الخرطوم : سراج النعيم
وجه الكثير من الكتاب نقداً لاذعاً وساخراً للدكتور مامون حميدة وزير الصحة
بولاية الخرطوم في تصريح أدلي به حول تكاثر الضفادع في ولاية الخرطوم بعد هطول الأمطار
من حيث انها اصبحت مصدر قلق وتوتر للناس للأصوات المتناقمة التي تصدرها بشكل موسيقي
كلما حل المساء ولا يكاد يخلو منها شارعاً من شوارع الخرطوم واقترح علي شركات
الاتصالات تسجيلها كنغمة تسمي النغمة ( الضفدعية) مع حفظ الحقوق الأدبية والمادية.
وبالرغم من كل ما اثير حول الضفادع إلا أنه لم يتطرق إلي الضفادع ( السامة)
بما في ذلك تصريح الدكتور مامون حميدة الذي تجاوزها للتبشير بالفائدة العائدة للإنسان
من أكل الضفادع المحتوية علي (بروتينات) ربما يكون ذلك صحيحاً ولكن ماذا عن
الضفادع (السامة)؟ .
ومن المعلومات المفيدة عن الضفادع أنها من (ﺍﻟﺒﺮﻣﺎﺋﻴﺎﺕ) وتمتاز بأنها قصيرة
وتتحرك قفزاً وتسلقاً ويساعدها في ذلك أن اجسادها خفيفة الوزن كما أنها ﻜﺎﺋﻨﺎﺕ غريبة
أكد لي حولها الطبيب البيطري معتصم عثمان المقيم بالمملكة العربية السعودية أن أكل
البعض منها ليس فيه ضرراً للإنسان في حال أنه تجنب ( السام) منها مستشهداً ببعض الشعوب
التي تتغذى عليها كـ( الجامبرى) تماماً.
ومن الحقائق المرة التي أشارت لها بعض الابحاث العلمية هي أن الضفادع السامة
يمتاز جلدها باللون الأزرق واسمها العلمي ( dendrobates)
ودائماً ما تعيش ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ وربما هذا الوصف ينطبق علي الضفادع المنتشرة
بولاية الخرطوم هذه الأيام لذلك كان علي حميدة أن يحدد نوعية الضفادع المفيدة للإنسان
من واقع الضفادع (السامة) التي أشارت لها الابحاث العلمية وزادت بأن الضفادع تتغذي
وتنتج سمها ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ علي ( الجنادب) و( النمل) و( الذباب) و( العناكب).
وهنالك ضفادع آخريات مختلفات حقق في إطارهم ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ علماء ﺟﺎﻣﻌﺔ ( ﻛﻮﻳﻨﺰ)
ﻓﻲ ﺑﻠﻔﺎﺳﺖ إعجازاً علمياً حازوا من خلاله ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة في البحث العلمي بعد أن توصلوا
إلي ﺃﻥ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﻀﻔﺎﺩﻉ تصلح لعلاج أكثر من ( 70) ﻣﺮﺿﺎً وأشار الفريق إلي أن الضفادع فيها
بروتينات كضفدع ( القرد الشمعي) الذي يمنع نمو اﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ.
ولكن رغماً عن ذلك يبقي خطر الضفادع علي الإنسان قائماً طالما أن هنالك
ضفادع سامة لذلك كان من الطبيعي أن يقابل تصريح وزير الصحة الولائي بكثير من النقد
والسخرية التي قال في إطارها أحد الشعراء من حق الضفادع أن تتعزز بعد أن أكد الدكتور
مامون حميدة اهميتها بالنسبة للإنسان صحياً لاحتوائها علي بروتينات وجعلني ذلك
التصريح أقف متأملاً الآبيات التي صاغها أحد الشعراء ممجداً ومتغزلاً في الضفادع علي
النحو التالي :ـ
ﺍﻓﺮﺣﻲ ﻳﺎ ﺿﻔﺎﺩﻉ ﻭﻟﻴﻜﻲ ﺣﻖ ﺗﺘــعزﺰﻱ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺎﻟﻮ ﺯﻭﻟــﻨﺎ ﺍﻣــــــﺎﻧﺔ ﻣﺎ ﺑﺘﺘﻤــﺰزﻱ
ﺗﺼـــﺮﻳﺢ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺧﻠﻲ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﺘﻨـــــﺰﺯ
ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﻘﻌﻮﻱ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ ﻭﺍﺗﻌـــﺰﺯ
ﻣﻦ ﺯﻣﻨﺎً ﺑﻌﻴﺪ ﻋﺎﻳﺶ ﺳﻌﻴـــــﺪ ﻭﻣﻌﺰﺯ
ﻓــﻲ ﺳﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﺑﻜﺮﺓ ﺑﻨﺸﻮﻓﻮ ﻣﻐﺰﺯ
ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻇﺮﻳﻒ ﻭﻣﺴﻠـــﻲ
ﺗﺼﺮﻳﺤﺎً ﻋﺠﻴﺐ ﻓﻴﻬﻮ ﺍﻟﻌﺠـــﺐ ﻣﺘﺠﻠﻲ
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻘﻌﻮﻱ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺴﺘﺎﻍ ﻭﻣﺠﻠﻲ
ﻧﻔــــﻄﺮ ﺑﻲ ﻗﻌﻮﻧﺠﺔ ﻭﺑﻲ ﺟﺮﺍﺩﺓ ﻧﺤﻠـــﻲ
ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻻﻛﻴﺪ ﺍﻻﺩﻫﺶ ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﻳــــــــــﺔ
ﺑﻌﺪ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻭﺯﻳﺮﻧﺎ ﺍﻟﻤﺎ ﺑﺨﺮ ﺍﻟﻤﻮﻳـــــﺔ
ﺻﺪﻗﻨﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﺎ ﺑﺘﻠﻘﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻌــــﻮﻳﺔ
ﻻ ﺿﻔﺪﻉ ﻏﻠﻴﺪ ﻻ ﺻﺒﺮﺓ ﻻ ﺣﺮﺑﻮﻳـــــﺔ