عموماً.

وفي هذا الإطار قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله : (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً)، وقال : (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها)، وفي هذا دلالة علي حرمة إفشاء السر.

فيما كان النبي صل الله عليه وسلم قد أسر إلي السيدتين (عائشة) و(حفصة) بحديث وائتمنهما عليه، إلا إنهما أظهرتا سره، فما كان إلا وعاتبهما الله سبحانه وتعالى بقوله : (وإذ أسر النبي إلي بعض أزوجه حديثاً، فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه، وأعرض عن بعض، فلما نبأها به قالت مَن أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير)، وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صل الله عليه وسلم قال : (أربع مَن كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومَن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتُمِن خان ، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)، وليس من شرطاً أن يخطر بمن أسره بأنه (سراً) ولا تخبر به أحداً، وعن جابر بن عبدالله عن النبي صل الله عليه وسلم قال : (إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة).

بينما نجد أن شخصاً ما طرح عليه سؤالاً عن المقصود بـ(الاثنين)، فلم يتردد في الإجابة قائلاً : إنها (الشفتين)، مما يوضح بجلاء أن الناس كانوا في وقت مضي حذرين فيما يتعلق بإفشاء أسرارهم حتى ولو كان ذلك لأقرب الأقربين، وبما أن هذا هو نهجهم كانت النتيجة النهائية أن الحياة تمضي بشكل طبيعي، وخطورة الأمر تكمن في إفشاء أسرار البيوت، مما أسفر عن ذلك انهيار قيم وأخلاق، وتهدمت الكثير من المنازل، وعن أبي هريرة قال : (بلفظ من أطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه)، وورد من وجه أخر عن أبي هريرة قال : (بلفظ من أطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقئوا عينيه فلا دية ولا قصاص)، وفي رواية من هذا الوجه فهو هدر.

ومما أشرت له، فإن ظاهرة (إفشاء الأسرار) أخذت أبعاداً خطيرة جداً لا يمكن تصورها مهما حاول البعض تبسيطها، فإن هذا الفعل ينجم عنه تصدع في العادات والتقاليد السودانية التي لا تنفصل عن الديانة الإسلامية، لأن انتهاج هذا النهج أفضي إلي بذر بذور (الفتنة) و(البغضاء) بين الناس، مما يؤدي ذلك إلي انهيار أواصر المحبة، وتحل محلها الكراهية التي غالباً ما تأخذ حيزاً كبيراً في المحيط الدائرة فيه، وربما تتسبب في مقاطعة صلة الأرحام، بالإضافة إلي تزايد حالات الانفصال بين الأزواج (الطلاق).

ومن الملاحظ أن إفشاء الأسرار يلعب دوراً كبيراً في الانجراف بتماسك المجتمع ، وقد ساهم في تعميق ذلك (العولمة) ووسائطها المختلفة، إذ أصبحت بديلاً لتحريك الشفتين لإيصال هذا السر أو ذاك عبر الإعلام الحديث الذي يبث الأسرار للعامة، وعندما يستدرك الناشر أنه وقع في خطأ، فإنه لا يمكن له إلغاء النشر إن كان صالحاً أو طالحاً، لأن من ينسخون ويلصقون يكونون قد تناقلوه علي نطاق واسع، وعليه يكون السر الذي كان محصوراً في نطاق ضيق، سراً متداولاً عبر (الفيس بوك) و(الواتساب) وغيرهما من وسائل التقنية الحديثة، وذلك في ظل انتشار الهواتف الذكية وسهولة إقتنائها، فالكثير منهم يحملون جوالاً أو جوالين، وهكذا يفعلون بهما ما يشاءون، ويصورون ما يشاءون، ويكتبون ما يريدون، ولا يبقى شيء دون أن يأخذ نصيبه، بل إن هناك من همه فقط تصيّد الأخطاء ونشرها.

عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : (قال النبي صل الله عليه وسلم : إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرَّها)، ومن وصايا العرب للعروس : (ولا تفشي له سرّاً، فإنك لو أفشيتِ سرَّه ، أوغرتِ صدرَه)، وعن ثابت عن أنس قال : (أتى عليَّ رسول الله صل الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، قال : فسلَّم علينا ، فبعثني إلى حاجة فأبطأتُ على أمي ، فلمَّا جئتُ قالت : ما حبسك ؟ قلت : بعثني رسول الله صل الله عليه وسلم لحاجة، قالت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سر ، قالت : لا تحدثت بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً .

سراج النعيم يكتب : تحرش وابتزاز ودبلجة صور

 


...........................

ظل البعض من ضعاف النفوس المريضة يتحرشون ويبتزون ويهددون ويسيئون لأشخاص بدبلجة الصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة ومن ثم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وتطبيق الواتساب والمثير للاهتمام أن المجرم الإلكتروني يستخدم في ارتكاب جريمته أرقام الهواتف غير المسجلة لدى شركات الاتصالات أو الأرقام الدولية معتقداً بأنه لا يمكن الإيقاع به ناسياً أو متناسياً أن هنالك قرائن في إرسال الرسائل والصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة لا يجدي معها التخفي وراء تلك الأرقام الهاتفية غير المسجلة بطرف شركات الاتصالات كالذي حدث معي بالضبط من ذلك الشخص الذي بعث لي برسائل يهددني ويتوعدني ويسيء لي ولوالدتي المتوفاة عليها الرحمة مستفيداً من الرقم الدولي الذي يتخفي خلفه والذي بدأ معي التواصل من خلاله بإدارة حوار وعندما وجدني أرد عليه بتحفظ شديد كشف النقاب عن وجهه الآخر وبدأ في التهديد والإساءة لشخصي الضعيف وللوالدة عليها الرحمة ولم انفعل برسائله التي يدعي أنه يرسلها من مقر إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية وحينما وجدني صامداً وقوياً أمام محاولاته التحرشية والابتزازية كثف الجرعة بإرسال مقطع فيديو دبلج فيه صوراً لشخصي متوفرة على الشبكة العنكبوتية مصحوبة بموسيقى كما أنه أرسل مقطع فيديو لسيدة سودانية ترقص بشكل فاضح وبما أنني اكره مثل هذه الأساليب الابتزازية الرخيصة كنت أرد عليه ببرود شديد على أساس أنني إنسان لا تخيفه مثل هذه التهديدات والإساءات الجوفاء التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنني امضي في الاتجاه الصحيح الذي جبلت عليه بمناصرة كل إنسانة أو إنسان مظلوم ولم ولن أحيد عنه لأي سبب من الأسباب فمرحباً في سبيل ذلك بالتهديد والإساءة.

مما طرحته من نموذج حي لم تمض عليه أيام يتضح أن الظاهرة في تنامي مقلق جداً فكم شخص يتعامل مع وسائط التقنية الحديثة تعرض إلى انتهاك ليجد نفسه ضحية انتقام أو تصفية حسابات كما يحدث مع الكثيرين باستخدام الرسائل التهديدية والمسيئة والصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة لتشويه الصورة واشانة السمعة فكم ضحية من ضحايا المجرم الإلكتروني لم يستطع أن يدافع عن نفسه خوفاً من النظرة السالبة التي ينظرها إليه المحيطين به أسرياً ومجتمعياً الأمر الذي يضع الضحايا أمام خيارات فردية صعبة. يبقى الاستهداف باستخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة أمراً في غاية الخطورة من واقع الوصول إلى المجرم الإلكتروني الذي يرتكب جريمته بلا حياء أو خجل أو خوف من عقاب في الدنيا والآخرة وأن كنت أرى أنه كان علي المجرم الالكتروني المفاضلة في استخدام العولمة ووسائطها بين الإيجابي والسلبي محكماً ضميره والوازع الديني قبل الأقدام على خطوات من هذا القبيل لأنه إذا تواءم مع عاداتنا وتقاليدنا السودانية السمحة فإنه سيستخدم التكنولوجيا الحديثة في الجوانب الإيجابية نسبة إلى أنها أصبحت ضرورية في حياتنا اليومية واحدي اطر تعميق القيم الإنسانية للشخص أو الأشخاص خاصة وأنها تتيح للمستخدم حرية مطلقة لا يتحكم فيها إلا الضمير والوازع الديني لذلك على المستخدم أن يصون هذه الحرية وعدم الجنوح بها.

ما لا يكترث له المجرم الإلكتروني أنه يرتكب عدداً من الجرائم في آن واحد يبدأها بسرقة الصور ومقاطع الفيديوهات لدبلجتها أي أنه يتعامل معها دون أخذ الإذن المسبق من المجني عليه ولا يكتفي بذلك بل يعمد إلى إشراك آخرين في جريمته بنشرها لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتطبيق الواتساب وإعادة استخدامها في سياق التهديد والإساءة والتحرش والابتزاز ما يتطلب في السلطات المختصة تشريع قوانين تعاقب المجرم الإلكتروني على فعلته المنافية للآداب العامة وأن يكون العقاب رادعاً بالإيداع في السجن والغرامة المالية على حسب تقدير القاضي في حال تم الإيقاع به حتى يكون عظة وعبرة لآخرين.

إن طبيعة الجرائم الإلكترونية أنها تترك أثراً معنوياً ونفسياً طويل المدى على المجني عليه خاصة وأن المجرم الإلكتروني يسئ إليه باستخدام العولمة ووسائطها المختلفة بدبلجة الصور العادية وجعلها صوراً فاضحة بالتركيب ونشرها للعامة للتعليق والإعجاب من خلال الفيس بوك والواتساب.

مما لا شك فيه فإن (العولمة) ووسائطها التكنولوجية احتلت مساحات كبيرة في إطار التقدّم الذي يشهده العالم تقنياً في مجال المعلومات والاتصالات جانباً مهماً في حياة الناس، وبالتالي أصبحت تسيطر علي الفكر وتنقل الثقافات المغايرة وذلك في ظل سهولة إقتناء الهواتف الذكية التي صارت عاملاً أساسياً في التواصل والتعامل بين الأشخاص، وقد ازداد التوجه لاستخدامها في الفترة الأخيرة بصِفَتها أداة اتصال دولية في مختلف مناحي الحياة، إلا أن الاستخدام السالب لها أدي إلي إفراز الكثير من الإشكاليات والمخاطر، وعليه ظهرت الجريمة الإلكترونية التي فرضت نفسها بقوة في واقعنا الأمر الذي جعل البعض يطرحون بعضاً من الأسئلة ما هي الجرائم الإلكترونية؟ وما هي أنواعها؟ الإجابة تكمن في تعريف الجرائم الإلكترونية وهي ممارسات سالبة يمارسها المجرم الإلكتروني في مواجهة شخص أو أشخاص بغرض تشويه السمعة أو إلحاق الضرر النفسي والمعنوي بشكل مباشر أو غير مباشر وذلك بالاستخدام السالب للإنترنت وما انتجته التقنية الحديثة من أدوات كالبريد الإلكتروني وغرف الدردشة، وما تتبعها من أدوات كرسائل الوسائط المتعددة.

تعتبر الجرائم الإلكترونية من الصعب جداً الوصول من خلالها إلى هوية المجرم خاصة وأنه قد يكون محترفاً ودائماً ما ينتحل شخصيات الآخرين وينسج قصصاً من نسج الخيال يهدفِ من ورائها إلي التهديد والإساءة، وجرائم (الإنترنت) مرتكزة علي هدم القيم والأخلاق، والمجرم الإلكتروني من الصعب الايقاع به إلا باستخدام وسائل أمنية ذات تقنية عالية، وغالباً ما تكون لديه أهداف يرمي إليها جراء ارتكابه ذلك الجرم الذي يصعب قياس ضرره علي الضحية كون أنه يمس القيم والأخلاق، بالإضافة إلي سهولة إخفاء وطمس معالم الجريمة وآثارها.

سراج النعيم يكتب : السلبية في القضايا الإنسانية



.......................

تتغير ملامح المجتمع من الإيجابية إلي السلبية في الكثير من القضايا الإنسانية، وتشعر مع هذا وذاك بالضغط وعدم الراحة النفسية خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي أفقد البعض من الناس الروح الإيجابية، إذ تلحظ بشكل شبه يومي تجنبهم الوقوف مع الاخرين في حال يحتاجون للمساعدة أو التصدي لبعض التفلتات الوارد حدوثها ما بين الفينة والاخري، لذا هنالك سؤال يفرض نفسه متي نتحرر من هذه المشاعر السلبية، ونفعل الإيجابية لخدمة الإنسانية المفقودة.

تعمقت الظاهرة أكثر وأكثر في إطار (العولمة ) ووسائلها المختلفة لسهولة اقتناء الهواتف الذكية، وعليه تحدث الكثير من الإشكاليات، مثلا تجد أن هناك شخصاً في حاجة للمساعدة إلا أن من يفترض فيهم مد يد العون لا يفعلون، بقدر ما أنهم يخرجون هواتفهم الذكية ويبدأون في التقاط الصور أو تصوير مقاطع فيديوهات للنشر عبر الوسائط الإلكترونية علي اختلاف مسمياتها، وهي قطعاً مزعجة جداً.

مما ذهبت إليه فإن هنالك تغيراً في تركيبة الناس من حيث التعامل مع الأحداث الدائرة في محيطهم، وعندما تدير حواراً حول الظاهرة فأنك تشعر بأن الحوار قائم علي الأفكار السلبية، وهي مؤرقة لتمددها وتأثيرها علي الغالبية الذين أصبحوا في حيرة من أمرهم وبالتالي يرون الأشياء بمنظار سلبي ومتشائم جداً، ويشير خبراء إلى أن هذه الحالة تعود لأسباب مختلفة بيئية وشخصية، بالمقابل تختلف السلبية من شخص إلي آخر وتؤثر مع مرور الزمن علي حاضره ومستقبله، ولا تتوقف في نطاقه إنما تمتد إلي المحيطون به، وذلك من خلال أفكار سلبية يبثها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وعلي سبيل المثال فإن شخصاً قد يتعرض لموقف قاسي ويحتاج للمساعدة من الذين يشاهدون ما يحدث معه فلا يجد من يقف إلي جانبه وذلك ليس لعدم القدرة بل لأن السلبية سيطرت عليهم سيطرة تامة.

إن البعض يعزو طغيان السلبية علي الإيجابية لعدم الإنسجام والاتساق مع الواقع الذي أفرز الكثير من الظواهر السالبة، مضافاً اليها الخوف الذي أصبح جزءاً أصيلاً من إنسانيتنا، بالإضافة إلي نشر الثقافات المغايرة عبر التكنولوجيا التي لعبت دوراً ريادياً في بث الطاقة السلبية التي امتدت إلي عش الزوجية إذ أن صديقي شكي لي من سلبية زوجته، مؤكداً أنه ما أن يعود إلي المنزل إلا وينقلب حاله عقباً علي رأس وتتلبد الأجواء بالغيوم وتسود المشاكل في كل ركن من أركان المنزل رغماً عن أنه لا يوجد سبباً واحداً لهذا الفعل سوي أن هنالك شحنة سلبية ممزوجة بالملل والفوضى، وعليه كان هذا الصديق يدرك أنه يتعامل مع زوجة سالبة، لذا وجب عليه تجنب التأثر بها، الأمر الذي يضطره للخروج من المنزل حتى لا تقع علي عاتقه المسئولية فلكل شخصية إشعاعات ضوئية يولدها الجسد، وهي بمثابة سجل طبيعي تدون عليه رغبات الإنسان وميوله وعواطفه وأفكاره، ومستوى رقيه الخلقي والفكري والروحي.

إن الإنسان في امكانه تفريغ طاقته السلبية وأن يحتفظ بالايجابية حتى يشعر بأنه يتبدل نحو الأفضل لأن الركون للطاقة السلبية يفقد القدرة علي بث الروح الإيجابية، لذلك من المهم التعامل مع الأفكار السلبية بوعي، والابتعاد عنها قبل أن تسيطر علي تفكيرك، فالإنسان الذي يضع نفسه في ذلك الإطار فإنه يكون قد انضم إلي الأشخاص السلبيين، ومن شأنها أن تؤدي به إلي مشكلات، لذا عليه اكتشاف أين يكمن الخلل؟، وبهذا الفهم فإنه سيجد الحلول الناجزة والمضي نحو الإيجابية.

سراج النعيم يكتب : لماذا يفكرون بعقول الآخرين ؟


............................

في البدء لابد من الوقوف عند دعوة الديانة الإسلامية القائمة علي التأمل العميق، وأول من أمنوا بها تأملوها تأملاً عميقاً، تأملاً خالياً من الاندفاع والإتباع اللامنطقي، والعزف عن الوعي والتفكر فيها، فتلك رسالة عظيمة وإشارة واضحة وضوح الشمس وتحذير إلهي للإنسان أن لا يكون مجرد إنسان تابعاً لعقل إنسان آخر بلا منطق، ومن الإيمان أن يفكر الإنسان بعقله دون أن يحاول إلغاء هذه النعمة، متعللاً بالخوف أو عدم الفهم أو الاكتفاء بتفكير الاخر.

ومن ذلك المدخل وهذه البوابة أدلف مباشرة إلي تأمل بعض العقول التي يفكر بالإنابة عنها عقول أخرى دون قيد أو شرط، خاصة وأن هنالك أشخاص يعمدون إلي السيطرة التامة علي من هم مهيئين لأفكارهم، ومن ثم يملون عليهم اتخاذ قرارتهم المصيرية، أي أنهم يسعون إلى التحكم التام علي حياتهم في شتي مناحيها، ولا سيما فإن الأمر ليس محصوراً في نطاق الخصوم، بل يمتد حتى للشركاء ، مما يشكل ذلك إنساناً ضعيفاً غير قادر علي الانعتاق من الآخر الذي يفكر له بصورة ليست إستراتيجية، وهذا يعود إلي أنه يشعر أمام المسيطر عليه بالضعف وعدم القدرة علي التخلص منه، وبالتالي يحركه كيفما يريد وكيفما يشاء كقطعة (شطرنج)، وغالباً تندرج السيطرة في قوة المسيطر (مادياً)، والأمثلة كثيرة إلا أنهم يتجهون هذا الاتجاه السالب (جهلاً).

إن الشخصية غير المفكرة شخصية سلبية وتشكل عبء علي المجتمع، ودائماً تجدها تستخدم عبارات (النفاق) بإثارة المشاعر الإيجابية لدي الشخصية المسيطرة، فيما يحفز في نفوس متلقيها المشاعر السلبية، لأن عباراته قائمة علي (الكذب) و(التملق) قاصداً من ورائها تحقيق أهداف آنية أو وربما أهداف بعيدة المدي، وهنا تكمن خطورة من لا يفكر، إذ أنه قد يؤثر في بعض العقول، مما ينم عن ذلك قرارات ربما تكون مصيرية، وعليه يصبح (الجهلاء) هم من يقودون أصحاب الفكر والمعرفة بـ(المال) وحده، وهو قطعاً أحد الأساليب النافذة للسيطرة علي الآخرين في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي يسعي في ظلها البعض لطلب الخدمة تلو الآخرى من أشخاص يسيطرون عليهم بمقابل أو دون، وكل من يرغب في السيطرة علي شخص ما عليه إلا أن يطلب منه مساعدته في شيء ما، وسوف يجتهد هو لتحقيق ما يصبو إليه، ولو كان ذلك أكبر من مقدراته الفكرية، إما إذا أردت أن تجعل مديرك معجباً بك ما عليك إلا أن تقلده وتقول عنه ما لم يقله مالك في الخمر أمام من يوصلون له حديثك عنه، فهذه الطريقة تدعك تحصل على قبوله، وتترك تأثيرك البالغ في دواخله، وذلك بعد أن يسجل عقله اللاواعي أنك تفهمه تماماً قبل أن يتفوه بكلمة واحدة، وتعتقد الدراسات أن محاكاة الأشخاص تمنحهم الشعور بالقبول وتقدير الذات والثقة في النفس، مما ينعكس عليهم إيجابياً.

ومما أشرت إليه، فإن هنالك أناس في المجتمع يفكرون بعقول المسيطرين عليهم الأمر الذي يدفعهم إلى عكس أفكارهم للآخرين والدفاع عنها باستماتة حتى لو كانوا غير مقتنعين بها، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الشخص المسيطر ينتقص من قدرات من لا يفكر رغماً عن أن العقل فيه آفاق واسعة للتفكير ومفتاح لبصيرة الإنسان الذي يفكر إيجابياً، إلا أن من أقصدهم لا يدعون للعقل مجالاً للتفكير والخيال، لذا تجدهم يقعون في منعطفات محظورة ويتابعون المسيطر ويقصون أنفسهم عن التفكير في الحاضر والمستقبل، وحينما يخلون لأنفسهم لسان حالهم يقول : (أننا ظلمنا عقلونا بعد أن جمدناها بعدم التفكير وذلك بسبب البحث عن المال لدي الجلاء بسهولة)، ولكن متي يدركون هذه الحقيقة الماثلة أمامهم، وهل يستطيعون التخلص من السيطرة؟ الإجابة لا لأنهم استسهلوا جني المال بتلك الصورة وبالتالي كل واحد منهم يصبح ثرثاراً متقلباً بين (الموروث) و(المكتسب)، بين (المفترض) و(الواقع)، أي أنه يصبح إنساناً متناقضاً ودائماً ما يجد لسلوكياته السالبة مبرراً.

من المؤكد أن عدم إدراك الإنسان للسيطرة يضعه أمام (الخدع) أو (الحقيقة)، وفي كلا الحالتين تنتظره حياة لا يفعل فيها عقله بقدر ما يفعل فيها أفكار الشخصية المسيطرة عليه، مما يجعله عاجزاً عن الخروج من ذلك الحيز وغير قادراً علي التفكير بمحض أرادته، هكذا يمضي علي هدي من يفكر له، فالمفكر يقود والمسيطر عليه يقاد ربما إلى ما لا يعلم.

سراج النعيم يكتب : الفتيات منصة لعرض الأزياء


.....................

دائماً ما ترتبط نهايات الأسبوع بمناسبات الأفراح والأتراح، وتحرص من خلالها معظم الفتيات على أن يشكلن حضوراً مميزاً للمجاملة، وهن أشبه بمنصات عرض الأزياء.

فيما نجد أن بعض الفتيات يستقبلن العروس العائدة من الكوفير بعادات وطقوس دخيلة علي المجتمع، ثم تأخذ كل واحدة منهن موقعها، وهي تتزين بما هو غالٍ ونفيس هادفات لإظهار أنفسهن في أبهى حلة وأناقة بغرض لفت الانظار في ظل عدم اقبال الشباب علي الزواج في هذا العصر الذي شهد تغيرات كثيرة ، ومع هذا وذاك ظهرت الكثير من الظواهر السالبة في إطار الانفتاح علي ثقافات الآخر المغايرة للثقافة السودانية، وما عمق ذلك (العولمة) ووسائطها المختلفة، الأمر الذي أفرز ظواهراً سالبة جعلت بعض الفتيات ينجرفن وراء تيارها بدواعي الحرية فأصبحن يرتدين الفستانين أو البناطلين غير الساترة لهن، وبالتالي يتعرين بلا حياء ولا خجل أمام الجميع، فما نشاهده في المناسبات عموماً يصيب الإنسان المحافظ بالذهول، وما نلتمسه على أرض الواقع من أزياء نلحظ أنها اختلفت من الأمس الذي كانت فيه المرأة ترتدي الأزياء المحتشمة ولا يرى أي شخص مفاتنها عكس اليوم فحدث ولا حرج أزياء (شفافة)، (محزقة) و(قصيرة).

إن لبس بعض الفتيات اليوم (خليعاً) و (فاضحاً)، وهذا في رأيي يعود إلي عدم الرقابة وترك الأسر لهن لقمة سائغة للثقافات الوافدة، مع العلم أنهن يجهلن الثقافة السودانية المحافظة، ويجب أن يفهمن حقيقة واحدة لا ثاني لها هي أن الأزياء (المحزقة) أو (الشفافة) أو (القصيرة) لا تظهر جمالهن بقدر ما أنها تفقدهن احترام أنوثتهن، فالثقافات الدخيلة علي المجتمع السوداني جعلت بعض الفتيات لا يعرفن شيئاً عن أمور كثيرة ترتبط بحياتهن العامة والخاصة في إطار ارتداء الأزياء ، لذا نجدهن يقلدن الغرب تقليداً أعمى مستفيدات من أنه ليست هنالك رقابة أسرية، لذلك من الأفضل لهن أرتداء الأزياء المحتشمة فهي جوهرهن وجمالهن ودليل احترامهن، ومن لا تفعل يجب علي أسرتها أن تحسمها قبل أن تخرج للشارع وهي ترتدي الزي (الفاضح)، وإذا كن يعتقدن أنهن بهذه الأزياء يجذبن إليهن الشباب فإنهن غير مدركات إلي أن الشباب حينما يفكرون في الزواج يبحثون عن الفتاة المحتشمة لأنه أساس الاحترام، و تحفظ به الفتاة نفسها من الفتنة ما ظهر منها وما بطن، فالأزياء الملفته للانظار تعطي انطباعاً سيئاً مثلما قال المثل : (العود المافيه شق ما بقول طق).

من الملاحظ الفتيات يخرجن من منازلهن دون رقابة من الأسرة خاصة وأن الديانة الإسلامية بينت الأزياء التي يجب أن ترتديها المرأة، إلا أننا في هذا العصر نقف كثيراً عند الأزياء النسائية (المنبوذة) فمن وجهة نظري أن الأمر تجازو حدود الحرية، فالأزياء لا تتناسب مع المجتمع السوداني الذي ثقافته مختلفة عن الثقافة الغربية التي هي مرآة تعكس ثقافة وعمق المجتمعات، الأمر الذي يؤكد أن الأزياء أصبحت مؤشراً خطيراً ربما ينبئ عن تهتك في بنية الشخصية السودانية ويحدد حجم العلاقة بين التدهور الاقتصادي ومدى ارتباطه بالأخلاق والقيم.

سراج النعيم يكتب : للنساء المتحررات فقط ولكن!

 


.........................

 نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا

من الأشياء ﺍﻟﻤﺴﻠَّﻢ بها أن بعض الفتيات والسيدات يتبرجن، ويرتدين الأزياء المحذقة، ومن ثم يخرجن بها من منازلهن إلي أماكن عملهن أو دراستهن، أي أنهن يفعلن ذلك ذهاباً وإياباً، مما يؤكد أنهن تأثرن تأثراً بالغاً بالثقافات الوافدة عبر البوابات المشروعة أو غيرها، خاصة في ظل إنتشارالثقافة الغربية المغايرة للثقافة السودانية الواضحة وضوح الشمس، الأمر الذي يقودني إلي طرح سؤال في غاية الأهمية، ما الذي يفرض عليهن المضي قدماً نحو ثقافات غربية لا تشبهنا؟ وما الإحساس الذي يتخالجهن حينما يمارسن ذلك السلوك الذي يتبعن خلاله ما تنتجه بيوتات الأزياء الغربية من ملابس ربما لا تليق أو تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع السوداني؟ مع التأكيد أن اتجاههن علي هذا النحو يشير بوضوح إلي أنهن ضعيفات من الناحية الإيمانية، بالإضافة إلي غياب الرقابة الأسرية والتي ربما تحتاج من الآباء والأمهات تفعيلها بالشكل المتعارف عليه وفق التقاليد والأعراف السودانية، ويجب أن يقلعن عن ذلك النهج المنافي لنا تماماً، وإذا لم يفعلن وحدهن أو عبر أسرهن، فإنه من أوجب الواجبات أن تضبط السلطات المختصة الشارع العام، حتى لا ندع للنساء حرية تهدم أكثر من أن تحافظ علي القيم والأخلاق السودانية.

كل ما أرجوه من فتياتنا وسيداتنا أن يجبن علي الأسئلة التي وضعتها علي طاولتهن، وأن يتأملن النتائج من خلال الإجابات التي يتوصلن لها ومع هذا وذاك عليهن استصحاب ما ذهبت إليه المرأة الأمريكية التي أكدت أن المجتمعات الغربية مجتمعات منحلة، وبالتالي لا يمكن الصمت حيال تقليد فتياتنا وسيداتنا، طالما أن السيدات الغربيات أنفسهن اعترفن بأنهن منجرفات سلبياً من حيث ارتداء الأزياء، فلماذا اصرارهن علي الإنبهار بما تنتجه الثقافة الغربية، ومحاولة إتباع طريقها المحفوفة بالمخاطر، اعتقاداً منهن أنها حضارة وثقافة عصرية حديثة مبنية علي الحرية المطلقة.

علي الأسر عدم ترك الحبل علي القارب، خاصة للفتيات اللواتي في سن يكن معها قابلات للتأثر والتأثير من صديقاتهن في الجوانب الاجتماعية، فمن يبعد فتياتنا وسيداتنا من ثقافة المجتمعات الغربية، القائمة علي أن لا يتزوجن إلا إذا كان شكلهن الخارجي يشبه من تشبهن بهن، فهل بهذه الصورة يمكنهن أن يستقطبن الأزواج، الشيء الذي جعل الكثير منهن يلجأ إلي ما هو مخالف لما تطرقت له، من يشاهد الفتيات والسيدات الغربيات، فإنه يجد أنهن يتجهن وفقاً إلي ثقافتهن التي لا تتوافق مع بعض النساء السودانيات، اللواتي وجدن أنفسهن محاصرات بـ(العولمة) ووسائطها المختلفة، إلي جانب ما تبثه الفضائيات الغربية والعربية من مسلسلات وتمثيليات وأفلام وإعلانات تستخدم فيها المرأة بصورة تجرف الثقافة السودانية نحو الهاوية.

وإذا نظرت إلي الشارع أو ذهبت إلي مناسبة ما فإنك سوف تشاهد بعض الفتيات والسيدات يرتدين الأزياء الضيقة جداً، ويتبرجن بصورة لافتة للنظر، إلي جانب اللواتي تجدهن يستقلن الدراجات البخارية وغيرها من الظواهر السالبة التي أصبحت كالموضة، فالأغلبية العظمي من الفتيات والسيدات تغيرن كثيراً عما كن عليه في وقت سابق، لذا من المحزن جداً أن تجدهن بالأزياء الضيقة أي أنك عندما تنظر إلي (البلوزة) يتبادر إلي ذهنك أنها قد تكون خاصة بشقيقتها الصغري سناً وحجماً، كما أن (الاسكيرتات) ضيقة جداً، لدرجة أنها تقيد حركتهن، إلي جانب أن (الطرحة) لا تغطي الرأس.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...