قصص مثيرة حول وصمة المجتمع لمرضي البهاق والصدفية
......................................
حالات طلاق وعزلة وإيداع في دار العجزة والمسنين
وأب يقدمون له الطعام (سندوتشات)
..............................................
وقف عندها : سراج النعيم
.................................................
يشكل مرض (البهاق) و(الصدفية) هاجساً كبيراً
للمرضي المصابين به، وذلك خوفاً من وصمة المجتمع لهم، والتي ترسم واقعاً مغايراً لما
كانوا يأملون فيه، والمفاجأة الصادمة لهم بروز المشكلات التي يصعب حلها، والتي قادت
الأستاذ حمد محمد الشريف إلي وضع الحقائق كاملة للرأي العام، وذلك من وحي المواقف الغريبة
التي يتعرضون لها في محيط المجتمع بشكل عام، والمحيط الأسري بشكل خاص، والأخير حدثت
فيه الكثير من الأزمات لعدم وعي الناس بحقيقة مرض (البهاق) و(الصدفية)، فهما لا يصيبان
الإنسان بالعدوي أو ينتقلان من خلال العامل الوراثي.
فيما نجد أن إحدى الفتيات قد نبذت صديقتها،
بعد أن تعرفت عليها بـ(الفيس بوك)، ومن ثم تواصلت معها عبر الهاتف السيار لدرجة أنهما
ارتبطتا بها ارتباطاً وثيقاً، دون أن يشاهدا بعضهما البعض، وحينما التقيا اكتشفت أن
صديقتها مصابة بـ(الصدفية)، مما حدا بها أن تقطع علاقتها بها نهائياً، الأمر الذي حز
في نفسيات المريضة ودخلت في عزلة عن الناس والمجتمع.
ومن القصص المثيرة، القصة المؤلمة لطبيبة فسخت
خطوبتها لذنب لم تقترفه سوي أن والدها مصاب بهذا المرض الذي جاءه قبل عشرات السنوات،
وبالتالي يعانون الأمرين لما يشهده هذا الملف من مآسي كحالات الطلاق التي تقع ما بين
الفينة والاخري، وكل ما استطاعوا إحصائه من حالات الانفصالات التي حدثت في الفترة الماضية
ترتكز في ولاية الخرطوم، وعليه بدأوا برنامجاً توعوياً في أوساط هذه الأسر، لكي يبتعدوا
من ذلك الضعف، ضف إليها العديد من الإشكاليات التي تطل برأسها كـ(العزلة) المضروبة
حول بعض المرضي المصابين في السنوات الماضية، وأشهرها قضية عائل هذه الأسرة التي قررت
إيداع عميدها دار (العجزة والمسنين)، وذلك نتيجة إصابته بـ(البهاق)، الأمر الذي جعله
يطرح قصته دون أن يجد الأذن الصاغية، وكلما جلسوا إليه يشكو ظلم زوجته وأبنائه، الذين
سببوا له حالة نفسية صعبة جداً، ولم يكتفوا بتقديم الطعام كـ(سندوتشات) تجنباً لأن
يخالطهم في إناء واحد بدعوي الخوف من أنتقال العدوي لهم، كما أنهم يمنعون الضيوف الزائرين
لهم من الجلوس علي السرير الذي ينام فيه لنفس السبب.
وتبقي مسألة وصمة المجتمع لمرضي (البهاق) و(الصدفية)
مسألة جديرة بالدراسة، لأننا لو أخذنا نموذجاً أخراً سنجد أن هذا المرض تسبب في هروب
طالب من دراسته، لما يلاقيه من زملائه الأصحاء، الذين كانوا يزفونه مع بداية اليوم
الدراسي ونهاية الدوام المدرسي، مما سبب له ضغوطات نفسية، وبالتالي ضاع مستقبله نتيجة
مرض غير معدي، إنما يغير لون البشرة من لونها الطبيعي إلي اللون (الأبيض).
وفي السياق تم إنشاء جمعية بتاريخ
10/10/2004م، نظراً لحاجة المرضى إلي تكوين جسم يشعر بمعاناتهم، ويعمل على تحقيق آمالهم
في الشفاء، وتخفيف عبء فاتورة العلاج، وإيجاد الدعم النفسي والمادي لهم، الأمر الذي
قام به نفر حادب على مصلحة المرضي من أجل تحقيق الأهداف المرجوة التي أنشئت في إطارها
الجمعية، ورغم ذلك يواجهون صعوبات في العمل الطوعي من ناحية إيجاد الموارد، إلا أن
المكتب التنفيذي للجمعية استطاع أن يؤسس مقراً لها، وتكوين قاعدة معلومات تعينهم على
عرض أنفسهم على الجهات والمؤسسات.
يمكن أن يصيب البهاق أي جزء من أجزاء الجسم،
ولكن هناك بعض الإمكان أكثر عرضة للإصابة به مثل الوجه والرقبة والصدر والأعضاء التناسلية،
وكذلك الإبطين وبين الفخذين ويصيب (البهاق) الأماكن المصابة بحروق أو جروح ويتغير لون
شعر المصاب بمرض البهاق للون الأبيض ومرض البهاق غالباً ما يصيب الأشخاص الذين لديهم
تاريخ وراثي لهذا المرض (أي إصابة أحد أفراد العائلة) وغالباً ما تبدأ الإصابة قبل
بلوغ العشرين.