مما لا شك فيه، فإن العامل الرئيسي للنجاح في شتي مناحي الحياة قائم على الإستقرار السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفكري، وقطعاً هذا الإستقرار يتطلب من الجميع التظافر، التكاتف، التكافل والتعاضدد من أجل وضع خارطة طريق شفافة للبرامج والخطط التي تصب بشكل مباشر في النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة القائدة لتحقيق النجاح من خلال تنفيذ السياسات الاقتصادية بصورة صحيحة من أجل حياة مستقرة.. حياة خالية من (الأزمات) الاقتصادية الضاغطة للمواطن حد النخاع والعظم.
دائماً ما يجد إنسان السودان نفسه محكوماً براهن اقتصادي مذري جداً.. جداً، ويكتنفه الكثير من الغموض إلا أن الحكومة الإنتقالية عجزت بما لا يدع مجالاً للشك فك طلاسمه، وهو الأمر الذي دفع الإنسان للبحث الدائم عن بيئة اقتصادية، وإنسانية ملائمة لا تسيطر عليها أوضاع اقتصادية وإنسانية طاحنة.
إن اللاعب الأساسي في تفشي (الأزمات) الضاغطة للإنسان بصورة مخيفة ومقلقة جداً.. جداً الأوضاع السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية، والتي أفرزت الكثير من الظواهر (السالبة) كظاهرة زيادة تعريفة المواصلات بمزاج سائقي المركبة العامة أو ما يسمى بـ(الكومسنجي) أو (الطراح)، و(تجار الأزمات) في المؤسسات، الشركات، المصانع وغيرها من المرافق الخدمية والحيوية المرتبطة بحياة الإنسان، لذلك على السلطات التدخل عاجلاً، وحسم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية التي تحاصر المواطن من كل حدب وصوب، فالزيادات المقررة في أسعار السلع الاستهلاكية، التموينية، الغذائية، الطبية، الخدمية، تعريفة المواصلات وغيرها يقررها المواطن المستفيد، وهي تتم كلما حدثت زيادات في المحروقات البترولية، هكذا ترتفع الأسعار بشكل شبه يومي، وأن شئت قل إنها تنفذ على رأس كل ساعة، مما يجعل الإنسان حائراً، ولا يدري ماذا يفعل؟، فهو كلما مزق فاتورة من الفواتير تطل عليه آخرى أشد قسوة وإيلاماً، وتبدأ هذه الفواتير معه من استيقاظه من النوم في الصباح، ولا تنتهي إلا حينما يخلد للنوم في المساء، وإذا فكر في الخروج من المنزل إلى العمل، فإنه يحتاج إلى (3000) جنيه على الأقل، فما بالك بمن لديه أسرة وأطفال، خاصةً وأن الأطفال لا يعرفون كلمة (ما عندي) نهائياً، ورغماً عن ذلك لا تحرك الحكومة الانتقالية ساكناً، وكل ما تضعه من حلول اقتصادية لا يتجاوز حدود (المهدئيات) و(المسكنات)، وهي تؤدي بشكل مباشر لـ(لفشل) الذريع ﻋﻠﻰ كافة الأصعدة وﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ.
إن ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفكري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنجاح، وهذا النجاح لن يتحقق طالما أن السياسات الاقتصادية غير مدروسة.
إن (الأزمات) الاقتصادية المستمرة أفرزت ظواهر (سالبة)، وهذه الظواهر أدت إلى إحداث (شرخ) عميق في منظومة القيم، الأخلاق، العادات والتقاليد غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، مما جعل الإنسان يركن مجبراً إلى واقع مذري جداً لا توليه الحكومة الانتقالية إهتماماً للإسهام في الإستقرار السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفكري، ولا تفسح المجال للشباب لترجمة الأفكار النيرة على أرض الواقع، خاصةً وأنهم وقود المستقبل، ولديهم ﻣﺆﺷﺮات الطاقة (الإﻳﺠﺎبية).
إن الركون لـ(لفشل) بهذه الصورة يدعني أطرح بعضاً من الأسئلة المتمثلة ﻣﺎﺫﺍ تريد وزارة المالية من (تعويم) الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي؟، ﻭإلى ﺃﻳﻦ تريد أن تذهب بهذه الملفات الاقتصادية آنياً ومستقبلا؟؟، خاصةً وأن الفشل الذي يلازمها فشلاً ذريعاً؟، وهي بلا شك تفتقر إلى برامج وخطط قريبة وبعيدة المدي، لذلك تقع في ذات أخطاء نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
إن ما تشهده البلاد من أزمات يستوجب تطبيق نصوص الإسلام تطبيقاً سلمياً، لأنها دون أدني شك المخرج الوحيد لوضع اقتصاد غير ضاغط، فالديانة الإسلامية لم تترك شاردة أو واردة إلا أوردتها في محكم تنزيله، بالإضافة إلى الأحاديث الصحيحة، أقوال الخلفاء الراشدين، الصحابة والعلماء رضوان الله عليهم، والشاهد على ذلك قوله سبحانه وتعالي : (ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، إما في الأحاديث فقد جاء : (كلكم من آدم، وآدم من تراب)، (كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته)، (الناس شركاء في ثلاث الماء والنار والكلاء)، (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع)، وبالتالي هنالك ضرورة للعودة إلى النصوص الإسلامية من أجل القيادة الرشيدة.
مما ذهبت إليه، فإن من نملكهم الملفات الاقتصادية الحساسة لا يفكرون إلا في حدود الحلول المؤقتة، وذلك بغض النظر عن مؤهلاتهم، كفاءتهم وخبرتهم، فالملفات الاقتصادية يجب أن نضعها على منضدة من يفكر في معاش الناس رغماً عن قناعاتي بأن الكل يخطيء ويصيب إلى أن يدقن عمله الموكل له، ثم ننتقل إلى مرحلة أخري ﺗﺨﺘﻔﻲ من خلالها أسماء، وتظهر ﺃﺧﺮﻯ، وأن لا تبدأ الجديدة من ﺍﻟﺼﻔﺮ بـ(كنس) الأثار السابقة، ومن يفكر بهذه الصورة، فإنه ﻟﻦ يحقق ما نصبو إليه، خاصة وأن هنالك من يمكن الإعتماد عليهم في تنفيذ ما نرمي إليه بالتأهيل والتدريب المستمر للإسهام في الإنتاج بالأفكار الطموحه.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ أدعو الشباب للعمل من أجل الوطن، وتناسي الخلافات والمرارات الشخصية من أجل بناء وطن ظل يمر بـ(أزمات) تبحث عن حلول عاجلة، وذلك من خلال البرامج والخطط التنموية الطموحة، وأن كنت على قناعة تامة بأن الأمر ليس سهلاً، ولكن ليس مستحيلاً، لأننا بالعزم والإصرار ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ نحقق النجاح تلو الآخر خاصة إذا وجدنا الدﻋﻢ من أصحاب الخبرة.
آخر المرسم
طرح مريد سؤالاً إلى أحد العارفين بالله مفاده ما الكيفية التي أعرف بها إننى مكتوب من ضمن السعداء أو من ضمن الأشقياء؟، فرد عليه قائلاً : (يا ولدى العلامة الفاصلة بين السعادة والشقاء هى (الصلاة على النبى) صل الله عليه وسلم، فأنظر لنفسك إن كنت تواظب فى الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم، فأعلم إنك من سعداء الدارين، وإذا كانت الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم غير موجودة فى حياتك، فاحذر كل الحذر أن تكون شقى ولا تدرى،
فقال المريد : وما الدليل على ذلك من القرآن سيدى؟، فقال العارف : (الدليل واضح فى قول الحق : إن الله وملائكته يصلون على النبى)، فالأشقياء محال أن يشتركوا مع الله فى أى شئ، بينما السعداء يشتركون مع الله والملائكة فى باب السعادة الأكبر، فقال : المريد : (وما معنى المواظبه عندكم سيدى) ؟، فقال العارف : (أن تجعل لك ورداً ثابتاً كل ليلة فى الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم، ولكن اعلم أن هناك السعيد و الأسعد )، فالسعيد : هو المواظب بشكل يومى فى الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم، والأسعد : هو الذى صارت الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم طعامه، شرابه، فكره، همه والهواء الذى يتنفسه، ثم ذرفت عيون المريد بالدموع، وبكى من كلام العارف، فقال العارف : (نزول دموعك تلك هى بدايات السعادة عنك، ولولا أنك سعيد ما تركتك نفسك وجئت لتسألنى)، اللهم صل على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.