جلس إليه : سراج النعيم
.....................
ويستمر الدكتور محمد
علي حضرة استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم بمدينة البراحة الطبية والمراكز
الصحية الشبابية في سرد تفاصيل أغرب حالات السيدات اللواتي شخص أمراضهن، مؤكداً أن
الأغلبية منهن تأثرن باخطاء في التشخيص، بالإضافة إلى أنه وضح الأسباب المؤدية إلى
اللحميات التي تسببت في حدوث اشكاليات بين الازواج واسر الفتيات.
أولا ماذا عن حالة
المريضة التي تم استقبالها بمستشفي النساء والتوليد بالخرطوم بحري قال : جاءت تلك السيدة
على أساس أنها ذات حمل مخالف للأسس الطبية المتعارف عليها، بالمقابل تعتبر هذه الحالة
نادرة جداً، لذلك تمر بنا لأول مرة طوال ممارستنا لمهنة الطب، وتتطلب هذه الحالة إلتقاء
الحيوان المنوي ليقوم ببدء رحلة طويلة يتلقي من خلالها بالبويضة التي بدورها تكون في
انتظاره داخل قناة (فالوب)، وذلك بعد خروجها من المبيض ليتم تلقيحها، ومن ثم تبدأ البويضة
في الانقسام ورحلة العودة لتستقر في جدار (تجويف) الرحم الداخلي، لتبدأ في الإنقسام
وتكوين الجنين.. وإذا حدث ووجدت عائقاً في طريق عودتها لأي سبب من الأسباب مثلا ضيق
الأنبوب أو إنسداد أو وجود التصاقات، تؤدي إلى أن تتوقف في مكانها، وتستمر البويضة
المخصبة في النمو وهذا موجود كثيراً، وغالباً ما ينفجر الأنبوب (قناة فالوب) لضيقها،
مما يؤدي لحدوث نزيف داخلي، يستدعي التدخل الجراحي على جناح السرعة، وهذا مشاع بين
الجميع، ويعرف بالحمل خارج الرحم، ولكن هذه الحالة نادرة جداً، ولم تسجل في العالم
من قبل، فالجنين مكث داخل تجويف البطن (خارج الرحم) مدة أربع أعوام، وقد كان كامل النمو
ومتحللاً، كما توضح الصور، وهذا الحمل النادر داخل تجويف البطن (Abdomin al pregnancy)، وغالبا ما يكشف في فترة التسعة أشهر الأولي من الحمل، وهنا نتدخل
جراحياً لا خراجه.
وماذا؟ قال : تجلت
قدرة الخالق في حفظ حياة الام الحامل، إذ لم يسبب لها هذا الجنين الذي ظل قابعاً داخل
بطنها أربع سنوات من تاريخ الحمل الذي لم يحدث أي مضاعفات أو حتي عرضها لفقد حياتها،
فسبحان الله العلي القدير على كل شيء.
ما هي نتيجة تشخيص
حالة السيدة ؟ قال : الأم الحامل جاءت إلينا في المستشفي، وتم تشخيص حالتها عدة مرات،
فتأكد بأن لديها جنين متوفى داخل الرحم، وجرت عدة محاولات لإستخراج الجنين بواسطة الطلق
الصناعي (حبوب)، ولم تستجيب للعلاج، وعندما تمت استشارتي، وبعد الكشف عليها أتضح أنه
جنين ميت فعلاً، ولكن داخل التجويف البطني وبعد ذلك تم تجهيز المريضة لإجراء عملية
جراحية بواسطتي ودكتور عبدالله الكنان والدكتور وهيب إبراهيم هارون.
هل كانت العملية
معقدة وكم من الزمن استغرقت؟ قال : الإجابة تكمن في وجود الحالب والشريان (الرحمي)،
وعلي خلفية ذلك تمت العملية الجراحية بسلام وكان أن تعافت المريضة، ومن ثم ذهبت إلى
ذويها بعد أسبوعين من جراء العملية ورغماً عن خروجها من المستشفي، إلا أنه تمت متابعتها
بالعيادة المحولة.
ماذا قالت المريضة
بعد نجاح العملية الجراحية؟ قال : أحمد الله العلي القدير، الذي وفقني لتتم العملية
الجراحية. وأضافت : المشكلة بدأت معي منذ فترة ليست بالقصيرة، وتحديداً بعد زواجي الذي
شعرت بعده ببوادر حمل، وعند ذهابي للطبيب للكشف الأولى، كانت المفاجأة بأن قال لي الطبيب
بأني حامل في الشهر التاسع ما جعلني أحمل إتهاماً صريحاً بأنني أدري بما فعلت، وللعلم
والحقيقة أن بطني كانت فعلاً منتفخة بشكل ملحوظ، ومن هنا حدثت البلبلة في الأفكار وانقلبت
حياتي رأساً على عقب، حيث صار زوجي قلقاً ومضطرباً، وزاد حديث الطبيب هذا القلق والاضطراب،
مما أصابني بحالة نفسية سيئة، وكذا والدتي التي كاد والدي ان يطلقها بسببي، وذلك باتهامها
بعدم إحسان تربيتي، ولكن عناية الله كانت أكبر واشمل رحمة، لأنه أعلم بحالي فكنت أجهل
تماماً ما ألم بي من ألم، وهذا الوزن الذي كنت احمله في أحشائي والذي كان يصاحبه ألم،
ومضاعفات كثيرة جداً.
وتابعت : أشعر بتحسن كبير وأزاول أعمالي العادية
بشكل جيد، مع التأكيد أنني كنت قبلاً في حالة تعب دائم وهبوط، وأعاني من أنيميا حادة
وغثيان وفتور.
أعود بك إلى اللحمية
وما هي احتمالات حدوثها وماذا عن مضاعفاتها ؟ قال : اللحمية (FIBRIDD) هي في العادة ورم
حميد لعضلات الرحم الملساء (smoochmuscles)، والأكثرية تظهر
في جسم الرحم و (4%) فقط في عنق الرحم، ونادراً ما تظهر في الرحم والمبايض، وقد تكون
واحدة وأكثر وقد تتسبب في بعض المضاعفات مثل الآم الدورة الشهرية وزيادتها، ووجود نزيف
مستمر أو متقطع وقد تؤدي لعدم الإنجاب حسب نوع ومكان وجود اللحمية.
هل في حالة اللحميات
الكبيرة تكون هنالك زيادة ظاهرة في حجم البطن؟ قال : نعم، وفي الغالب الأعم يتم التدخل
الجراحي لإخراج اللحمية أو اللحميات الكبيرة، وإزالة الرحم كلياً حسب عمر المريضة وحالتها
عموماً.
كيف تتم التوعية
الصحية؟ قال : يجب أن تحضر المريضة للمستشفي أو لأي مركز صحي مبكراً في حالة ظهور أي
مشكلة من المشاكل، والمتابعة المستمرة للحالة مع الطبيب، وإعطاء المعلومات بصورة دقيقة
من جانب المريض، والفحوصات الدورية، وهذا يسهل كثيراً من المتاعب الصحية، ويمهد لعلاجها
في الوقت المناسب.