كشف
الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم السر الذي جعله يشكل ثنائية مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز
بالصدفة، مؤكدا أنه غني له (29) أغنية دون أن يلتقي به.
وقال
: بدأت قصتي مع الراحل منذ اللحظة التي دعاني في إطارها ماهر البدوي المنتج الذي كان
يحتكر صوت الحوت لحضور بروفة ألبومه الغنائي بعنوان (في بالي)، وعندما وصلنا في المكان
والزمان وجدنا محمود عبدالعزيز يستمع لألبوم الفنان الشاب وليد زاكي الدين (بنريدها)
فما كان من ماهر إلا ووجه له سؤالاً لماذا تسمع في هذا الألبوم؟ قال : أريد أن أغني
أغنية (بنريدها) عندها التفت ماهر إلينا متسائلاً لمن هذه الأغنية؟ فرد عليه يوسف القديل
قائلا : كلمات إبراهيم محمد إبراهيم والحاني، ومن هنا كانت بدايتي مع الراحل محمود
عبدالعزيز، ومن ساعتها لم التق به إلا أنه سجل لي بعدها مباشرة أغنية (لهيب الشوق)
ثم (تعب الريدة) في ألبومه الذي حمل عنوان (نور العيون) وإلي هذه الفترة لم أقابله
وجهاً لوجه إلي أن سجل لي أغنية (ما تشيلي هم)، وهي أسرع أغنية كتبت ولحنت وغنيت إذ
أنني كنت برفقة الملحن يوسف القديل بمركز شباب أم درمان نرتشف الشاي ويجلس بجوارنا
شخصان يتجاذبان أطراف الحديث بصوت عال وعندما فرغا من (ونستهما) التي شدتنا إليهما
قال احدهما للثاني اعتبر الموضوع دا منتهي وما تشيل هم فقلت في حينها للقديل : ما تشيل
هم دي فكرة نص غنائي جميل لكن لو كانت ما تشيلي هم تكون أجمل فما كان مني إلا وأخرجت
يراعاً ووريقة وكتبت المطلع التالي :- من الظروف ما تشيلي هم بكرة الزمن ليك ببتسم
يا طالة في صبح العشم أتصبري وما تشيلي هم وكان أن طبقت الوريقة ووضعتها للقديل في
جيبه وكان أن طالع هو بدوره ما خطة قلمي وبدأ في قراءته، ثم صمت لبرهة من الزمن ثم
قال : لحنت المطلع فقلت : ما المطلوب يا القديل فقال : أكمل لي النص بباقي الليل ده
وبالفعل لبيت رغبته وأتممت نص (ما تشيلي هم)، وفي اليوم الثاني توجهنا إلي الخرطوم
بحري بدراجته البخارية وبعد أن قضينا مشاويرنا عدنا إلي مدينة ام درمان وقبل أن ندلف
إلي مدخل كبري شمبات تذكرت أنني أكملت نص (ما تشيلي هم) فقلت للقديل : النص أصبح جاهزاً
فأوقف القديل الدراجة البخارية، وكان أن أعطيته الورقة المكتوب فيها النص، الذي وقف
فيه القديل نصف ساعة تقريباً ثم قال : هكذا اكتمل النص الذي توجهنا علي أثره إلي شارع
الدكاترة بسوق أم درمان، وعندما شاهدنا ماهر طلب منا التوقف قائلاً : يا جماعة أنا
عندي البوم لمحمود عبدالعزيز سأسجله في الاستديو بعد أسبوع من تاريخه، ولم يتوان القديل
في إسماعه بالعود أغنية ما (تشيلي هم) وبعد أن سمعها اتصل بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز
واسمعها إليه بالهاتف فقال : بكره نعمل ليها بروفة، وكان أن تم عملها في اليوم التالي،
وأثناء البروفة قرروا أن يحذفوا من النص الكوبلي الأخير فاعترضت علي ذلك وغضبت غضباً
شديداً.
وأضاف : من بروفة ما تشيلي هم بدأت التواصل مع الفنان
الراحل محمود عبدالعزيز.
ما مصير
الأغاني التي غناها لك الحوت بعد وفاته؟
قال
: لا أمانع أن يغني أغنياتي أي فنان لكن قبل أن يفعلوا ذلك عليهم أن يعودوا إلي باعتبار
أنني صاحب حق أصيل فأنا اسمع أعمالي بأصوات بعض الفنانين حتى علي مستوي الأجهزة الإعلامية
وخاصة القنوات الفضائية دون أخذ الأذن المسبق مني.
ما هي
ابرز الأغاني التي ألفتها للراحل؟ قال : بنريدها، لهيب الشوق، ما تشيلي هم، خوف الوجع،
تعب الريدة، البي ما حاسي، كتر في المحبة، سلام الجفا، حبيبي الماسألت علي، ست الكل،
عام جديد وغيرهم.
ما هي
الرسالة التي تبعث بها للحواتة؟ قال : حتى لا يندثر هذا الغناء ويكون الراحل محمود
عبدالعزيز موجوداً بيننا يجب أن نتنازل لبعض الفنانين لكي يغنوا تلك الأغنيات فأنا
أعرف أن جمهور الحوت جمهور متعصب ومخلص للراحل.