..................................
ثلاث زيجات فشلت رغم الإنجاب والأزواج يهربون خارج البلاد ولكن
..................................
أسر الفتيات السودانيات ترفض الإرتباط بالأجانب والفتيات يتمسكن بهم
................................
جلس إليهم : سراج النعيم
................................
أستمر في فتح ملف زواج السودانيين والسودانيات من الأجانب، وهو الزواج الذي يحتاج إلى وقفة تتم من خلالها إعادة النظر فيه وذلك لتزايد الظاهرة بشكل مقلق جداً في ظل تدفق الأجانب للسودان، وفي هذا السياق يري المهتمين بالملف أن تراقب السلطات الأجانب بصورة عامة وخاصة الذين يتزوجون من سودانيات، وعدم السماح لهم بمغادرة البلاد إلا بعد أن يتم التأكد من أن ملفاتهم خالية من أي موانع قبيل مغادرتهم مطار الخرطوم، أو أي ميناء من موانيء السودان حتي لا يتركون وراءهم مشكلة أو ضرراً لزوجاتهم وأسرهم، وألا يتم أي زواج من هذا النوع إلا بعد التأكد من هوية الأجنبى بواسطة سفارته.
إن الظاهرة تعود إلي عوامل كثيرة يبحث في إطارها الزوج الأجنبي عن مأوي، خاصة وأن أغلبهم آت من بيئة تعاني الأمرين من الأوضاع الإقتصادية القاهرة، وأثبتت في ظله أن الكثير من تلك الزيجات يعتمد البعض فيها علي الزوجة أو على أسرتها التي تنشد لإبنتها (السترة)، لذا تفشل زيجات السودانيين والسودانيات من الأجانب.
وفي السياق تروي (سلمي) صاحبة تجربة قبل أكثر من أربع سنوات قائلة : تزوجت من ذلك الأجنبي، ثم أنجبت منه طفله بعد عامين من إتمام مراسم زفافنا، ومضت حياتنا الزوجية علي أفضل ما يكون.
هل كان ملتزماً بواجباته؟
قالت : نعم طوال تلك الفترة كان ملتزماً بكل واجباته.
وتابعت : شددت معه الرحال إلي مسقط رأسه، وهناك وجدت إستقبالاً حاراً من أسرته، وقضيت معهم وقتاً طيباً، ثم عدنا إلى السودان الذي استمرت فيه حياتنا الزوجية علي ذات المنوال.
وأردفت : التقيت بزوجي حينما جاء إلي مكتبي لقضاء معاملة، ودار بيني وبينه حديث عن السودان والسودانيين وإحترامهم وتقديرهم للأجانب، مؤكداً أنه آت إلي السودان للإستثمار، ثم طلب مني رقم هاتفي، وتواصل معي وتوطدت علاقتنا، ثم بدأت قصة زواجنا بطلب يدي من أسرتي، إلا أنها أعترضت علي الفكرة، فاصريت عليه إصراراً شديداً ما دفعه إلي أن يستأجر لي (شقة)، وأستمرت الحياة الزوجية بيننا، لكن بعد مرور فترة من الزمن شعرت أنه تزوجني للإستفادة من وظيفتي، مدعياً أنه تأقلم مع الأجواء السودانية وطقوسها لدرجة أنه أصبح يرتدي الأزياء السودانية (الجلباب)، (الطاقية) و(العمامة)، وأكد رغبته في أن ينجب مني طفله، وكان أن حدث له ما يشاء، وظل يستند علي في تحقيق مآربه، وعندما سافر إلي بلاده فعل دون إخطاري، ولم يعد مرة ثانية، الأمر الذي أضطرني إلي أن أرفع عريضة دعوي أطلب من خلالها الطلاق.
أما القصة الثانية فهي للسيدة السودانية (أميمة) التي هي أيضاً قوبل زواجها من ذلك الأجنبي بالرفض القاطع من أسرتها، فلم يكن أمامها إلا أن تصر علي الإرتباط به، المهم أنها أكتشفت أن لديه إشكالية في بلاده، وعلي خلفيتها لا يستطيع التواصل مع أسرته، وعندما مر علي زواجها عام توصلت إلي أنه يمر بأزمة طاحنة يظل علي إثرها جالساً خلف جهاز الكمبيوتر من منتصف الليل وحتي الساعات الأولي من الصباح.
وماذا؟
قالت : حينما أنجبت منه طفلتي الوحيدة أكتشفت أنه متزوجاً في وطنه، ولديه عدداً من الأبناء، وما أن وصلت إلي هذه الحقيقة إلا وبدأ يفتعل معي الإشكاليات، ولا يرد علي مكالماتي الهاتفية، ناسياً أو متناسيا تضحيتي من أجله، وظل علي ذلك النحو إلي أن فقت من غيبوبتي علي مغادرته السودان نهائياً، حيث أنه في ذلك اليوم خدعني بأنه سوف يسافر إلي إحدي الولايات السودانية، إلا أنه عاد إلي بلاده تركاً خلفه بدلته الوحيدة وعقد الزواج وطفلته وزوجة محطمة نفسياً معلقة لا زوجة و لا مطلقة، ولا تدري إلي أين تذهب، ولكن بعد صراع مرير اضطررت للتوجه إلي منزل والدي الذي استقبلني رغماً عن إعتراضه علي زواجي من الأجنبي، وقال : ألم نحذرك قبلاً من مغبة هذا المصير، فلم أجد رداً، سوي أن تتساقط دموعي مدراراً، وبعد أيام من إستقراري بمنزل الأسرة أصطحبت إبنة أختي وذهبت إلي مكان عمله فوجدت أنه عمل تسوية لحقوقه واشتري بها عقد عمل في دولة عربية، ولم يسافر إلي بلاده كما كنت أعتقد، وهذا يؤكد إنني لم أكن أعرف عنه شيئاً سوي وظيفته، وإنتمائه لوطنه من جوازه.
وعندما ننتقل للقصة الثالثة للموظفة (وجدان) نجدها قالت : بالصدفة قابلت زوجي الأجنبي في أحد المحال التجارية، وما أن شاهدته منذ الوهلة الأولي الا و رأيت فيه فارس أحلامي، لذا سعيت إلي الإرتباط به شرعاً، وكان أن تواصلت معه هاتفياً بعد أن تبادلنا أرقام الهواتف، و أصبحت علاقتي به قوية واستمرت الي ان جاء إلي أسرتي وطلب يدي إلا أن أسرتي رفضته رفضاً باتاً، ورغم ذلك الرفض إلا إنني اصريت عليه لأنه إختياري، وبعد أشهر من إتمام مراسم زواجنا حبلت منه، وأثناء ذلك أصبح يفتعل الأسباب لكي يعود إلي بلاده.
واستطردت : قبل أن أنجب مولودي منه سافر في سرية تامة دون أن يترك عنواناً يوصل إليه، فما كان أمامي إلا أن أعمل جاهده علي توفير مستلزمات (الولادة)، وكان أن أنجبت طفلاً، إلا إنني نادمة علي تجربتي الفاشلة التي وضعتني في موقف لا أحسد عليه.