ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ أﻥ ﻳﻘﻮﻝ
ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ للآﺧﺮ، ﺃﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﺓ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻫﻲ (ﻣﻤﻠﻜﺘﻲ) ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﺎﺯﻋﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ
ﺃﺣﺪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻢ ﺑﻴﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻓﻜﺮﻩ ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﻪ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﺭﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ
ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺗﺴﻘﻂ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﻻ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ التي ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺍﺕ
الإﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﺌﻴﻠﺔ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎبها ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺛﺎﻗﺒﺔ، ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺘﺠﺎﺭﺏ
ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻮﻙ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ الأعمدة أو المقالات ﺑﻜﻞ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﺇﺫ تنتمي ﻛﻞ
كاتبة ﻏﻴﺮ ﻣﺸﻜﻮﻙ ﻓﻲ كتاباتها ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﺍﻟﻼﻣﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻜﺮ في اطارها
بعضهن في الانتماء اليها بكتابات على شاكلة (شطفني البنغالي).
وﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺃﻃﺮﺡ
ﺃﺳﺌﻠﺘﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ الكاتبات أمثال سهير عبدالرحيم ﻟﺼﺎﻟﺢ حاضر لا يستطيع أحد ﺃﻥ ﻳﺠﺰﻡ ﺃﻧﻪ
ﺗﻔﻮﻕ ﻋﻠﻲ ﺍلماضي ﻣﻦ ﺧﻼﻝ إنتاج أفكار ليست ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ، ألم يكن الاجدي بها الاقتداء بالأستاذتين
آمال عباس وبخيته أمين وآخريات كتبن دون الخروج عن عادات وتقاليد المجتمع السوداني.
بما أن تلك الكاتبة
وأخواتها لايشبهن سوى الفشل، فإنهن يخلطن بين المحظور والمشروع ، لذا ﺗﻠﻤﺲ في كتاباتهن
عدم اﻹﺣﺴﺎﺱ بالمسئولية ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﻤﺒﻨﻰ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﺑﻴﻦ كاتبه
جعلت ﻣﻦ قلمها ﺗﻌﺒﻴﺮﺍً ﻋﻦ مواقف شخصية، ﻭﻛﺎتبه جعلت ﻣﻦ قلمها ﺗﻌﺒﻴﺮﺍً ﻋﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻫﺬه ﺍﻷﻣﺔ.
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎتبة ﺧﻮﺽ ﻏﻤﺎﺭﻫﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ
ﺍﻻﺳﻘﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺍﻷﻋﻢ ﺗﻨﺤﺪﺭ ﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻄﺮﻩ ﺍﻟﻘﻠﻢ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ،
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ، ﻓﺄﻧﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻟﻢ ﺗﺤﺴﻨﻮﺍ ، ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﺴﺘﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ
، ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺸﺠﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﺎﻟﺐ ، ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻑ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ، ﻟﺬﺍ ﺃﺩﻋﻮﻫﻢ ﻟﻺﻗﻼﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ
ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ .
ﺇﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﺤﺪﻭﺩ
ﻭﻳﻤﻴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺎﻓﺮ ﺇﻟﻲ (ﺍﻟﺴﻄﺤﻴﺔ )، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻛﺎﺗﺒﺎﺕ ﺑﺪﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻣﺆﺧﺮﺍً ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ والمجتمع، بكتابات
ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧﻬﻦ ﻭﻗﻌﻦ ﻓﻲ ﺧﻄﺄ ﻓﺎﺩﺡ ، ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻧﺼﺤﻬﻦ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ
ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻦ، ﺣﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻌﻦ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﻬﺎ، ﺇﻟﻲ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻬﺪﻩ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻦ
ﻓﻲ ﺷﺘﻲ ﺿﺮﻭﺑﻬﺎ .
ﻭﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ
ﺃﺃﺧﺬ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ سهير عبدالرحيم ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺻﺤﻔﻲ : (ﺑﻄﻨﻲ ﻃﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ)، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻋﻦ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﻴﻞ، ﻭﺳﻜﺎﻥ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ .... ﺍﻟﺦ، ﻓﻜﻢ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﺟﺪ ﻣﺒﺮﺭﺍً لها،
ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻟﻚ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﺬﻟﻚ.
ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ ﺃﻗﺪﻡ
ﻟﻬﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﻌﻴﻨﺎً ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺣﺎﻟﺘﻬﻦ ﺇﻟﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺩﻣﺎﻥ .