الاثنين، 18 نوفمبر 2019

المتهم بإرهاب السفارة الإماراتية بالخرطوم يكشف التفاصيل الكاملة



وضع المجهول المتهم باقتحام السفارة الإماراتية عقب إطلاق سراحه من السجن قبل سنوات والذي أمضي فيه أربع سنوات، مؤكداً أنه اقتحم السفارة الإماراتية وخاصة مكتب السفير الإماراتي بسبب زوجته الهندية وأبنائه، وعلى خلفية ذلك استطاعت قوات (الكوماندوز)، وفي أقل من (٣٠) ثانية أن تطوق مبني السفارة العربية المتحدة، وتلقي القبض على الشخص المتهم بالإرهاب، والذي كان يحمل بحسب الاتهام متفجرات داخل (شنطة)، وأشاروا إلى أنه هدد بإلقائها لنسف مكتب السفير الإماراتي بالخرطوم، وداخله القنصل العام و(٣) موظفين وضباط أمن السفارة واثنين آخرين. من جهته استطاع المتهم دخول مبني السفارة الإماراتية الواقع بالعمارات شارع (٣) أمام مبني السفارة الإيرانية بحجة أنه يطلب مقابلة السفير الإماراتي لأمر خاص بجواز سفره، وعندما سمح له بذلك قام بإغلاق الباب على بعض الموجودين بالمكتب داخل السفارة الإماراتية بالخرطوم، وكان يحمل في يده (سكيناً) مغطاه بـ(قماش)، وباليد الآخري (شنطة) يعتقد أن بها متفجرات.
فيما كشف عصام الدين عباس البالغ من العمر (5٩) عاماً والذي كان مغترباً بدولة الإمارات العربية المتحدة التفاصيل الكاملة لاقتحامه السفارة الإماراتية بالخرطوم.
وقال : شددت الرحال إلى الإمارات بعقد عمل وظيفته مراقباً للعمال بأحدي الشركات الإماراتية المتخصصة في تشييد المباني، وذلك في العام ١٩٧٦م، وظللت فيه إلى أن انتقلت منه للعمل بإمارة (الشارقة) ضمن القوات المسلحة الإماراتية في سلاح (المهندسين)، وأثناء تواجدي هناك تزوجت من هندية تنحدر جذورها من مدينة (حيدر اباد) الهندية، وأنجبت منها طفلين ذكراً وأنثي، وعندما قررت العودة للبلاد في إجازة العام ١٩٨٨م اوقفتني سلطات مطار الإمارات على أساس أنني لدي غرامة مالية يجب أن أدفعها قبل مغادرة دولة الإمارات، بالإضافة إلى أنهم اعترضواعلى عدم إضافة طفلتي في جواز سفري، وعليه طلبوا مني مراجعة إدارة الجوازات والهجرة الإماراتية، وبالفعل توجهت إليها مباشرة فقالوا لي : (أذهب إلى قضاء إجازتك ثم عد بعد انتهائها لمعالجة الإشكالية)، إلا انني رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، مؤكداً لهم أنني أرغب في اصطحابهم زوجتي وأطفالي معي في هذه الإجازة، فقالوا : لا يمكن أن تفعل إلا في حال أنك سددت الغرامة المالية البالغة (٢٩٠) ألف درهم، وإرفاق الطفلة في جواز سفرك، وإما أن تعالج الأمر بالطريقة التي تروق لك، وبما أنهم وضعوني أمام خيارين، لم يكن أمامي حلاً سوي أن أذهب إلى الشيخ (سعيد بن طحنون)، والذي بدوره أعطاني خطاباً بعد مرور ثلاثة أشهر من تاريخ منعي السفر، فما كان مني إلا وتوجهت به إلى سلطات الهجرة والجوازات الإماراتية، ووضعت على منضدتها خطاب الشيخ سعيد بن طحنون، فكانت المفاجأة أن الضابط المسئول لم يتواني ولو لكسر من الثانية من تمزيق الخطاب المشار إليه، مما حدا بي الاشتباك معه، وبما ان الأمر مضي على هذا النحو تم اقتيادي من هناك إلى قسم الشرطة، وهناك أيضاً حدث نقاش حاد تطور فيما بعد إلى اشتباك، مما قاد إلى إيداعي في السجن.
وماذا بعد أن وضعت نزيلاً في السجن الإماراتي؟
في اليوم التالي حولتني سلطات السجن إلى المحكمة التي كان القضاة فيها سودانيين، فقلت لهم هل نحن في امدرمان أم في الخرطوم؟، وبهذا السؤال الذي وجهته لهم اعتقدوا إنني إنساناً فاقداً للصواب، فقرروا على ضوء ذلك تسفيري من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى السودان، عموماً بعد هذا القرار القضائي تمت اعادتي إلى السجن مرة آخرى تهيئة لترحيلي، إلا أن الجالية السودانية تدخلت في الأمر باعتبار انني لاعب كرة قدم ضمن فريق الجالية السودانية والتي بدورها ذهبت إلى الشيخ سعيد طحنون، والذي اتصل بإدارة السجن، وأمرها بإطلاق سراحي فوراً، وكان أن اخلي سبيلي.
ما الذي فعلته بعد خروجك من السجن؟
 توجهت إلى مطار  دولة الامارات عائداً إلى السودان مباشرة، وما أن وطأت قدماي أرض مطار الخرطوم إلا وتوجهت مباشرة إلى مبني السفارة الإماراتية بالعمارات شارع (3) بالخرطوم، وفيها قدمت أوراقي إلى السكرتير السوداني الذي ما أن أطلع على مستنداتي إلا وقال بصوت عال : (اصلو ناسنا ديل يمشو الإمارات ويعملوا مشاكل) عندها سمعه قنصل دولة الإمارات فجاء نحوه وسأله ماذا هناك، فقال : هذا السوداني عائد من الإمارات بمشكلة)، وكان أن قال القنصل بعد الإطلاع على وثائقي الرسمية : (أصلاً الخيلان ديل بمشو الإمارات وبعملو مشاكل، ويأتون بها إلينا في الخرطوم)، وبما إنني فهمت ما يرمي إليه من تعليقه على ما يجري، فأنا عندما كنت داخلا للسفارة لاحظت أن هنالك جهاز إنذار، وكان أن أحضرت سكين تقطيع الفواكه ودفعت بها ناحية جهاز الإنذار بصورة دقيقة، وعلى إثر ذلك قمت بحجز السفير الإماراتي وضيوفه البالغ عددهم (28) شخصاً، وأغلقت عليهم المكان الذي كان يستضيفهم فيه، وطلبت منهم الاتصال بالشيخ زايد آل نهيان، وكان أن تم الإتصال به إلا أن الرد من الطرف الآخر أكد أن الشيخ زايد شد الرحال إلى المغرب، عموماً جاءت قوات من الكوماندوز بقيادة (ابوكدوك)، وقاموا بـ(تكسير) الأبواب والشبابيك وصوبي نحو السلاح، ومن ثم طالبوني برمي السلاح الذي كنت احمله، فقلت لهم : ليس بحوزتي سلاح، وكان أن استخرجوا (سكين) خاصة بتقطيع الفواكه، فقالوا إنها (المعروضات)، وتم اقتيادي على خلفية ذلك لرئاسة شرطة ولاية الخرطوم، وهناك لم يحققوا معي نهائياً إلى أن جاء اللواء نايل ايدام ، وقال لي : قل (زيت)، وكان أن فعلت مقلداً له، ثم جاءني (ابوكدوك) طالباً مني أن أقول (حصاحيصا) فقلت له : (حصاحيصا)، عندها قالوا إنني إثيوبياً، ثم تم عرضي إرهابياً على شاشة تلفزيون السودان، وعلق على ذلك الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي ورئيس وزراء السودان آنذاك، وهو يقول : (إن السودان سيظل مقبرة لكل إرهابي، وهذا الإثيوبي الجنسية أقتحم السفارة الإماراتية بالخرطوم) وإلى آخره، وما أن أنتهي البث التلفزيوني إلا وتمت إعادتي لذات المكتب الذي كان به حوالي (١٤) قيادياً وضابطاً، وكان أن قلت لهم : (يا جماعة السلام عليكم أنا داير كباية شاي)، فقالوا : (أنت يا زول بتتكلم باللهجة السودانية)، ثم قلت لهم : (أنا أصلاً من حلفاية الملوك).
ما الإجراءات التي اتخذت ضدك؟
فتح في مواجهتي بلاغاً جنائياً، وبعد التحري حول إلى المحكمة التي قضت بالحكم على بالسجن لمدة أربع سنوات، وما أن مرت أيام إلا وأطاح ضباط من الجيش السوداني بحكومة الإمام الصادق المهدي رئيس الوزراء في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م، المهم إنني قضيت الفترة نزيلاً داخل السجن الاتحادي (كوبر)، ووجدت الكثير من المعتقلين السياسيين وكبار تجار العملة، وعندما انقضت فترتي تم الإفراج عني، وصادف ذلك أن الرئيس المخلوع عمر البشير والراحل معمر القذافي قد كسرا حائط سجن (كوبر)، والذي على إثره خرجت كأول نزيل من السجن.
أين زوجتك الهندية وأبنائك الآن؟
هم مازالوا في دولة الإمارات، وكنت أتواصل معهم عن طريق صديق مقيم في سلطنة عمان، فأنا محظور من التواصل مع الإمارات نهائياً، إما في الوقت الحاضر فليس بيني وبينهم اتصالات، ولكن أعرف أن السودانيين في الإمارات يقفون معهم، وبنتي من الزوجة الهندية مولودة في العام 1982م والابن في العام ١٩٨٤م.
هل تزوجت بعد عودتك للسودان ؟
نعم تزوجت و انجبت طفلا أطلقت عليه اسم الشيخ زايد آل نهيان، والثاني اسميته على الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والثالث اسميته الشيخ راشد بن زايد آل نهيان.

ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ والأرقام والاتصالات ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ.. ﻭ(ﺍﻟﻨﺼﺐ) واحد.. سيدة بريطانية تستدرج شاب سوداني بمرض (السرطان)


 وقف عندها : سراج النعيم
 ..............
أحذر من مغبة الوقوع في شرك (الاحتيال) بالاتصالات أو الرسائل الهاتفية الدولية، والتي تدعو شبكاتها الإجرامية للايقاع بالضحايا الذين يتلقون اتصالاً أو رسالة إلكترونية، وينجرفون وراء تيار إغراءاتها (الوهمية)، وبالتالي يقعون في (الفخ)، والذي يدعي في إطاره البعض الإصابة بمرض (السرطان)، وهنالك من يحتالون باقتطاع مبلغ من رصيد متلقي الاتصال، وذلك في حال أنه عاود الاتصال بالرقم الدولي، هكذا يتعرضون (للنصب) عبر برامج إلكترونية بالاتصال أو رسائل الدردشة، وذلك من خلال استخدام (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي تنشط فيها أرقام دولية تبدأ بالمفتاح الدولي (876)، وهو مفتاح جامايكا، و(473) مفتاح غرينادا، و(287) مفتاح جزر فيرجين البريطانية، و(809) من جمهورية الدومينيكان وغيرها.
وفي السياق فإن الاتصالات والرسائل النصية والإلكترونية يخطط من خلالها من يمارسون (النصب) الدولي لإيهام الضحايا بأشكال مختلفة من (الاحتيال) المقنن، وفي أغلب الأحيان يستدرون عطف الضحايا بمرض (السرطان) أو خداعهم بالفوز بجائزة يشاركون من خلالها البيانات والمعلومات الخاصة بهم، وهو الأمر الذي دفع شركات الاتصالات، والسلطات ﺍﻷمنية إلى إطلاق تحذيرات للنشطاء عبر الميديا الحديثة لأخذ الحيطة والحذر من مغبة الانجراف وراء تيارها الجارف، ﻭتطالبهم بعدم ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ معها نسبة إلى أنها تهدف للاحتيال، وسرقة ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ الخاصة بهم ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ، ومن ثم تبدأ عملية (الإبتزاز) بالقرصنة الإلكترونية.
ومما ذهبت إليه فإن الأسباب المؤدية بالضحايا للوقوع في ﻓﺦ (ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ) هو عدم الوعي بخطورة ذلك، وعدم إدراك ما يمكن أن تسفر عنه هذه الخطوة.
فيما قال من تعرضوا للاحتيال : (ﺇﻥ أعضاء الشبكات الدولية يجيدون التحدث بجميع اللغات، إذ يدعي أي فرد منهم أنه يعمل في أحدي الشركات، واهماً الضحايا بأنهم كسبوا مبلغاً مالياً كبيراً، وبالتالي فإن جرائم (ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻝ) ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺎً تعتبر من الجرائم الحديثة، وهي في غاية السهولة من حيث سهولة اقتناء الهواتف السيارة، وبساطة استخدام التطبيقات الإلكترونية، وبالرغم من (النصب) الكثير جداً إلا أن النشطاء لا يتعظون لعدم الانصياع للتحذيرات المستمرة من الإتجاه على ذلك النحو الذي يقودهم للوقوع في فخ الاحتيال جهلاً، وهو أمر يعد ثغرة من الثغرات التي يلجأ إليها (المجرم الإلكتروني)، وهنالك من يكون ضحية نتيجة بيع هاتفه النقال دون أن يتخلص من الفيديوهات والصور والأرقام والرسائل الخاصة به قبل إتمام عملية البيع، وهنالك من يستطيع ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺬﻭﻑ من خلال البرامج الإلكترونية، وعليه فإن الأمر بدأ يأخذ أبعاداً لم تكن في الحسبان أو يمكن تصورها من قريب أو بعيد، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ البعض من ضعاف ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ بالقرصنة دون وازع ديني يردعهم.
من المعروف أن من يرتكبون جرائماً إلكترونية يكون هدفهم (المغامرة)، وبما أن هنالك شاباً سودانياً مغامراً أكثر من الشبكة الدولية للاحتيال قرر تلقي اتصالاتهم ورسائلهم، ويرد عليها هادفاً كشف زيفهم، وفي هذا الإطار أجري حواراً مع سيدة ادعت أنها بريطانية و زوجها توفي، وترك لها مبلغاً كبيراً جداً، ومع هذا وذاك هي مصابة بـ(السرطان)، وتقضي وفقه أيامها الأخيرة، لذا تود أن تودع ذلك المبلغ في مشروع إنساني، وما أن وصلت معه إلى مرحلة التسليم، إلا وظهر الاحتيال الدولي على أصوله، ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ، ﻭكيفية إدراك الاستخدام الإيجابي للشبكة العنكبوتية، والابتعاد من الوقوع في شرك (النصب) خاصة وأن العالم ﺃﺻﺒﺢ عبارة عن ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ تتحكم فيها الثورة التقنية.
ومما ذهبت إليه أدلف مباشرة إلى أغرب واقعة احتيال تعرض لها ذلك الشاب السوداني من سيدة تدعي أن اسمها (ايمان هاوي)، والتي بدأت قصتها معه برسالة مفادها أن زوجها توفي، وقبل الوفاة كان يعمل بعقد مع الحكومة البريطانية بقيمة (4.7) مليون دولار، لكن الموت أخذه قبل إرسال الأموال إلى حسابها المصرفي، وكان زوجها محباً لعمل الخير، وشجعها على مساعدة الفقراء، لأنهما ومنذ زواجهما لم ينجبا طفلاً بسبب حالتها الصحية، مؤكدة أنها أرسلت مليوني دولار إلى مسقط رأسها (إندونيسيا)، ومن ثم أودعت (700،000.00) دولار إلى المستشفى لعلاجها والمرضى الآخرين.
من جانبه كان الشاب السوداني يرد عليها قائلاً : ماذا يمكنني أن أفعل لك في السودان؟ فقالت : أود أن أرسل إليكم مليوني دولار لكي تساعدني على إعطائها للشعوب الفقيرة والأرامل، فأنا وزوجي لم يكن لدينا أي أطفال يرثون هذه الأموال، ويرجى عدم التمييز بين الناس بـ(الدين) أو (العرق) عند التعامل مع هذا المشروع، لذا حاول الرد عليّ سريعاً لمزيد من المعلومات، وليباركك الرب وعائلتك.
وبما أن الشاب السوداني كان على قناعة تامة بأن الرسالة لا تخرج من نطاق (الاحتيال) الدولي قال لها : أهلاً وسهلاً، فما كان منها إلا وردت عليه : أردت أن أقدم هذه الأموال للأشخاص الأقل حظاً من خلالك، وشكراً لك على انتباهك إلى وضعي الصحي، وأدعو الله أن يعطيك القلب الطيب لكي تتعامل مع هذا المشروع بإخلاص، لأنني لن أكون هناك لمشاهدتك أو معرفة كيف تنفق الأموال، ولكن الله سوف يكون هناك لرؤيتك، يجب أن تأخذ (30 ٪) من إجمالي الأموال للاستخدام الشخصي الخاص بك، واستخدام الباقي للعمل الإنساني والخيري، وعليه أكد لها إنه لا يرغب في مبلغ مما أشارت له، وإنما سينفقه في عمل الخير.
فيما قالت له (ايمان هاوي) : طبقاً للأطباء، فإن النتيجة التي قدموها لي تؤكد إنني مصابة بسرطان (البنكرياس)، وهو يقتلني تدريجياً، ولا يمكنني حتى الوقوف أو المشي بمفردي دون مساعدة، وهذا هو السبب الرئيسي للاتصال بك، لأنني لا أستطيع تنفيذ المشروع بمفردي، لذا يرجى عدم السماح للأصدقاء أو أفراد الأسرة السيئين بخداعك لاستخدام كل الأموال لنفسك لأن العواقب سوف تكون وخيمة عليك.
بينما واصل الشاب السوداني استدراجها، مؤكداً لها أنه ملتزم، ومعروف في بلده بذلك، فما كان منها إلا وقالت له : أريدك أن ترسل لي بياناتك الشخصية مثل اسمك، عنوانك، رقم هاتفك وصورة لبطاقة هويتك، وإخباري بنوع العمل الذي تعمل فيه حالياً، وسأتصل بمديري المصرفي لمعرفة أفضل طريقة لإرسال الأموال إليك في بلدك، عزيزي يرجى الحفاظ على هذا السر، ولا تخبر أي شخص عن هذا المال حتى تستلمه، وهذا هو عنواني( RD ، OADBY ، LEICESTER LE2 2FF )، المملكة المتحدة، وبالمقابل ظلت ترسل له الرسائل ما بين الفينة والآخري، وفي احدي الرسائل قالت : اتصلت بمديري المصرفي لمعرفة كيفية تأمين طريقة أسهل وأسرع لتحويل الأموال إلى بلدك، وأخبرني مدير البنك أنه إذا قمت بتحويل الأموال عبر البنك (نقل سريع) أنني يجب أن أواجه استجواباً، وفحصاً من الحكومة البريطانية، لأن ذلك لا يسمح بنقل هذه الكمية الكبيرة، وقال مدير البنك : (إن الطريقة السهلة والآمنة لتحويل هذه الأموال الكبيرة من خلال وكلاء دبلوماسيين).
بينما رد عليها الشاب السوداني قائلاً : أدعو الله عز وجل أن يكتب لك الشفاء العاجل، وأن تنفقي أموالك في فعل الخير بنفسك ـ عندها ردت عليه مؤكدة أنها انتهت من استخدام خدمات الوكلاء الدبلوماسيين) لجلب الأموال إلى بلدك ، لقد اتصلت بشركة (INTERNATIONAL EXPRESS SERVICE)، وبفضل الله، سوف ينتهون من كل شيء.
وأضافت : أريد أن أخبركم أنني أكملت عملية إرسال الأموال من خلال شركة (INTERNATIONAL EXPRESS SERVICE COMPANY)، وقد منحت الحزمة لدبلوماسي مختوم تماماً، ووصفها بأنها حقائب دبلوماسية، وبلغ إجمالي الأموال في حقيبة السفر (2،000،000.00) دولار (مليوني دولار)، هذا هو رمز الصندوق (8619)، وأنت فقط الذي لديه (الكود)، وحتى الوكيل لا يعرف رقمه.
وأردفت : سوف يغادر الدبلوماسي المملكة البريطانية المتحدة، ويصل السودان في غضون يومين، وسوف يتصل بك فور وصوله حتى تتحدث مع موظفي الجمارك كلي تعرف كيفية دفع رسوم التخليص البالغة (1000) يورو، والتي يتعين عليك دفعها بعملتك المحلية هناك، وتأكد من أن لديك رسوم المطار الجمركية المتاحة قبل وصول الدبلوماسي، وسيتصل بك عند وصوله لبلدك، ومن فضلك لا تخبر أحداً عن هذه الأموال حتى تستلمها في منزلك حيث يحذر الوكيل لأسباب أمنية.
وتابعت : من فضلك أريدك أن تخبرني المزيد عن نفسك هل أنت متزوج، هل أنت مسيحي أم مسلم، وما مدى قوة إيمانك؟ وكم من الأطفال لديك أنت وعائلتك؟، ويرجى أن تكون حكيماً عند التعامل مع هذا المشروع، وثق في أنك قادر على القيام بذلك لذا لا تخونني أو تخذلني.
واسترسلت : لقد وصل الدبلوماسي إلى بلدك، واتصل بك، وأخبرته أنك لا تتوقع أي صفقة، وكان أن اخطرها الشاب السوداني بأن الدبلوماسي لم يتصل به، فكان ردها : طالما أنك تعلم أنه لا يمكنك التعامل مع هذا المشروع ، فلماذا لم تخبرني حتى أوقف سفر الدبلوماسي، ورغماً عن تأكيده لها أنه لم يتصل به الدبلوماسي، إلا أنها قالت له : تلقيت رسالة من الدبلوماسي، وأكد أنه اتصل بك، وأخبرته أنك لست الشخص المعني، وسألك إذا كنت لا تتوقع أي صفقة، فأخبرته أنك لست الوحيد في السودان، وكان أن كرر لها حقيقة أن الدبلوماسي لم يتصل به، وأن هاتفه مفتوح على مدار (24) ساعة، فقالت : أرى أنك كاذب، ولا يمكنك التعامل مع هذا المشروع بالنسبة لي ولزوجي الراحل، لذلك أنا قلقة للغاية، وأرجو أن تبلغني حالما تسمع من الدبلوماسي؟، فأنت تعرف حالتي الصحية، فلماذا تجعلني أشعر بالسوء، فكان تخبرني من البداية انك ليس على استعداد للتعامل مع هذا المشروع، فالدبلوماسي أتصل بك مرة أخرى، وأنت لا تجيب على دعوته، ما هي مشكلتك؟ فإذا لم تكن على استعداد للتعامل مع هذا المشروع، فيرجى أخباري والتوقف عن إضاعة وقت الدبلوماسي، عزيزي صمتك يجعلك تشعر بالسوء، فأنا لم أفهمك بعد، هل تحاول أن تخبرني أن الدبلوماسي يكذب، هذا غير صحيح فالدبلوماسي موجود في بلدك، فلماذا لا يمكنك إعادة الاتصال بالرقم الذي اتصل بك، لقد بعثت لك برسالة منذ الصباح، وأنت ترد علىّ المساء، وذلك في نفس الوقت الذي اتصل به الدبلوماسي، وترفض الرد على دعوته، وأرى أنك تلعب بحالتي الصحية، وبالتالي أنت عار على غطاء محرك السيارة، لست رجلاً كفأً لتنفيذ هذا المشروع، فشكراً لك على هذه الخدعة، والتي كنت مقتنعاً بها منذ البداية.

سراج النعيم يكتب : الإحساس بالخوف حد القلق


إن الإحساس بالاطمئنان في ظل أوضاع سياسية، اقتصادية واجتماعية مذرية لا يمكن توفره إلا إذا زالت الأسباب، فالخوف من المستقبل عاملاً أساسياً في جعل ذلك الإحساس ممكناً، فضلاً عن الحياة تصبح في نظر الإنسان مظلمة، وبالتالي المرء في بحث دءوب عن الاطمئنان في كل سكناته وحركاته، ولو اضطره ذلك لأن يشد الرحال إلى أبعد مكان في العالم، فالإحساس بـ(الخوف) له الكثير من الآثار النفسية، مما يجعل الإنسان قلقاً ومتوتراً، وتعتليه الشكوك والظنون، ولاسيما تجده دائماً في حالة من الضيق.
وبما أن الخوف جزء لا يتجزأ من الإنسانية، فإنه يصبح مع مرور الأيام، الشهور والسنين أزمة من الأزمات في العصر المتسارعة مجريات أحداثه بشكل يومي، ومما لا شك فيه فإن عوامله كثيرة كالضغوطات الحياتية وأبرزها الظروف الاقتصادية (القاهرة) التي تلعب دوراً كبيراً في محيطه الأسري، العمل والمجتمع، وبالتالي فإن إحساس (الخوف) يدفع دفعاً إلى الفشل الذريع.
فيما تتنوع أسباب الخوف من إنسان إلى آخر، فهنالك من ينشأ في دواخله منذ نعومة أظافره، ومن ثم يبدأ في الازدياد يوماً تلو الآخر، وذلك من واقع مواقف قاسية يمر بها في حياته، وقطعاً لها أسباب نفسية مندرجة في هذا الإطار، وبالرغم عن ذلك هنالك من يستطيع التقلب عليها، وتجاوز عواملها المعترضة طريقه على مدي سنواته المتمرحلة، وبالمقابل هنالك من لا يستطيع التخلص منها، فيجد نفسه محاصراً به من كل حدب وصوب، هكذا يستمر معه ذلك الإحساس بالخوف، والذي يشعره في كثير من الأحيان بحالة من (القلق)
لعدم قدرته على تجاوز ما يمر به من مواقف صعبة، ما يفضي في نهاية المطاف لعدم التفكير الإيجابي في (الحاضر) و(المستقبل)، ولا سيما فإنه نابع من ركون الإنسان للخوف حد القلق، والذي لا يدع مجالاً لإيجاد الحل، والانتقال إلى مرحلة الاطمئنان، وبالتالي إذا استمر الإنسان على ذلك النمط فإنه سيصل إلى مرحلة الإصابة بـ(الاكتئاب).
دائماً ما ينتج عن الخوف تفكير سلبي فيما حدث وسيحدث آنياً وفيما بعد، وهو إحساس يولد في دواخل كل إنسان قلقاً يقوده لطرح الأسئلة حول الأيام المقبلة، وما كيفية تخطي متاريس تعترض طريقه حاضراً ومستقبلاً، خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية في البلاد بالغة التعقيد، وتؤثر في الإنسان المهيأ أصلاً للخوف من المصير الذي يؤول إليه وأسرته من تفكك، وهو الإحساس الأكثر تأثيراً في الحياة.
ومن المؤكد جداً أن (الخوف) ينبع لدي البعض من فقدان الثقة في النفس، ويتدرج معهم في كل مراحل حياتهم، وإذا لم يستطعوا انتشال أنفسهم أو إيجاد من يساعدهم، فإن معاناتهم ستكون اشد قسوة وإيلاماً، خاصة إذا كانوا يشعرون بأنه ليس هنالك بارقة أمل في الانتقال إلى الأفضل.
يبقي الإحساس بالخوف قاتلاً يسيطر سيطرة تامة على تفكير معظم الذين يمرون بمواقف صعيبة وضغوطات اقتصادية واجتماعية، لذا يجب على من يحس بالخوف الإسراع للذهاب للطبيب المختص حتى يتمكن من تجاوز المرحلة (الحرجة) بالإرشادات نحو الإيجابية، خاصة وأن الخوف الزائد يؤدي للإصابة بمرض (الاكتئاب)، لذلك يجب على الإنسان الذي يلازمه الإحساس بالخوف حد القلق أن يقابل الطبيب للتخلص منه في مراحله الأولي، وذلك قبل أن يستفحل، ويصبح مع مرور الزمن جزء لا يتجزأ من تكوينه.
من المعروف أن خوف الإنسان يعتبر هاجساً يشكل علامة فارغة في حياة كل من يـتأثر به، وﻻ يخلو من القصص المؤثرة، مما ينتج عنه الاعتمال في دواخل الأشخاص، خاصة وأن الدلائل تمضي بالإنسان نحو التفكير في المستقبل، والذي يرسم خارطة طريق من الصور، المشاهد والأشكال السالبة والموجبة.
بينما تعدد أسباب الخوف القائمة على ﺍﻟﻔﻘﺮ المقدع، المرض، الموت، المصير المجهول، ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ، ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ وغيرها، وهي جميعاً توحي بأن الصور والمشاهد والأشكال المتنوعة ربما تكون صحيحة حسب التفكير، مما تؤدي إلى واقع ربما يكون مليئاً بالخوف، والذي هو أصلاً قد يكون متجذراً في بعض النفوس، وعليه فإن ما ذهبت إليه يقود الإنسان لعدم الطموح، الاستنتاج، ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ وﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ، ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ المتتالية، وعندما يسيطر إحساس ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ فإنه يقتله في مهده ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ الذي يركن إليه.
ومما أشرت له فإن على كل إنسان ينتابه الخوف أن لا يفكر فيه سلبياً، بل يجب أن يفكر ملياً في كيفية اجتثاته من جذوره حتى لا يكون (وهماً) يطوقه من كل ناحية، خاصة وأن كل إنسان يتجه على ذلك النحو فإنه يغرس الخوف غرساً في دواخله لدرجة أنه يخاف من كل شئ، لذا على أي إنسان النظر إليه بنظرة فاحصة لمعرفة حقيقته.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...