........................
والدة الطفلة المريضة (إيلاف) تستدرج الشاب السوداني المحتال
.......................
السيدة انشئت حساباً وهمياً بـ(الفيس بوك) للإيقاع بالطبيب السوداني
......................
وقف عندها : سراج النعيم
......................
أصبحت ظاهرة قضايا الاحتيال والنصب عبر الشبكة العنكبوتية في تنامي مطرد،
لذا رأيت مناقشتها من كل الجوانب بما في ذلك القانونية مع تقديم نموذج لقصة
مثيرة راحت ضحيتها أسرة الطفلة (إيلاف)، فالمجرم الإلكتروني استغل التقنية
الحديثة لتحقيق مآربه، ومن هنا أدلف إلي القصة التي لا تخلو من الغرابة
والدهشة، وذلك بعد إلقاء القبض علي بطلها الشاب السوداني (المجرم
الإلكتروني) أثناء تجواله في أحد شوارع (القاهرة) منتحلاً صفة طبيب سوداني
مقيماً بالعاصمة المصرية.
وتشير التفاصيل بحسب مصادر (الدار) إلي أن
الشاب المتهم الذي أشتهر عبر الميديا الحديثة باسم (أ) ظل يعمل لعدة سنوات
في إحدى المستشفيات المعروفة طبيباً بشهادة (مزورة) استخرجها من أحدي
الجامعات الأجنبية، مدعياً أنه درس الطب بها، مشيراً في ذات الوقت إلي عدم
إكماله التعليم الأكاديمي بالجامعة سالفة الذكر لظروف خاصة به، وهي الظروف
التي اضطرته العودة إلي السودان، ثم شد الرحال إلي (القاهرة ) ليمارس نشاطه
هناك من خلال التواصل عبر وسائط التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) وغيره حيث
تمكن بهذه الإحترافية من النصب علي بعض الضحايا، وقطعاً من بينهم أسرة
الطفلة المريضة (إيلاف) التي وضعت والدتها حداً لجرائم المجرم الإلكتروني
الذي يرتكبها باسم ملائكة الرحمة، إذ أنه يوهم المرضي وأسرهم الذين ينشدون
تلقي العلاج بمصر بأنه طبيباً سودانياً مقيماً بـ(القاهرة)، ولديه علاقات
مميزة مع الأطباء المصريين، وعلي خلفية ذلك الإدعاء يأخذ من ضحاياه مبالغ
مالية يتم تحويلها له بحسب العنوان الذي يضعه علي منضدتهم، وقد نجح بهذا
الأسلوب الإجرامي في اصطياد الكثير من المرضي وأسرهم، وذلك بالاستفادة من
(العولمة) واستخدام وسائطها المختلفة مثلاً موقع التواصل الاجتماعي الأشهر
عالمياً (الفيس بوك )، والذي استطاع من خلاله الوصول إلي أسرة الطفلة
(إيلاف)، مؤكداً لهم أنه طبيباً سودانياً، وهكذا تمكن من الاحتيال عليهم،
إذ أنه تواصل معهم من مصر عبر الهاتف السيار، وكان أن طلبوا منه في باديء
الأمر مساعدتهم في إيجاد طبيباً مصرياً في قاهرة المعز يعالج طفلتهم
(إيلاف)، فما كان منه إلا ووجد ضالته فيهم، وبدأ يطلب منهم ارسال مبالغاً
مالية، والغريب أنه مجرد ما يصل إلي مبتغاة يغلق كل وسائل الاتصال الخاصة
به الأمر الذي جعل والدة الطفلة (إيلاف ) تبحث عن طريقة للتواصل معه، فخطر
علي بالها إنشاء حساب (وهمي) سهل لها التواصل مع الشاب السوداني المحتال
بعد أن أكدت له أنها مريضة وتحتاج منه أن يساعدها للوصول إلي طبيب مصري،
فما كان منه إلا وأخبرها بأنه يستطيع أن يفعل، وعلي هذا النحو تم الإيقاع
به واستدراجه ومن ثم استعادة مبالغهم المالية التي نصبها منهم.
فيما
كان الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي قد كشف قصة القبض علي
المجرم الكتروني الذي احتال بمرض (إيلاف ) مدعياً أنه طبيب سوداني، مؤكداً
أن ابنته وزوجها تعرضا إلي عملية نصب واحتيال بعد أن اضطرا شد الرحال إلي
القاهرة بغرض البحث عن العلاج.
وكتب الكودة علي حسابه الشخصي بـ(الفيس
بوك) : اتصلت علي ابنتي (رباب) من إمارة (ابوظبى) بدولة الامارات المقيمة
بها مع زوجها، ولا أدرى من أين أبدا ؟ هل من اخفاق الطب السوداني الذى عجز
عن علاج الرضيعة (ايلاف يسرى) اخت بنتى رباب من امها، والتى اضطرت والدتها
مع زوجها السفر لمصر أم ابدأ بالمجرم السودانى منتحل شخصية اخصائى الأطفال
الذى جمعهم به القدر واحتال عليهم مجرداً إياهم من كل المبالغ التي
يملكونها وهذا المحتال أو منتحل شخصية (ايمن محجوب ) فقد حظر كل وسائل
التواصل معه بـ(الفيس بوك) و(الواتساب)، واختفى فى ظروف غامضة إلا أن والدة
الطفلة تمكنت من استدراجه بطريقة ذكية، وذلك من خلال إنشاء صفحة غير
حقيقية، أي باسم (وهمي) مما سهل عليها اصطياده حيث تواصلت معه علي أساس
أنها مريضة سودانية وترغب فى تعاونه معها من أجل أن تتلقي العلاج وهكذا إلي
أن تم القاء القبض عليه واسترداد الحقوق منه.
وأضاف : المجرم المنتحل للشخصية عمل ممرضاً بالإمارات ثم جاء مصر ليحتال على عدد كبير من السودانيين.
وفي السياق قال الأستاذ عبدالله يوسف المحامي :
المشرع السوداني أهتم بالجرائم الإلكترونية التي صدر في ظلها قانون يتصل
بها في العام 2007م ويتكون من (8) فصول و(30 ) مادة، وعليه لابد من التأكيد
بأن وسائل التقنية الحديثة مهمة جداً في الاستثمار والإعلام والصحافة
للتواصل وتعزيز العلاقات اﻻجتماعية وتحقيق المنافع الاقتصادية والاجتماعية
والإعلامية والثقافية والفنية لإيصال صوت السودان للعالم الخارجي بالتوظيف
الإيجابي، ويمكن اﻻستفادة منها في التوعية بشكل عام من حيث النواحي
التعليمية والصحية والأمنية والشرطية والأخبار والإرشادات و إدارة الأزمات
والكوارث وتقديم الخدمات الذكية للأطفال لحمايتهم من الاعتداءات، وهكذا
أفرزت ثورة المعلوماتية تطوراً في مجال نظم الإلكترونيات وشبكات التواصل
الاجتماعي ووسائل المعلومات والحواسيب والإنترنت والتي أضحى مستخدموه في
تزايد كبير ليس على مستوى السودان لوحده إنما في كل أنحاء العالم، ولكن
المؤسف أن الشبكة العنكبوتية حولها بعض ضعاف النفوس إلي مهدد لأمن المجتمع
بالاستخدام السالب الذي يهدم نسيج المجتمع ويحقق في ذات الوقت هدف المجرم
الإلكتروني.
لم يكن لارتباط جرائم المعلوماتية بالحاسب الآلي أثره على
تمييز هذه الجرائم الإلكترونية عن غيرها من الجرائم التقليدية فحسب، وإنما
كان له أثره في تمييز المجرم الإلكتروني عن المجرم العادي الذي يجنح إلى
سلوك إجرامي نمطي، ومن تلك النتيجة نستخلص سمات يمتاز بها (المجرم
الإلكتروني)، مما يتطلب التعرف على كيفية التصدي لهذا النمط الجديد المجرم
الإلكتروني الذي لا يخرج عن كونه مرتكباً لفعل إجرامى، ويتمتع باحترافية
كبيرة في تنفيذ الجرم، حيث أنه يرتكب هذه الجرائم عن طريق الكمبيوتر أو
الهاتف الذكي مما يقتضى ذلك الدقة فى التعامل مع وسائط التقنية الحديثة
والتغلب على العقبات والثغرات التي أوجدها المتخصصون لحماية الأنظمة
الإلكترونية من الاختراق، والشيء الخطير فى هذا المجرم هو امتيازه بالذكاء ،
فضلاً عن أنه لا يناصب أحداً العداء إلى جانب أنه يتمتع بالمهارة العالية
والمعرفة بما هو مقدم عليه من جرم، كما أنه على درجة عالية من الثقافة تتيح
له فرصة وضع تصوراً لجريمته، والباعث الحقيقي لارتكابه هذه الجرائم
الإلكترونية الرغبة فى المال بصورة غير مشروعة.