الخرطوم : سراج النعيم
شكي عدد من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) و( الواتساب ) من
انتشار صوراً فاضحة تتم دبلجتها ببرنامج ( الفوتوشوب ) ونشرها بغرض تشويه صورة البعض
من نجوم المجتمع كما حدث مع الفنان كمال ترباس وآخرين يشكون لطوب الأرض ولا حياة لمن
تنادي.
وارجع الكثيرين الظاهرة إلي أن البعض يهدف إلي التشويه الصور لعدم وجود مكافحة
وعقوبات رادعة.
وعبر محمد محمود عن أسفه الشديد إلي تشويه صورة البعض باستخدام التقانة الحديثة
لإظهار المستهدفين في هيئات (فاضحة) بدوافع الانتقام من خلال جذب البعض من النشء والشباب
للمشاهدة والتعليق والتداول وليس مهما تأثير الصور علي الضحايا في المحيط الأسري والمجتمع
المهم تشويه الصورة بعيداً عن توازنها الأصلي بما يلبي رغبة المنتهك الذي ربما يكون
مريضاً نفسياً لمروره بإشكاليات في المحيط الأسري والمجتمعي ولاسيما فإن أمثال هؤلاء
من الصعب ردعهم بسهولة إلا إذا تم الإيقاع بهم وفتح بلاغات في مواجهتهم.
ويري خبير قانوني أن الجرائم الإلكترونية تمثل تحدياً كبيراً للضحايا الذين
يكونون مضطرين إلي الدفاع عن أنفسهم رغماً عن التحدي الكبير والضغوط النفسية والمجتمعية.
وتشير الأستاذة ثريا احمد خبيرة علم النفس إلي أن جل الانتهاكات ناجمة من
أثر الانجراف وراء ما تفرزه ( العولمة ) ووسائطها من تقانة تدعو إلي التحرر المطلق
الداعي إلي تسلق الثقافات والأفكار الغربية التي جد فيها البعض من النشء والشباب الإسلامي
والعربي مرتعاً خصباً لبذر بذورها وإعادة رسم خارطة أوطاننا بحسب ما يرغبون ويظهر ذلك
جلياً فيما يتم نشره من خلال المواقع الاسفيرية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة
التي بدلاً من الاستفادة منها في الدراسات والأبحاث والإعلام يحدث العكس بالتناول السلبي
المستهدف للقيم والأخلاق ما جعل الغرب يجد ضالته في الدول الإسلامية والعربية وهذا
ما أكدته الصحافة الأوروبية اليسارية.
ومن هنا يمكنني التأكيد أن الغرب وآلياته الإعلامية والاسفيرية علي اختلاف
برامجها استطاعت أن تسيطر علي الفضاء الشاسع في ظل غياب الإعلام الإسلامي والعربي وبالتالي
أصبحوا يوجهون الثقافات والأفكار بما يتوافق مع أهدافهم التضليلية للنشء والشباب مما
حدا بهم أن يشكلوا خطراً علي الدول الإسلامية والعربية من علي البعد أي أن المواقع
الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أضحت تشكل معضلة للكثير من الدول وبلا شك السودان
واحداً منها.
إن محور الصراع الاسفيري دائر في محيط القيم والأخلاق وهو الأمر الذي يجهله
البعض وأكاد أجزم أن الدراسات التحليلية والأبحاث لم تتطرق إلي الفارق الزمني بين الدول
الغربية والإسلامية والعربية والذي قد يصل إلي أكثر من قرن وهو الأمر الذي ربما يدركه
الإسلاميين والعرب المقيمين في أوروبا ولكن بكل أسف لا يجدون الأذن الصاغية في محاولاتهم
المستمرة للتنبيه للخطر الذي ينتج عن الاستخدام السالب للتقانة الحديثة.