...........................
احتميت بشارع الرئيس السوداني الراحل جعفر محمد النميري
............................
...............................
أجريت حواراً مع الدكتورة عائشة الليبية الجنسية، والذي اتسم بكشف أسرار حول بلادها، وما هي المعايير التي يختار وفقها الرئيس الراحل معمر القذافي لحارساته الشخصيات، وكيف استطاعت الهروب من نيران جحيم النظام الليبي المخلوع، والإحتماء بشارع الرئيس السوداني الراحل محمد جعفر نميري، الأمر الذي حدا بها أن تهجر دراستها الأكاديمية بجامعة (بنغازي)، وتلجأ للعمل في معرض لبيع البدل الجاهزة المستوردة من مصر.
وقالت : بدأت قصتي منذ اللحظة التي انطلقت فيها الشرارة الأولي للثورة الليبية من مدينة (بنغازي)، ثم انتشرت كالنار في الهشيم في بقية مدن ومناطق ليبيا، ما جعل الحرب الدائرة بين الثوار وكتائب العقيد القتيل معمر القذافي تؤدي إلي مقتل وتهجير الكثير من أبناء الشعب الليبي.
وتابعت : مع بداية الأحداث وإشتعال نيرانها بصورة لم تكن متوقعة من قريب أو بعيد وحينما استمرت علي ذلك المنحي الخطير شددت الرحال عاجلاً منها إلي تشاد التي مر عليّ فيها سبع سنوات، وخلال هذه السنوات لم أجد أي فرصة عمل في مجالي الطبي الذي درسته في مسقط رأسي، الأمر الذي اضطرني إلي أن أعمل في متجر متخصص في بيع البدل (الفل سوت).
وأردفت : عندما اندلع القتال في ليبيا كنت في مدينة (بنغازي) التي شهدت فيها ضرباً بصورة عنيفة لم آلفه قبلاً، حيث كان صوت الرصاص والمدافع يدخل في النفوس الخوف والهلع الشديدين، وعندما خرجت إلي الشارع وجدت منظر الجثامين في الطرقات العامة يحكي عن المعاناة كبيرة التي يشهدها وسيشهدها الشعب الليبي، إذ إننا عانينا معاناة كبيرة في تلك اللحظات، خاصة وأن الإشكالية كانت كلها في مدينة (بنغازي).
ما هو الإحساس الذي كان يخالجك في تلك الأثناء؟
قالت : في البداية كنا في حالة خوف شديد من صوت الرصاص والقتل الذي كان يحدث بالقرب منا، وبعد مرور شهر علي الإنتفاضة بدأنا نتعود تدريجياً علي ذلك الواقع رغماً عن قساوته، ومن ثم قررنا الهجرة إلي تشاد لفترة قصيرة من الزمن، ونعود بعدها إلي مدينة (بنغازي)، ولكن الظروف وحدها التي جعلتنا نبقي في (انجمينا).
هل كان أقرب لك أن تهاجري للسودان.. أم تشاد؟ قال : جغرافيا اﻷقرب لي تشاد، فأنا ليست لدي خلفية عن السودان، كما أن معظم أهلنا جاءوا إلي تشاد التي تعرفنا فيها علي الناس وطبعهم، والفرق بين ليبيا وتشاد يكمن في نوعية المأكل والمشرب وارتداء الأزياء وغيرها من العادات والتقاليد.
كيف هي علاقاتكم مع السودانيين بالجماهيرية الليبية؟
قالت : السودانيون بليبيا في حالهم، ويؤدون أعمالهم التي جاءوا من أجلها، أي أنهم ذوي أخلاق عالية، لذلك يجدون التقدير والإحترام الكبير من الأهل في ليبيا.
ماذا عن الجماهيرية بعد الثورة الليبية؟
قالت : ليست تمام، فهي تشهد أحداثاً متصاعدة بشكل مطرد أبرزها اختطاف رئيس الوزراء الليبي، والتفجيرات في بعض المدن والمناطق، ما أدي إلي أن تحدث بعض الوفيات.
ماذا تقولي لأهلك في ليبيا؟ قالت : علي الليبيين الذين غير مرتاحين في ليبيا أن يهاجروا إلي دول الجوار السودان وتشاد إلي أن يستقر الوضع في البلاد ونحن في تشاد مرتاحين.
قالت : درست بكلية الطب بجامعة بنغازي، ولكن الإشكالية تكمن في إنني تركت شهادتي في ظل الثورة بليبيا، كما أنه تواجهني مشكلة أن تشاد لغتها الرسمية اللغة الفرنسية، وأنا درست الطب باللغتين العربية والانجليزية، وفي ليبيا بدأت العمل إلا أن الثورة وحدها التي جعلتني اتركه، واهرب من جحيم النيران بها، لذلك تجدني أعمل في هذا المتجر الخاص بالملبوسات الرجالية.
قالت : هي مدينة جميلة، والأجواء فيها ممتازة جداً، وأنا لا أبدلها بأي مدينة في العالم فهي مسقط الرأس.
وماذا عن تجنيد العقيد الراحل معمر القذافي للنساء في حراسته الشخصية، ولماذا كان يفضلهن علي الرجال؟
قالت : كان القذافي يحرص علي أن تكون حارسته غير متزوجه، وله فلسفته في ذلك، إذ أنه يشترط في من تود الالتحاق بقواته النسائية أن تكون عازبة، وكان يمنحهن نفس الحقوق الممنوحة للرجال.
وحول السبب الذي قاد القذافي إلي إختيار النساء غير المتزوجات؟
قالت : كان يقول من ترغب في حراسته أن تتفرغ لخدمته تفرغاً كاملاً حتي يستطعن تأدية المهمة الموكلة لهن دون أن ينشغلن بأعباء أخري.