......................................................
قلما نتوقف عند الأرقام الخرافية لإرتباطات الفنانين في حفلات الأعراس أو الحفلات الجماهيرية، وهم جميعاً يصدحون من خلالها بصوت عالٍ، ونادراً ما يخفت صوتهم، ورغماً عن ذلك يطالبون بمبالغ مالية ليست معقولة في ظل الظروف الإقتصادية القاهرة.
إن أصحاب المناسبات دائماً ما يكونون مهمومين بإبرام العقود مع هذا الفنان أو تلك الفنانة، لأنه ثمة حقائق لابد من التطرق لها في الفن الذي هو أساساً محاولة لإعتقال لحظات فرحة هاربة من العروسين لا تتجاوز الساعة أو الساعتين بحسب التصديق المصرح به من شرطة أمن المجتمع، فالفنان لا يصعد خشبة المسرح إلا في تمام الساعة التاسعة مساء، وينتهي الحفل في الساعة الحادية عشر مساء، ودوماً يحدث ذلك ولا يختلف الأمر إلا في حال زيادة الزمن لساعة أو ساعتين من المحلية المقام في محيطها المناسبة.
تبقي أجور الفنانين بصورة عامة هاجساً يؤرق مضاجع أصحاب المناسبات لأنها لا تخضع إلى معايير، وتفتقر إلي مراعاة الظروف الاقتصادية القاهرة، ولا تحدد قيمة للإرتباط الذي سجل فيه الفنان الكبير كمال ترباس رقماً قياسياً لتصبح حفلات الأعراس الأعلي أجراً بـ(100) ألف جنيه، بالإضافة لـ(عدادت) تتراوح من (25) إلي (30) ألف جنيه، أما في حال السفر للولايات فإن هذه القيمة تتضاعف، والتي يعتبرها البعض ليست مقياساً يستند عليه في حركة الغناء لأن الذين يتعاقدون لإحياء هذه المناسبات الإجتماعية معظمهم لايمتلكون الإنتاج الفني الخاص بهم، ويتم التعامل علي أساس أنهم مجرد (موضة).
من الملاحظ في الآونة الأخيرة إرتفاع أجور المطربين والمطربات في مناسبات الزواج وحفلات الشباك وتخريج طلاب الجامعات وغيرها، دون مراعاة إلي أن المشاركة الاجتماعية تواجهها ظروف اقتصادية قاهرة تلقي بظلالها علي المشهد العام، وبما أنها كذلك فقد أستغل البعض هذه الأهمية التي يجبر وفقها العريس على دفع مبالغ مالية طائلة دون فائدة محسوسة في ساعتين لا أكثر ، وكل تلك المبالغ الضخمة لا تتناسب مع الغث في الأداء الغنائي.
الموضوع يحتاج لمعالجة سريعة وتدخل من المعنيين بالشأن الفني في البلاد، وإيجاد حلول لهذه المعضلة بوضع ضوابط وشروط لا يسمح بتجاوزها مهما كانت الدواعي.
السؤال الذي يفرض نفسه لماذا يغالي الفنانين في إرتباطات حفلات الأعراس، ولماذا يتوقفون في سعر محدد؟، علماً بأن الفن أساساً يستدعي الفنان أو الفنانة إلى مجتمعه ومعايشة ظروفه ومعاناته التي لا تعدهم يجعلون العريس يعود مكسوفاً لعدم إمتلاكه مبلغ الإرتباط، أليس في دواخلهم إيمان بأن ممارسة الغناء في الأعراس المنحصرة في الإطار الإجتماعي والإنساني في المقام الأول، مما يعني أنها ليست تجارية، على عكس الحفلات الجماهيرية التي من حق الفنان فيها أن يقيم نفسه مثلاً الموسيقار محمد الأمين والفنان ابوعركي البخيت والقيصر معتز صباحي والفنانين الشقيقين أحمد وحسين الصادق وغيرهم، أما في مناسبات الأعراس فعلي الفنان أو الفنانة أن يتعاملوا بشكل متساوٍ مع الفقير والغني، فالمسألة في النهاية مسألة فردية بين الفنان أو الفنانة والعريس الذي لديه ميزانية محددة يحرص من خلالها على حقوق الفرقة الموسيقية التي تمنح فتات من قيمة المبالغ المالية الضخمة التي قد تصل إلي (100) ألف جنيه، أما الحفل التجاري يختلف لأنه يقام وفقاً لمقاييس ومعايير، وقيمة مالية يضعها الفنان في حساباته.
أجد نفسي واقفاً ضد المغالاة في حفلات الأعراس، لأنها تأتي في ظل مشاكل ومصاريف يومية كثيرة، وكلما تطورت الحياة زادت هذه التكاليف الملقاة على عاتق الشباب، وبما أن الأمر كذلك كيف يكون الفنان (جزاراً) أو نظرته للفن نظرة (مادية)؟ الإجابة عندي في غاية البساطة لا يمكن أن تكون هكذا إلا أن يكون جلد الفنان أو الفنانة (تخين) جداً، ومحصن بشدة حيال نظرات الآخرين أو أنهم بمعزل عن الناس كما يفعل بعض الفنانين الذين يعيشون في عزلة تفصلهم عن أهل المناسبة وذلك بما يسمى بمدير الأعمال الذي هو محكوم بتوجيهات معينة ولا يملك المرونة الكافية، وعليه لماذا لا يترك الفنان عملية التفاوض له بإعتبار أن هنالك مسائل إجتماعية وإنسانية.
وفي السياق اعترف لي عدد من الفنانين بأن هنالك مغالاة في الحفلات، وتشكل هذه المغالاة شكل من أشكال التباهي، والأمثلة كثيرة لاحصر لها ولا عد، وبالمقابل هنالك من لا يغالون في حفلاتهم وقيمتهم الفنية مرتفعة أمثال صلاح بن البادية، أبوعركي البخيت، سيف الجامعة، حمد الريح ومحمود تاور.
من المؤسف أن بعض الفنانين عداداتهم عالية جداً، ولا يمتلكون ولو أغنية واحدة خاصة، لذا أبعث لهم برسالة مفادها : (يجب أن لا تكون المعايير مختلة بهذا الشكل، ولا يترك للفنان تحديد القيمة المالية للإرتباط على إحياء الحفلات، مما يجعل فناني (نجوم الغد) نجوماً بأغنيات الآخرين)، وهم يمارسون نوعاً من الترويج لأنفسهم على طريقة الفنانين العرب من خلال مدير الأعمال الذي يصطاد في حفلات الأعراس وفي مناسبات الجامعات، وهي أشياء دخيلة ولا توصل الفنان إلا إلى عربة (برادو) أو أي شيء آخر، ولكنها لا توصله إلى قلوب الناس، ولا تدخله تاريخ الأغنية السودانية أو وجدان المتلقي.
من المعلوم أن الفنانين المغالين في أجورهم ليس فائزون بمحبة الناس، فكل ما ذكره أحدهم لا تأتي نغمة جميلة أو سيرة حبيبة، فمن كان عائشاً إلى نفسه يجب على الناس أن لا تقدره خاصة وأنهم قادرين على التمييز بين الصالح والطالح الغث والسمين، والإنسياق وراء الهوجات والموجات والموضات في التفكير هي من سمات المجتمعات غير المتحضرة، فالفنان الجيد ليس في حاجة لأن يكون متشبهاً بالنساء في (البوبار) بالعداد، على الفنانين مراعاة الضائقة المالية التي يمر بها المجتمع، وذلك بالإرتفاع إلى مستوى المسؤولية بمشاركة المجتمع في قضاياه وهمومه، خاصة وأنه معروف أن هنالك ظروف اقتصادية تتأرجح من وقت لآخر، لذلك لا يوجد مبرراً لزيادة الأجر الذي يلعب دوراً كبيراً في تصعيب إتمام مراسم الزفاف، وهي ظاهرة جديرة بالدراسة، وعلى مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية النظر في مسألة ترقية وضبط ممارسي المهنة، ومن المفروض أن تتم مراجعة حفلات الأعراس بأن يكون هنالك حد أعلي وأدني وتصنيف للفنانين درجة أولى، ثانية وثالثة، فالفرقة الموسيقية المكونة من أثني عشر عازفاً تكلف (6000) جنيه زائد مكبر الصوت والترحيل، لذا أعتقد أنه يجب أن يكون الحد الأدنى (15) جنيه للحفلة فهو مناسب ومعقول جداً، أكثر من ذلك تترك إلى أهل المناسبة على أساس أنها مساهمة من الفنانين تجاه مجتمعهم.
قلما نتوقف عند الأرقام الخرافية لإرتباطات الفنانين في حفلات الأعراس أو الحفلات الجماهيرية، وهم جميعاً يصدحون من خلالها بصوت عالٍ، ونادراً ما يخفت صوتهم، ورغماً عن ذلك يطالبون بمبالغ مالية ليست معقولة في ظل الظروف الإقتصادية القاهرة.
إن أصحاب المناسبات دائماً ما يكونون مهمومين بإبرام العقود مع هذا الفنان أو تلك الفنانة، لأنه ثمة حقائق لابد من التطرق لها في الفن الذي هو أساساً محاولة لإعتقال لحظات فرحة هاربة من العروسين لا تتجاوز الساعة أو الساعتين بحسب التصديق المصرح به من شرطة أمن المجتمع، فالفنان لا يصعد خشبة المسرح إلا في تمام الساعة التاسعة مساء، وينتهي الحفل في الساعة الحادية عشر مساء، ودوماً يحدث ذلك ولا يختلف الأمر إلا في حال زيادة الزمن لساعة أو ساعتين من المحلية المقام في محيطها المناسبة.
تبقي أجور الفنانين بصورة عامة هاجساً يؤرق مضاجع أصحاب المناسبات لأنها لا تخضع إلى معايير، وتفتقر إلي مراعاة الظروف الاقتصادية القاهرة، ولا تحدد قيمة للإرتباط الذي سجل فيه الفنان الكبير كمال ترباس رقماً قياسياً لتصبح حفلات الأعراس الأعلي أجراً بـ(100) ألف جنيه، بالإضافة لـ(عدادت) تتراوح من (25) إلي (30) ألف جنيه، أما في حال السفر للولايات فإن هذه القيمة تتضاعف، والتي يعتبرها البعض ليست مقياساً يستند عليه في حركة الغناء لأن الذين يتعاقدون لإحياء هذه المناسبات الإجتماعية معظمهم لايمتلكون الإنتاج الفني الخاص بهم، ويتم التعامل علي أساس أنهم مجرد (موضة).
من الملاحظ في الآونة الأخيرة إرتفاع أجور المطربين والمطربات في مناسبات الزواج وحفلات الشباك وتخريج طلاب الجامعات وغيرها، دون مراعاة إلي أن المشاركة الاجتماعية تواجهها ظروف اقتصادية قاهرة تلقي بظلالها علي المشهد العام، وبما أنها كذلك فقد أستغل البعض هذه الأهمية التي يجبر وفقها العريس على دفع مبالغ مالية طائلة دون فائدة محسوسة في ساعتين لا أكثر ، وكل تلك المبالغ الضخمة لا تتناسب مع الغث في الأداء الغنائي.
الموضوع يحتاج لمعالجة سريعة وتدخل من المعنيين بالشأن الفني في البلاد، وإيجاد حلول لهذه المعضلة بوضع ضوابط وشروط لا يسمح بتجاوزها مهما كانت الدواعي.
السؤال الذي يفرض نفسه لماذا يغالي الفنانين في إرتباطات حفلات الأعراس، ولماذا يتوقفون في سعر محدد؟، علماً بأن الفن أساساً يستدعي الفنان أو الفنانة إلى مجتمعه ومعايشة ظروفه ومعاناته التي لا تعدهم يجعلون العريس يعود مكسوفاً لعدم إمتلاكه مبلغ الإرتباط، أليس في دواخلهم إيمان بأن ممارسة الغناء في الأعراس المنحصرة في الإطار الإجتماعي والإنساني في المقام الأول، مما يعني أنها ليست تجارية، على عكس الحفلات الجماهيرية التي من حق الفنان فيها أن يقيم نفسه مثلاً الموسيقار محمد الأمين والفنان ابوعركي البخيت والقيصر معتز صباحي والفنانين الشقيقين أحمد وحسين الصادق وغيرهم، أما في مناسبات الأعراس فعلي الفنان أو الفنانة أن يتعاملوا بشكل متساوٍ مع الفقير والغني، فالمسألة في النهاية مسألة فردية بين الفنان أو الفنانة والعريس الذي لديه ميزانية محددة يحرص من خلالها على حقوق الفرقة الموسيقية التي تمنح فتات من قيمة المبالغ المالية الضخمة التي قد تصل إلي (100) ألف جنيه، أما الحفل التجاري يختلف لأنه يقام وفقاً لمقاييس ومعايير، وقيمة مالية يضعها الفنان في حساباته.
أجد نفسي واقفاً ضد المغالاة في حفلات الأعراس، لأنها تأتي في ظل مشاكل ومصاريف يومية كثيرة، وكلما تطورت الحياة زادت هذه التكاليف الملقاة على عاتق الشباب، وبما أن الأمر كذلك كيف يكون الفنان (جزاراً) أو نظرته للفن نظرة (مادية)؟ الإجابة عندي في غاية البساطة لا يمكن أن تكون هكذا إلا أن يكون جلد الفنان أو الفنانة (تخين) جداً، ومحصن بشدة حيال نظرات الآخرين أو أنهم بمعزل عن الناس كما يفعل بعض الفنانين الذين يعيشون في عزلة تفصلهم عن أهل المناسبة وذلك بما يسمى بمدير الأعمال الذي هو محكوم بتوجيهات معينة ولا يملك المرونة الكافية، وعليه لماذا لا يترك الفنان عملية التفاوض له بإعتبار أن هنالك مسائل إجتماعية وإنسانية.
وفي السياق اعترف لي عدد من الفنانين بأن هنالك مغالاة في الحفلات، وتشكل هذه المغالاة شكل من أشكال التباهي، والأمثلة كثيرة لاحصر لها ولا عد، وبالمقابل هنالك من لا يغالون في حفلاتهم وقيمتهم الفنية مرتفعة أمثال صلاح بن البادية، أبوعركي البخيت، سيف الجامعة، حمد الريح ومحمود تاور.
من المؤسف أن بعض الفنانين عداداتهم عالية جداً، ولا يمتلكون ولو أغنية واحدة خاصة، لذا أبعث لهم برسالة مفادها : (يجب أن لا تكون المعايير مختلة بهذا الشكل، ولا يترك للفنان تحديد القيمة المالية للإرتباط على إحياء الحفلات، مما يجعل فناني (نجوم الغد) نجوماً بأغنيات الآخرين)، وهم يمارسون نوعاً من الترويج لأنفسهم على طريقة الفنانين العرب من خلال مدير الأعمال الذي يصطاد في حفلات الأعراس وفي مناسبات الجامعات، وهي أشياء دخيلة ولا توصل الفنان إلا إلى عربة (برادو) أو أي شيء آخر، ولكنها لا توصله إلى قلوب الناس، ولا تدخله تاريخ الأغنية السودانية أو وجدان المتلقي.
من المعلوم أن الفنانين المغالين في أجورهم ليس فائزون بمحبة الناس، فكل ما ذكره أحدهم لا تأتي نغمة جميلة أو سيرة حبيبة، فمن كان عائشاً إلى نفسه يجب على الناس أن لا تقدره خاصة وأنهم قادرين على التمييز بين الصالح والطالح الغث والسمين، والإنسياق وراء الهوجات والموجات والموضات في التفكير هي من سمات المجتمعات غير المتحضرة، فالفنان الجيد ليس في حاجة لأن يكون متشبهاً بالنساء في (البوبار) بالعداد، على الفنانين مراعاة الضائقة المالية التي يمر بها المجتمع، وذلك بالإرتفاع إلى مستوى المسؤولية بمشاركة المجتمع في قضاياه وهمومه، خاصة وأنه معروف أن هنالك ظروف اقتصادية تتأرجح من وقت لآخر، لذلك لا يوجد مبرراً لزيادة الأجر الذي يلعب دوراً كبيراً في تصعيب إتمام مراسم الزفاف، وهي ظاهرة جديرة بالدراسة، وعلى مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية النظر في مسألة ترقية وضبط ممارسي المهنة، ومن المفروض أن تتم مراجعة حفلات الأعراس بأن يكون هنالك حد أعلي وأدني وتصنيف للفنانين درجة أولى، ثانية وثالثة، فالفرقة الموسيقية المكونة من أثني عشر عازفاً تكلف (6000) جنيه زائد مكبر الصوت والترحيل، لذا أعتقد أنه يجب أن يكون الحد الأدنى (15) جنيه للحفلة فهو مناسب ومعقول جداً، أكثر من ذلك تترك إلى أهل المناسبة على أساس أنها مساهمة من الفنانين تجاه مجتمعهم.