الأربعاء، 8 يناير 2020

أستاذة جامعية استرالية تتبرع للتدريس (مجاناً) في الجامعات السودانية .. وتقول : طالبات أجسامهن غير متوافقة مع أعمارهن ويأكلن كثيراً












كشفت الأستاذة الجامعية الأسترالية (جوليانا)، البالغة من العمر (٧٩) عاماً، المتبرعة للتدريس في الجامعات السودانية (مجاناً) قصتها المثيرة مع إنسان السودان عموماً، ومع التدريس في الجامعات، وكيف دعمت ثورة ديسمبر المجيدة، المنتفض على إثرها الشعب السوداني في وجه نظام الرئيس (المخلوع) عمر البشير.
في البدء من أين أنتي؟
من استراليا، ولكن أصولي من اليونان، وجئت للسودان من واقع ارتباطي بالقارة السمراء، وتحديداً السودان من أجل التدريس في جامعة (الخرطوم) آداب لغة انجليزية (مجاناً)، وسوف أجوب بهذه الفكرة كل إرجاء السودان، وهذا النهج اتبعته في دول افريقية كثيرة.
ما هو المجال الذي تخرجتي منه؟
تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية، والتي أدرسها آنياً في جامعة الخرطوم.
ما هي الأسباب التي جعلتك تدرسين (مجاناً) في السودان؟
اتجاهي على هذا النحو نابع من إنني أصلاً أحب السودان، لذلك جئت إليه من أجل التدريس فيه بجامعة الإمام المهدي، نيالا وإقليم دارفور.
كيف عرفتي السودان؟
عرفته من خلال خريطة العالم، ومنذ تلك اللحظة قررت أن أشد الرحال إليه، وعندما أزفت الساعة كنت في أراضيه، وبعد أن تعرفت عليه جيداً عدت من حيث أتيت، ومن ثم جئت للمرة الثانية للتدريس فيه بعد أن نجحت ثورة ديسمبر المجيدة في أحداث التغيير المنشود في السودان، وذلك بالإطاحة بنظام الرئيس المخلوع (عمر البشير).
ما هي ملاحظاتك للشارع السوداني؟
لاحظت أن الظروف الاقتصادية قاسية جداً عليه، ورغماً عن ذلك فإن إنسان السودان صبر صبراً جميلاً وطويلاً على مدى سنوات وسنوات، لذا وجب أن يحظي بوضع اقتصادي أفضل مما هو عليه في السابق، إذ كنت ومازلت الحظ أن الناس في الخرطوم يمشون راجلين، وهذا يدل على عدم توفر مركبات للمواصلات لكي تقل الركاب من وإلى، وغيرها من المعاناة القائمة على ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، لذلك لست سعيدة، مما يدعني أتمني صادقة أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية في السودان وأن يشهد تنمية، سلام ورخاء.
ما رأيك في الشخصية السودانية من خلال تدريسك للطلاب والطالبات في الجامعات؟
قبل فترة تعرضت لحادث سقوط على ركبتي من سلالم المنزل، مما نتج عنه تورم في ركبتي، فاضطررت للغياب من الجامعة، فما كان من أحد السودانيين إلا ويسأل عني باستمرار على أساس أنه إذا لم تتحسن حالتي الصحية فإنه سوف يسعفني إلى مستشفي النيل الأزرق بمدينة امدرمان.
ما الذي استشفيتيه من فترة تعرضك للإصابة؟
طيبة الشعب السوداني وإنسانيته، خاصة وإنني عندما سقطت في المنزل كنت وحدي، ولكي أصل منه إلى جامعة (الإمام المهدي) كانت المسألة صعبة جداً، وحينما وصلتها طلبت مني إدارة الجامعة أن أعرض نفسي على أطباء مستشفي النيل الأزرق لعمل صورة أشعة مقطعية للوقوف على حالتي الصحية خاصة وأن ركبتي تورمتا لدرجة أنهما أصبحا أشبه بـ(الكرة)، إلا إنني لم أفعل إلى الآن، ولكن سوف أذهب للطبيب المختص من أجل الاطمئنان.
من خلال تواجدك في السودان ما الذي يجب أن يحدث بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير؟
في اعتقادي أن الفرصة الآن مواتية للشباب في شتي ضروب الحياة السودانية الإعلام، الصحافة، الفنون، وغيرها من أجل التطور والمواكبة، ومن هنا أدعو طلاب الجامعات للعمل و النهوض بالبلاد، خاصة وأن الشباب هم وقود المستقبل الذي يعول عليه في البناء الذي يأمل فيه صناع ثورة ديسمبر المجيدة، وهي بلا شك ثورة الشباب في المقام الأول والأخير، وبالتالي فإن السودان سوف ينهض بجهودهم وأفكارهم النيرة.
ما هي وجهة نظرك في المرأة السودانية عموماً؟
المرأة السودانية بطبيعتها لا تهتم بنفسها من حيث بنيتها الجسمانية، فهي تأكل كثيراً دون أن تمارس الرياضة لتخفيف وزنها، وهذا الأمر ينطبق عليهن في شتي مناحي الحياة، ففي هذا الإطار لاحظت أن لدينا في الجامعة طالبات أجسادهن غير متوافقة مع أعمارهن واللواتي في الغالب الأعم تكون أعمارهن أصغر من بنيتهن الجسمانية، لذا يجب أن يتم تثقيفهن بالوزن المثالي للمرأة، والذي محدداً بـ(100) كيلو، وبالتالي الوزن من (186) ناقص (100) كيلو، هو الوزن المثالي، لذلك أنصح المرأة السودانية أن تمارس الرياضة في منزلها، وأن تعمل أنشطة تصب في هذا الإطار، فمعظم السودانيات اللواتي أقابلهن أجد أن بنيتهن الجسمانية أكثر مما يجب، ورغماً عما أشرت إلا إنني أسفه على صراحتي، ومع هذا وذاك فإن عقولهن سليمة، أتمني أن يستفدن من تجربتي فأنا الآن عمري (٧9) عاماً، إلا أن وزني مثالياً، و مستمراً معي منذ أن كنت صغيرة.
وماذا؟
آن الأوان للشخصية السودانية أن تنمي قدراتها في شتي المجالات، لأن في ذلك إسهام في النهوض بالسودان تنموياً.
ما هي علاقتك بالفنون في السودان، ولمن من الفنانين السودانيين تستمتعين، ولمن من الكتاب السودانيين قرأتي؟
استمعت للموسيقار محمد الأمين والفنان الكبير ابوعركي البخيت وفنان الطمبور محمد النصري، وثلاثتهم يمثلون قمة الفنون في السودان وقرأت كثيراً للكاتب العالمي الطيب صالح.


الثلاثاء، 7 يناير 2020

رئيس الجالية السودانية بلبنان وسراج النعيم




























بالصور السلطات النيجرية تستخدم القوة المفرطة لفض اعتصام اللاجئين السودانيين .. إصابة وجرح العشرات من المعتصمين واعتقال 450 سودانياً


أغاديز/ الخرطوم : سراج النعيم
أكد اللاجئ السوداني (عثمان) أن قوات الأمن النيجرية قامت بفض اعتصام اللاجئين السودانيين من أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمدينة (أغاديز) بالقوة المفرطة، مما أدى إلى إصابات وجروح بالغة التعقيد للعشرات من المعتصمين السودانيين.
وأضاف : تم ترحيل عدد كبير من اللاجئين السودانيين من أمام مقر المفوضية السامية إلى المعسكر (قسرياً)، كما تم اعتقال أكثر من (٤٥٠) لاجئ سوداني، إلى جانب تعرض البعض للاعتداء، وانتزاع ملابسهم في ظل برد قارص، كما تم منع دخول الأطعمة تجويعاً لنا، ونحن الآن نعاني الأمرين من عدم وجود المياه والأكل، بالإضافة إلى عدم توفر الصحة والتعليم، وبالتالي لا تحصيل أكاديمي ولا علاج.
وأردف : اعتصمنا منذ ١٦ ديسمبر ٢٠١٩م، وذلك للمصير الذي يكتنفه الكثير من الغموض، ورغماً عن ذلك قامت السلطات النيجرية بفض الاعتصام بالقوة من خلال تطويق الشرطة والأمن لمحيط مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة، ومن ثم أمروا المعتصمين السودانيين بركوب الشاحنات المعدة لنقلهم من أمام المفوضية السامية إلى المعسكر الواقع في صحراء قاحلة، وليس فيه مقاومات للحياة الآدمية.
واسترسل : المعسكر الذي أجبرنا على العودة إليه نعيش فيه أوضاعاً سيئة، ولا يحظي بأي اهتمام من المفوضية السامية للأمم المتحدة والحكومة النيجرية التي رفضت الإسراع في اتخاذ إجراءات تحفظ حقوق اللاجئين السودانيين، ورغماً عن ذلك تم تحويلنا من معسكر داخل المدينة إلى معسكر صحراوي يبعد (١٧) كيلو متراً، وهو من المعسكرات التي لا توجد فيها أي مقومات لحياة الإنسان.
وتابع : منذ العام ٢٠١٧م وإلى تاريخ اعتصام اللاجئين السودانيين أمام المفوضية السامية، ومن ثم فض الاعتصام بالقوة لم تجد الأمم المتحدة والحكومة النيجرية أي حلول، مما دفع عدداً كبيراً من اللاجئين السودانيين مغادرة المعسكر للأسباب التي أشرت لها، بالإضافة إلى تردئ البيئة، ومماطلة الدولة المستضيفة والمنظمات الدولية، وعدم بحثها عن الحلول الناجزة للاجئين، إذ أنه لا يوجد اعتراف صريح بنا على مستوي دولة النيجر، لذا نحن نعيش ظروفاً في غاية الصعوبة، وبالتالي هنالك حالات من الأمراض المختلفة بما فيها النفسية، وهذا الأمر نابع من أن المعسكر موجود في منطقة صحراوية قاحلة، وبعيد كلياً عن المدينة والمجتمع، مما جعل اللاجئ السوداني يعيش في بيئة أشبه بالسجن، لذلك خرجنا منه، وتوجهنا للاعتصام أمام مقر المفوضية السامية لشئون اللاجئين بدولة النيجر، وظللنا (صابنها) إلى أن تم فضنا بالقوة المفرطة.
رغماً عن مجريات الأحداث السودانية المتسارعة في السودان إلا إنني ظللت أتابع بقلق شديد أوضاع السودانيين المعتصمين أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة بالنيجر، وعلى خلفية ذلك تواصلت مع اللاجئ السوداني (عثمان) الذي ملكني الحقائق كاملة، إذ استشفيت من حوار إدرته معه أن هنالك سيناريوهات رتبت لها السلطات النيجرية لفض اعتصام أكثر (١٢٠٠) لاجئ سوداني، ولا سيما فإنهم يمرون بأزمة إنسانية بالغة التعقيد، ولم تهتم مفوضية الأمم المتحدة بالنيجر بهم، مما فأقم أزمتهم والتي بلغت أقصي ذروتها.
وأبدي اللاجئ (عثمان) في وقت سابق تخوفه من إقدام الأجهزة الأمنية النيجرية على فض الاعتصام باستخدام القوة المفرطة، وذلك نسبة إلى أنه أصبح مصدر قلق للحكومة النيجرية، وعليه وجد إصرار اللاجئين السودانيين للبقاء أمام المفوضية السامية اللاجئين (UNHCR) بمدينة (أغاديز)، ورفضهم التام العودة للمعسكر الذي يقع في صحراء قاحلة تبعد عن مكتب المفوضية أكثر من (17) كيلو متراً، وبما أن المنطقة التي بها المعسكر تبعد مسافة طويلة يضطر اللاجئين للذهاب من المعسكر سيراً على الأقدام لمتابعة الإجراءات، وقطعاً هي مسافة تصعب على أي إنسان أن يمشيها ذهاباً وإياباً، خاصة وأن من بين اللاجئين السودانيين أطفالاً، نساء، شباب، كبار في السن، مرضى ومعاقين حركياً، مما تعرض الكثيرين على إثرها للإصابة بـ(جراح)، بالإضافة إلى تسبيب الأجهزة الأمنية النيجرية للأذي لعدد من اللاجئين السودانيين على خلفية استخدامها القوة أثناء فض اعتصام اللاجئين الذين تم الاعتداء عليهم خارج مدينة (أغاديز).
ومن المعروف أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالنيجر لم تول قضية اللاجئين السودانيين اهتماماً، وذلك منذ أن قدموا من ليبيا إلى النيجر في العام 2017م، وظلوا يعانون الأمرين من الأوضاع الإنسانية المتأزمة جداً، مما جعل مصيرهم يكتنفه الغموض، وذلك من واقع أنهم لا يجدون رداً على الأسئلة المتعلقة بالمستقبل الذي يمضون في إطاره نحو مصير مجهول، إذ أن المفوضية السامية للاجئين أضاعت ملفات اللاجئين السودانيين، وبالتالي يكونون مضطرين للانتظار في معسكر يفتقر لأبسط مقومات الحياة من (مشرب) و(مأكل) ناهيك عن النواحي الصحية والتعليمية، ووفقاً لكل تلك العوامل أتجه اللاجئين السودانيين للاعتصام أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمدينة (أغاديز) النيجرية.
وواصل اللاجئين السودانيين اعتصامهم في ظل ظروف قاسية جداً، وذلك على أساس أنهم يركنون لواقع مرير، بالإضافة إلى مضايقات من السلطات النيجرية التي قطعت عنهم الإمداد المائي أثناء وقفتهم الاحتجاجية أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة، مما دفع سكان المدينة النيجرية مدهم بالمياه، وهكذا ظلت المفوضية السامية توعدهم دون توفير أدني حد لحياة كريمة، إذ قالت في هذا الاتجاه السيدة (السكاندرا موريلي) مسئولة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الـ(UNHCR) بغرب أفريقيا أنها تسعى لحل شامل للأزمة ، وعبرت عن قلقلها جراء الذي يجرى في مدينة (أغاديز) النيجرية، وأكدت أنها عقدت العزم على التوجه إلى النيجر في يناير 2020م، إلا أن السلطات النيجرية استبقت الزيارة وقامت بفض اعتصام أكثر من (١٢٠٠) لاجئ سوداني بالقوة المفرطة، وذلك حسبما أفادوا.
وسألت صديقي اللاجئ السوداني (عثمان)، من أي الأقاليم السودانية هاجرتم إلى النيجر؟، قال : الأغلبية العظمي من اللاجئين السودانيين تعود جذورهم إلى إقليم دارفور المضطرب منذ العام ٢٠٠٣م، الإقليم الواقع جغرافياً غرب السودان، وهي الأوضاع الأمنية التي قادتهم للنزوح من مسقط رأسهم إلى ليبيا، وذات الواقع المؤلم تفاجئوا به دائراً في وجهتهم الجديدة بين الحكومة الشرعية وقوات الجنرال (حفتر)، مما عرضهم ذلك الصراع للانتهاكات اللا إنسانية، التعذيب، الخطف، والقتل من قبل العصابات الليبية المسلحة، لذا لم يكن أمامهم حلاً سوي البحث عن الأمان بالاحتماء بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالنيجر، إلا أنها لم تقم بالدور المنوط بها، بالتالي تعرضوا لخطر القمع.
وحول أول اللاجئين السودانيين الذين وصلوا من ليبيا إلى النيجر؟، قال : وصلنا إلى معسكرات الإيواء الأممية بدولة النيجر في العام 2017م، إلا أنه لم يتم إكمال أوراقنا أو تسوية ملفاتنا التي كلما سألنا عنها يقولون إنها ضاعت، وهكذا ضاعت ثلاث سنوات من عمرنا دون أن نتقدم خطوة للأمام، وطوال الفترة المشار لها نتفاجأ بضياع الملفات دون الالتفات إلى الأوضاع الإنسانية التي نركن لها داخل معسكر ليست فيه أي مقومات للحياة.
من جهة أخرى كان اللاجئ عثمان قد كشف للدار التفاصيل الكاملة لأزمة اللاجئين السودانيين بدولة النيجر مؤكداً أن أوضاعهم من الناحية الإنسانية مذرية جداً خاصة وأن من بينهم أطفال، نساء، شباب، معاقين حركياً، ورجال كبار في السن، وهم جميعاً مهددين بالترحيل من قبل السلطات النيجرية.
فيما تم اختزال حياة اللاجئين السودانيين في حالة الانتظار في ظل طقس بار جداً، إذ ينام البعض منهم على الأرض، ولدى الكثير منهم قصص مروعة وتصلح لأن تألف حولها مؤلفات، وعلى سبيل المثال
اللاجئ ابوبكر الذي بدأت رحلته من مخيم في إقليم دارفور بحثاً عن حياة أفضل، ولم يجد أمامه حلاً سوي الاتجاه شمالاً إلى ليبيا، إلا أنه وجد الأوضاع في ليبيا لا تختلف كثيراً عن الواقع الذي فر منه، إذ تعرض للاحتجاز من طرف تجار البشر الذين طلبوا منه المال. لكنه لا يملكه.
وقال أبو بكر: لقد ضربوني، لدرجة إنني اعتقدت أنهم سيقتلونني إذ رأيت رجالاً يقتلون أمامي، ثم جاء ليبي إلى مخيم المهربين، وسدد المال لإخلاء سبيله، على أن يسد له الدين مقابل العمل معه نصف عام في مزرعته، وبما أنه عاش ظروفاً قاسية أيضاً اضطر للهرب من ليبيا متجهاً إلى النيجر.




















azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...