وتحدى عشرات من سكان موسكو يحملون الورود البيضاء السلطات وخرجوا الى ساحة لوبيانكا القريبة من مقر جهاز الامن الروسي رغم انخفاض درجات الحرارة الى 14 درجة تحت الصفر وتحذيرات بتفريق المسيرة.
وقام رجال الشرطة بدفع المتظاهرين الى خارج الساحة ووضعت بعضهم في عربات بعد ساعتين من المسيرة واثر تحذيرات بانه سيتم تفريقها.
وقال نيكولاي سفاندزه عضو مجلس حقوق الانسان المرتبط بالكرملين لتلفزيون دوزهد "في النهاية اصبحت المعاملة خشنة جدا".
وقالت الشرطة انه تم اعتقال نحو 40 شخصا. وذكرت في بيانها "تم الان انهاء هذا التحرك غير المرخص به ومنع حدوث استفزازات خطيرة".
واعتقل نافالني، الذي يعتبر اكثر شخصية كاريزماتية في الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس الروسي، بعد يوم من بدء تحقيق جنائي بحقه بتهمة الاحتيال.
وبعث نافالني برسالة على موقع تويتر من داخل عربة الشرطة "انني غاضب جدا. لقد اختطفوني من بين الحشود".
كما اعتقلت الشرطة كذلك سيرغي اودالتسوف زعيم "الجبهة اليسارية"، والناشطين ايليا ياشين وكسينيا سوبخاك ابنة اناتولي سوبخاك معلم بوتين.
وسخرت سوبخاك من اعتقالها وقالت "يبدو انني مجرمة خطيرة جدا".
وقال ياشين لاذاعة صدى موسكو عبر الهاتف من محل اعتقاله "قال احد رجال الشرطة ان لدينا نوايا اجرامية".
واشار جميع زعماء المعارضة المعتقلين في رسائلهم على تويتر الى ان عربات الشرطة التي تقلهم مزودة بكاميرات لمراقبة تصرفاتهم.
وقدرت الشرطة عدد المحتجين بنحو 700 شخص نصفهم تقريبا من الصحافيين والمدونين، الا ان مراسل فرانس برس قال ان العدد الحقيقي للمحتجين يبدو اعلى بكثير.
وحظرت سلطات المدينة مرور مسيرة المعارضة عبر المدينة بعد عدة ايام من المفاوضات مع النشطاء، ودعت المعارضة المواطنين الروس الى الحضور الى ساحة لوبيانكا دون شعارات.
ووضع الناس الزهور البيضاء على صرح سولوفتسكي وهو صرح لضحايا فترة التطهير خلال عهد ستالين وسط الساحة، فيما كانت مروحية تحلق فوق رؤوسهم.
وبنهاية المسيرة كان الصرح مغطى باكوام من الزهور البيضاء.
وبعد ساعتين من بدء المسيرة، بدأت الشرطة في دفع المتظاهرين الى خارج الساحة ووضع بعضهم في عربات الشرطة فيما كان المتظاهرون يصيحون "عار عليكم".
وبعيد ذلك خلت الساحة من المحتجين.
وقال رجل الاعمال اندري غيني (48 عاما) الذي كان بين المحتجين ان "السلطات قمعية".
وتامل الحركة المعارضة في الحفاظ على الزخم رغم الانقسامات الداخلية بين الليبراليين واليساريين والقوميين ورغم حملة القمع القاسية التي تشنها السلطات منذ عودة بوتين الى الكرملين في ايار/مايو.
وتجمع ما يصل الى 120 الف شخص قرب جدران الكرملين في ذروة الاحتجاجات الشتاء الماضي، وهو عدد كبير لبلد فقد رغبته في سياسة الخروج الى الشارع بعد اعوام التسعينات المضطربة.
وبعد اسابيع من تسلمه الرئاسة الغى بوتين مجموعة من القوانين التي هاجمها المنتقدون في محاولة لاخماد الاحتجاجات.
ويواجه عشرات النشطاء حاليا حكما بالسجن لمشاركتهم في احتجاج في 6 ايار/مايو عشية تنصيب بوتين ولاتهامهم بالتخطيط لاسقاط بوتين بمساعدة جهات اجنبية.
وجرت مسيرات اصغر في العديد من المدن الروسية.
وتجمع نحو الف شخص في مسيرة لم يصرح بها في وسط سانت بطرسبرغ. وهتف بعضهم بعبارات "عصابة بوتين هي مافيا" بينما هتف اخرون "يا مريم العذراء، اخرجي بوتين"، وهو مقطع من اغنية فرقة "بوسي رايوت" التي حكم على اثنتين من افرادها بالسجن عامين بسبب تاديتهن اغنية مناهضة لبوتين في احدى الكنائس.
ونظم نحو 60 شخصا مسيرة استمرت 40 دقيقة في تومسك في سيبيريا الغربية رغم انخفاض درجات الحرارة الى 35 تحت الصفر، بحسب ما صرحت كسينيا فدييفا ممثلة حركة التضامن لوكالة فرانس برس.
وفي تطور اخر انشأ أنصار نافالني حزبا سياسيا جديدا اطلقوا عليه اسم "التحالف الشعبي" سيمثل مصالح الطبقى الوسطى التي تشكل العمود الفقري في الاحتجاجات المناهضة لبوتين.