حاتم : الوالد كان
راقصاً مميزاً مع الفرق الغنائية الموسيقية
........................
هذه علاقة
والدنا بالممثل المصري الراحل (محمود المليجي)
.........................
جلس إليه : سراج النعيم
......................
كشف عازف الإيقاعات
حاتم محمد قسم الله الشهير بـ(حاتم مليجي) قصة أسرته مع الآلات الإيقاعية المختلفة.
قال : نحن أصلاً
من مدينة (مدني) حاضرة ولاية الجزيرة التي انتقلنا منها إلي الخرطوم التي كانت بالنسبة
لنا نقلة كبيرة بدأها شقيقنا عازف الإيقاع الكبير (فائز) إلي شقيقنا الأصغر (سامر)،
أشتهرت أسرتنا بآلة الإيقاع ولكن ما لا يعرفه عامة الناس من أين نبعت الفكرة، فهنالك
الجندي المجهول (الوالد) أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية، هو صاحب الاسم الاصلي
ونحن (ملاليج) تيمناً بوالدنا الذي كان أساساً راقصاً في زمن الاستعمار حيث كان تأتي
إلى هنا الفرق الغنائية والراقصة المصرية التي كان يصاحبها تبادل ثقافي، عليه كان الوالد
من ضمن الراقصين المميزين، ومع ذلك كان طريفاً ما جعل المصريين يطلقون عليه لقب (مليجي)
باعتبار أنه كان قريباً من الممثل المصري الراحل محمود المليجي، ومن ساعتها أصبح الكل
يناديه بـ( مليجي ).. ضف إلي ذلك فهو عازف علي آلة إيقاعية تمسك طبول المارشات العسكرية
التي كان يعزفها بتميز بعدها عمل نقلة للآلات الهوائية الآت النفخ ( الهور ) و ( الطرمبية
) و( الطرمبة) و( الكلارنيت ) وقد عزفها جميعاً عندها قال له المصريين يوجد عندك حس
في آلة الكمان المهم أنهم ادخلوه كورسات تعلم من خلاله العزف علي آلة الكمان بطريقة
الاستعراض ( الصولو ) إلي أن حقق الشهرة في مدينة مدني التي أصبح فيها استاذاً في مدرسة
مدني الثانوية.
كيف تعلمتم أنتم
الملاليج العزف علي آلة الايقاع؟ قال : لم نشاهد آلة الإيقاع عند الوالد بل بدأها شقيقنا
الأكبر ( فائز ) الذي حينما أنتقل من دراسته الإبتدائية إلي الثانوي معه الفاتح حسين
كان عازف بص جيتار ومغني عبر فرقة الجاز التي تحمل اسم ( جاز الماماو ) وعثمان النو
الذي كان آنذاك الوقت عازفاً علي آلة العود ولم تكن له علاقة بآلة البيز جتيار الذي
بدأ العزف عليه بعد أن التحق بكلية الموسيقي والدراما وسامر عازف الجيتار فهم جميعا
كانوا في مدينة مدني مميزين فشاهد شقيقي فائز الآلات الموسيقية في المنزل ومن ضمنها
آلة الايقاع الخاصة بالاستاذ حبه العازف المميز جدا وتميزه هذا جعله في قمة قائمة العازفين
في السودان وكان شقيقي فائز يتمني أن يصبح عازفا كحبه الذي كان يسرق آلته الايقاعية
التي تعلم العزف عليها ، وما أن تعلم فائز العزف علي الإيقاع أصبحنا نشاهده مع الفنان
الرشيد كسلا عبر التلفاز بالاسود والابيض ومن ثم تم احضاره إلي الخرطوم لكي يعزف مع
الفنانين حمد الريح والراحل خوجلي عثمان والاخير الذي كنت لصيقاً به في الفترة الاخيرة
من حياته حيث كان يحكي لي عن الزمن الجميل.. فقلت له : أتذكر أنكم عندما جئتم لاخذ
شقيقي فائز من مدني إلي الخرطوم التي أقام فيها ببري ثم انتقل إلي الجريف ومنها إلي
الديم التي كان يطلق بها علي منزلهم ( بيت الفنانين ) بعد دخوله كلية الموسيقي والدراما..
ومن هنا تأثرنا به.. رغماً عن أن والدنا بدأ تعليمنا العزف علي آلة الكمان.
هل تقلدون بعضكم
البعض في العزف علي الآلات الإيقاعية؟ قال : أبداً فكل واحد منا جاء بتميزه الذي فرض
علي الفنانين أخذنا من منازلنا وبدأت المسألة من شقيقنا الأكبر فائز الذي تلاه عصام
الذي كان عازفا مع الفنان ابوعركي البخيت وهو الآن في شرق آسيا متزوج بأبنائه.. أما
شقيقي (شريف) والفنان عماد احمد الطيب احضرهما الرئيس الراحل جعفر محمد النميري من
مدني إلي الخرطوم بعد أن برزا في مهرجانات المدينة.. خاصة وأنه من أعز الأصدقاء بالنسبة
لوالدنا وعندما يأتي إلي مدينة مدني يزور منزلنا الذي يرتاح فيه مع الوالد الذي كان
يحتوي كل الفنانين ووقف مع الموسيقار محمد الامين حتي أصبح فناناً كبيراً ووقع كل أغانيه
الجميلة بمنزلنا وكان يسمع إرشاداته خاصة وانه عاني معاناة شديدة لكي يوصل فنه الأصيل
للمتلقي نسبة إلي أن أعماله الغنائية مدونة وطويلة متأثراً وقتئذ بالفنانين ام كلثوم،
محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ والموسيقي المصرية الأصيلة.. فهي كانت قريبة للموسيقي
السيموفنية معتقدا آنذاك الوقت أنها كان ستجد طريقها في المستقبل إلي أذن المتلقي السوداني.
فيما كان الراحل
إبراهيم الكاشف قد أسس لمدرسته التي ادخل من خلالها الوتريات كذلك أصر الفنان محمد
الأمين على أن يؤسس لنفسه مدرسة فنية خالدة في وجدان الأمة السودانية بادخال السلم
الرباعي فكانت نقلة صعبة علي الجمهور إلا أنه بمرور الزمن بدأ يستوعب الفكرة وكان والدي
يقول له : أنت ستكون إنساناً مميزاً يوصل رسالته إلي المتلقي.
وتواصل ظهور أشقائي
بالتوالي فجاء أسامة المقيم حاليا في هولندا عبر فرقة (عقد الجلاد) ثم انتقل إلى (السمندل)
فهو دارس للموسيقي بواسطة الكوريين وأنا كنت أتمرن معه علي آلة الإيقاع في معهد الموسيقي
والدراما فكان أن استفدت منه حتى في إحساسي كنت منافسا له إلا أنني ميزت نفسي وعندما
جئت للخرطوم فقلت دعك من الغناء الحديث والشعبي واتجه إلي موسيقي الجاز مع فرقة الدكتور
محمود السراج.
كل من يتحدثون عن
الإيقاعات عبر الأجهزة الإعلامية دكاترة يتحدثون عنها من ناحية علمية.. فنحن عدة قبائل
متفردة فدارفور وكردفان بهما ما يربو عن ( 600 ) إيقاع.
ظهرت من خلال برنامج
(نجوم الغد) بقناة النيل الأزرق بآلة إيقاعية مستحدثة ؟ قال : الآلة اسمها الصندوق
الذي أرسله لي شقيقي أسامة فهو عبارة عن درامس مصغر (باركشن) ويعرف بالهمس أي الموسيقي
الكلاسيك وقد صنعه فرنسي سماه علي اسمه (الكاخوم) وهي أصلا آلة فرنسية وهي صندوق مجوف
من الخلف وفيه حديدتين مع بعضهما البعض وبه يايي ومن الأمام به (بوصنايت) مجوف في أطرافه
ضربات الدرمس علي حسب العزف والي أخره.
هل الطبلة التي يعزفها
العازفين سودانية؟ قال : هي ليست سودانية إنما شوامية وأساسا اسمها (الدربكة) والعراقيين
أول من عزفوا عليها والشوام ثم تميز في عزفها المصريين فنحن أساسنا (النقارة) والسودان
لديه موروث لكنه بدأ يندثر نسبة إلي انشغال الناس بما هو يساعد علي ذلك.
من هم العازفين المميزين
في الآلة؟ قال : هنالك آدم حرازي وآخرين وأي عازف لديه مشكلة.
أين أنت الآن؟ قال
: أنا المدير الفني لفرقة (نجوم الغد) بالنيل الأزرق.