الخميس، 3 مايو 2018

احسان وزوجها (وليد) يتعرضان لهجوم اسفيري كاسح بامريكا

......
كشفت الإعلامية إحسان عبدالمتعال عن تعرضها وزوجها لهجوم شرس من خلال صفحات (الفيس بوك).
وقالت : هنالك شخص مجهول الهوية يسيء لي وزوجي الدكتور وليد عبر (الفيس بوك) باسماء (وهمية) مختلفة وظل علي ذلك النحو يكتب تعليقات تنافي العادات والتقاليد السودانية، وتنم عن نفس موبوءة بكل ما هو (مشين).
وطالبت أصدقائها ومعارفها ومتابعيها علي (الفيس بوك) أخذ الحيطة والحذر من دخول هذا المريض لصفحاتهم وتلويثها بـ(اوساخ) يحملها في دواخله.
و قدمت الاعتذار لكل من أصابه أو وصله رشاش هذا المجرم الالكتروني في صفحاتهم، ونؤكد لكم أن التحريات جارية لمعرفة مرتكب هذا الجرم وتقديمه للسلطات المختصة.


.............

الطالب (بخيت) ينجح في الامتحانات بعد حفظه القرآن



......................
من القصص المثيرة حول امتحانات الأساس، قصة التلميذ (بخيت عثمان كوليب) البالغ من العمر (16) عاماً، و الذي عندما وصل للصف السابع أساس فاجأ أسرته بعدم رغبته في الاستمرار في دراسته الاكاديمية، مفضلاً عليها حفظ القرآن في (خلوة) عمه أزهري.
وقال : قمت بهذه الخطوة لأن حفظ القرآن الكريم أهم من الدراسة الاكاديمية، مؤكداً أن والده مستقراً في دولة قطر، لذا حينما طرحت فكرتي علي والدي لم يوافقا عليها في باديء الأمر، إلا إنني استطعت اقناعهما بذلك، خاصة وأن ايمانهما بأفضلية حفظ القرآن الكريم قوي جداً
ومضي : في العام 2017 انتهيت من حفظ كتاب الله سبحانه وتعالي ، وبعد ذلك قررت أسرتي العودة للجذور منطقة الزيداب بولاية نهر النيل، ثم عقدت قراني على ابنة عمي شيخ الخلوة.
وأشار إلى أنه ومع بداية العام الدراسي الجديد2017 -2018م، عدت إلى مقاعد الدراسة والتحقت بالفصل الثامن لامتحان مرحلة الأساس، وحققت مجموع (216) درجة من مدرسة (الجريف غرب).
(ابن اللعوتة) لقمان الأول بولاية الخرطوم في إمتحانات الأساس
كتب: عمار مصطفى
فيما تفوق النابغة (ابن اللعوته المسيد) لقمان الطيب يوسف في إمتحانات شهادة الأساس بولاية الخرطوم، وجاء في المركز الأول بمجموع 279 من مدرسة (القبس) بالخرطوم.
وقال لـ(لدار) : توقعت تفوقي والذي لعب فيه والدي دوراً كبيراً حيث وقف والدي المهندس الطيب يوسف ووالدتي رانيا لقمان إلى جانبي.
وأضاف : أتمني أن أصبح مهندساً في المستقبل، وأشجع (الهلال) و(برشلونة)، وأحرص على متابعة إمتحانات (الدار).
ألف مبروك النجاح للنابغة إسراء سالم
حققت النابغة اسراء سالم أحمد النجاح باحرازها (265) في إمتحانات مرحلة الأساس، واهدت النجاح لوالدتها منال سعيد ووالدها بالمملكة العربية السعودية وجميع الأهل بالجديد الثورة والرفاعيات وعائلة (ابو فلج).

الفنان عصام محمد نور مستشفياً بالقاهرة

..........................
شد الفنان عصام محمد نور الرحال إلى العاصمة المصرية (القاهرة) لإجراء بعض الفحوصات بعد فراغه من تسجيل برنامج (فن زمان) الذي تعده وتقدمه الإعلامية سلمي سيد والذي يبث في شهر رمضان عبر الفضائية السودانية
واطمأنت (الدار) علي الحالة الصحية للفنان عصام محمد نور الذي بدأ الفحوصات التي طلبها منه الأطباء. وعلمت (الدار) أنه يشعر بألم في بطنه إلا أنه كان يباشر حياته بصورة طبيعية بدليل أنه أنهي تسجيل حلقات برنامج (فن زمان) ثم سافر إلى مصر.

الاثنين، 30 أبريل 2018

صفحة اوتار الاصيل بصحيفة الدار


سراج النعيم يكتب : الحوت .. ﻓﻨﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩة

.............................
بدأت علاقتي بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز في منتصف تسعينيات القرن الماضي وامتدت إلي المحيط الأسري إذ أنني رأيت فيه الفنان الذي تدرج بموهبته الفنية الشاملة.. فاستطاع أن يخلق لنفسه مدرسة خالدة في ذاكرة المتلقي.. ورغماً عن أن الأغنية السودانية كانت تتمرحل من عصر إلي آخر.. وتظهر من خلالها تجارب متعددة المدارس إلي أن وصلت من مرحلة إلي أخرى بثوبها الزاهي الذي طرزه عمالقة على مدى السنوات الماضية.. بعد أن كانت تركن للإيقاعات الشعبية والكورس الذي كان يمثل البديل للفرقة الموسيقية.. وكان يصاحب الأغنية الشعبية الرق والكورس والإيقاعات والرقصات التي تتميز بها قبائل سودانية مختلفة في اللهجة والسحنة.. ثم أخذت الأغنية السودانية في الاتجاه نحو القومية بالنصوص الإنشادية والغنائية والصوفية إلي أن ظهرت في الساحة أغنية الحقيبة التي رسخت لها الإذاعة السودانية من خلال برنامجها الشهير ( حقيبة الفن) الذي يعده ويقدمه الإذاعي المخضرم عوض بابكر.. والتلفزيون القومي عبر برنامج ( نسائم الليل ) الذي يعده ويقدمه الفريق شرطة الراحل إبراهيم احمد عبدالكريم الذي قدم الحوت بشكل مختلف وكان لهذين البرنامجين دوراً كبيراً في نشر الأغنية السودانية.. فحظيت بالمتابعة حتى من الشباب من الجنسين فازدهرت للتعريف بها وبقصصها التي كانت تتسم بها فعرف المتلقي عمالقة شعراء أغنيات الحقيبة محمد بشير عتيق، ابوصلاح، عبدالرحمن الريح، العبادي.. ولأنها كانت كلمات مميزة وجدت طريقها إلي أذن المتلقي عبر صوتي الفنانين الراحلين ﻛﺮﻭﻣﺔ ﻭﺳﺮﻭﺭ إلي أن أصبحت أغنية الحقيبة مرجعاً لكل من يود أن ينتمي للحركتين الثقافية والفنية فلم يكن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بعيداً عن هذه المرجعية فأنتج البوماً كاملاً يوثق فيه لهذه المدرسة المتفردة.
وجاءت بعد مرحلة أغنية الحقيبة الأغنية الحديثة المتطورة باستخدام الالآت الموسيقية وصياغة النصوص الغنائية ووضع الألحان المواكبة للتطور الطبيعي الذي تشهده الأغنية التي أطل في مشهدها الحديث الفنانين إبراهيم الكاشف، احمد المصطفي، حسن عطية فصدحوا بالنغم الجميل الذي وجد قبولاً منقطع النظير من الجماهير التي كانت تنتظر الجديد في هذا الإطار الذي برز فيه بعد الثلاثي الذي أشرت له الفنان الراحل إبراهيم عوض الذي أطلقت عليه الجماهير لقب ( الذري ) الذي اخطط لنفسه مدرسة حديثة مغايرة لكل المدارس السابقة ثم أعقبه العمالقة محمد وردي، عثمان الشفيع، عثمان حسين.. وهكذا استمرت مدرسة الأغنية السودانية الحديثة إلي أن ظهرت مدارس فنية بطعم مختلف منها مدرسة الموسيقار محمد الأمين، العندليب الأسمر زيدان إبراهيم، ابوعركي البخيت، مصطفي سيداحمد.
ومن المدارس سالفة الذكر كان المتلقي موعوداً بمدرسة جديدة ألا وهي مدرسة الأغنية الشبابية ذات المفردات السهلة والبسيطة.. فيما نجد أن جملها الموسيقية.. جمل قصيرة..متقطعة.. أما شكل الأداء فيتسم بالسرعة.. وهي المدرسة التي أسس لها الفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز فالتف حوله النشء والشباب الذي كاد أن يفقد هويته في ظل موجة ظاهرة الأغاني الغربية والعربية التي أنتجتها وسائط التكنولوجيا الحديثة التي جعلته يهجر الأغنية السودانية.. إلا أن الحوت أعادهم إليها من هجرة امتدت لسنوات وسنوات متصلة دون انقطاع.. فطاب للأذن الشبابية المقام في حضرة صوت الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي بادلهم الحب بحب أعمق فاطرب وجدانهم بالتنوع في اختيار النصوص الغنائية والألحان الموسيقية.
فرض الحوت نفسه بقوة على فئات المجتمع السوداني من خلال الإنتاج الغزير.. رغماً عن النقد الذي كان يتعرض له في بدايته الفنية.. إلا أن ذلك النقد الهدام لم يزده إلا قوة وإصراراً في نشر مدرسته الرسالية فصمد أمام تلك الموجة الجارفة التي دافع عنها بإنتاج الألبومات المتميزة التي أجبرت النقاد علي تغيير وجهات نظرهم في تجربة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي استطاع في فترة زمنية وجيزة أن يسيطر علي الساحة الفنية.. ساحباً البساط من الفنانين كباراً وشباباً.. فأصبحت له جماهيرية طاغية.. جماهيرية لاتضاهيها أية جماهير حظي بها فنان على مدى سنوات الأغنية السودانية.. ويكمن سر الحوت في تميز صوته عن أقرانه.. فوظف ذلك الصوت في إيصال رسالته بالتغني لكل بقعة من بقاع الوطن الممتد بما فيه جنوب السودان الذي أصبح وطناً قائماً بذاته.. أي أنه غنى للوحدة.. غني لإقليم كردفان.. دارفور.. الشرق.. الشمال.. الوسط.
كان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فناناً بكل ما تحمل الكلمة من معني.. لذلك كان محل اهتمام من الكبار قبل الشباب ، فلم يسبقه على ذلك المجد أي فنان في الحركة الفنية السودانية.. ومع هذا وذاك كان مهموماً بما يجري في أروقة السياسة التي انتمي في إطارها إلى الحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية السلام وأنشد للمؤتمر الوطني الذي أصبح بعد الانفصال ناشطاً وفاعلاً حاضراً في كل برامجه.
نال الفنان الراحل محمود عبدالعزيز عدداً كبيراً من الألقاب التي أطلقها عليه جمهوره ومعجبوه أبرزها ﺍﻟﺤﻮﺕ ، ﺍﻟﺠﺎﻥ ، الإنسان.

بعد أكثر من (51عاماً ) قصة جنوبية تشهر إسلامها في السودان


 نفيسة جون : اعتنقت الديانة الإسلامية على يد زوجي مدير وزارة الطاقة السابق
......................
والدي كان نائباً في البرلمان السوداني في العام 1956م وشقيقة زوجة مشار
....................
جلس إليها : سراج النعيم
......................
 

أشهرت السيدة الجنوبية نفيسة جون مجاك البالغة من العمر (52 عاماً) المنتمية لدولة الجنوب أما وأبا وهي وشقيقة زوجة البروف موسس مشار نائب رئيس الجمهورية قبل أن يتقلد المنصب الدكتور الراحل جون قرنق دي مبيور بموجب اتفاقية نيفاشا الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية في العام 2005م.
وقالت : اعتنقت الديانة الإسلامية علي يد زوجي الشمالي، فأنا منذ أن جئت للخرطوم قبل ( 30 عاماً ) تزوجت من الشهيد عمر علي محمد نصر الذي كان مديراً بوزارة الطاقة، ووالدي عليه الرحمة كان نائباً في البرلمان السوداني في العام 1956م وبعد وفاته ظللنا نحن نقيم في الخرطوم أكثر من ( 30 عاماً ) متصلة لم نسافر فيها إلي مسقط رأسنا منذ ذلك التاريخ سالف الذكر.
وأضافت : التقيت بزوجي عمر أحمد علي نصر الذي طلب يدي للزواج بعد أن اعتنقت الديانة الإسلامية بواسطته، وذلك عبر السلطات العدلية بالخرطوم آنذاك، وكان زوجي وقتئذ المدير المالي لوزارة الطاقة، وما أن تزوجني إلا وعشت في ظله حياة زوجية سعيدة أعتبرها من أجمل الأيام، ورغماً عن أنني لم أنجب منه إلا أنني لم أفكر إطلاقاً في أن أتزوج بعده، وذلك لما تركه من أثر في دواخلي على مدى السنوات التي أمضيتها معه، ولكن بعدها حدث استنفار للمجاهدين في العام 2005م، فما كان منه إلا وشد الرحال إلى جنوب السودان مقاتلاً في الحرب التي كانت دائرة هناك، والتي توقفت بموجب توقيع اتفاقية (نيفاشا) حيث وصلت لنا برقية تؤكد استشهاده في مناطق العمليات، فدخلت الحبس أربعة أشهر وعشرة أيام ثم خرجت منه مباشرة إلى التدرب ضمن قوات الدفاع الشعبي التي وصلت فيها إلى قائد كتيبة بعدها عدت إلى مكان عملي (كسستر) بمركز الهيثم بالخرطوم، وعندما يكون هنالك عمل في الدفاع الشعبي أفرغ نفسي، وبعدها قمت بطلب منزل من الإسكان الشعبي، ووقتها ذهبت إلى الدكتور غازي صلاح الدين، فطلب مني أوراق زوجي الشهيد لكي أضعها علي منضدة منظمة الشهيد، وبالفعل قمت بالإجراء اللازم الذي ظهرت علي ضوئه بعد أسبوعين نتيجة إيجابية، فاتصلوا عليّ مؤكدين أن شيخ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية قد وفر منازل لأسر الشهداء، وقالوا لنا بعد أسبوع يجب أن تدفعوا الرسوم حيث دفعت لكل واحدة منا السيدة فاطمة الأمين حرم النائب الأول لرئيس الجمهورية مليون ونصف، وعبدالحليم المتعافي والي الخرطوم السابق دفع مليون ونصف أيضاً، فيما أكملت أنا ( 50 ) جنيه، وكان ذلك أول قسط في المنزل وعليه أصبحت أدفع، وعندما تم الانفصال بين الجنوب والشمال أعطاني الدكتور الذي كنت أعمل معه ( 18) مليون جنيه خصمت منها ( 16 ) مليون و( 200 ) جنيه ودفعتها إلى الإسكان لصالح المنزل حتي أنهي الإقساط، وعندما وضعت الورق بين يدي المسئول قال : (هذه أسرة شهيد، لذلك عليك التفاهم مع أبناء زوجك الشهيد من أجل أن يتنازلوا لك عن حقهم).
وأضافت : أنا في الشمال مرتاحة وزوجي وصي أن يصتوصوا بي خيراً بعد أن أسلمت وأحسنت إسلامي، لذلك قال لهم أرجو من يعرفها أن يتعامل معها معاملة حسنة، وعندما تنازلت عن حقوقي في الميراث فعلت لأن أسرة زوجي الشهيد كبيرة، ولم أشاء التمسك بحاجات الدنيا طالما أن صاحب الحق استشهد.
ومتي كان زواجك من الشهيد؟
قالت : تزوجته في العام 1991م حيث أنه كان صديق شقيقي، وكانا يدرسان سوياً في جامعة (القاهرة) الفرع في العام 1973م، وهو الآن يقيم بالولايات المتحدة الامريكية، وكان أن عرفته برسالة بعثها معه شقيقي، وحينما شاهدني قال إنه يرغب في الزواج مني ودعاني لاعتناق الدين الإسلامي، فقلت له دعني أفكر وأشاور عمي، فما كان منه إلا وقال : يا أبنتي إذا كنتي علي قناعة بالإسلام فاعتنقيه، فهو دين الحق حيث أنه يعطيك حقك إذا كان الزوج حياً أو ميتاً، فالمسلمون يحكمون بالدين الإسلامي أي أنهم لا يحكمون بكلام من رأسهم، وعلى خلفية ذلك ذهبت إلى مولانا عمار جيلاني قاضي محكمة الأحوال الشخصية بالخرطوم الذي وقفت أمامه في 14/3/1993 م وقلت : يا مولانا أرغب في اعتناق الدين الإسلامي، فسألني بدوره لماذا تودين دخول الإسلام؟ فقلت : لأنني أريد أن ارتاح بالإنتماء للدين الإسلامي، ثم نطقت الشهادة التي بعدها منحني مكتوباً من المحكمة يؤكد إعتناقي الإسلام، وكنت في غاية السعادة والراحة النفسية.
أين أهلك الآن؟
قالت : كلهم في دولة جنوب السودان بما فيهم موسس مشار نائب رئيس الجمهورية السابق وزوجته، وأنا أتواصل معهم عبر الاتصالات الهاتفية.
وأين تقيمين في الخرطوم؟
قالت : في منطقة (جبرة) التي لا يوجد بها جنوبياً غيري، وعندما أكون في المنزل أسمع القرآن بصوت الشيخ الزين، وعندما يؤذن الآذان أتوجه إلى المسجد القريب من منزلي لأداء كل أوقات الصلاة به.
وماذا بعد ذلك؟
قالت : اعمل أيه اتكويت بالنار زي ما قال الفنان عصام محمد نور.
هل عصام فنانك المفضل؟
قالت : لا بل فناني هو الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي عندما يغني ابكي بكاء شديداً ومن أكثر الأغاني التي استمع لها أغنية (ما تشيلي هم)، وعندما توفي بكيت عليه أكثر من والدته الحاجة فائزة محمد الطاهر وقطعت الحوار ودخلت في نوبة بكاء هستيرية.

الأحد، 29 أبريل 2018

سراج النعيم يكتب : الساخرون من البسطاء

.......................
درج الكثير من الساخرون علي البسطاء بأن يضحكوا ويتندروا عليهم للظروف التي فرضتها عليهم الحياة وأمثال هؤلاء يمكننا أن نطلق عليهم المستهزئون بأحاسيس ومشاعر المحتاجين.
كثيراً ما أشاهد شخصيات في المجتمع يعتبرهم الناس (مضحكاتية) ويظهرون لهم عكس ما يضمرونه في غيابهم ويعتبرونهم أدوات للتسلية وتقضية الوقت علي حسب عقولهم الناقصة فكرياً وثقافياً.
كلما شاهدت أولئك الناس في مكان ما أجد نفس الشخصيات تسخر منهم بدواعي المداعبة ولكنهم في الحقيقة يتندرون عليهم بمقابل مالي بسيط لا يعوض الكرامة الإنسانية خاصة وأن المال لا يدفع به إلا أمام رهط من الحاشية المحيطة بهذه الشخصية أو تلك بغرض إشاعة الخبر في مجالس المدينة وهكذا يصبح الأمر بالنسبة للطرفين واقعاً مستسلماً به فيلعب المستلم دور المهرج لإسعاد الدافع المتفرج.
ومن هنا تجدني في غاية الحزن علي عقول لا تدرك أهمية احترام الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالي فالبعض يزله بالمال من أجل إسعاد أنفسهم وليس مهماً أحاسيس ومشاعر الآخر الذي تحكمه ظروف اقتصادية وحدها التي وضعته في هذا الموقف.
علي من انعم عليه الله سبحانه وتعالي بالمال أن لا يستغله لإيذاء أصحاب الحاجة باستغلال حاجتهم للمال وليعطي بيمناه دون أن تعلم يسراه حتى يكون ذلك في ميزان حسناته كصدقة لقول الله سبحانه وتعالي : ( قول معروف ومغفرة خير من صدقةٌ يتبعها أذي والله غني حليم ).ٍ
ومن خلال ذلك يتضح بجلاء أن من يقدمون الصدقة لمن هم مساكين يجب أن لا تكون بدوافع اللعب علي الأحاسيس والمشاعر لكي لا ينظر إليهم الناس بمنظار النقص الذي في الغالب الأعم يساهم في المزيد من الانحراف نحو الهاوية.
ويبدو أن هنالك من فيه نقص يحاول إكماله بالاستهزاء بالإنسان الضعيف وذلك علي أساس أنه أقل منه مكانة دون أن يعلم بأن السخرية في حد ذاتها لا تجوز شرعاً ويأثم فاعلها بما يهبه من مال للمساكين.
ودائماً ما يمنح الساخرون هذا الشخص أو ذاك حفنة من الجنيهات أو الدولارات أو أي عملة أجنبية أخري بعد أن يرفه عنه وبالتالي لا يعتبر ذلك المال صدقة أو يوضع في ميزان حسناته بحسب نيته.
أخاف علي من يمارسون ذلك الفعل بجهل أن يركنون إليه دون أن يجدوا من ينبههم لقوله تعالي : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) وقوله : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب).
وهذا يؤكد أن الصدقة لا يشترط فيها أن يتم التندر أو السخرية أو الأذية لقوله تعالي : ( يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيراً منهم )
وربما يكون أصحاب الحاجة أفضل من أولئك الذين يسخرون منهم ففي الصحيح رأي سعد رضي الله عنه أن له فضلاً علي من دونه إذ قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام : ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) رواه البخاري.
وهذا يشير إلي أن المقارنة معدومة بين ما يجري آنيا وما مضي فالفرق شاسعاً والهوة كبيرة ولا يمكن ردمها إلا بتوعية من حادوا عن الطريق ففي صحيح مسلم رحمة الله ( إن امرأة كان في عقلها شئ فقالت : يا رسول الله إن لي إليك حاجة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : يا أم فلان انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها ومن هنا يجب أن نتأمل منهج سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم المنهج الذي فيه دروس وعبر حيث أنه لم يعرض عنها أو يغضب بل استجاب لها وخيرها في اختيار الزمان والمكان وساعدها فيما ترغب. ويعتبر منهج سيد البشرية منهجاً يجب أن يقتدي به كل إنسان دون أن يجعل سعادته علي حساب أحاسيس ومشاعر المحتاجين .
وليت الأمر توقف في المحيط المحلي بل هنالك من يصطحب معه من يرفه عنه ويسليه في تسفاره
فلماذا يحاول البعض أن يذلوا الإنسان الذي كرمه الله لقوله سبحانه وتعالي : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) و( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلاً).

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...