الأحد، 17 نوفمبر 2019

المواطنون يشكون من أزمة مواصلات حادة وزيادة التعريفة بالمزاج


شكا عدد من المواطنين من أزمة مواصلات حادة تشهدها ولاية الخرطوم ما حدا ببعض سائقي المركبات العامة استغلال الظرف ورفع تعريفة المواصلات على حسب المزاج فبالأمس سائق حافلة هايس من الخرطوم إلى امدرمان رفع التعريفة إلى (30) جنيهاً ومن الخرطوم إلى الدروشاب (20) جنيها بينما استغل اخر ظرف مواطني منطقة دردوق ورفع القيمة إلى (50) جنيها، فيما استغلت الامجادات والسيارات الترحال الموقف ورفعت سعرها لتعريفات مختلفة، وذلك على حسب الأهواء الشخصية دون التقيد بالتعريفة المقررة من سلطات ولاية الخرطوم.
وطالبوا السلطات بفرض ضوابط مشددة على المركبات وفرض رقابة عليها من حيث عدم تقيدها بالتعريفة الصادرة من السلطات المختصة فالزيادات التي ينفذها سائقي الحافلات أنهكت ميزانيات الموظفين والعاملين البسطاء الذين ينشدون تدخلاً سريعاً يساهم في تخفيف الأعباء الملقاة على كاهلهم من فواتير أخرى.
فيما وﺍصلوا ﺷﻜﻮﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺒﺮﺡ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻗﻴﺪ اﻧﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺍ ببعض ﺳﺎﺋﻘﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇستغلاﻝ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺑﻤﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺓ بشكل غير معلن ﻭﻭﺿﻊ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎً ﻟﻸﺯﻣﺔ ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻊ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ، بالإضافة إلي ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺇﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻐﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ، إلي جانب ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﺔ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻫﻮﺓ ﻋﺠﺰﺕ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻋﻦ ﺭﺩﻣﻬﺎ، لذا على ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ الإلتفات ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺤﺴﺐ أﻣﺰﺟﺔ ﺳﺎﺋﻘﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﻻﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ، ﻣﺎ ﻗﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﺑﺎﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ الإﻧﺘﻈﺎﺭ ﺑﻼ ﺃﻣﻞ ﺳﻮﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ يستغل ﺳﺎﺋﻘﻮﻫﺎ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻓﻴﻀﺎعفوﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ.


قصة مؤثرة لسيدة وطفلها يفترشون الأرض ويلتحفون السماء


توفى لها اربعة آخرهم حرقاً ومرافقها (عضه كلب) على رأسه
المريضة وطفلها في حاجة لتلقي العلاج في المصحة وابنها في المستشفي
أبلغ عدد من الشباب السلطات المختصة بقضايا الأسرة والطفل في البلاد أن هنالك سيدة مريضة مرضاً نفسياً، وبرفقتها طفلها الذي يعاني من الإصابة في رأسه جراء تعرضه للعض من احد الكلاب الضالة، ويبدو أن السيدة المشار لها بلا زوج يساعدها في الظروف القاهرة التي تمر بها ومع هذا وذاك لا تمتلك مأوي مما قادها للاستسلام لتقلبات الأجواء على مدي العام، وبالتالي تكون مضطرة إلى افتراش الأرض والتحاف السماء أمام احدي المبانى الواقعة بمنطقة (جبرة) بالخرطوم، وعندما طال بقائها في ذلك المكان غير المؤهل لحياة الإنسان، قام عدداً من الشباب المتطوع بموقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) بمبادرة كريمة لعلاج الأم وابنها ووجدت المبادرة استجابة كبيرة من فاعل خير ابدي استعداده التام للتكفل بكامل نفقات علاجها وطفلها معاً، وعندما ازفت ساعة تسليم السيدة المريضة لمصلحة الأمراض العقلية والنفسية، والطفل الذي يرافقها إلى المستشفى المعني، طلبت إدارتي مصحة الأمراض العقلية والنفسية والمستشفي المتخصص بالحالة الصحية للأطفال من شباب المبادرة اتخاذ إجراءات لدي السلطات المختصة بحماية الأسرة والطفل، فما كان منهم إلا وذهبوا مباشرة إلى الجهة الرسمية المعنية بذلك، والتي بدورها استلمت منهم السيدة وطفلها المريضين لحين إكمال الإجراءات القانونية في صباح اليوم التالي، والذي تفاجأوا من خلاله شباب المبادرة بأن المسئول يقول لهم : (اخلينا سبيلها)، وعلى خلفية ذلك دار نقاش بينهم والمدير المسئول عن حماية الأسرة والطفل حول الأمر إلا أنه لم يكن منتجاً، مما حدا بأولئك الشباب التحرك سريعاً للبحث عن السيدة وطفلها المريضين منذ الصباح إلى أن عثروا عليهما  تحت كوبري (كوبر) في المساء، وأتضح من خلال الارهاق الذي يبدو على السيدة وطفلها المريضين أنهما مشيا مسافة طويلة بالإقدام من العمارات (٤١) بالخرطوم إلى كوبري (كوبر)، وعليه توجه شباب المبادرة الإنسانية إلى السلطات الرسمية وكالة النيابة المختصة، والتي بدورها وجهتهم للذهاب إلى رئاسة شرطة أمن المجتمع بالخرطوم، واتخاذ إجراءات بالواقعة حافظاً على حقوق السيدة وطفلها المريضين، والتي كفلها لهما القانون.
وتشير الوقائع إلى أن شباب المبادرة ظلوا على ثلاثة أيام متصلة يراقبون السيدة وطفلها المريضين مراقبة لصيقة، لدرجة أنهم تخلوا عن المسئوليات الملقاة على عاتقهم، وذلك للمحافظة على الأم وطفلها من تعرضهما للخطر، إلا أنهم كلما ذهبوا بهما إلى مصحة الأمراض العقلية والنفسية والمستشفي لعلاج الطفل يطلب منهم قبل إستلام الحالتين إجراءات قانونية من طرف السلطات المسئولة، وعندما لجأوا لها على أساس أنها السلطة الوحيدة المنوط بها هذا الأمر لم تتم مساعدتهم، وبالمقابل لم يستطيعوا تسليم السيدة للمصحة ولا طفلها إلى دار الرعاية الإجتماعية، وذلك لتقلي العلاج والبقاء في مكان آمن يحافظ على حياتهما القائمة على مصير مجهول، وحتى لا تؤول الام وطفلها لذلك المصير قام شباب المبادرة بالاهتمام بالحالتين الإنسانيتين بعد العثور عليهما، وذلك من خلال إنشاء قروب عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) لهذا الغرض، والذي حثوا به الخيرين لعلاج السيدة وطفلها المريضين.
فيما تؤكد الوقائع أن الأم تمر بحالة نفسية سيئة جداً، وبالتالي يتطلب الأمر بقائها في مصحة للأمراض العقلية والنفسية، كما أن طفلها يحتاج لمقابلة الأطباء أيضاً من واقع أنه مصاباً في رأسه جراء تعرضه لـ(عضة) من أحد الكلاب الضالة، وبما أن الحالتين إنسانيتين من الدرجة الأولي، كان لزاماً على أولئك الشباب تبني الفكرة، والتي ظلوا في إطارها يرعونهما خمس أيام على التوالي دون كلل أو ملل، تأكيداً منهم على أن إنسان السودان مازال بمروءته، شهامته، ورجولته، وهي الصفات التي كادت أن تندثر من حياتنا للظروف السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية المحيطة بالبلاد على مدى ثلاثة عقود.
بينما نجد أنه وخلال رعاية شباب المبادرة للأم وطفلها كانوا يبحثون عن حلول ناجزة لوضع حد لمعاناتهما، فما كان منهم إلا والتوجه إلى المصحة والمستشفي المختصتين بالحالتين على أمل أن لا تواجههم أي معوقات أو متاريس، عموماً كلما ذهبوا إلى هناك يتم استقبالهم في هذا المصحة أو تلك المستشفى، إلا أنهم يتفاجأون بعدم قبول الحالتين الإنسانيتين، وعندما يسألون لماذا؟ يأتيهم الرد مؤكداً أن استلام مثل هذه الحالات المرضية لا يتم إلا بإذن أو خطاب من نيابة حماية الاسرة والطفل، فما كان من شاب المبادرة إلا وذهبوا بالحالتين إلى النيابة المختصة لأخذ الإذن أو الخطاب الذي تمت الإشارة إليه، وعلى ضوء ذلك أكد لمهم المسئول أنه سيتم حجز الحالة إلى اليوم التالي، إلا أنه وفيما بعد وجدوا أن السيدة وطفلها تم إخلاء سبيلهما رغماً عن أن حالتهما الصحية تستوجب تلقي العلاج بموجب الإذن أو الخطاب، والذي يخول لهم إيداع السيدة في مصحة الأمراض العقلية والنفسية، وأبنها في المستشفي.
وتؤكد قصة السيدة المريضة أنها كان لديها أربعة أطفال توفوا إلى رحمة مولاهم بسبب الإهمال وآخرهم توفي محروقاً، لذا يجب الوقوف مع هذه الحالات الإنسانية وتبسيط الإجراءات حتى لا نفقد مزيداً من الأرواح التي في مقدورنا منحها حق الحياة بقليل من الاهتمام.
ومما أشرت له، فإن شباب المبادرة تواصلوا مع العديد من السلطات المختصة قبل اللجوء إلى وسائط التواصل الاجتماعي، وذلك بغرض البحث عن حلول تضع حداً لمعاناة السيدة وطفلها المريضين، والتي جري البحث عنها من خلال نشر العديد من البوستات مرفقاً معها صور الحالتين، وذلك على أمل العثور عليهما، هكذا ظلوا يبحثون عنهما إلى أن تم العثور عليهما تحت كوبري (كوبر)، وكان أن تجمع الشباب المعني بالمبادرة بالقرب من مستشفى (المعلم)، وقام الشباب المتبني للحالتين باصطحابهم جميعاً في سيارة، والتي توجهوا بها مباشرة إلى نيابة حماية الأسرة والطفل لمعرفة الأسباب التي أدت إلى إخلاء سبيل السيدة وطفلها المريضين، فيما تواصل آخرين مع السلطات المختصة لإجراء اللازم، بينما توجه البعض الاخر إلى النيابة العامة في (المقرن) لفتح بلاغ بالواقعة،  إلا أنه تم احتجاز الحالتين لحين إكمال الإجراءات القانونية، والتي تخول منح الإذن أو الخطاب الخاص بتسليم السيدة وطفلها لتلقي العلاج بمصحة الأمراض العقلية والنفسية والمستشفي لابنها، ومثل هذين الحالتين يجب أن تهتم بهما الجهات المنوط بها ذلك، خاصة وأن النظام البائد أغفل هذه الجوانب الإنسانية، مما أفقد البعض من الشعب صفات كانت متأصلة في داخله من واقع الفساد الذي استشري في معظم مفاصل الدولة العميقة.

سراج النعيم يكتب : مهمة صعبة للحكومة


من المؤكد أن مهمة الحكومة الانتقالية خلال الثلاث سنوات القادمة ستكون في غاية الصعوبة لما ورثته من وزارات، مؤسسات، شركات، مصارف ومشاريع أقل ما توصف به أنها منهارة تماماً بسبب (فساد) نظام الرئيس المخلوع عمر البشير على مدى ثلاثين عام متصلة، مما أدى إلى استشرائه في معظم مفاصل الدولة العميقة، وهذا العمق نابع من طول فترة حكم البلاد ، ولا سيما أنه ترك أثراً بالغاً بالسلبية في إدارة الملفات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية، مما أدى إلى تهتك نسيج المجتمع في شتي مناحي الحياة، والتي سعي في ظله البعض سعياً حثيثاً للمحافظة على القيم والأخلاق رغماً عن الظروف القاسية التي وضعه فيها نظام الحكم البائد ، لذا يتطلب الأمر ممن تصدوا للتغيير في البلاد أن يبدءوا بتفكيك الدولة العميقة أولاً، خاصة أنها وظفت كوادرها بالولاء وليس الكفاءة، وعندما فعلت ذلك كانت ترغب في ضمان استمراريتها، وأمثال هؤلاء يجب اجتزازهم من جذورهم حتى لا يضعون المتاريس أمام الخطط والبرامج التنموية في بلاد منهكة أصلاً من سياسات النظام السابق، الذي قضي على الأخضر واليابس، وانتهك الحقوق في كافة بقاع السودان، وذلك بالاقصاء المتعمد، فمن يخالف ايدلوجيات نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، فإن مصيره الابعاد قسرياً أو ملاحقته بالبلاغات واوامر القبض أو الزج به في المعتقلات، هكذا استطاع النظام الديكتاتوري استنزاف الموارد الاقتصادية، ودمر الوزارات، المؤسسات، الشركات، المصارف والمشاريع الحيوية مثلاً مشروع الجزيرة، فهي جميعاً لم تسلم من (الفساد) المقنن الذي استشري بصورة لم تشهد لها البلاد مثيلاً منذ الاستقلال، والاتجاه على هذا النحو أدخل السودان في نفق مظلم ، وذلك من واقع أنه  لم يراع المصلحة العامة بقدر ما أنه راع المصالح المرتبطة بالأشخاص المنتمين إليه، فالأمر برمته لم يكن خارجاً من الاتجار بالايدلوجيات سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، لذا ظل نظام المخلوع عمر البشير يمضي بها إلى حتفه الأخير رغماً عن أنه كان جاثماً على صدر الشعب السوداني ثلاثة عقود، وهذه الثلاثة عقود لوث من خلالها البلاد بـ(الفساد) الذي فاحت رائحته في كل مكان لدرجة أنه ازكم الانوف، وبالتالي كان هو لاعباً أساسياً في الإطاحة بالنظام المعزول الذي لم يهنأ في إطاره محمد أحمد الغلبان بحياة كريمة، وذلك منذ 30 ﻳﻮﻧﻴﻮ 1989م.
رغماً عن فشل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير طوال السنوات إلا أنه كان يكابر بالمزيد من الفشل الذريع، والذي يستخدم في ظله السياسات والاساليب الهادفة لفرض مشروعه الإقصائي للأحزاب والتنظيمات السياسية من المشهد السياسي، وفي مقدمتها حزب الأمة القومي والحزب الإتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي، مما سهل له السيطرة على مقاليد الحكم بشكل مطلق، واعتمد على بعض التنظيمات الإسلامية الداعمة لخطه، ووظفها بما يروق له، بالإضافة إلى الإستفادة من بعض الكيانات الآخري، مما جعل الخرطوم قبلة للمتشددين من التيارات الإسلامية، والتي ظهرت علناً في تسعينيات القرن الماضي وأبرزها (كارلوس) و(أسامة بن لادن) وغيرهما، مما أدخل البلاد في صراع دولي قاد دولاً عظمي لمناهضة سياسات النظام السابق الخاطئة، وبلا شك هو تمادى في ارتكب الخطيئة التي دفع على إثرها الشعب السوداني الثمن باهظاً.
وبما أن الشعب السوداني شعباً واعياً ومدركاً لحقوقه انتفض ضد الظلم، وقضي عليه من خلال ثورته المجيدة رغماً عما مارسه نظام المخلوع من إقصاء، تهميش، تشهير، تعذيب وقتل بصور متعددة وفقاً لسياساته الداخلية والخارجية التي كانت فاشلة تماماً، مما نتج عنها معاناة المواطن السوداني معاناة لا نهاية لها ، وضاعف منها وضع السودان في عزلة عن المجتمع الدولي.
ومما ذهبت إليه، فإن مهمة وزراء الحكومة الانتقالية ستكون صعبة جداً، خاصة وأن أغلب الوزارت أن لم يكن جميعها تعاني الأمرين من سياسات النظام البائد، لذا تحتاج إلى إعادة هيكلتها، ومراقبة القرارات الوزارية لتنفيذها بالصورة المثلي للخطط والبرامج الموضوعة حتي لا تواجهها أية عقبات، لذا يحتاج الوضع الراهن إلى تضافر كل جهود أبناء الوطن من أجل العبور بالبلاد إلى بر الأمان.
من المعروف أن كل الأمور في السابق كانت قائمة على الولاء لنظام المخلوع عمر البشير، والذي بدوره منح امتيازات لم يكن يحلم بها إياً من حظي بها، وذلك من خلال (الفساد) الذي عم القري والحضر، والذي تمثل في الاتجار، الصفقات، العقودات، السمسرة والخ، وبالتالي من أهم النقاط الواجب الالتفات لها حاضراً، هي أن هنالك وزارات شملها (الفساد)، وتحتاج لتوفيق أوضاعها لكي تعود مؤسساتها، شركاتها، مصارفها ومشاريعها إلى وضعها الطبيعي من حيث هياكل الوزارات، ومع هذا وذاك يجب اتخاذ قرارات من شأنها القضاء على تجاوزات إدارية لبعض الوزراء السابقين، والذين كان معظمهم بلا سلطات على مؤسسات، شركات، مصارف، ومشاريع تتبع له.


عاملون بوزارة المالية بولاية الخرطوم يفتحون بلاغات ضد النقابة



المتضررون باوعوا أمجادات وركشات وذهب الزوجات لتسديد مبالغ قطع الأراضي
قيادي بقوي إعلان الحرية والتغيير يخاطب الوقفة الاحتجاجية أمام الوزارة

كشف مصعب مالك الموظف بوزارة المالية ولاية الخرطوم تفاصيل وقفة عاملون بالوزارة احتجاجياً على عرض النقابة لأراضي.
ما الغرض من الوقفة الاحتجاجية أمام وزارة المالية ولاية الخرطوم؟
في البدء أود أن أوكد أنه وبتاريخ 24/9/2013  عرضت الهيئة الفرعية للنقابية بوزارة المالية بولاية الخرطوم من خلال إعلان للعاملين عن رغبتها تمليكهم قطعاً سكنية مساحتها (300) متر، وذلك مقابل مبلغ (36000) جنيه، وأن يسدد الراغب مبدئياً مبلغ (26000) جنيه، فيما تم نشر إعلاناً لاحقاً تستعجل من خلاله النقابة العاملين بالوزارة تسديد مبلغ (6000) جنيه، وأكدت في ذات الوقت أن ما تبقي من مبلغ يسلم عقب إجراء (القرعة) وتسليم الأرض.
ماذا حدث بعد أن سددتم المبلغ الذي استعجلتكم فيه النقابة؟
ما أن سددنا المبالغ المذكورة أنفا إلا وبدأت النقابة تقطع لنا الوعود بأن التسليم سيكون بعد شهر من السداد، بينما حددت لنا منطقة (سيال الحواب) بمحلية شرق النيل، ومنذ ذلك التاريخ ما فتئنا نسأل نقابة العاملين بوزارة المالية ولاية الخرطوم، وتحديداً القائمين على الأمر، وكانت إجاباتهم لا تتعدي سوي (قربت)، وأن شاء الله الأسبوع (الجاي)، وهكذا أسبوع وراء أسبوع إلى أن أصبحت سنوات!.
وماذا؟
مرت الأعوام عاماً تلو الآخر، والأعياد عيداً تلو الآخر، وليس هنالك بارقة أمل تلوح في سماء الانتظار الطويل، لدرجة أننا مللنا من السؤال الكثير بدون فائدة.
هل سددتم المبلغ المطلوب للاستلام كاملاً؟
نعم وردنا المبالغ إلى بنك (العمال) في العام 2013م، وعندما لم تف النقابة بالتزاماتها اضطر بعض العاملين في وزارة المالية اللجوء لوسائل الإعلام في العام ٢٠١٨م، وعلى خلفية ذلك طلبت منا النقابة أن نقوم بتجديد الملفات.
ما الذي حدث بعد ذلك؟
لم تحدث أية مستجدات، مما استدعي أحد المتضررين بوزارة المالية بولاية الخرطوم لفتح بلاغ ضد النقابة، مما حدا بها أن تكرر طلب تجديد  الملفات، وذلك بغرض تسليمنا الأراضي، وبدلاً من ذلك تم إيقاف مرتب الزميل الذي فتح بلاغاً ضد النقابة.
ما هي قصة قروب الواتساب الذي حمل عنوان متضرري أراضي (سيال الحواب)؟
قمنا في الآونة الأخيرة بإنشاء القروب بـ(الواتساب) باسم متضرري أراضي (سيال الحواب) لمناقشة الإشكالية المعترضة طريقنا منذ سنوات خلت، والسعي بشكل جاد لإيجاد الحلول الجذرية لها.
ما الخطوة التي أقدم عليها المتضررين عامة لاسترداد حقوقهم؟
للأسف أغلب المستحقين يخافون من المطالبة بحقهم، والوقوف ضد الجهة المعنية التي عرضت لنا قطع الأراضي والتي لا نعرف حقيقتها إلى الآن، وبالتالي خطأنا يكمن في أننا وثقنا فيهم، وعليه كان يفترض بهم أن يسعوا لتحسين أوضاع العاملين، ومنحهم القطع السكنية بأقساط ليس إلا.
كيف استطعتم تسديد أقساط الأراضي السكنية؟
هنالك من أضطر إلى بيع أمجاده، أو ركشته، أو ذهب زوجته، أو أي مقتنيات آخرى حتى يحظى بامتلاك قطعة أرض إلا أنه ومع مرور الأيام اكتشفنا أننا كنا نعيش على السراب إلى أن وصلت سنين الانتظار إلى (7) سنوات دون جدوى أو بصيص أمل!.
وبما أنكم فقدتم الأمل في إيفاء النقابة بالتزامها لكم ماذا فعلتم؟
عندها فكرنا جدياً في اتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة من أخذ منا المبالغ المالية مقابل قطع الأراضي، وكان أن وكلنا محامياً يترافع بالإنابة عنا في هذه القضية، والتي تم في إطارها تقديم عريضة دعوي جنائية للسلطات المختصة.
هل استمريتم في الإجراءات القانونية ضد النقابة
لا لم نستمر نسبة إلى أن المدير العام للوزارة طلب مقابلتنا، ومن خلال تلك المقابلة طلب منا تأجيل الإجراءات القانونية ضد النقابة، وقال : (نحن ساعين لإنهاء الأمر، لكن هنالك رسوم تحسين يجب أن نقوم بسدادها)، علماً بأننا دفعنا التزامنا اتجاه هذه الأرضي منذ العام 2013م، إلا أن النقابة تجاهلت موضوع التحسين، والذي كان مبلغه زهيداً في ذلك الوقت، وهذا التجاهل أوصله إلى (49) مليار جنيه قبل أن يتم تخفيضه إلى (30%)، ومن ثم أصبح (34) مليار جنيه.
وماذا؟
في لقاءنا بالمدير العام لوزارة المالية بولاية الخرطوم طلب منا إيقاف الاجراءات القانونية، وقطع لنا وعداً بسعي النقابة لإنهاء الإجراءات الخاصة بقطع الأراضي السكنية.
كم عدد العاملين الذين سددوا رسوم قطع الأراضي؟
عددهم أكبر بكثير من عدد قطع الأراضي، وأتضح أن هنالك جهات تم ادراجها ضمن قائمة العاملين بوزارة المالية بولاية الخرطوم، فلصالح من تم هذا الإجراء!.
هل سألتم أين ذهبت المبالغ التي سددتموها لبنك العمال مقابل قطع الاراضي؟
نحن أيضاً نسأل أين ذهبت، وماذا فعل بها طيلة السنوات الماضية؟.
ما رد النقابة على ما يجري من أحداث متسارعة؟
قبل عطلة عيد الأضحى المبارك بأيام  قامت نقابة العاملين بوزارة المالية بولاية الخرطوم بنشر إعلان عبر الصحف السيارة تؤكد من خلاله تكوينها لجنة لمراجعة المستحقين الذين سددوا ما تبقي من المبلغ المتفق عليه، إلا أننا تفأجنا بأنهم يحررون أمر توريد للمبلغ مكتوب عليه الالتزام، والتعهد بسداد مبلغ (التحسين)، وأي مبالغ أخري في حال أنها طلبت منا.
وماذا فعلتم؟
بكل تأكيد رفضنا واستنكرنا هذه الخطوة غير الموفقة،
وطالبنا النقابة بتوضيح ما يحدث بشفافية، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، وحتى عندما قابلنا أحد أعضاء النقابة بالصدفة لم يحترم المتضررين في النقاش الذي دار بينه وبينهم، لذا كانت وقفتنا الاحتجاجية لرد حقوقنا، علماً بأننا بعثنا بخطاب إلى المدير العام لوزارة المالية بولاية الخرطوم، وبصفته رئيساً للنقابة، وأخطرناه من خلاله عما نود فعله فيما يخص استحقاقاتنا، بالإضافة إلى أننا سطرنا خطاباً آخراً للنقابة، وطالبنا فيه بتوضيح المشكلة خلال الوقفة الاحتجاجية، إلا إننا تفأجأنا بأنهم يدعوننا إلى اجتماع إلا أنه قوبل بالرفض من المتضررين، وبتاريخ 29/8/2019 قمنا بوقفة احتجاجية أمام مباني وزارة المالية بولاية الخرطوم، وطالبنا من خلالها تسليمنا الأراضي، وحل النقابة ومراجعة حساباتها، فلم يكلف أي عضو منها نفسه عناء الخروج لنا من دهاليز الوزارة لمخاطبة المحتجين الذين تحدث لهم الأستاذ الطيب محمد عثمان وعمر العجب بالإنابة عن المتضررين، كما خاطب الوقفة الأستاذ جعفر حسن  القيادي بقوي إعلان الحرية والتغيير، والذي أوضح أن من حق كل مواطن امتلاك قطعة أرض،وأن من تورط في (فساد) سوف تتم محاسبته وفق القانون، وطمأن المتضررين أن أراضيهم ستسلم لهم كاملة دون أن ينقص منها (شبر) واحد.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...