الخميس، 1 نوفمبر 2018

فايزة عمسيب : فاروق الفيشاوي فاجأني بتقبيل يدي

......................
قالت الفنانة السودانية الكبيرة فائزة عمسيب : إن النجم المصري فاروق الفيشاوي فاجأني بتقبيل يدي لدرجة انني (خجلت) من ذلك الموقف ولكن الفيشاوي بطبعه إنسان راقي ويمتاز بتقديره وإحترامه للكبير، فهو يحمل روحاً شفيفة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الفن رسالة ذات مضامين والمعني منها الإحترام للكبير.
وحول تكريمها الأخير قالت : أشكر من اختاروني لهذا التكريم الذي أثلج صدري ورفع من روحي المعنوية .
واستطردت : أتمني صادقة استمراية المهرجانات في السودان وأن تجد السينما كل الاهتمام من الدولة والمؤسسات الإنتاجية.

الممثلة المصرية سلوى محمد علي تشيد بالإعلامية شهد المهندس

..........................
عبرت الممثلة المصرية سلوى محمد علي عن إعجابها الشديد بالمستوى الثقافي الذي وصلت إليه الفتاة السودانية قائلة : لاحظت خلال زيارتي للسودان واحتكاكي مع مجموعة من الفتيات السودانيات أنهن يتمتعن بثراء ثقافي عالِ، وأن ذلك يتجلى في مستوى خطابهن، وأنهن يتحدثن بلغة عربية رفيعة المستوى.
وأردفت : إن الفتيات السودانيات يعكسن مستوى متقدم جداً مما يؤكد أنهن تعلمن جيداً وقرأن الأدب والشعر، وأنهن وقفن على كثير من الإنتاج السينمائي الذي انعكس على ثقافتهن، وأبرزهن الإعلامية (شهد المهندس).
بينما شاركت (سلوي) في أول فيلم سوداني طويل بعد عشرين عاماً من أخر فيلم مصري حمل عنوان (بلاش) خلال مارس من العام.

نور البدوي الأولي في برنامج (تحدي القراءة العربي) بالامارات

.........................
شرفت (نور) ابنة الزميل طلال سراج البدوي السودان في دولة الإمارات العربية من خلال مشاركتها في برنامج (تحدي القراءة العربي) الذى يرعاه الشيخ (محمد بن راشد آل مكتوم)، وقد جاءت في المرتبة الأولي على مستوى ولاية الخرطوم.
فيما شاركت الموهبة السودانية (نور) عبر السودان منافسة لـ( 200 ) مدرسة حيث أنها أحرزت المركز الأول على مستوى ولايه الخرطوم، وكان التنافس في إمارة (دبي) بدولة الامارات وتحت رعاية معالي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وشاركت ( 44 ) دولة، و أكثر من (10) الف طالب وطالبة.
يعتبر (تحدي القراءة العربي) هو أكبر مشروع عربي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب وطالبة بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي.

تشادية تستنكر ظاهرة حفلات (النقطة) السودانية وتصفها بالعادة السيئة

............................
استنكرت الناشطة التشادية (شيماء) ظاهرة حفلات (النقطة) السودانية في بلادها أثناء تقديم الفنانين والفنانات السودانيين وصلاتهم الغنائية في (انجمينا)، وقد عرضت عبر قناتها الخاصة على بـ(اليوتيوب) التي تحمل عنوان (التراث الغنائي في دولة تشاد)، إذ أنها بثت أغنية مصورة لاحدي المطربات السودانيات تتلقى من خلالها أموالاً من قبل الجمهور التشادي.
وقالت : إن كثير من الفنانين السودانيين ومن دول أخرى ظلوا يقيمون حفلات بدولة تشاد ويستفيدون منها بجني المال وهي عادة (سيئة) يجب التخلص منها.

اعتماد الفرعون الأسود السودانى للزوارق السريعة كأول فريق عالمى

.....................
متابعة : عادل سليمان محمد
.....................
أصدر الاتحاد الدولى للزوارق السريعة من خلال اجتماعه ببيروت قراراً باعتماد فريق (الفرعون الأسود) السودانى للزوارق السريعة (الفورميلا 4) كأول فريق أفريقي عالمى بنسبة تصويت بلغت نسبة (90% )، وقد مثل السودان فى الاجتماع عبدالله خلف الله نائب رئيس نادى الخرطوم للألعاب المائية، وهذا القرار بمثابة إنجاز كبير للسودان، والتحية والتبريكات نسوقها لنادى الخرطوم للألعاب المائية لجهوده الثرة للنهوض والارتقاء بالألعاب المائية بولاية الخرطوم .

الاثنين، 29 أكتوبر 2018

قصص سيدات مهجورات لا (متزوجات) ولا (مطلقات) ولا (أرامل)





..........................
زوج يهجر زوجته في ظروف غامضة فتلجأ إلي محكمة الأحول الشرعية
........................
حرم شداد : الظروف الاقتصادية القاهرة وراء هجر وهروب الأزواج
.......................
وقف عندها : سراج النعيم
.....................
تواصل (الدار) فتح ملف سيدات لا (متزوجات) ولا (مطلقات) ولا (أرامل) ومع هذا وذاك ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ إليهن ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻄﻒ ﻭﺷﻔﻘﺔ ﻧﻈﺮﺓ يرفضنها ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻫﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺩﻻﻻﺕ ﻭﻣﻌﺎنى ﺗﺒﻴﻦ ﻋﺠﺰﻫﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻦ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎنت ﻣﺪﻟﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ التى ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻬﺎ انها محبطة، ﻭﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻔﺖ وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ إلي ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻫﺎ.
ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺒﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ لهن ﻧﻈﺮﺓ للكثير من السيدات نظرة عطف ﺗﺪﺧﻠﻬﻦ فى ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﺇلي ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ، ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻐﺎﻟﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ على ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﺪﻋﻮﻫﻦ ﺇلى ﺃﻥ ﻳﻜﻦ ﻗﻮﻳﺎﺕ ﻭﺻﺎﺑﺮﺍﺕ ﻭﺣﻜﻴﻤﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻥ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺴﻼﻡ.
فيما أصبح هجر الأزواج لزوجاتهم أو أسرهم من الظواهر الاجتماعية السالبة المنتشرة بصورة مقلقة جداً، والشاهد علي ذلك قاعات المحاكم الشرعية والإعلانات عبر الصحف السيارة، فالأزواج يخرجون من المؤسسة الزوجية أو الأسرة ولا يعودون إليها لأسباب كثيرة منها الظروف الاقتصادية، والهجر ليس ظاهرة جديدة بقدر ما أنه أصبح في هذا العصر أكثر انتشاراً واشد قسوة وايلاماً.
ومن القصص المؤثرة في هذا الإطار ما ذهبت إليه أحدي السيدات قائلة : أنا واحدة من نساء بلادي لا (متزوجات) ولا (مطلقات) ولا (أرامل)، إنما (معلقات) مع وقف التنفيذ، وبالتالي لا ندري ما الوضع الذي نركن له في ظل هذا المصير المجهول، السؤال هل نحن (متزوجات) وفي عصمة أزواجنا، ولا نستطيع أن نعيش حياتنا كسائر السيدات المستقرات في عش الزوجية، أم إننا (مطلقات) تلقائياً بسبب الهجر أم (أرامل) باعتبار أننا لا نعرف إن كان أزواجنا أحياء أو أموات!.
وتضيف : المهم إنني عندما مرت بي الأيام والشهور والسنين بعد الزواج وجدت نفسي دون بصيص أمل في عودة زوجي من مهجره، فلم يكن امامي حلاً سوي أن ألجأ إلي محكمة الاحوال الشرعية وأرفع عريضة دعوي بواسطة محامي متخصص في هذه القضايا مع التأكيد بأنني لا أعلم وضعي القانوني، عموماً كنت أذهـب إلي الـمحكمة وأظل في الانتظار مع بعض الرفيقات الأخريات اللواتي لديهن قضايا مماثلة إما لاغتراب أزواجهن أو هروبهم لأسباب اقتصادية، وفي كلا الحالتين لا يتصلون هاتفياً ولا يبعثون برسائل.
وتابعت : هجرني زوجي بعد شهور من إتمام مراسم الزفاف، وبما إنني ظللت علي ذلك النحو لسنوات تحمست لحسم وضعي بالقانون.
وتمضي : مشكلتي تكمن في إنني تزوجته بعد قصه حب عنيفة استمرت لفترة من الزمن حتى أنها كانت مضرب مثل وسط الأهل والأصدقاء، وقبل أن يهجرني زوجي نهائياً كان يعمل في وظيفة مرموقة في الخرطوم وراتبه كبير بعد أن تم توظيفه بمؤهل أكاديمي عال إلا أنه وفيما بعد تم الاستغناء عن خدماته، فقرر علي إثر ذلك الهجرة لدولة نفطية دون أن يفكر في المصير الذي سأؤول إليه من بعده، المهم أنه كان يبعث لي بالرسائل في الأيام الأولي ثم قطعها بعد أن وعدني بإرسال إقامة، وما أن مرت شهور علي ذلك إلا وانقطعت اخباره نهائياً الأمر الذي حدا بشقيقه السفر إليه في الدولة المعنية بحثاً عنه إلا أنه لم يعثر عليه.
وتسترسل : بطريقتي الخاصة علمت أنه تزوج من أجنبية، وقرر قطع علاقته بالسودان، وعندما اتخذ هذا القرار المصيري لم يسأل نفسه ماذا عني أنا التي ظلت انتظره .
وتستمر : قال لي المحامي الذي يترافع عني في قضيتي إذا كان زوجك المهاجر يبعث لك بمبالغ مالية وتستلميها منه رغم الغياب فإنك ما زلتي في عصمته ولكن إذا حدث العكس بإمكانك الانفصال المهم بعد عدة جلسات تم تطليقي منه وبدأت حياتي من الصفر.
وتؤكد خبيرة علم الاجتماع الدكتورة حرم شداد أن الأسباب الأساسية وراء هجر الأزواج لزوجاتهم هي تحمل أعباء المعيشة الأسرية في ظل ظروف اقتصادية تزداد سوءاً يوماً تلو الآخر، وهذه الظروف أدت إلي تفكك نسيج الكثير من الأسر، خاصة في إطار انفتاح القيم والتقاليد علي أخري مختلفة عن التي ألفها المجتمع السوداني، وهذا الانفتاح علي الثقافات الداخلية قاد إلي تغيير دور الأسرة التربوي لتنشئة الأبناء، بل شاركها في ذلك (العولمة) ووسائطها المختلفة التي انجرفت بالمجتمع نحو السلبية، ومع هذا وذاك تزايدت احتمالات هروب الأزواج من تحمل المصاريف ومسئوليات الأسرة، بالإضافة إلي أن هنالك عوامل أخري تلعب فيها الزوجة دوراً كبيراً وتتمثل في عدم توفيرها الأجواء المناسبة لعش الزوجية المحافظ علي تماسك أسرتها.
وأضافت : الأكثر خطورة في هذه الظاهرة المنتشرة في المجتمعات ازدياد الضغوطات الاقتصادية والنفسية علي الأزواج نتيجة ضعف الدخل الذي يأخذه مقابل الوظيفة أو عمله، وبالتالي الأسباب كثيرة وتدور في محيط الزوج المغلوب علي أمره، وبما أن الإنسان لديه طاقة محدودة للتحمل، فإن احتمالات هجرته أو هروبه وارد بنسبة (90%) الأمر الذي يؤدي إلي تفكك الأسرة وتشرد الأبناء.
و أردفت : إن هجر الزوجات يجعلهن سيدات (معلقات) لا (متزوجات) لا (مطلقات) لا (أرامل)، أي أنهن محكومات مع وقف التنفيذ من واقع الهجر الذي أصبح سلاحاً يستخدمه بعض الأزواج غير المستقرين نفسياً لفشلهم في الحياة وعليه تجدهم يبحثون دائماً عن (شماعة) يعلقون عليها ذلك الفشل.
وتري خبيره علم النفس سلافة أن معاناة الزوجات المهجورات تتصل بالحرمان العاطفي والحياة الزوجية وتحمل مسئولية الأبناء، وهذه العوامل تعرضهن لأمراض مختلفة، منها (الاكتئاب) و(التوتر) و(النسيان) و(المخاوف) المرضية، وتظهر في شكل اضطرابات في الجهاز المعوي والتنفسي وضغط الدم، كما أن غياب الزوج يؤثر بصورة مباشرة على الأطفال.
واسترسلت : وجدت الكثير من النماذج لزوجات لا (متزوجات) ولا (مطلقات) و(أرامل)، بل فرضت عليهن الظروف أن يتزوجن من أجانب جاءوا بلادهم للتحصيل الأكاديمي أو العمل أو أجبرتهم الظروف الاقتصادية ممارسة هذا الفعل، المهم أن الفتاة بعد أن تصبح سيدة تتفاجأ بأن زوجها هجرها عائداً إلي مسقط رأسه تاركاً لها الأبناء الذين أنجبهم منها، وعليه فإن السيدات المهجورات لا يتحملن الأوضاع الإقتصادية القاهرة فقط، بل الضغوط النفسية.

سراج النعيم يكتب : الكوباني ودرمة ولغة الموت

.........................
دائماً ما أعود إلي مكتبة والدي عليه الرحمة لما تحتويه من مؤلفات دينية ومن بين تلك المؤلفات التي درجت علي مطالعتها بصورة مستمرة حيث وجدت نفسي مرغماً علي الوقوف بتأمل فيما سطره قلم أبي القاسم ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ عبر مؤلفه تحت عنوان (ﻋﻘﻼﺀ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ) الذي عمد من خلاله إلي رواية قصة تتعلق ببهلول بن عمرو ﺍﻟﺬﻱ كان آنذاك الوقت يوصف بالجنون فجاء عنه أنه التقي ذات مرة بالأمير هارون الرشيد وصادف ذلك اللقاء أن بهلول بن عمرو كان ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺒﺔٍ ﻳﺠﺮّﻫﺎ، وأثناء ذلك يمضي خلفه بشكل مباشر بعض الصبيان وهم يلهون معه فقال له هارون الرشيد : ﻛﻨﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺎﻷﺷﻮﺍﻕ، فأجابه ﺑﻬﻠﻮﻝ علي جناح السرعة قائلا : إلا أنني لم أشتق إليك، فقال هارون : أرجو منك أن تقدم لي الموعظة فرد بهلول متسائلاً وبماذا أعظك يا هارون؟ سوي أن أقول لك ﻫﺬﻩ ﻗﺼﻮﺭﻫﻢ، ﻭﻫﺬﻩ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ .
ويستمر الكاتب في رواية القصة بحوارها الدائر بين هارون الرشيد وبهلول بن عمرو قائلاً : وﺗﻨﺘﻬﻲ الحكاية بينهما ﺑﻬﺮﺏ ﺑﻬﻠﻮﻝ بن عمرو ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﻴﺮ هارون الرشيد، ﺭﻏﻢ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ .
ما خرجت به من حكمة وعظة من القصة سالفة الذكر التي قمت باختزالها في ذلك الحوار الذي جري بين بهلول و هارون هي أن الحياة بكل ما فيها اختصرها لنا بهلول في مشهد القبور الصغيرة المتفرقة هنا وهناك في هذه المدينة أو تلك المنطقة وهذه الموعظة تقودني إلي مشهد آخر يتمثل في الجنازة المحمولة علي الأعناق فمن الملاحظ أنه يتم الإسراع بها إلي مثواها الأخير بعد أن خلف وراءه ما كنزه في حياته قبل مماته أي أنه ترك الدنيا بكل ما فيها من قصور ومنازل وأرصدة في البنوك يرثها بعده أهل القربى.
وكلما مررت صباحاً ومساء القي بالتحية علي من رحلوا فهم السابقون ونحن اللاحقون لذلك علينا أن نهتم بالمقابر اهتماماً متواصلاً وأن لا نفكر في أن نستقطع منها جزءا لأمر دنيوي أو أن نستخدم تلك القبور للدجل والشعوذة كالروايات التي رواها لي قبلاً السيد عابدين درمة حفار القبور الشهير ومدير مقابر احمد شرفي وما لا يعلمه الكثير من الناس أن القبور في داخلها الهدوء والسكينة والصمت الذي التمسته كلما سجلت زيارة للوالد والوالدة حيث أنني أظل أتأمل في الموت بصمت لكي أخذ العظة والعبرة من الشواهد الماثلة أمامي.
فأنا دائما أجد راحة تامة في المقابر ﻷنها سبيل الأولين والآخرين ولا أقول أنني لست كسائر الناس الذين يشعرون في بعض الأحيان بالخوف من الموت الذي يجب أن نفكر فيه من واقع ما أشار به الدكتور علي الكوباني طبيب التشريح الشهير الذي أكد أن للجثمان لغة تخاطب ومن لا يتقن تلك اللغة لن يصل إلي نتيجة حول أسباب الموت الذي لن تشعر به إلا من خلال زيارتك للمقابر ما يجعلك تشعر بالموت يحيط بك من كل جانب إلا أن هنالك من يغفلون ذلك ولا يتذكرونه إلا حينما يفقدون عزيزاً رغماً عن أن الموت يتربص بهم في كل حركاتهم وسكناتهم دون أن يأبهوا به ﻷنهم سرعان ما ينسونه لمجرد أن عادوا من المقابر ولكن إذا داوموا علي العودة للقبور ما بين الفينة والآخري ولو لدقيقة واحدة فأنهم بلا شك سيختزلون المواعظ والعبر لما تحمله تلك القبور من مشاهد وقصص تكفي الإنسان من الركض وراء الدنيا الزائلة واجزم أن من يفعل مثلما أفعل سيشعر بتغيير كبير في حياته وبكل تأكيد سيجد حياته تمضي في المسار الصحيح فيكفي أن الموت واعظاً لمن لا يتعظ مما يجري حوله وأيضا أقف بكل شفافية في المقولة التي قالها الشاعر الانجليزي : (ﻻ ﺗﺴﺄﻝ ﻟﻤﻦ ﺗﺸﻴّﻊ ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ، ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺸﻴﻊ ﻟﻚ) .
ما قادني للتطرق للموت هو ما نشاهده يومياً من مشاهد لا تشبهنا بل هي صور منقولة بالكربون من الثقافات الغربية التي أفرزتها العولمة الأمريكية كتشبه النساء بالرجال والعكس وإلي أخره من الظواهر السالبة المتفشية في المجتمع وربما تفشي تلك الظواهر ناتج عن الابتعاد عن النهج الذي خطه لنا الدين الإسلامي الذي جسد في دواخل كل منا رهبة الموت فالموت يا هؤلاء خاتمة الحياة لذلك اجعلوا خاتمتكم حسنة فنقطة الموت نقطة فاصلة.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...