قتل 152 شخصا الثلاثاء في سوريا بينهم 83 في انفجارين في جامعة حلب في
شمال سوريا تضاربت المعلومات حول طبيعتهما، في حين ابدت روسيا حليفة نظام
الرئيس السوري بشار الاسد، معارضتها احالة ملف النزاع السوري على المحكمة
الجنائية الدولية.
يأتي ذلك غداة تأكيد مسؤول سوري كبير حق الاسد
الذي تطالب المعارضة ودول غربية بتنحيه فورا، في الترشح مجددا الى
الانتخابات الرئاسية العام 2014، في حين يشكل طرح الاسد لحل الازمة محور
زيارة بدأها رئيس وزرائه وائل الحلقي الى طهران.
وكان محافظ حلب
وحيد عقاد قال في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان "82 شهيدا واكثر من 160
جريحا هي حصيلة التفجير الارهابي الذي استهدف طلابنا في أول يوم امتحانات
لهم في جامعة حلب حتى الآن".
واكد مصدر طبي في مشفى جامعة حلب هذا الرقم، مشيرا الى ان "العدد قابل للتزايد بسبب خطورة حالات الجرحى".
وقال مصدر طبي في مشفى الرازي لفرانس برس ان "المشفى استقبل 65 جريحا اصاباتهم بين المتوسطة والخطيرة".
من جهته، اوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان القتلى هم من الطلاب والنازحين الذين لجأوا الى السكن الجامعي.
وتضاربت
المعلومات حول سبب الانفجارين، اذ ذكر الاعلام السوري الرسمي ان "مجموعة
ارهابية مسلحة استهدفت جامعة حلب بقذيفتين صاروخيتين"، في اليوم الاول
للامتحانات الجامعية.
ونقل مراسل فرانس برس في المدينة عن مصدر
عسكري قوله ان المقاتلين المعارضين اطلقوا صاروخ ارض جو مضادا للطائرات في
اتجاه طائرة حربية كانت تحلق في المنطقة، لكنه اخطأ الهدف وسقط على
الجامعة.
وقال ناشطون معارضون لنظام الرئيس السوري بشار الاسد على
صفحات على موقع "فيسبوك" على شبكة الانترنت ان طائرة حربية قصفت الجامعة
بقنبلتين، في حين تحدث آخرون عن سيارة مفخخة.
وحمل المجلس الوطني
السوري المعارض مسؤولية ما جرى للنظام معتبرا انه "ينحط (..) الى درك لم
يصله طاغية في ارتكاب ابشع الجرائم بحق شعب يزعم الانتماء اليه".
واعتبر
ان النظام "يسرف في ارتكاب البشاعات غير المسبوقة في التاريخ، على أمل أن
يزرع في سوريا المزيد من الأحقاد والخراب قبل أن يغادرها إلى غير رجعة، وان
يقتل مستقبل سوريا بعد ان أيقن ان لا مكان له فيه".
وطالب المنظمات والهيئات العلمية العربية والعالمية "بأن تتخذ موقفا يدل على أنها تأبه حقا لكرامة العلم وحرمة الجامعات".
ويمكن
بوضوح من خلال اشرطة الفيديو التي نشرت على موقع "يوتيوب" رؤية عمودي دخان
كثيفين ينبعثان من الجامعة، في حين يتحدث الطلاب عن انفجارين.
وبث
ناشطون شريطا قالوا ان طالبا التقطه من داخل كلية العمارة، وبدت فيه حال من
الهلع بين الطلاب الذين سمع بعضهم يجهش بالبكاء، في حين تراجع آخرون الى
اقسام في داخل المبنى وبدت قطع من الزجاج المتناثر واجزاء محطمة من الاسقف.
وعرضت
قناة "الاخبارية" السورية لقطات لمكان الانفجار، تظهر سيارات تحترق واخرى
شبه مدمرة، بينما تبدو جثة واحدة على الاقل ممدة وسط الطريق التي يغطيها
الركام.
وبدأت جامعة حلب سنتها الجامعية الجديدة في منتصف تشرين
الاول/اكتوبر الماضي. وقال مصدر مسؤول ان الجامعة ارجأت امتحانات يومي
الاربعاء والخميس الى موعد لاحق.
وتشهد حلب معارك يومية منذ تموز/يوليو الماضي بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة تسيطر على اجزاء واسعة من المدينة.
في
الاثناء يتهدد الطرد نحو 670 طالبا سوريا يدرسون في الجامعات البريطانية
لعدم تمكنهم من دفع مصاريف الدراسة بسبب النزاع في بلادهم، بحسب ما اعلن
الثلاثاء منظمو عريضة عبر الانترنت لفائدة قضيتهم.
وتساءلت كريتستين
جيلمور من جامعة ليدز شمال انكلترا التي كانت وراء الحملة لفائدة هؤلاء
الطلبة "قبل عامين ساعدت الحكومة البريطانية الطلبة الليبيين الذين كانوا
عاجزين عن دفع مصاريف تسجيلهم، لماذا لا يمكن القيام بالامر ذاته
للسوريين؟".
واجتمعت عدة عوامل جعلت تسجيل الطلاب السوريين في
الجامعات البريطانية صعبا منها انهيار العملة السورية وغلق السفارة السورية
في لندن والعقوبات التي فرضتها البنوك السورية وتوقف دفع منح الطلاب من
وزارة التعليم السورية.
وقد تم اصلا طرد بعض الطلبة السوريين من
جامعاتهم او هم في طريقهم الى هذا المصير، بحسب منظمي هذه العريضة التي
وضعت على الانترنت مساء الثلاثاء ووقعها 2800 شخص.
ومع دخول النزاع
الذي حصد اكثر من 60 الف قتيل شهره الثاني والعشرين، رفضت موسكو مبادرة
اكثر من خمسين دولة للطلب من مجلس الامن التحقيق في ارتكاب جرائم حرب من
خلال المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في
بيان "نعتبر ان هذه المبادرة تاتي في غير وقتها كما ستكون لها نتائج عكسية
على مستوى الهدف الرئيسي حاليا وهو الانهاء الفوري لسفك الدماء في سوريا".
وتابعت
"اننا مقتنعون بان التكهنات بخصوص ملاحقات جنائية دولية للبحث عن المذنبين
لن تؤول الا الى تعزيز المواقف المتشددة لدى الاطراف المتنازعة".
وكانت
57 دولة في مقدمها سويسرا وجهت الاثنين رسالة الى مجلس الامن الدولي
تطالبه باحالة ملف التحقيق في جرائم حرب مرتكبة في سوريا، مؤكدة ان التحقيق
سيكون "من دون استثناءات وايا كان المسؤولون".
في الجانب الرسمي،
رد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث بالانكليزية ادلى به
الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) من دمشق الاثنين على سؤال عن رغبة
الاسد بالترشح الى الانتخابات المقبلة، بالقول "اين الخطأ في ذلك؟".
واعتبر
ان "نظاما جديدا بقيادة الرئيس الاسد هو نظام يتمتع بالمصداقية، فلم
استبعاده بشكل تلقائي؟". اضاف "الرئيس والعديد من الذين قد يتقدمون
بترشيحاتهم سيتوجهون الى الشعب، سيضعون برامجهم وينتخب الشعب من بينهم".
وقال
المقداد "اننا نفتح الطريق امام الديموقراطية او امام ديموقراطية اكثر
عمقا. في الديموقراطية، لا يطلب من شخص معين الا يترشح الى الانتخابات".
وتطالب
المعارضة السورية والدول الغربية برحيل الاسد تمهيدا لمرحلة انتقالية
للسلطة في سوريا، فيما طرح الاسد في السادس من كانون الثاني/يناير "حلا
سياسيا" للازمة القائمة في بلاده منذ 22 شهرا يقوم على عقد مؤتمر وطني
باشراف الحكومة الحالية يتم فيه التوصل الى ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء،
وتلي ذلك انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة جديدة. ولم يأت على ذكر تنحيه عن
السلطة.
وجدد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التاكيد على التزام
ايران ب"التعاون" مع سوريا، اكبر حليف اقليمي لها، وذلك خلال لقاء مع رئيس
الوزراء السوري وائل الحلقي في طهران، على ما افادت الثلاثاء وكالة ايرنا
الايرانية.وقال احمدي نجاد عقب محادثات مساء الثلاثاء مع الحلقي ان
"التعاون بين بلدينا في صالح شعبينا وشعوب المنطقة".
واضاف الرئيس
الايراني "لا شك ان الشعب السوري سيتجاوز بنجاح الظروف الصعبة التي يمر بها
اليوم" في اشارة الى النزاع الجاري في سوريا والذي اوقع اكثر من ستين الف
قتيل منذ 22 شهرا حسب الامم المتحدة.
ميدانيا، كثف الطيران الحربي السوري غاراته الثلاثاء على مناطق عدة، ما تسبب بمقتل العشرات.
وقتل 12 شخصا بينهم سبعة دون سن ال18 عاما في قصف تعرضت له منطقة الحولة في ريف حمص، بحسب المرصد.
وقال
المرصد السوري لحقوق الانسان القريب من المعارضة السورية، "وردت معلومات
عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى اثر اقتحام القوات النظامية لبساتين الحصرية
الواقعة بين الكلية الحربية وحاجز ديك الجن والمنطقة الصناعية ومعمل
الغزل" بحمص.
واضاف "قتل ضابط برتبة عميد ومساعد اول ومسلح موالي
للنظام اثر كمين نصب لهم في حي الوعر من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة
المقاتلة الذين استشهد احدهم".
واشار الى ان القوات السورية حرقت ودمرت ممتلكات خلال هجومها على هذه المنطقة.
وقال
المجلس العام للثورة السورية ان القوات النظامية "ارتكبت مجزرة" في هذه
المنطقة. وقال ان "اكثر من 24 شخاص اعدموا عشوائيا ودمرت منازلهم واحرقت
جثثهم".
ولم يكن بالامكان تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وشملت
الغارات مدينة الباب في ريف حلب حيث قتل ثمانية اشخاص من عائلة واحدة
بينهم بينهم طفلان وثلاث نساء، وبلدة سرمين في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث
قتل شخصان، وحماة (وسط)، ودرعا (جنوب)، واحياء محاصرة في مدينة حمص (وسط)،
ومناطق في ريف دمشق حيث تستمر الاشتباكات والعمليات العسكرية الواسعة.
وادت
اعمال العنف في مناطق مختلفة الثلاثاء الى مقتل 152 شخصا في حصيلة غير
نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من
الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.