.................
المجموعة ترهن إطلاق سراح المخطوفين مقابل المتهمين في قضية شقة (شمبات)
...............
مناشدات للحكومة السودانية بالتدخل لفك اسر الضحايا والبرلمان السوداني يلتقي بالأهالي
................
وقف عندها : سراج النعيم
.................
ولا ينكر إلا مكابر الواقع المرير الذي يعيشه (7) من الشباب السودانيين
الذين اسرتهم مجموعة ليبية مسلحة في الصحراء غرب ليبيا، الأمر الذي وضعهم
أمام خيار صعب، وذلك نتيجة انعدام الأمن الذي تعرضوا في إطاره إلي الاختطاف
والضرب والاستفزاز والاعتقال مما قاد أسرهم إلي أن تقلق عليهم قلقاً
بالغاً خاصة بعد أن كشف مقطع فيديو مؤثر تفاصيل مثيرة عن الاختطاف الذي
نفذته مجموعة ليبية مسلحة في مواجهة (7) من الشباب السودانيين الباحثين عن
تحسين أوضاعهم الاقتصادية في ليبيا، كشف النقاب عن ظروف قاسية تنشط في ظلها
مجموعات ليبية مسلحة اكتشفت أن هنالك (هواة) يبحثون عن ذهب في مناطق غرب
الحدود الليبية ـ التشادية، وبالتالي فإن أعمال التنقيب تتم بشكل عشوائي
يحدث منذ منتصف العقد الماضي، الأمر الذي قاد المجموعات الليبية المسلحة
الاتجاه نحو مناطق التعدين عن الذهب، خاصة وأن الأجواء مهيأة لهم في إطار
انعدام سلطة الدولة منذ العام 2012م، وعليه أخذت القضية أبعاداً علي كافة
المستويات والأصعدة، وتم تصعيدها للدكتور محمد مختار رئيس لجنة العلاقات
الخارجية والتعاون الدولي بالمجلس الوطني، إذ قال : (نتابع باهتمام بالغ
قضية اختطاف سبعة سودانيين بليبيا منذ 13 نوفمبر الجاري من منطقة (كلمنجة)
الليبية، والذين يعملون بمحلات تجارية، وتعتبر القضية قضية كل السودانيين.
وأشار إلي أنه ستتم مناقشة القضية مع وزير الخارجية امام البرلمان، ونولي القضية اهتماماً كبيراً جداً إلى أن يفك أسر المخطوفين.
وفي السياق تم تكوين لجنة من أهالي المخطوفين برئاسة علي الحسن نائب
الدائرة بالبرلمان السوداني لمتابعة الأمر، وأكد أهالي المخطوفين ثقتهم في
الحكومة والجهات الأمنية خاصة وأن الخاطفين لم يطالبوا بـ(فدية) مالية
مقابل إطلاق سراح الـ(7) من الشباب السودانيين، وليس لديهم أي معلومات عن
أبنائهم المأسورين سوى مقطع فيديو يناشد من خلاله الضحايا رئيس الجمهورية
لإطلاق سراح المتهمين الليبيين في قضية شقة (شمبات) الشهيرة مقابل إطلاق
أبنائهم الذين تم اختطافهم من جانب المجموعة الليبية المسلحة، وهم جميعاً
من (حلة بشير) بمنطقة غرب ولاية الجزيرة :ـ
1ـ عابدين عباس
2ـ حمزة الفضل
3ـ سيف الدين محمد
4ـ بلال
5ـ بابكر
6ـ آخرين
وتشير الوقائع بحسب مصادر إلي أن الضحايا المشار إليهم كانوا يعملون في
منجم خاص بتنقيب الذهب بمنطقة (كلمنجة) الليبية ، والذي يقع غرب مدينة
(سبها) ، وتوضح التفاصيل إلي أن الضحايا تم أسرهم قبل أسبوعين، وذلك في
تمام الساعة الثانية صباحاً من مسكنهم، وللتأثير والضغط على أسرهم قامت
المجموعة المسلحة الليبية بتصوير مقطع فيديو يظهرهم في حراسة مشددة بأسلحة
ثقيلة وخفيفة تبين أن المجموعة الليبية الخاطفة منظمة.
من جانبها،
اشترطت المجموعة الخاطفة لإطلاق سراح المأسورين السودانيين الـ(7) إخلاء
السلطات السودانية سبيل (3) متهمين ليبيين دون الإشارة إلي من هم، أو لماذا
ألقي القبض عليهم؟؟، إلا أن مصدراً رجح أن تكون المجموعة لها صلة
بالمتهمين في جريمة القتل البشعة التي حدثت داخل شقة (شمبات) الشهيرة،
والتي تصل التهم الموجهة فيها للجناة الليبيين حد الإعدام شنقاً حتي الموت،
وذلك بحسب القانون الجنائي السوداني الذي تنظر من خلاله المحكمة السودانية
الجنائية المختصة في القضية تحت المادة (130) من القانون الجنائي،
وتفسيرها (القتل العمد).
ومضي المصدر مشيراً إلي أن المجموعة الليبية
المسلحة من قبيلة (التبو)، وهي من القبائل الليبية ذات البشرة السمراء،
وتنشط في الصحراء الغربية علي الحدود الليبية المتاخمة للتشادية.
فيما
علمت من بعض أهالي المخطوفين أن المجموعة الليبية المسلحة ترفض رفضاً باتاً
أي فدية مالية مقابل إطلاق سراح الشباب السودانيين الذين في قبضتها، بل
يطلبون نظير ذلك إخلاء سبيل الليبيين الملقي عليهم القبض في العاصمة
السودانية (الخرطوم)، وذلك في ظل الإجراءات القانونية المتخذة ضدهم في قضية
شقة شمبات الشهيرة.
وقالوا : إن ابناءهم سافروا إلي ليبيا قبل
(سنتين)، وأنهم فقدوا الاتصال بهم قبل (ثمانية) أيام من ظهورهم في الفيديو،
وهم جميعاً من مدينة المناقل، وعندما تم أسرهم كــرهائن لدي مجموعة ليبية
مسلحة جاء ذلك من واقع المطالبة بإطلاق سراح المتهمين في قضية شقة (شمبات).
من جهته يجد الذهب الخام الذي يجلب من الصحراء سوقاً رائجاً في الأسواق
التي يتعامل في إطارها التجار الذين يشرفون على مجموعات ليبية مسلحة يقودها
أفراد معروفين من قبائل (التبو) الليبية، وهم بدورهم يستخدمون عمالاً من
أبناء قبائلهم للتنقيب عن الذهب بشكل جائر، دون الإلتزام بالقوانين المقيدة
لعملية التعدين، وبالتالي العائد من الذهب يمنح للمجموعات الليبية المسلحة
مقابل نشاطها في مناطق التنقيب عن الذهب الذي شجعها للانتقال إلى
(العوينات) و(جبال السوداء) وغيرها من المناطق الواقعة ضمن النفوذ القبلي.
بينما أصبحت مهنة التنقيب والاتجار بالذهب سوقاً جديداً ورائجاً يدر
عائداً مالياً كبيراً لهم، مما شجع أطرافاً كثيرة للدخول فيه، بما فيهم
السائقون المحترفون الذي يخبرون جيداً الطرق الصحراوية، ويمتلكون سيارات
دفع رباعي حديثة الطراز، وهنالك من يمدهم تجار بالغذاء والماء للمجموعات
الليبية المسلحة التي أظهرت سوقاً في مدينة (سبها) الليبية بغرض شراء أجهزة
التنقيب عن الذهب، وذلك في ظل أوضاع أمنية بالغة التعقيد إلي جانب غياب
دور السلطة الرسمية في مناطق التعدين عن الذهب، الأمر الذي يفتح الأبواب
مشرعة للذهب المستخرج من باطن الأرض؟
بينما تكمن خطورة التنقيب عن
الذهب في سبعة مناجم في الصحراء بمنطقة (كوري بوكدي) التشادية على الحدود
الليبية بسبب إنقطاع الإمداد من المياه، والتي تجلب لهم بشكل شبه يومي من
منطقة (قطران) الليبية الواقعة على نحو ( 250) كيلو متراً شمال المناجم
وقال أحد المنقبين : إن العطش دائماً ما يحاصر المنقبين، وبالتالي يعتمدون
اعتماداً كلياً على المشروبات الغازية، ويقدر عدد المنقبين العاملين في
المناجم السبعة بحسب أخر إحصائية أكثر من ( 70) ألف شخص، من بينهم حوالي
(30) ألف سوداني، والبقية الغالبة تشاديون وبعض النيجيريين والماليين.
وتشير تقارير إلي أن المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية لا تكفي
المنقبين في الصحراء الليبية ـ التشادية على البقاء دون التعرض للمخاطر
التي قادت تشاد إلي إيقاف أعمال التنقيب عن الذهب في أكبر منطقتين رئسيتين،
مما فرض علي بعض المنقبين أختيارالعودة الطوعية.
وفي السياق نشرت
المنظمة الدولية للهجرة ( IOM) تقريراً حول ما يواجهه عمال التنقيب في
الصحراء الليبية التشادية، وقالت : إن الهجوم الذي تم على موقع حدودي في 11
أغسطس بالقرب من أكبر مناطق تعدين الذهب في تشاد في إقليم (تيبستي)، دفع
حكومة تشاد إلي وقف جميع أنشطة تعدين الذهب في (مسكي) و(كوري بوغري) مع نشر
قوات برية وجوية على الحدود، حيث يمكن أعتبارأن هذه المناطق من أكبر مناطق
تعدين الذهب في البلد، وكلاهما بالقرب من حدود تشاد مع ليبيا، وقد اجتذب
كلاهما العمال المهاجرين من غرب ووسط أفريقيا، وكذلك التشاديين منذ العام
2013م.
فيما دفع القرار المفاجئ من السلطات التشادية آلاف من عمال
مناجم الذهب للهجرة إلى مدينتي (زوارك) و(زوار) في منطقة (تيبستي)، بينما
انتقل ما لا يقل عن ( 3،800) شخص إلي (فايا) في منطقة (بوركو) في شمال
تشاد، وقد استنفدت هذه التحركات السكانية الأخيرة الموارد المتاحة للسكان
المحليين، وتفتقرالسلطات المحلية إلي الوسائل اللازمة لتقديم المساعدة
الفورية لهؤلاء المهاجرين.
وأكدت المنظمة أن هناك حاجة ماسة إلى ما لا
يقل عن 500000 دولار أمريكي لتقديم مساعدة فورية بالإضافة إلى مساعدة
العودة الطوعية لآلاف المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في تشاد.
وأنه
من الضروري أن تحظى ديناميكيات الهجرة الجديدة هذه في تشاد – والتي أصبحت
بسرعة بلد عبور لمئات الآلاف من المهاجرين من جنوب الصحراء إلى ليبيا –
باهتمام دولي وتمويل دولي ، حيث يستمر إقليم تيبستي في جذب العمال من جنوب
الصحراء الكبرى ، ولا سيما بسبب وجود مناجم ذهب يعتبرها بعض المهاجرين أنها
توفر فرصة لجمع الأموال قبل مواصلة رحلتهم إلى ليبيا نحو أوروبا.
ويذكر أن مناطق تعدين الذهب في الحدود الليبية التشادية نقاط عبور معروفة
على طول طرق للهجرة من غرب ووسط أفريقيا، وفي هذا الإطار نقل بعض العمال من
قبل المتاجرين الذين أجبروا على العمل في مناجم بدون مقابل ومع هذا وذاك
أُجبروا على سداد رسوم النقل، ومنذ يناير 2018 م تم إحالة أكثر من 200 من
ضحايا الإتجار إلى المنظمة الدولية للهجرة من قبل السلطات المحلية، كما
سيساعد التمويل في زيادة الوعي حول مخاطر الاتجار بالبشر في منطقة تيبستي.