الجمعة، 10 سبتمبر 2021

سراج النعيم يكتب : تحرش وابتزاز ودبلجة صور

 


...........................

ظل البعض من ضعاف النفوس المريضة يتحرشون ويبتزون ويهددون ويسيئون لأشخاص بدبلجة الصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة ومن ثم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وتطبيق الواتساب والمثير للاهتمام أن المجرم الإلكتروني يستخدم في ارتكاب جريمته أرقام الهواتف غير المسجلة لدى شركات الاتصالات أو الأرقام الدولية معتقداً بأنه لا يمكن الإيقاع به ناسياً أو متناسياً أن هنالك قرائن في إرسال الرسائل والصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة لا يجدي معها التخفي وراء تلك الأرقام الهاتفية غير المسجلة بطرف شركات الاتصالات كالذي حدث معي بالضبط من ذلك الشخص الذي بعث لي برسائل يهددني ويتوعدني ويسيء لي ولوالدتي المتوفاة عليها الرحمة مستفيداً من الرقم الدولي الذي يتخفي خلفه والذي بدأ معي التواصل من خلاله بإدارة حوار وعندما وجدني أرد عليه بتحفظ شديد كشف النقاب عن وجهه الآخر وبدأ في التهديد والإساءة لشخصي الضعيف وللوالدة عليها الرحمة ولم انفعل برسائله التي يدعي أنه يرسلها من مقر إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية وحينما وجدني صامداً وقوياً أمام محاولاته التحرشية والابتزازية كثف الجرعة بإرسال مقطع فيديو دبلج فيه صوراً لشخصي متوفرة على الشبكة العنكبوتية مصحوبة بموسيقى كما أنه أرسل مقطع فيديو لسيدة سودانية ترقص بشكل فاضح وبما أنني اكره مثل هذه الأساليب الابتزازية الرخيصة كنت أرد عليه ببرود شديد على أساس أنني إنسان لا تخيفه مثل هذه التهديدات والإساءات الجوفاء التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنني امضي في الاتجاه الصحيح الذي جبلت عليه بمناصرة كل إنسانة أو إنسان مظلوم ولم ولن أحيد عنه لأي سبب من الأسباب فمرحباً في سبيل ذلك بالتهديد والإساءة.

مما طرحته من نموذج حي لم تمض عليه أيام يتضح أن الظاهرة في تنامي مقلق جداً فكم شخص يتعامل مع وسائط التقنية الحديثة تعرض إلى انتهاك ليجد نفسه ضحية انتقام أو تصفية حسابات كما يحدث مع الكثيرين باستخدام الرسائل التهديدية والمسيئة والصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة لتشويه الصورة واشانة السمعة فكم ضحية من ضحايا المجرم الإلكتروني لم يستطع أن يدافع عن نفسه خوفاً من النظرة السالبة التي ينظرها إليه المحيطين به أسرياً ومجتمعياً الأمر الذي يضع الضحايا أمام خيارات فردية صعبة. يبقى الاستهداف باستخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة أمراً في غاية الخطورة من واقع الوصول إلى المجرم الإلكتروني الذي يرتكب جريمته بلا حياء أو خجل أو خوف من عقاب في الدنيا والآخرة وأن كنت أرى أنه كان علي المجرم الالكتروني المفاضلة في استخدام العولمة ووسائطها بين الإيجابي والسلبي محكماً ضميره والوازع الديني قبل الأقدام على خطوات من هذا القبيل لأنه إذا تواءم مع عاداتنا وتقاليدنا السودانية السمحة فإنه سيستخدم التكنولوجيا الحديثة في الجوانب الإيجابية نسبة إلى أنها أصبحت ضرورية في حياتنا اليومية واحدي اطر تعميق القيم الإنسانية للشخص أو الأشخاص خاصة وأنها تتيح للمستخدم حرية مطلقة لا يتحكم فيها إلا الضمير والوازع الديني لذلك على المستخدم أن يصون هذه الحرية وعدم الجنوح بها.

ما لا يكترث له المجرم الإلكتروني أنه يرتكب عدداً من الجرائم في آن واحد يبدأها بسرقة الصور ومقاطع الفيديوهات لدبلجتها أي أنه يتعامل معها دون أخذ الإذن المسبق من المجني عليه ولا يكتفي بذلك بل يعمد إلى إشراك آخرين في جريمته بنشرها لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتطبيق الواتساب وإعادة استخدامها في سياق التهديد والإساءة والتحرش والابتزاز ما يتطلب في السلطات المختصة تشريع قوانين تعاقب المجرم الإلكتروني على فعلته المنافية للآداب العامة وأن يكون العقاب رادعاً بالإيداع في السجن والغرامة المالية على حسب تقدير القاضي في حال تم الإيقاع به حتى يكون عظة وعبرة لآخرين.

إن طبيعة الجرائم الإلكترونية أنها تترك أثراً معنوياً ونفسياً طويل المدى على المجني عليه خاصة وأن المجرم الإلكتروني يسئ إليه باستخدام العولمة ووسائطها المختلفة بدبلجة الصور العادية وجعلها صوراً فاضحة بالتركيب ونشرها للعامة للتعليق والإعجاب من خلال الفيس بوك والواتساب.

مما لا شك فيه فإن (العولمة) ووسائطها التكنولوجية احتلت مساحات كبيرة في إطار التقدّم الذي يشهده العالم تقنياً في مجال المعلومات والاتصالات جانباً مهماً في حياة الناس، وبالتالي أصبحت تسيطر علي الفكر وتنقل الثقافات المغايرة وذلك في ظل سهولة إقتناء الهواتف الذكية التي صارت عاملاً أساسياً في التواصل والتعامل بين الأشخاص، وقد ازداد التوجه لاستخدامها في الفترة الأخيرة بصِفَتها أداة اتصال دولية في مختلف مناحي الحياة، إلا أن الاستخدام السالب لها أدي إلي إفراز الكثير من الإشكاليات والمخاطر، وعليه ظهرت الجريمة الإلكترونية التي فرضت نفسها بقوة في واقعنا الأمر الذي جعل البعض يطرحون بعضاً من الأسئلة ما هي الجرائم الإلكترونية؟ وما هي أنواعها؟ الإجابة تكمن في تعريف الجرائم الإلكترونية وهي ممارسات سالبة يمارسها المجرم الإلكتروني في مواجهة شخص أو أشخاص بغرض تشويه السمعة أو إلحاق الضرر النفسي والمعنوي بشكل مباشر أو غير مباشر وذلك بالاستخدام السالب للإنترنت وما انتجته التقنية الحديثة من أدوات كالبريد الإلكتروني وغرف الدردشة، وما تتبعها من أدوات كرسائل الوسائط المتعددة.

تعتبر الجرائم الإلكترونية من الصعب جداً الوصول من خلالها إلى هوية المجرم خاصة وأنه قد يكون محترفاً ودائماً ما ينتحل شخصيات الآخرين وينسج قصصاً من نسج الخيال يهدفِ من ورائها إلي التهديد والإساءة، وجرائم (الإنترنت) مرتكزة علي هدم القيم والأخلاق، والمجرم الإلكتروني من الصعب الايقاع به إلا باستخدام وسائل أمنية ذات تقنية عالية، وغالباً ما تكون لديه أهداف يرمي إليها جراء ارتكابه ذلك الجرم الذي يصعب قياس ضرره علي الضحية كون أنه يمس القيم والأخلاق، بالإضافة إلي سهولة إخفاء وطمس معالم الجريمة وآثارها.

سراج النعيم يكتب : السلبية في القضايا الإنسانية



.......................

تتغير ملامح المجتمع من الإيجابية إلي السلبية في الكثير من القضايا الإنسانية، وتشعر مع هذا وذاك بالضغط وعدم الراحة النفسية خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي أفقد البعض من الناس الروح الإيجابية، إذ تلحظ بشكل شبه يومي تجنبهم الوقوف مع الاخرين في حال يحتاجون للمساعدة أو التصدي لبعض التفلتات الوارد حدوثها ما بين الفينة والاخري، لذا هنالك سؤال يفرض نفسه متي نتحرر من هذه المشاعر السلبية، ونفعل الإيجابية لخدمة الإنسانية المفقودة.

تعمقت الظاهرة أكثر وأكثر في إطار (العولمة ) ووسائلها المختلفة لسهولة اقتناء الهواتف الذكية، وعليه تحدث الكثير من الإشكاليات، مثلا تجد أن هناك شخصاً في حاجة للمساعدة إلا أن من يفترض فيهم مد يد العون لا يفعلون، بقدر ما أنهم يخرجون هواتفهم الذكية ويبدأون في التقاط الصور أو تصوير مقاطع فيديوهات للنشر عبر الوسائط الإلكترونية علي اختلاف مسمياتها، وهي قطعاً مزعجة جداً.

مما ذهبت إليه فإن هنالك تغيراً في تركيبة الناس من حيث التعامل مع الأحداث الدائرة في محيطهم، وعندما تدير حواراً حول الظاهرة فأنك تشعر بأن الحوار قائم علي الأفكار السلبية، وهي مؤرقة لتمددها وتأثيرها علي الغالبية الذين أصبحوا في حيرة من أمرهم وبالتالي يرون الأشياء بمنظار سلبي ومتشائم جداً، ويشير خبراء إلى أن هذه الحالة تعود لأسباب مختلفة بيئية وشخصية، بالمقابل تختلف السلبية من شخص إلي آخر وتؤثر مع مرور الزمن علي حاضره ومستقبله، ولا تتوقف في نطاقه إنما تمتد إلي المحيطون به، وذلك من خلال أفكار سلبية يبثها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وعلي سبيل المثال فإن شخصاً قد يتعرض لموقف قاسي ويحتاج للمساعدة من الذين يشاهدون ما يحدث معه فلا يجد من يقف إلي جانبه وذلك ليس لعدم القدرة بل لأن السلبية سيطرت عليهم سيطرة تامة.

إن البعض يعزو طغيان السلبية علي الإيجابية لعدم الإنسجام والاتساق مع الواقع الذي أفرز الكثير من الظواهر السالبة، مضافاً اليها الخوف الذي أصبح جزءاً أصيلاً من إنسانيتنا، بالإضافة إلي نشر الثقافات المغايرة عبر التكنولوجيا التي لعبت دوراً ريادياً في بث الطاقة السلبية التي امتدت إلي عش الزوجية إذ أن صديقي شكي لي من سلبية زوجته، مؤكداً أنه ما أن يعود إلي المنزل إلا وينقلب حاله عقباً علي رأس وتتلبد الأجواء بالغيوم وتسود المشاكل في كل ركن من أركان المنزل رغماً عن أنه لا يوجد سبباً واحداً لهذا الفعل سوي أن هنالك شحنة سلبية ممزوجة بالملل والفوضى، وعليه كان هذا الصديق يدرك أنه يتعامل مع زوجة سالبة، لذا وجب عليه تجنب التأثر بها، الأمر الذي يضطره للخروج من المنزل حتى لا تقع علي عاتقه المسئولية فلكل شخصية إشعاعات ضوئية يولدها الجسد، وهي بمثابة سجل طبيعي تدون عليه رغبات الإنسان وميوله وعواطفه وأفكاره، ومستوى رقيه الخلقي والفكري والروحي.

إن الإنسان في امكانه تفريغ طاقته السلبية وأن يحتفظ بالايجابية حتى يشعر بأنه يتبدل نحو الأفضل لأن الركون للطاقة السلبية يفقد القدرة علي بث الروح الإيجابية، لذلك من المهم التعامل مع الأفكار السلبية بوعي، والابتعاد عنها قبل أن تسيطر علي تفكيرك، فالإنسان الذي يضع نفسه في ذلك الإطار فإنه يكون قد انضم إلي الأشخاص السلبيين، ومن شأنها أن تؤدي به إلي مشكلات، لذا عليه اكتشاف أين يكمن الخلل؟، وبهذا الفهم فإنه سيجد الحلول الناجزة والمضي نحو الإيجابية.

سراج النعيم يكتب : لماذا يفكرون بعقول الآخرين ؟


............................

في البدء لابد من الوقوف عند دعوة الديانة الإسلامية القائمة علي التأمل العميق، وأول من أمنوا بها تأملوها تأملاً عميقاً، تأملاً خالياً من الاندفاع والإتباع اللامنطقي، والعزف عن الوعي والتفكر فيها، فتلك رسالة عظيمة وإشارة واضحة وضوح الشمس وتحذير إلهي للإنسان أن لا يكون مجرد إنسان تابعاً لعقل إنسان آخر بلا منطق، ومن الإيمان أن يفكر الإنسان بعقله دون أن يحاول إلغاء هذه النعمة، متعللاً بالخوف أو عدم الفهم أو الاكتفاء بتفكير الاخر.

ومن ذلك المدخل وهذه البوابة أدلف مباشرة إلي تأمل بعض العقول التي يفكر بالإنابة عنها عقول أخرى دون قيد أو شرط، خاصة وأن هنالك أشخاص يعمدون إلي السيطرة التامة علي من هم مهيئين لأفكارهم، ومن ثم يملون عليهم اتخاذ قرارتهم المصيرية، أي أنهم يسعون إلى التحكم التام علي حياتهم في شتي مناحيها، ولا سيما فإن الأمر ليس محصوراً في نطاق الخصوم، بل يمتد حتى للشركاء ، مما يشكل ذلك إنساناً ضعيفاً غير قادر علي الانعتاق من الآخر الذي يفكر له بصورة ليست إستراتيجية، وهذا يعود إلي أنه يشعر أمام المسيطر عليه بالضعف وعدم القدرة علي التخلص منه، وبالتالي يحركه كيفما يريد وكيفما يشاء كقطعة (شطرنج)، وغالباً تندرج السيطرة في قوة المسيطر (مادياً)، والأمثلة كثيرة إلا أنهم يتجهون هذا الاتجاه السالب (جهلاً).

إن الشخصية غير المفكرة شخصية سلبية وتشكل عبء علي المجتمع، ودائماً تجدها تستخدم عبارات (النفاق) بإثارة المشاعر الإيجابية لدي الشخصية المسيطرة، فيما يحفز في نفوس متلقيها المشاعر السلبية، لأن عباراته قائمة علي (الكذب) و(التملق) قاصداً من ورائها تحقيق أهداف آنية أو وربما أهداف بعيدة المدي، وهنا تكمن خطورة من لا يفكر، إذ أنه قد يؤثر في بعض العقول، مما ينم عن ذلك قرارات ربما تكون مصيرية، وعليه يصبح (الجهلاء) هم من يقودون أصحاب الفكر والمعرفة بـ(المال) وحده، وهو قطعاً أحد الأساليب النافذة للسيطرة علي الآخرين في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي يسعي في ظلها البعض لطلب الخدمة تلو الآخرى من أشخاص يسيطرون عليهم بمقابل أو دون، وكل من يرغب في السيطرة علي شخص ما عليه إلا أن يطلب منه مساعدته في شيء ما، وسوف يجتهد هو لتحقيق ما يصبو إليه، ولو كان ذلك أكبر من مقدراته الفكرية، إما إذا أردت أن تجعل مديرك معجباً بك ما عليك إلا أن تقلده وتقول عنه ما لم يقله مالك في الخمر أمام من يوصلون له حديثك عنه، فهذه الطريقة تدعك تحصل على قبوله، وتترك تأثيرك البالغ في دواخله، وذلك بعد أن يسجل عقله اللاواعي أنك تفهمه تماماً قبل أن يتفوه بكلمة واحدة، وتعتقد الدراسات أن محاكاة الأشخاص تمنحهم الشعور بالقبول وتقدير الذات والثقة في النفس، مما ينعكس عليهم إيجابياً.

ومما أشرت إليه، فإن هنالك أناس في المجتمع يفكرون بعقول المسيطرين عليهم الأمر الذي يدفعهم إلى عكس أفكارهم للآخرين والدفاع عنها باستماتة حتى لو كانوا غير مقتنعين بها، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الشخص المسيطر ينتقص من قدرات من لا يفكر رغماً عن أن العقل فيه آفاق واسعة للتفكير ومفتاح لبصيرة الإنسان الذي يفكر إيجابياً، إلا أن من أقصدهم لا يدعون للعقل مجالاً للتفكير والخيال، لذا تجدهم يقعون في منعطفات محظورة ويتابعون المسيطر ويقصون أنفسهم عن التفكير في الحاضر والمستقبل، وحينما يخلون لأنفسهم لسان حالهم يقول : (أننا ظلمنا عقلونا بعد أن جمدناها بعدم التفكير وذلك بسبب البحث عن المال لدي الجلاء بسهولة)، ولكن متي يدركون هذه الحقيقة الماثلة أمامهم، وهل يستطيعون التخلص من السيطرة؟ الإجابة لا لأنهم استسهلوا جني المال بتلك الصورة وبالتالي كل واحد منهم يصبح ثرثاراً متقلباً بين (الموروث) و(المكتسب)، بين (المفترض) و(الواقع)، أي أنه يصبح إنساناً متناقضاً ودائماً ما يجد لسلوكياته السالبة مبرراً.

من المؤكد أن عدم إدراك الإنسان للسيطرة يضعه أمام (الخدع) أو (الحقيقة)، وفي كلا الحالتين تنتظره حياة لا يفعل فيها عقله بقدر ما يفعل فيها أفكار الشخصية المسيطرة عليه، مما يجعله عاجزاً عن الخروج من ذلك الحيز وغير قادراً علي التفكير بمحض أرادته، هكذا يمضي علي هدي من يفكر له، فالمفكر يقود والمسيطر عليه يقاد ربما إلى ما لا يعلم.

سراج النعيم يكتب : الفتيات منصة لعرض الأزياء


.....................

دائماً ما ترتبط نهايات الأسبوع بمناسبات الأفراح والأتراح، وتحرص من خلالها معظم الفتيات على أن يشكلن حضوراً مميزاً للمجاملة، وهن أشبه بمنصات عرض الأزياء.

فيما نجد أن بعض الفتيات يستقبلن العروس العائدة من الكوفير بعادات وطقوس دخيلة علي المجتمع، ثم تأخذ كل واحدة منهن موقعها، وهي تتزين بما هو غالٍ ونفيس هادفات لإظهار أنفسهن في أبهى حلة وأناقة بغرض لفت الانظار في ظل عدم اقبال الشباب علي الزواج في هذا العصر الذي شهد تغيرات كثيرة ، ومع هذا وذاك ظهرت الكثير من الظواهر السالبة في إطار الانفتاح علي ثقافات الآخر المغايرة للثقافة السودانية، وما عمق ذلك (العولمة) ووسائطها المختلفة، الأمر الذي أفرز ظواهراً سالبة جعلت بعض الفتيات ينجرفن وراء تيارها بدواعي الحرية فأصبحن يرتدين الفستانين أو البناطلين غير الساترة لهن، وبالتالي يتعرين بلا حياء ولا خجل أمام الجميع، فما نشاهده في المناسبات عموماً يصيب الإنسان المحافظ بالذهول، وما نلتمسه على أرض الواقع من أزياء نلحظ أنها اختلفت من الأمس الذي كانت فيه المرأة ترتدي الأزياء المحتشمة ولا يرى أي شخص مفاتنها عكس اليوم فحدث ولا حرج أزياء (شفافة)، (محزقة) و(قصيرة).

إن لبس بعض الفتيات اليوم (خليعاً) و (فاضحاً)، وهذا في رأيي يعود إلي عدم الرقابة وترك الأسر لهن لقمة سائغة للثقافات الوافدة، مع العلم أنهن يجهلن الثقافة السودانية المحافظة، ويجب أن يفهمن حقيقة واحدة لا ثاني لها هي أن الأزياء (المحزقة) أو (الشفافة) أو (القصيرة) لا تظهر جمالهن بقدر ما أنها تفقدهن احترام أنوثتهن، فالثقافات الدخيلة علي المجتمع السوداني جعلت بعض الفتيات لا يعرفن شيئاً عن أمور كثيرة ترتبط بحياتهن العامة والخاصة في إطار ارتداء الأزياء ، لذا نجدهن يقلدن الغرب تقليداً أعمى مستفيدات من أنه ليست هنالك رقابة أسرية، لذلك من الأفضل لهن أرتداء الأزياء المحتشمة فهي جوهرهن وجمالهن ودليل احترامهن، ومن لا تفعل يجب علي أسرتها أن تحسمها قبل أن تخرج للشارع وهي ترتدي الزي (الفاضح)، وإذا كن يعتقدن أنهن بهذه الأزياء يجذبن إليهن الشباب فإنهن غير مدركات إلي أن الشباب حينما يفكرون في الزواج يبحثون عن الفتاة المحتشمة لأنه أساس الاحترام، و تحفظ به الفتاة نفسها من الفتنة ما ظهر منها وما بطن، فالأزياء الملفته للانظار تعطي انطباعاً سيئاً مثلما قال المثل : (العود المافيه شق ما بقول طق).

من الملاحظ الفتيات يخرجن من منازلهن دون رقابة من الأسرة خاصة وأن الديانة الإسلامية بينت الأزياء التي يجب أن ترتديها المرأة، إلا أننا في هذا العصر نقف كثيراً عند الأزياء النسائية (المنبوذة) فمن وجهة نظري أن الأمر تجازو حدود الحرية، فالأزياء لا تتناسب مع المجتمع السوداني الذي ثقافته مختلفة عن الثقافة الغربية التي هي مرآة تعكس ثقافة وعمق المجتمعات، الأمر الذي يؤكد أن الأزياء أصبحت مؤشراً خطيراً ربما ينبئ عن تهتك في بنية الشخصية السودانية ويحدد حجم العلاقة بين التدهور الاقتصادي ومدى ارتباطه بالأخلاق والقيم.

سراج النعيم يكتب : للنساء المتحررات فقط ولكن!

 


.........................

 نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا

من الأشياء ﺍﻟﻤﺴﻠَّﻢ بها أن بعض الفتيات والسيدات يتبرجن، ويرتدين الأزياء المحذقة، ومن ثم يخرجن بها من منازلهن إلي أماكن عملهن أو دراستهن، أي أنهن يفعلن ذلك ذهاباً وإياباً، مما يؤكد أنهن تأثرن تأثراً بالغاً بالثقافات الوافدة عبر البوابات المشروعة أو غيرها، خاصة في ظل إنتشارالثقافة الغربية المغايرة للثقافة السودانية الواضحة وضوح الشمس، الأمر الذي يقودني إلي طرح سؤال في غاية الأهمية، ما الذي يفرض عليهن المضي قدماً نحو ثقافات غربية لا تشبهنا؟ وما الإحساس الذي يتخالجهن حينما يمارسن ذلك السلوك الذي يتبعن خلاله ما تنتجه بيوتات الأزياء الغربية من ملابس ربما لا تليق أو تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع السوداني؟ مع التأكيد أن اتجاههن علي هذا النحو يشير بوضوح إلي أنهن ضعيفات من الناحية الإيمانية، بالإضافة إلي غياب الرقابة الأسرية والتي ربما تحتاج من الآباء والأمهات تفعيلها بالشكل المتعارف عليه وفق التقاليد والأعراف السودانية، ويجب أن يقلعن عن ذلك النهج المنافي لنا تماماً، وإذا لم يفعلن وحدهن أو عبر أسرهن، فإنه من أوجب الواجبات أن تضبط السلطات المختصة الشارع العام، حتى لا ندع للنساء حرية تهدم أكثر من أن تحافظ علي القيم والأخلاق السودانية.

كل ما أرجوه من فتياتنا وسيداتنا أن يجبن علي الأسئلة التي وضعتها علي طاولتهن، وأن يتأملن النتائج من خلال الإجابات التي يتوصلن لها ومع هذا وذاك عليهن استصحاب ما ذهبت إليه المرأة الأمريكية التي أكدت أن المجتمعات الغربية مجتمعات منحلة، وبالتالي لا يمكن الصمت حيال تقليد فتياتنا وسيداتنا، طالما أن السيدات الغربيات أنفسهن اعترفن بأنهن منجرفات سلبياً من حيث ارتداء الأزياء، فلماذا اصرارهن علي الإنبهار بما تنتجه الثقافة الغربية، ومحاولة إتباع طريقها المحفوفة بالمخاطر، اعتقاداً منهن أنها حضارة وثقافة عصرية حديثة مبنية علي الحرية المطلقة.

علي الأسر عدم ترك الحبل علي القارب، خاصة للفتيات اللواتي في سن يكن معها قابلات للتأثر والتأثير من صديقاتهن في الجوانب الاجتماعية، فمن يبعد فتياتنا وسيداتنا من ثقافة المجتمعات الغربية، القائمة علي أن لا يتزوجن إلا إذا كان شكلهن الخارجي يشبه من تشبهن بهن، فهل بهذه الصورة يمكنهن أن يستقطبن الأزواج، الشيء الذي جعل الكثير منهن يلجأ إلي ما هو مخالف لما تطرقت له، من يشاهد الفتيات والسيدات الغربيات، فإنه يجد أنهن يتجهن وفقاً إلي ثقافتهن التي لا تتوافق مع بعض النساء السودانيات، اللواتي وجدن أنفسهن محاصرات بـ(العولمة) ووسائطها المختلفة، إلي جانب ما تبثه الفضائيات الغربية والعربية من مسلسلات وتمثيليات وأفلام وإعلانات تستخدم فيها المرأة بصورة تجرف الثقافة السودانية نحو الهاوية.

وإذا نظرت إلي الشارع أو ذهبت إلي مناسبة ما فإنك سوف تشاهد بعض الفتيات والسيدات يرتدين الأزياء الضيقة جداً، ويتبرجن بصورة لافتة للنظر، إلي جانب اللواتي تجدهن يستقلن الدراجات البخارية وغيرها من الظواهر السالبة التي أصبحت كالموضة، فالأغلبية العظمي من الفتيات والسيدات تغيرن كثيراً عما كن عليه في وقت سابق، لذا من المحزن جداً أن تجدهن بالأزياء الضيقة أي أنك عندما تنظر إلي (البلوزة) يتبادر إلي ذهنك أنها قد تكون خاصة بشقيقتها الصغري سناً وحجماً، كما أن (الاسكيرتات) ضيقة جداً، لدرجة أنها تقيد حركتهن، إلي جانب أن (الطرحة) لا تغطي الرأس.

الدار تدق ناقوس خطر الأزياء (الفاضحة) في الشارع العام

 


......................

الظواهر السالبة من الموضة الغربية هزمت الأزياء المحتشمة ولكن!

......................

السيدات والفتيات يبالغن في التبرج وينجرفن وراء الثقافات الغربية

.....................

وقف عندها : سراج النعيم

...................

هزمت ظاهرة الأزياء (الفاضحة) الأزياء (المحتشمة)، وهذا يعود إلي أن الكثير من السيدات والفتيات يهتمن اهتماماً منقطع النظير بمظهرهن خاصة عندما يكن حضوراً في التجمعات العامة أو أماكن دراستهن أو عملهن، إذ أنهن يبالغن في عدم (الاحتشام) ويتبرجن تبرجاً قاد إلي أحداث تغييرات كبيرة في المجتمع، وذلك بالانجراف وراء ما تنتجه بيوتات الأزياء متجاوزات كل الخطوط الحمراء، ويبدو أن (العولمة) ووسائطها المختلفة والقنوات الفضائية لها الأثر البالغ في التحرر الذي نشهده في هذا العصر المنفتح علي ثقافة الآخر، فما أن تخرج للشارع العام إلا وتلحظ ما أشرت له وكأنك في أحدي المدن الأوروبية وليس في السودان.

في البدء قالت الأستاذة ثريا خبيرة علم الاجتماع : ربما أدي الإنفتاح علي العالم الغربي إلي بروز الكثير من الظواهر السالبة في المجتمع، والذي أضحي يقلد (الموضة) المنتجة بمواصفات تتناسب مع السيدات والفتيات الغربيات، وتختلف في ذات الوقت من بيئة إلي أخري، وعليه فإن مظهر بعض السيدات والفتيات لا يتسق مع تعاليم الديانة الإسلامية والعادات والتقاليد السودانية، لذا تكمن الإشكالية في أن بعض السيدات والفتيات يعتقدن أن الأزياء (المحذقة) أو (القصيرة) أو (الفاضحة) تعكس جمالهن، وهذا المفهوم يندرج في إطار الخطيئة، خاصة وأن المنجرفات وراء هذا التيار (منبوذات) من المجتمع.

من جانبها قالت الأستاذة إسراء: إن بعض السيدات والشابات يجتهدن كثيراً في اختيار الأزياء (الشاذة) بدوافع لفت الانتباه إليهن، فالأزياء التي نشاهدها يومياً تشير بوضوح شديد إلي أن من يرتدينها لا يبحثن عن الأزياء المحتشمة علي أساس أنها ترتبط في أذهانهن بالحرية الشخصية.

فيما قال الشاذلي إبراهيم الأب والمربي : ظاهرة الأزياء المنفلتة من الظواهر السالبة التي اشتكي منها عدداً من الأمهات والآباء، فليس في مقدور معظم الأسر الإنفاق علي السيدات والفتيات بشراء الأزياء المستوردة من خارج البلاد، وبالتالي إذا كان الناس يريدون العودة للاحتشام، فيجب أن تفرض وزارات التربية والتعليم، التعليم العالي، والعمل زياً موحداً للتلاميذ والطلاب والعمل خاصة وأننا نمر بظروف اقتصادية قاهرة، وبهذا النهج يمكن ضبط الشارع، وتقليل المنصرفات علي الأسرة، مع التأكيد أن النشء والشباب سريعاً ما يتأثرون بالثقافات الدخيلة علي المجتمع خاصة في إطار (العولمة) ووسائطها المختلفة التي نلحظ في ظلها أن النساء ينشئن قروبات عبر (الفيس بوك ) و(الواتساب ) لتبادل أخر ما أنتجته بيوتات الأزياء العالمية، وتدعو في ظاهرها إلي المزيد من الملابس (الفاضحة)، وهذا الإنحراف ليس محصوراً في فيئة عمرية محددة أو في بيئة الأثرياء فقط، بل الظاهرة أمتدت حتى للفقراء، هكذا أتجهوا جميعاً في الإتجاه السالب وذلك بدواعي مواكبة التطور الذي يشهده العالم من حولنا، مما يضطر البعض إلي جمع الأموال عبر الصناديق أو الشراء بالإقساط (قدر ظروفك)، وهنالك من يلجأون إلي (شد الملابس) من الزميلات أو الصديقات، والغريب في الأمر أن الأسر لا تسأل أبنائها أو بناتها من أين لهم بها، وهنالك فتيات يخرجن من منازلهن بهيئة ثم يستبدلنها بآخري بطرف زميلاتهن أو صديقاتهن وعند الانتهاء من الدراسة أو العمل أو الذهاب لهذه المناسبة، فإنهن يفعلن نفس الشيء الذي فعلنه في بادئ الأمر، وأكاد أجزم أن الكثير من الأسر لا علم لهم بهذه السلوكات، بإستثناء بعض الأمهات اللواتي يعلمن بهذا الأمر جيداً إلا أنهن يتكتمن عليه خاصة وأنهن الأكثر معرفة ببناتهن، وإذا أردنا نحدث تغييراً يجب أن نوحد الأزياء في المدارس والجامعات والعمل.

بينما قال ود نوار : تناولت (أوتار الأصيل) أمراً في غاية الأهميه خاصة وأننا أمة لها موروثاتها وثقافتها منذ القدم ويتغير كل شئ إلا موروثاتنا الجميلة التي توارثناها جيل تلو الآخر بدليل أنها لازالت متأصلة في داخل الكثير من الأسر السودانية، إما بالنسبة لما تناولته في صفحة (أوتار الأصيل) هو حقيقة لا مناص منها، فالنشء والشباب سريع التأثير والتأثر بالثقافات الوافدة من بعض الدول الأوروبية أو العربية دون النظر إلي سلبياتها في نسيجنا الاجتماعي.

ومضي : أولاً بعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف، وتنكرنا لمورثاتنا وآرثنا، وربما هذا قاد إلي الانحلال الأسري، فمثلاً الفتيات اللواتي أشرت ليهن يخرجن من منازل الأسر فيها الأب والأم والأخ والاعمام الذين يشاهدون بأعينهم الحالة التي خرجت بها أبنتهم للشارع، لذا الردع يبدأ من هنا.

وتابع : لا ننسي أيضاً شريحة الشباب الذكور، وليس الفتيات لوحدهن المنجرفات وراء الثقافات المغايرة، فهنالك الشباب الذين يخرجون أيضاً من منازلهم متشبهين بالنساء في بعض الأزياء وتسريحة الشعر وتجتهد لتميزه ذكراً كان أم أنثي، فالغرب يريد هذا الانحلال تحت مسمي الحرية الشخصية، ويدافع عنها تحت مظلة حقوق الإنسان، فالحرية لدي الغرب محصورة في ارتداء الأزياء والممارسات غير المشروعة، ولكن عندما نتحدث عن الشعوب الإسلامية أو الشعب الفلسطيني وحريتها يصمت الجميع، فنحن في عصر التكنولوجيا، وأعتقد أن هذا الفيروس أكتشف خصيصاً لتدمير أمتنا، ومع هذا الاستخدام السالب له أصبح التحصيل الاكاديمي (صفر)، فالقضية أكبر بكثير من الحريات الشخصية، فالأمر يندرج في إطار الاستهداف الذي رسمت خططه بتأني والغرب يحصد في ثماره، فها نحن نشاهد الاقتتال والحروب والانحلال في القيم والأخلاق، وأصبحنا أشبه بحقل التجارب، وهم يحصدون مدخرات وثروات أممنا.

وأردف بخيت علي : إن هنالك مؤمرات تحاك ضد أمتنا الإسلامية علي نار هادئة ويجني ثمارها الغرب الذي أستطاع أن يبعد الناس عن تعاليم الديانة الإسلامية، والاستعاضة عنها بالثقافات الغربية بعد أن دس (السم) في الدسم، وليس بعيداً عنا برنامج (شباب توك) الذي يهتم بشريحة محددة من الفتيات والفتيان، يدعوهم إلي مخالفة عاداتهم وتقاليدهم غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية القلب النابض للأمة جمعاء، لذا علينا أن نعي ما يحاك ضدنا في الخفاء والعلن من الأعداء، لذلك نسأل الله أن يهدينا إلي ما فيه خير الدنيا والآخرة.

واستطرد معاوية نوري : بدأت الظاهرة عندما تغيرت الأفكار والثقافات خاصة في ظل الزي الذي كان يرتديه التلاميذ والطلاب والعامل شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، إما الآن فالله أعلم أن كانوا يعرفون عاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم وموروثاتهم، لذلك إذا أردتم الحد من الظواهر السالبة عودوا إلي تعاليم الدين الإسلامي.

سراج النعيم يكتب : قصة طلاق مشروط وقصة وفاة شاب



.....................

من القصص المثيرة أنه دار نقاش مستفيض بين زوج وزوجته واحتدم النقاش، مما أدي بالزوج الي أن يطلق زوجته، قائلاً : لن تعودي في عصمتي مرة ثانية إلا في يوم مشؤوم وأغبر ليس به نور، وعلي خلفية ذلك ذهبت الزوجة إلي منزل أسرتها، وهي تبكي بحرقة شديدة، وعندما هدأ الزوج من ثورة غضبه، أحس أنه تسرع في إتخاذ قرار الانفصال، فتوجه مسرعاً إلي أحد الشيوخ بحثاً عن فتوي وروي له القصة من الألف للياء، فرد عليه الشيخ قائلاً : و من أين آتي لك بيوم مشؤوم وأغبر ليس به نور، سامحك الله فأنا لا أجد لك مخرجاً، ولكن أذهب إلي المدينة ربما تجد فيها شيخاً أعلم مني، فما كان منه الإ وشد الرحال باكراً، وعندما وصل وجهته ذهب مباشرة إلي الجامع الكبير وصلي الظهر في جماعة ثم سأل الشيخ عن يمين الطلاق، فرد عليه الشيخ قائلاً : من أين آتي لك بهذا اليوم المشؤوم والأغبر الذي ليس به نور، فما كان من الزوج إلا وخرج يجرجر أذيال الندم إلى أن وصل سوق المدينة ، وجلس شارداً يفكر في الخطأ الكبير الذي ارتكبه، وفي تلك الأثناء جاء نحوه عامل بسيط وقال للزوج : (ما بالك تبكي أيها الرجل)؟، وبما أن الزوج يبحث عن حل وكما يقول المثل : (الغريق بتعلق بقشة)، فروي قصته للعامل البسيط، بما في ذلك بحثه عن فتوى تعيد إليه زوجته في حباله، فهمس العامل البسيط قائلاً : أترى ذلك الشخص الجالس علي يمينك؟، فرد عليه مستغرباً الذي يفترش الأرض وثيابه رثه وشعره كثيف؟، فقال: نعم أذهب إليه دون أي تردد وأروي له قصتك وأسأله الحل، فاستغرب الزوج متسائلاً في قرارة نفسه كيف لهذا الرجل أن يجد لي مخرجاً، وأنا سألت المشائخ قبله ولم يجدوا لي حلاً!!

وبالرغم من التساؤلات الدائرة في مخيلته قال سأذهب إليه، المهم أنه جلس على الأرض أمامه، وقال له : (يا حاج أريد أن أحكي لك قصتي)، فقال له : احكي يا غافل، فاستغرب الزوج، وبدأ في سرد حكايته حتى نهايتها فقال ذلك الرجل : (هل صليت الفجر) !!، فقال الزوج : لا والله لقد استيقظت بعد الفجر !

فقال الرجل : (كيف حال أمك اليوم)؟

فقال الزوج : لم أرها اليوم فقد خرجت مسرعاً !

فقال الرجل : (كم قرأت من القرآن اليوم)

فقال الزوج غاضباً : قلت لك يا حاج أنا كنت في عجلة من أمري، ولم أقرأ شيء ولم أزر أحداً !!

فقال الرجل : أذهب وخذ زوجتك فهل هناك يوم مشؤوم و أغبر وليس به نور كيومك هذا، لم تصل الفجر ولم تقرأ القرآن ولم تر أمك وتستأذنها !!

ففرح الزوج وأصبح يقبل رأس الرجل ويقول له لقد أنقذتني يا شيخ ويا علامة أطلب ما شئت يا شيخ فرد عليه أنا لا أطلب إلا من ربي و إلهي يا غافل.

ومن القصص ذات العظة والعبرة، قصة فتاة في مقتبل العمر وعلي درجة عالية من الجمال والأناقة، كانت في يوم ما تسير مع خطيبها الشاب مفتول العضلات، وأثناء مضيهما في الشارع العام مر بجوارهما رجلاً كبيراً في السن، ويبدو أنه مريضاً مرضاً يجعله يهتز ويتمايل في سيره، أي أنه أشبه بالإنسان الذي يغيب عقلها عمداً، وبالتالي كان غير قادر على السير كعامة الناس اللهم إلا بصورة بطيئة جداً، المهم أنه وأثناء مرور الشابة الجميلة وخطيبها سقط ذلك الرجل في حفرة مليئة بالمياه العكرة، مما أدي إلي تناثر بعضا منها على الفستان

الفتاة، فما كان منها إلا وصرخت في وجه الشيخ قائلة : (يا خي فتح عينيك يا أنت.......)، عندها التفت إليه خطيبها ورفع يده عالياً ثم أنزلها بكل قوته على الرجل الكبير في السن، فسقط علي الأرض، وبعد مسافة وصعوبة نهض ثم نظر إلي الشاب عميقاً فيما تأمل خطيبته الثائرة، وكانت نظراته تشير إلي أنه غير قادر علي رد الاعتداء الغاشم ، فلم يكن أمامه حلاً سوي أن يقول بعض الكلمات ويظل بعدها واقفاً، بينما ذهب الشاب والفتاة في حال سبيلهما ، وما هي إلا ثواني حتى سقط الخطيب على رأسه بعد أن تعثرت قدمه في حفرة، مما نجم عن ذلك وفاته متأثراً بما تعرض له في تلك الأثناء، فما كان من الخطيبة إلا وتصرخ بعلوي صوتها، وهي تقول لمن حولها : (هذا الرجل قتل خطيبي)، فتم القبض عليه متهماً وبعد التحري حولت القضية إلي المحكمة، وعندما وقفوا أمام القاضي، قالت الفتاة : هذا الرجل (ساحر) و(دجال) قال بعضاً من الكلمات أدت إلي سقوط خطيبي ثم مات بعد ذلك.

عندها وجه القاضي سؤالاً للرجل المتهم عما حدث بينه والمرحوم والشاكية، فقال : سقطت قدمي في أحدي الحفر المليئة بالمياه، وهذا السقوط ناجم عن أنني مريض، وهذا المرض يجعل جسدي يرتعش، ولا أستطيع السيطرة علي نفسي مما أسفر عن ذلك اتساخ ملابس هذه الفتاة، فما كان من الشاب الذي توفي إلا أن يضربني ضرباً مؤلماً على مؤخرة رأسي لدرجة أنني سقطت علي الأرض، وعندما نهضت من الأرض حاولت أن أرد له الاعتداء إلا أنني وجدت الشاب قوياً، الشيء الذي حدا بي أن أقول في قرارة نفسي : (يا رب لقد أراك قوته فيّ، فارني قوتك فيه)، ولم يمر علي هذا الدعاء إلا لحظات حتى سقط ذلك الشاب ميتاً.

فيما توجه القاضي بالحديث إلي الفتاة الشاكية قائلاً : لم يقتل الرجل خطيبك، غار عليك فصفع الرجل المشكو ضده، وغار حبيبه فقلته.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...