عبدالرسول والاستاذ سراج النعيم |
الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك |
عبدالرسول : كل الوزراء يلعبون دور (الكمبارس) وجمال مبارك حاكم مصر الحقيقي
عاطف عبيد رئيس الوزراء السابق يتعاطي الخمور بشراهة وخلفه الدكتور أحمد نظيف يمتاز بالغموض
بطرس غالي وزير المالية وحبيب العادلي وزير الداخلية مسئولان عن اهدار 29 مليون جنيه
عبدالرسول سائق رئيس الوزراء المصري السابق يتحدث للاستاذ سراج النعيم |
عبدالرسول محمد السيد |
القاهرة - الخرطوم – سراج النعيم
كشف عبدالرسول محمد السيد سائق الدكتور احمد نظيف رئيس
الوزراء المصري السابق التجاوزات المرتكبة من نظام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك
من واقع وظيفته في رئاسة الوزراء المصرية من تاريخه وحتى 29 يناير 2011م . ووفقاً
للإطاحة بهذا النظام الديكتاتوري الظالم بالانتفاضة الشعبية التي أشاد بها العالم
كله ونسبة إلى التطورات الجديدة في المشهد السياسي المصري أمر الدكتور عبدالمجدي
محمود النائب العام بحبس الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس وزراء مصر 15 يوماً على ذمة
التحقيقات بشأن فساد في صفقة توريد لوحات معدنية للسيارات وأسفرت تحقيقات النيابة
عن قيامه مع كل من يوسف بطرس غالي وزير المالية وحبيب العادلي وزير الداخلية
السابقين بتربيح ممثل شركة أوتش الألمانية بمبلغ 29 مليون جنيه بغير وجه حق وذلك
من خلال إصدار امراً بالاسناد المباشر لتوريد هذه اللوحات بناءً على مذكرة أعدها
وزيرا المالية والداخلية المصريين السابقان خلت هذه المذكرة من أي مبررات عن توافر
حالة من حالات الضرورة أو الأستعجال تدعو لهذا الإسناد وثبت بتقرير اللجنة التي
شكلتها النيابة العامة عن أساتذة كلية الهندسة أن الدكتور أحمد نظيف ويوسف بطرس
غالي وحبيب العادلي مسئولون عن إهدار 29 مليون جنيه مصري قيمة الفارق بين الثمن
الحقيقي والثمن الذي تم الاسناد به والذي تم تحميله فيما بعد للمواطن العادي عند
قيامه بتجديد الترخيص.
نظام الرئيس المخلوع مبارك
وفي سياق ذي صلة قال عبدالرسول محمد السيد البالغ من
العمر (46 عاماً ) : لقد كنا نعيش فوق فوهة بركان . من الممكن أن ينفجر في أي لحظة
من اللحظات . ولم يكن هنالك احد في مقدوره التنبؤ أو توقع ما تنبيء عنه الأيام أو
الشهور أو السنوات القادمة . ولكن هناك من يحذر ويؤكد أن الشعب المصري أصبح على
حافة الهاوية . وأن الخطر قادم لا محالة في ذلك أن طال الزمن أو قصر . رغماً عن
أنني تعرضت على اراء بعض أصحاب القرار في نظام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك ..
وذلك من خلال عملي في الحكومة المصرية منذ العام 1996م بناءً على مسابقة يطلب فيها
مجلس الوزراء توظيف سواقين من الدرجة الأولى .. وكان ان حزت على هذه الوظيفة التي
بدأت العمل في إطارها مع مولانا محمد بهجة المستشار القضائي حوالي الثلاثة سنوات
ثم انتقلت منه مباشرة إلى عاطف عبيد رئيس الوزراء المصري الأسبق .. وبغض النظر عن
الحالة السياسية لهذا النظام الذي سنتعرف عليه لاحقاً إلا أنني كنت مرتاحاً في
العمل مع هذا الرجل نفسياً لأنه كان يهتم بالإشكاليات التي تعترض كل من يعمل معه
في رئاسة مجلس الوزراء أو في المنزل أما في ممارسته السياسية فقد كان شديد الحذر
ويحيط به غموض من الصعب جداً أماطة اللثام عنه .. للدرجة التي يكتم فيها على أسراره
لحظة تلقيه مكالمات هاتفية من الرئيس المخلوع حسني مبارك أو سوزان مبارك أو والي
العهد جمال مبارك أو من الوزراء أو رجال الأعمال في الداخل والخارج وهي المكالمات
الهاتفية التي يحرص على اختصارها بقوله : ( سأعاود الاتصال بك عندما اصل إلى مكتبي
في رئاسة مجلس الوزراء ).
عاطف عبيد يتعاطي الخمور
ويسترسل: ومن الملاحظ أن عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء
الاسبق يتعاطي الخمور بشراهة ويركز على الخمور المستوردة التي هي متوفرة بكثرة في
منزله ولم يكن يلجأ إلى هذا السلوك المشين خارج هذا النطاق .. وهي مسألة تسيء لنا
خاصة وأنه كان وقتئذ عنوان لجمهورية مصر العربية .. وبالرغم من أنني كنت قريباً
جداً منه إلا أنه كان يمتاز بالغموض الذي لا يفسح لك المجال لمعرفة أدق أسراره ..
ولكنه عاطفياً جداً في التعامل مع الآخرين .. ويتضح ذلك بجلاء حينما آت إليه في
الصباح لكي آخذه إلى رئاسة مجلس الوزراء المصري .. إذ كان يناديني بـ (عبده) ثم
يردف قائلاً: ( أزيك . وهل لك حاجة في شيء ما ) .. فكنت أقول له : الحمد لله .. فلا
يكتفي بذلك بل يقول : إذا رغبت في أي شيء اطلبه دون حرج .. وهي كانت مميزات نادراً
أن تجدها في باقي الوزراء الذين عملت في خدمتهم طوال الفترة الزمنية الماضية.
أما إذا أردنا تعديد عيوبه فإنها لا حصر لها ولا عد ..
باعتبار أن أي رئيس وزراء مصري في ظل النظام البائد بزعامة الرئيس المخلوع حسني
مبارك يؤدي دور (الكمبارس) في هذا المسلسل طويل الحلقات ..إذ كانت الكلمة الأولى
والأخيرة في القرارات المصيرية للدولة المصرية للرئيس السابق ونجله جمال مبارك ..
ومن هذا المنطلق لم يتخذ أي رئيس وزراء مصري في تلك الحقبة قراراً يصب رأساً في
هذا الإطار.
جمال مبارك والأسهم في موبنيل
وعن أقرب الشخصيات إلى عاطف عبيد رئيس الوزراء المصري
السابق قال : دون أدني شك هو يوسف بطرس غالي وزير المالية حينئذ والتي تولي قبلها
وزارتي التجارة والإقتصاد إلى جانب نجيب صويرص صاحب شركتي موبنيل للاتصالات وارسكو
للمقاولات ولم تكن لرئيس الوزراء أسهم في هاتين الشركتين .. والشيء الذي أتأكد منه
جداً هو ان جمال مبارك لديه اسهم في شركة موبنيل ومع هذا وذاك كان عاطف عبيد ينفذ
أوامر الأول بصورة عمياء ... وهو نفس الأمر الذي ينطبق على بقية الوزراء الذين
تقلدوا حقب دستورية آنذاك الوقت ضف إليه والدته السيدة سوزان مبارك ومن الشواهد
الخالدة في الذاكرة أن الدكتور حسين كمال بهاء الدين وزير التربية والتعليم الذي
عملت معه سائقاً لمدة عام تفاجأ بأن الرئيس المخلوع حسني مبارك يامر بإقالته من
الوزارة أثناء ما كنت اقود له السيارة في طريقنا إلى المكتب حيث أنه تلقى مكالمة
هاتفية يفيده فيها محدثه من الطرف الآخر بأن الرئيس غاضب عليه جداً واصدر قراراً
يقضي بإقالته .. فما كان منه إلا أن اتصل بالسيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية
المصرية وقال لها بالحرف الواحد : (الحقيني ياست الكل .. الحقيني .. الحقيني ..
الرئيس اقالني ) فقالت له : أنتظر مني مكالمة بعد نصف ساعة وفعلاً بمرور التوقيت
الزمني الذي حددته .. تلقي اتصالاً هاتفياً يؤكد بقائه في منصبه كوزير للتربية
والتعليم.
أحمد عز يكشف عاطف لنجل الرئيس
ومن المواقف العصيبة التي مرت على عاطف عبيد رئيس
الوزراء السابق قال عبدالرسول : عندما طلب أحمد عز رجل الأعمال المعروف وعضو مجلس
الشعب والساعد الأمين لنجل الرئيس المخلوع طلب من عاطف عبيد حوالي مائتين ألف فدان
في منطقة (دشنا) بمحافظة اسوان .. فرفض رئيس الوزراء الاستجابة لهذا الطلب .. فما
كان من احمد عز المحكوم حالياً بـ 15 عاماًُ في قضايا فساد إلا ان يتصل بجمال
مبارك والذي بدوره اتصل على عاطف عبيد بعد ساعة من تلك التداعيات وكان أن تحدث معه
بلهجة شديدة بدأ من خلالها رئيس الوزراء يقول : حاضر عيني ليك .. وكان في هذا
الموقف انكسار واضح وتبدل في القرار .. مما يدل على أن ما يريده احمد عز أكبر رجل أعمال
في مصر وصاحب أكبر مصانع الحديد والصلب في الشرق الأوسط مجاب في الحال .. وهو
يعتبر فاسداً في معاملاته التجارية حيث أنه طلب من الحكومة المصرية الحالية قبل
ستة أشهر أن يدفع مليار جنيه مصري مقابل الأعفاء عنه إلا أن طلبه هذا قبول بالرفض
التام من الحكومة والشعب الذي خرج في تظاهرات تطالب بتنفيذ الأحكام القضائية
الصادرة في حقه.
زوجة نجيب صويرص صاحب موبنيل
وحول إنطباعاته عن زوجة عاطف عبيد الأسبق قال عبدالرسول
: تعالمت مع زوجته مدام آمال مرتين فقط طوال فترة عملي مع زوجها رئيس الوزراء
السابق في المرة الأولى كانت ذاهبة إلى زوجة نجيب صويرص صاحب شركتي موبنيل
للاتصالات وارسكو للمقاولات وفي المرة الثانية كانت تود التسوق لشراء بعض
المستلزمات والهدايا.
وفي سياق منفصل قال : هذا كل ما اعرفه عن فترة عملي مع
عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق الذي نقلت منه للعمل مع يوسف بطرس غالي وزير
المالية السابق وزوجته مدام ميشيل لبنانية الأصل وتحمل الجنسية الأمريكية .. وكان أن
عملت معها حوالي ثمانية اشهر .. لاحظت فيها أن بطرس يخاف جداً من القيادة بسرعة
ولا يحب أن تضرب البوري حتى لا تلفت الانظار إليه لأنه يركب سيارة تقيم بخمسة
ملايين جنيه مصفحة لكي لا يتابعه رجال الحراسات الأمنية وهو كسائر الوزراء في عهد
الرئيس المخلوع حسني مبارك يمتاز بالغموض وهو وفي جداً للرئيس وعائلته وكان على
اتصال دائم بعمه بطرس غالي الذي كان سكرتيراً للأمم المتحدة وهو أخذ اسم عمه حتى
يستفيد من شهرته ونفوذه الدولي من خلال هذا المنصب الذي يتقلده مع العلم أنه لم
ينجب الابناء .. وابن اخيه هذا ثرى ثراءاًَ فاحشاً حيث أنه يملك في بورسعيد
بمحافظة الصعيد اكثر من عشرين عزبة تنتج الفواكه التي كنت اتحصل علي المبالغ
المالية الخاصة بالبيع شهراً .. وأهداه السيد نجيب صويرص صاحب شركة موبنيل قصر في
بحرة مهون في الفيوم .. وهذا القصر تبلغ تكلفته مائة مليون جنيه مصري .. المهم
انتي أمضيت معه أربع أشهر ثم انتقلت إلى زوجته مدام ميشيل اللبنانية الأصل .. وهي
إنسانة عنيفة جداً وتخرج كثيراً من المنزل .. ففي أقل شيء تنفعل وتشتم السائق الذي
يقودها في تلك الأثناء .. وكان أن أمضيت معها ثلاثة أشهر بالعافية .. بينما نجد أن
لها أبن يدعي مايكل اذهب به مجيئاً وذهاباً إلى الأسكندرية من أجل أن يأخذ ساعة
دراسية مع دكتور في مجاله الأكاديمي المتعلق بالعلوم السياسية والإقتصاد.
زوجة بطرس وزير المالية
ويستطرد عبدالرسول : في يوم من الأيام أخذت مدام ميشيل
زوجة يوسف بطرس غالي وزير المالية السابق إلى مشوار خاص بها عبر الشارع المقابل
الميدان سفنسج المزدحم جداً الذي تحيط به مناطق ترفيهية للأجانب الأمر الذي
استدعاني الوقوف بالسيارة في هذه المنطقة حوالي ثلث الساعة فقالت ليّ : لماذا لا
تدير السارية (النجدة) حتى يفتح لك الطريق .. فقلت لها هذا الطريق لا يصلح معه إتباع
هذا النهج لأنه لا توجد مساحات لكي تجنب عليها السيارات التي تستقله .. فكان أن
تحدثت إلى بلهجة لم تعجبني .. فما كان مني إلا أن ترجلت من السيارة تاركاً لها في
الشارع العام .. وذهبت في سبيل حالي وهي كانت في تلك الأثناء تناديني .. ولكنني لم
اعرها انتباهه ..وفي اليوم التالي اوقعوا على عقوبة متمثلة في شهرين جزاء والتحويل
إلى النيابة الإدارية وكان أن لجأت إلى مدام حنان زوجة عاطف عبيد رئيس الوزراء
السابق .. عندما رويت لها الحكاية ضحكت وقالت ليّ : كيف تترك زوجة الوزير في
الشارع العام ؟ ومن ثم توسطت ليّ عند زوجها الذي أمر برفع الجزاء ونقلي إلى يوسف
بطرس غالي وزير المالية إلى رئاسة الوزراء إلى ان تخلي هو عن تقلد هذا المنصب وجاء
بعده الدكتور أحمد نظيف خلفاً له وظللت سائقاً له إلى قيام الثورة المصرية في ظل
الربيع العربي الذي أنتظم عدداً من الدول العربية تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا.
بطرس ملتزم بأداء صلواته بالكنيسة
وفيما يتعلق بفترته مع يوسف بطرس غالي وزير المالية قال
عبدالرسول : ما توقفت عنده هو انه كان كثير السهر حتى الساعات الأولى من صباح
اليوم التالي في القصر خاصة في 8 شارع طه حسين بمدينة الزمالك ويقاسمه هذا السهر
بعض الكبار في الدولة وعائلته .. وكان ملتزماً بأداء صلواته في الكنيسة الواقعة في
مدينة العباسية بالعاصمة المصرية القاهرة .. وهو متعصب دينياً من الدرجة الأولى
وكانت زوجته مدام ميشيل تسافر كثيراً إلى بيروت وتبقى فيها لفترة ليست بالقصيرة ثم
تعود إلى القاهرة ..وكانت علاقة بطرس بنجل الرئيس المخلوع حسني مبارك قوية وخطيرة
جداً .. بدليل أنه ينفذ أوامر جمال مبارك بطاعة مبالغ فيها .. وهي نفس الصفات التي
تنطبق على كل الوزراء الذين عملت معهم سابقاً.
الانتقال إلى الدكتور احمد نظيف
بالانتقال إلى الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق
قال عبدالرسول : بالنسبة لهذا الرجل فهو كان سلبي جداً منذ ان كان وزير الاتصالات
وظل على هذا النهج إذ أنه لم يكن يتحدث عبر الهاتف السيار في السيارة كثيراً لأنه
عندما تصل إليه مكالمة هاتفيه يرد على الطرف الآخر سمعاً وطاعة .. وفي الحال أكون
عرفت أن المتصل أما أن يكون الرئيس المخلوع حسني مبارك أو زوجته سوزان مبارك أو
نجله جمال مبارك .. فهذا الثلاثي هو الوحيد الذي يقال له سمعاً وطاعة وهو يقطن في
قصره في 6 أكتوبر وتزوج مرتين ولديه ولد وبنت وهو في الأساس من محافظة الاسكندرية
وبالتالي لم يكن يحمل من المنصب سوى اسم رئيس الوزراء ومع ذلك فهو غامض جداً ..
والغريب فيه أنه لا يدعنا نبقي في قصره كثيراً وهو القصر الذي استقدم له سائقاً
خاصاً وبالإضافة إلى هذا القصر يمتلك شقة على النيل بجوار وزارة الصناعة المصرية
وهي الشقة التي تزوج فيها زوجته الثانية وكان دائماً يرسلني بمبالغ مالية كبيرة
إلى زوجته الأولى بالأسكندرية بينما كنت أذهب معه إلى القصر الجمهوري كثيراً لان
جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع يستدعيه بصورة مستمرة لأنه كان يتولي مقاليد الحكم
في البلاد بدلاً عن والده الذي تخلى عن ممارسة دوره الدستوري منذ عشرة سنوات
ويكتفي بالفرجة والإشراف من على البعيد وحتى خطابه الذي ألقاه على الجماهير
المصرية لحظة الخلع كتبه ابنه جمال مبارك.
الرئيس المخلوع مصاباً بالزهايمر والمختصر
وأضاف : واستمر جمال نجل الرئيس حسني مبارك يلعب هذا
الدور نسبة إلى أن الأخير كان يعاني من مرض الزهايمر والخنصر وهو الأمر الذي أدى
به إلى أن يصاب في الأيام الأخيرة بحالة توهان ولعل هذه الحقيقة تبدو ظاهرة في بعض
الخطابات التي تتعلق بالقرارات المصيرية للبلاد .. حيث أنه في تلك اللحظة يلقنه
مستشاريه الخمسة ما يريد جمال مبارك إيصاله للشعب المصري .. الذي ينسق ذلك مع
والدته سوزان مبارك أما شقيقه علاء مبارك فقد ترك العمل السياسي بفعل الدكتور عمرو
خالد الذي جعله ينخرط في الإسلام بصورة عميقة جداً وهو الأمر الذي قاد والده إلى
نفيه في قصر القلق حتى يتراجع عن فكرته وأن يزيل ذقنه .. حيث كان حسني مبارك يعتبر
أن الإسلام خطر على مصر وهو ذات الأمر الذي حدا به أن يطرد الدكتور عمرو خالد
لخارج البلاد.
مشاهداتي لحسني مبارك بالقصر
وكشف عن مشاهداته للرئيس المخلوع حسني مبارك قائلاً: كنت
أشاهده كلما ذهبت إلى القصر الجمهوري مع عاطف عبيد أو خلفه الدكتور احمد نظيف
رئيسا مجلس الوزراء المصري السابقين في حال استدعاءهما أو وصول ضيف رفيع للبلاد أو
يعقد مؤتمراً صحفياً لإصدار قراراًَ ما .. فهو كان في الفترة الأخيرة منتهي لعامل
السن والأمراض المستوطنة التي يتقلب عليها بالمسكنات المقررة من الأطباء وبالتالي
مصر كانت على مدى عشرة سنوات تدار برئيس غير شرعي وهو نجله جمال مبارك .. ومن
الملاحظ في حسني مبارك أنه لا يتحدث مع أي أحد مهما كانت درجته الوظيفية لأنه كان
متعال وصارم جداً وكل الوزراء والمسئولين الكبار في الدولة يهابونه ويحاولون تفادي
الالتقاء به وجهاً لوجه حتى لا يضعهم في حساباته ويكون على خلفية ذلك الإقالة
مصيرهم المحتوم فقد كان يتخذ قراراته في هذا الخصوص بالمزاجية فهو معروف عنه الكبرياء
الذي قاده قبلاً إلى عدم تشييع جثمان شقيقه إلى مثواه الأخير أو مجرد تلقي واجب
العزاء فيه وأكتفي بإرسال من ينوب عنه في هذا المقام.. وهو أصلاً من منطقة المصلحة
في محافظة المنوفلية التي لم يفعل لها شيئاً من اجل تنميتها كسائر المناطق في تلك
المحافظة .. وهو الأمر الذي جعل أهله في المنقطة سالفة الذكر التبريء منه يوم
نتحيه من رئاسة الجمهورية وهو التاريخ الذي تكشفت بعده الحقائق المجردة للرأي
العام داخلياً وخارجياً ومنها أنه من عائلة متوسطة الدخل وكل أملاكه لا تتجاوز
الفدانين في منطقة المصلحة.