فقدت كل أموالها في مقابلة الأطباء ولم ينجح احد في إيجاد العلاج
بالمحكمة الزوج
يأذن لزوجته بالسفر للقاهرة ولكن لا تملك المال
موافقة زوجها علي السفر
الطفل مازن
والدة مازن تتحدث للاستاذ سراج النعيم
والدة مازن تتحدث للاستاذ سراج النعيم
بلاغ جنائي بضياع الأوراق الخاصة بتلقي العلاج بدولة خارجية
الخرطوم : سراج النعيم
وضعت السيدة بتول عبدالخير والدة الطفل مازن ناصر رمضان
البالغ من العمر 9 سنوات مأساته التي دارت فصولها ما بين مدينتي الدويم والخرطوم
حيث بدأت المعاناة تتوهج مع سيدة الأعمال منذ اللحظة التي أعطي فيها ابنها (حقنة)
عن طريق الخطأ للتشخيص الذي لم يكن صحيحاً ما قادها إلي اقتراض مبالغ مالية من
البنك حتى تتمكن من الإيفاء بشراء الأدوية المنقذة لحياة ابنها الذي ظل يعاني علي
مدي عشرة سنوات متصلة ومازال يعاني الأمرين من المرض الذي الم به بعد إنجابه
مباشرة بمستشفي النساء والتوليد بمدينة الدويم والذي على ٳثره ظلت تلازمه حالة رعشة دائمة لم يجد لها الأطباء تفسيراً سوي ان أشاروا
علي والدته بالسفر به إلي خارج البلاد من أجل تلقي العلاج اللازم فيما تقضي سيدة
الأعمال الليالي ساهرة بحثاً عن إيجاد حل للمأساة التي لم تبرح خيالها قيد أنملة
وذلك منذ ولادتها لطفلها (مازن) بالمستشفي.
تشخص حالته المرضية
البداية كانت بعد الإنجاب أي ولادة ابني (مازن) بصورة طبيعية
جداً ولكن صادف ذلك أن ألمت به أعراض (حمي) عاليه لدرجة انه يدخل في حالة (تشنج)
لم يستطع الأطباء ان يصلوا فيها إلي نتيجة رغماً عن أنني ومنذ ولادته قبل عشرة
سنوات اعرضه على الأطباء المختصين ما بين الدويم والخرطوم وكان أن شخصت حالته
المرضية على أساس أنه مصاب بالملاريا الحادة والالتهاب اللذين أخذ في إطارهما العلاج
المقرر من الأطباء فشفي من الحمى ولكن لم يشف من (الرعشة) التي أصبحت تشكل له
هاجساً في حياته بصورة عامة وبين زملائه وأبناء الحي بصورة خاصة.
تقارير
وتوقيعات الأطباء
وأضافت
: قص ابني (مازن) قصة تركت تأثيرها علي الأسرة التي قيدت تقيداً شديداً بمرض طفلي
الذي لم أجد تفسيراً للحالة الصحية الراهنة التي عاني منها نفسياً بعد ان مرض بما
هو ملازم له طول حياته ولكن غريزتي كأم لم أيأس رغماً عن ان تقارير وتوقيعات الأطباء
حول ابنها الذي يبلغ من العمر الآن 10سنوات حرم من خلالها التمتع بالصحة والتي
عاني في ظلها من التمكن من الإمساك بالقلم كسائر زملائه بالمرحلة الدراسية فهو
الأمر الذي لاحظه الأساتذة الذين حين يفرضون عليه الكتابة بلهجة شديدة يبكي لعدم
مقدرته ممارسة ما يطلب منه بالمدرسة بمرحلة وعندما علمت بما جري مع طفلي قررت ان
اقطع دراسته من الصف الثاني حتى لا اسبب له حالة نفسية تضاف إلي حالته الصحية.
الخوف
من الأغراب
ومضت
: وقد تسبب الخطأ الذي وقع فيه الأطباء الذين شخصوا حالته الصحية إلي عدم استطاعته
الكلام وتلحظ انه يستخدم الإشارات
كثيراً
للحركة بالإضافة إلي اتصافه بسمات الخجل والخوف من الأغراب.
هنا
بدأت المأساة
ومن
هنا بدأت رحله طويلة جداً مع الأطباء وبعد الفحصات الطبية تأكد لنا انه لا يوجد شئ
يقف في طريق النطق فذهبت للأطباء المتخصصين في أمراض الأطفال ومن هنا بدأت المأساة
تأخذ بعداً مغايراً ولم اخطر حتى اللحظة التي أضع فيها قصتي هذه علي منضدتكم التي
أصيب وفقها بمرض ما ولا يوجد له علاج بناءاً سوي انه يأخذ مسكنات تجعلني
انظر إلي أبني بعيون تملاها الدموع والحزن ولكنني لم أيأس رغماً عن الصدمة التي بدأت
معها رحله البحث والسؤال عن هذا المرض الذي حجزت في إطاره الكثير من المقابلات مع
الأطباء ولكن لم ينجح احد في ان يشخص
الحالة ويقودني نحو التفاؤل بالرغم من أنني واثقة في قدرات ابني الذي يلازمه المرض منذ إنجابه.
واسترسلت
بقولها : لم يتم تشخيص المرض بناءاً على الصفات
التي يتسم بها مرض طفلي علي مدي الأعوام السابقة فأين تكمن المشكلة لا أدري؟ فلم
يتم تشخيص حالة أبني التشخيص الصحيح في تأخر القدرات التي يتلقي في إطارها مجموعه
من الأدوية عبارة فيتامينات احرص على إتباع ما يطلبه مني الأطباء حتى أضع حداً
لمعاناة طفلي الذي عمدت إلي واندماجه في المجتمع ما ان بلوغ سن الخامسة من عمره ومن
ثم أدخلته المدرسة التي تركها بعد عدم قدرته علي الإمساك باليراع للكتابة ورغماً
عن ذلك لم أيأس من البحث عن الحل فلأي مشكلة صحية تواجه طفل من الأطفال ستجد الحل
ان طال الزمن أو قصر فمنذ ان تلقيت التشخيص الخاص بابني وحالتي النفسية سيئة جداً ما
استدعي الألم ان يسيطر علي تماماً.
واستطردت : وعندما بلغ أبني (مازن) أربعة أشهر لاحظت انه فاقد بشكل واضح لحيوية الأطفال الذين
هم في سنه يعني بالدارجي كده (فرفش) ومع هذا وذاك لم يكن يحرك ساكناً الشيء الذي
جعلني اقلق عليه قلقاً شديداً فلم أجد أمامي بداً سوي التوجه به مباشرة إلى الطبيب
المختص والذي بدوره حولني للأطباء في الخرطوم من أجل التشخيص الطبي الذي أجريت في
ظله الفحوصات اللازمة التي جاءت علي خلفيتها النتائج والتقارير الطبية لتؤكد بما
لا يدع مجالاً للشك أنه مصاب بنقص الكاليثوم والتهاب في اللوزة الثالثة إلي جانب مشكلة
في الأعصاب قادت لحالة الارتعاش في أطراف (الأيادي) وعثرات في (الأرجل) لا تمكنه
من المشي بصورة طبيعية فكتب له الأطباء الأدوية إلا ان حالته الصحية ازدادت
تدهوراً فتم تحولينا من التشخيص بالمركز الطبي إلى مستشفي جنوب الخرطوم وكان أن
مكثنا فيه أربعة أشهر من تاريخه ولكن لم يستطع الأطباء علاجه فقررت ان اشد به
الرحال إلي القاهرة عسي ان يجد الشفاء هناك فكان ان أنفقت كل ما املك في العلاج ما
بين مدينة الدويم والخرطوم بالإضافة إلي استخراج الوثائق المتعلقة بالسفر إلي مصر
فأنا ليس في لدي مال أعيد به الابتسامة لطفلي الذي منحني والده الإذن بالسفر عن
طريق المحكمة.
القمسيون الطبي
بالخرطوم
وعن الخطوات الطبية الخاصة بالسفر للخارج قالت : في
العام 2005م ذهبت إلى القمسيون الطبي بالخرطوم رغم مشقة سفري المستمر من مدينة
الدويم ووضعت علي طاولة الأطباء الأوراق التي تؤكد عجز الأطباء في إيجاد الحل
الجذري للمرض الذي يعاني منه ابني الأمرين وكان ان أبدو موافقتهم علي السفر إلى
القاهرة أو الأردن من أجل تلقي العلاج العاجل ولكن تبقي المعضلة الأساسية أمامي هي
في الكيفية التي أوفر بها المبلغ الذي يمكنني من مقابلة الأطباء في الخارج.
وأردفت : وفي ظل هذه الرحلة البحثية الطويلة طلبت من
والده أن يبدي موافقته بالمحكمة على سفري
مع نجله للخارج فأشار مولانا إبراهيم آدم يوسف قاضي توثيقات الدويم إلى أننا حضرنا
أمامه.
وفي ذات السياق فتحت بلاغاً جنائياً بقسم شرطة الدويم
أفيد فيه أنني فقدت الوثائق التي استخرجتها علي مدي عشرة سنوات من الترحال ما بين
الدويم والخرطوم.
سيدة أعمال
وأشارت إلي أنها قبل ان تصبح سيدة أعمال كانت تعمل بمصنع
النسيج ولكن تم إلغاء وظائفتها في حين أنها أنفقت كل ما تملك من مال علي علاج
ابنها وبالتالي لا امتلك المال الذي يمكن أن يسافر به ابني إلى مصر أو الأردن.
وذكرت : أصبحت بسبب هذا العجز أتابع مع الأطباء في
السودان ولكن الحالة الصحية تزداد
حالة (تنشه)
شديدة
يومياً سوءاً علي سوء للدرجة التي إذا أصيب فيها بـ(حمي)
يدخله في حالة (تنشه) شديدة
هذا التنشنه كانت سبباً قوياً في أن ادعه اترك الدراسة بالمدرسة
بمدينة الدويم من الصف الثاني في حين تجد ان زملائه الآن في الصف الرابع بمرحلة
حيث قال لي اساتذه بالمدرسة أنه لا يستطيع الكتابة وعندما يتم إجباره على ذلك لا
يتمكن من تنفيذ التوجيهات يدخل في نوبة بكاء لذلك رأيت ان أبعده من تلك الأجواء
إلي ان يكتب له الله سبحانه وتعالي عاجل الشفاء لأنني كأم أحاول جاهده أن لا أشعره
بالنقص وان أعطيه الكثير من الحنان والعطف حتى يعود لتوازنه الطبيعي .
كلما شاهد الأطفال
وتابعت : أكثر ما يحز في نفسي ان طفلي (مازن) كلما شاهد الأطفال
في سنة يلعبون يقول ليّ : (يا ماما أنا أود أن أصبح معافي من هذا المرض حتى استطيع
أن التحق بالدراسة مع زملائي واكتب كما يكتبون واجري كما يجرون في الطرقات العامة
والعب كرة القدم كسائر أبناء الحي.
اقترضت مبلغاً مالياً
وواصلت : وبسبب هذا المرض الذي يصيب ابني اقترضت مبلغاً
مالياً كبيراً من البنك وذلك من أجل ان أنفق جزء منه في علاجه والجزء الأخر في
التجارة التي كانت ناجحة ولكن أصبحت اصرف منها على ابني الذي كلفني مبالغ مالية
كبيرة ما بين العلاج في الدويم والخرطوم ..هكذا منذ العام 2005م إلى 2013م.
وجبات خاصة بالمريض
وتسألت؟ ثم إجابة قائلة : هل تصدق أنني شهرياً اشترى له فيتامينات
بالإضافة إلى أن الأطباء وضعوا له طعاماً محدد لكي يتناوله في وجباته الثلاثة
والذي يتمثل في السمك والبيض والدجاج والفواكه بأنواعها واللبن الطازج وهي جميعاً
مكلفه جداً.
وذهبت إلي الده قائلة : يعمل والد (مازن) في مجال الميكانيكا
وليس لديه مال يساعد به نجله في السفر للخارج خاصة بعد أن تم فصله من مصنع النسيج .. أي انه ليس لديه إمكانية
في المساهمة باعتبار أن عمله لايكاد يكفي للمستلزمات اليومية في المنزل ولدى غيره
محمد ومهند وترتيل وابني المريض (مازن) أصغرهم.
حقنة عن طريق الخطأ
وحول هل منح علاج عن طريق الخطأ؟ قالت : نعم أخذ علاجاً
عن طريق الخطأ في رحلة بحثه عن الشفاء من مرض التشنج الذي أصابه بشكل مفاجيء عقب إنجابه
مباشرة ويتمثل العلاج الخاطيء في أن التشخيص قال أنه لديه التهاب رئوي وكان أن
تعاطي الحقن المقررة من الطبيب المختص .. وقد عجز الأطباء من تشخيص الحالة المرضية
التي أصيب بها ابني .
موظف بالسفارة بالمصرية
وقالت : عندما يمشي يرفع رأسه إلى أعلى وعندها شاهده
موظف بالسفارة بالمصرية بالخرطوم فسألني عما عما أصابه وكان ان شرحت له حالته
فوجهني بالذهاب إلى صحيفة الدار باعتبار أن نها لعبت دوراً ابداً في معالجة قضايا
كثيرة تعب رأساً في هذا الإطار.
تبلغ تكلفت
العلاج
وقالت : تبلغ تكلفت العلاج بالقاهرة قدرت بـ(7) ألف
دولار ولا املك هذا المبلغ ولم اطرق الابواب باعتبار أن عملي التجاري كان ناجح الا
أن نفقات العلاج ما بين الدويم والخرطوم كانت سبباً مباشراً في ان انفق كل ما املك
من مبالغ مالية بما فيها رأس المال الذي اقترفته من البنك الزراعي .