المحكمة تضع زواجها من خليجي شرطاً لحل مشكلتها
|
أم هند تتحدث للاستاذ سراج النعيم
|
بعد 14 عاماً أتي والدها للسودان وأخذها بتعهد
هند تلجأ لدار الرعاية الاجتماعية لهذا السبب!
الخرطوم: سراج النعيم
كشفت السيدة سلوى محمد عبدالمطلب والدة الطالبة (هند) البالغة من العمر 21 عاماً والمنتمية لدولة خليجية من جهة والدها .. كشفت القصة الكاملة للخدعة التي خدعها لها زوجها الخليجي السابق.
مقيدة بظروف الإنجاب
وفي سياق متصل قالت : منذ ان حبلت بها ومرّ علي الحمل ثمانية أشهر إلا وتركها والدها الخليجي داخل بطني وغادر السودان عائداً إلي موطنه دون إخطاري بذلك فلم اكترث لهذا الواقع الذي فرضه عليّ بشكل مفاجئ ومع هذا وذاك كنت مقيدة بظروف الإنجاب الذي شارف علي مراحله النهائية وحينما حانت ساعة الصفر أنجبت صغيرتي (هند) التي ظلت تتربي في كنفي وكنف أهلي الذين وقفوا معي مواقف قوية لكي استطيع الخروج بها إلي بر الأمان وبالمقابل أصبحت أطوقها بكل الحنان والحب حتى لا تشعر بفقد الأب.
عودة زوجي الخليجي السابق
وأردفت : وما ان مرت علي إنجابي لهند السنوات إلا كانت المفاجأة المذهلة المتمثلة في عودته من دولته الخليجية للسودان ومن ثم الحضور لنا في منزلنا بصورة مباشرة بالازيرقاب الكدرو ولم نكن ندري ماذا ينوي من وراء هذه الزيارة التي حدثت خلالها الكثير من الأشياء المثيرة للشك ولكن رغماً عن ذلك كنا نتعامل معه بالطريقة السودانية البسيطة ومع هذا وذاك كان لزاما عليّ ان اعمل كل التحوطات حفاظاً علي ابنتي فمنذ فترة من الزمن تتعرض لبعض المضايقات التي استدعتني إلي ان أوصي المعلمات بمدرستها علي ان يأخذن الحيطة والحذر خوفاً من مغبة تعرض ابنتي لأية حادثة اعتداء في ظل الظروف المحيطة بنا ما حدا باحدي المعلمات الحرص علي إيصالها من المدرسة إلي المنزل كل ما حدثت لي ظروف منعتني من الذهاب إليها.
استكتاب والدها تعهد
وقالت أم هند والدموع تملأ عينيها دون ان تأبه بها من قريب أو بعيد لان أكبر همها كان منحصراً في الكيفية التي تستقدم بها ابنتها من الدولة الخليجية التي أخذها إليها والدها فقالت : في العام 2005م جاء إلينا والد هند من موطنه العربي إلي السودان وكان ان قال لنا بالحرف الواحد : (ارغب في ان تشد معي ابنتي هند الرحال لدولتي الخليجية وذلك من اجل ان تتعرف علي جدها وجدتها ومن ثم استخرج لها الجنسية وما ان افرغ من هذه المهمة سوف ادعها تعود إليكم مرة أخرى في السودان) فما كان مني إلا وقلت له : بما أنني لا أثق فيك وفيما ذهبت إليه لا مانع عندي من الاستجابة لما ترمي إليه ولكن شرطي الوحيد هو ان تكتب لي تعهداً بكل التزام ألتزمته أمام سفارة بلدك الخليجي نسبة إلي انك سافرت وتركتني حبلي بها في شهرها الثامن دون ان تسأل عنها أو تفكر مجرد التفكير في ان ترسل إليها مبالغ مالية تعينها في الحياة فلا يمكن ان يترك أب ابنته طوال السنوات الماضية ويأتي لكي يأخذها معه لموطنه بكل بساطة. فكان رده علي اتهاماتي له بأن قال ببرود غريب ومدهش : (سألتزم لك بكتابة تعهد أعيد من خلاله ابنتي هند للسودان بعد انقضاء الفترة الزمنية التي أشرت بها عليك).
واستطردت : وبعد التطمينات التي وضعها علي منضدتي قررت ان اسمح له بأخذها لدولته الخليجية من أجل التعرف علي والده ووالدته وأشقائه وعلي خلفية ذهبت مرافقة له ولابنتي (هند) لسفارة الدولة الخليجية بالعمارات الخرطوم وكان ان تم استكتابه التعهد.
توقيع هند بالسفارة
ومضت : وقبل الإقدام علي خطوة الذهاب للسفارة بغرض استكتاب التعهد كان ان طلب مني وابنتي هند الحضور لمباني السفارة المعنية وعندما وصلنا إلي بوابتها سمحوا بدخول هند لمقابلة القنصل في حين رفضوا إدخالي معها الشيء الذي جعلني اصرخ في وجههم ما استدعي أفراد امن السفارة الإتيان علي جناح السرعة ناحية مصدر الصوت فسألوني ماذا حل بك؟ فقلت : لن ادع ابنتي هند لوحدها داخل مباني السفارة الأمر الذي اضطرهم للسماح لي بمرافقتها ومقابلة القنصل الذي قلت له ماذا تريد من هند؟! فقال: لا أريد منها شيئاً فقط ارغب في معرفتها فقلت لا باس ولكن أثناء إدارتي لهذا الحوار مع القنصل دخل شخص ما يحمل في يده وريقة وقلم طالباً من (هند) ان توقع علي الورقة ولم نشك في الأمر وكان ان وقعت له وعندما خرجنا من مباني السفارة قالت لي ابنتي هند : الشخص الذي جعلني أوقع علي الورقة بمكتب القنصل قام بسحبها من أمامي سريعاً ولم أتبين علي ماذا وقعت؟ فلا اخفي عليك خوفي من ذلك الأمر الذي ادخل فيّ الشك لأنني لم اقرأ ما تحمله تلك الورقة.
واسترسلت : هل تصدق والي هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليك تسألني ابنتي هند عما وقعت عليه في الورقة فلا أجد لها إجابة تشفي غليلها.
ومما تطرقت إليه مسبقاً قمت بتوثيق شهاداتها بوزارة الخارجية السودانية وسفارة الدولة الخليجية بالخرطوم وكان ان طلبت من نفس الشخص الذي وقعت له (هند) علي الورقة ان يمنحني الورقة المشار إليها بعد مضي فترة زمنية علي ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي فما كان مني إلا ذهبت إليه في السفارة بالعمارات الخرطوم وكررت طلبي الخاص بالورقة التي وقعت عليها ابنتي هند فقال لي: دعيني ابحث لك عنها ولكن بكل أسف ظل (يماطلني) إلي ان تم نقله من سفارة الدولة الخليجية بالخرطوم فما كان مني إلا وتوجهت مباشرة إلي القنصل الذي عين حديثاً فقلت له: لدي ابنتي (هند) ملف كامل بحوزتكم .. ولكن لم أجد منه إجابة .. فعدت من حيث أتيت.. فزوجي السابق تم استكتابه تعهداً أمام السفير ونائب القنصل وعدد من الشهود علي ان تذهب معه هند إلي الدولة الخليجية المنتمي إليها والدها وذلك بغرض ان تتعرف علي أهلها هناك ومن ثم تستخرج لها الجنسية وما ان تفرغ من ذلك إلا ويقوم بإعادتها للسودان مرة أخري وعلي خلفية ذلك سافرت بالضمان الذي وضعه والدها هنا وتزامن سفرها هذا أنها كانت تدرس في أولي ثانوي من العام 2006م.
مواصلة الدراسة
واستطردت بحزن عميق : الآن ابنتي هند في عاصمة الدولة الخليجية التي بعثت لي منها برسالة مؤثرة مفادها : (يا والدتي العزيزة يبدو ان والدي لا يريد إعادتي للسودان مجدداً وبالتالي يفترض فيك إيجاد الحل لمشكلتي القائمة هنا فالواقع الجديد الذي أعيش فيه فرض عليّ مواصلة دراستي بالدولة الخليجية. وعلي خلفية ذلك بدأت دراستها من الصف الأول بالمرحلة الثانوية هناك واستمرت إلي ان امتحنت في السنة النهائية من المرحلة الثانوية وكان ان أحرزت نتيجة كبيرة جداً وصلت النسبة فيها إلي 90% وهي النتيجة التي بموجبها قبلت في الجامعة بالدولة الخليجية ولكن والدها رفض التحاقها بالدراسة الجامعية ما قاد عمها المقيم بعاصمة الدولة الخليجية ان يطلب من شقيقه ان يسمح لهند بدراسة الجامعة مع بناته علي ان تأتي لهم مابين الفينة والأخرى أو ان أقوم أنا شخصياً بإحضارها إليكم ولكنه أيضا رفض الفكرة وعلي ضوء ذلك بقيت ابنتي هند دون دراسة أكاديمية لمدة عامين.
إيداعها بقصر الضيافة
وقالت : وفي العام 2011م سلمت ابنتي هند نفسها للسلطات الرسمية بعاصمة الدولة الخليجية حيث استقر بها المقام بدار الرعاية الاجتماعية التي ظلت بها منذ ذلك التاريخ إلي العام 2012م ومن ثم قررت القاضي تسليمها لوالدها الذي هربت منه فيما بعد.
انعقاد جلسات المحكمة
وحول بدء انعقاد جلسات المحكمة قالت : ما ان بدأ قاضي المحكمة التابعة للدولة الخليجية النظر في قضية هند إلا وقرر تحويلها من دار الرعاية الاجتماعية إلي قصر الضيافة وذلك علي أساس ان الذين يودعون في دار الرعاية الاجتماعية مرتكبو الجرائم في حين أنها إنسانة متظلمة من والدها ومع هذا وذاك استمرت جلسات المحكمة التي من بينها طلب القاضي من هند ان تجري اتصالاً هاتفياً بي من اجل ان آتي إليها هناك أو ان تقوم بإحضار شخص من الدولة الخليجية لكي يتزوجها ويتكفل بها ويقر أمام المحكمة بالمسئولية الكاملة عنها ؟! فقالت له: وجودي في هذا المكان لا يسمح لي بإحضار الشخص الذي أشرت به وحتى إذا وجدته فهذا الشيء يمثل اهانة بالنسبة لي لأنني أنا التي طلبته للاقتران به فما كان من القاضي إلا ورد عليها سريعاً مؤكداً انه لا يوجد حل لمشكلتك غير هذه الطريقة.
زواج ابنتي هند
واستمرت : وبموجب الإشارات التي أشار بها قاضي المحكمة قالت المشرفة علي قصر الضيافة بعاصمة الدولة الخليجية لابنتي هند أنها تعرف شخصا من الدولة الخليجية يمكنه الزواج منها وكان ان جمعته بها عبر الهاتف السيار الذي تحدث من خلاله مع ابنتي هند قائلاً لها: سوف اعقد قراني عليك حتى تخرجي من الإشكالية التي أنت فيها الآن ومن ثم أساعدك علي السفر إلي والدتك بالسودان ومقابل هذه الخدمة اطلب منك عشرة الف ريال فما كان من هند إلا واتصلت علي هاتفياً وهي في غاية السعادة لكي تضع علي منضدتي الشرط الذي وضعه الشخص الذي ابدي رغبة الزواج منها ومساعدتها في العودة إلي أحضاني وكان ان صدقت هذه الرواية فقمت ببيع قطعة ارض خاصة بي وأرسلت المبلغ المطلوب بواسطة ابن خالتي بالسجانة إلي الدولة الخليجية وكان ان وصل إلي ابنتي (هند) والتي بدورها سلمته إلي المشرفة علي قصر الضيافة وهي أيضا سلمته إلي الشخص الذي هرب بالمبلغ دون الإيفاء بالوعد الذي قطعه مع ابنتي (هند).