بعد 13 شهرًا على مقتل بن لادن يشكل مقتل ابو يحيى الليبي مسؤول الماكينة الدعائية في القاعدة ضربة قوية جدا لهذا التنظيم يمكن ان تؤدي الى تفكك قيادته المركزية كما يرى خبراء اميركيون.
والليبي الذي قتل الاثنين بضربة من
طائرة بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه)
كان يعتبر الرجل الثاني في هيكلية القاعدة بعد ايمن الظواهري الذي خلف
اسامة بن لادن لكن الخبراء يقولون ان نفوذه يتجاوز مجرد تصنيفه رقميا.
فقد كان الليبي الذي يحظى بشعبية لدى
الجهاديين، يتمتع بصفة دينية لم يحظ بها القادة الاخرون ولعب دور مسؤول
الدعاية الملهم الذي ابقى الشبكة الارهابية متحدة. وقال خبير شؤون الارهاب
جاريت براكمان من جامعة داكوتا الشمالية لوكالة فرانس برس ان "مقتل ابو
يحيى الليبي يشكل ضربة مدمرة لقيادة القاعدة العليا، وعلى الارجح لن تتمكن
من النهوض منها".
واضاف "لم يبق احد في القاعدة يجمع
مثله بين الدراسات الدينية العليا والكاريزما الشخصية والقدرة على تحريك
وتوجيه فروع القاعدة الاقليمية والحركة الاوسع عالميا". والظواهري (60
عاما) الجراح المصري معروف بقدراته التنظيمية الكبرى وحنكته لكنه يفتقر الى
جاذبية اسامة بن لادن والان خسر التنظيم نائبه البالغ من العمر 49 عاما.
وقال براكمان "ان الليبي لم يكن ينظر
له فقط بوقار وانما كان محبوبا من قبل اتباعه" مضيفا ان "ابو يحيى الليبي
لم يقم فقط بانارة درب القاعدة وانما في عدة طرق ساهم في رسم النهج
العقائدي للحركة العالمية".
وعند فراره من سجن قاعدة باغرام الجوية
الاميركية في افغانستان عام 2005، اصبح الواعظ الديني الليبي الذي درس
الفقه الاسلامي في موريتانيا قبل اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر نجما في دوائر
الجهاديين بين ليلة وضحاها.
وكلفه بن لادن بتقوية رسالة القاعدة
عبر شبكة التنظيم الارهابي الاعلامية "السحاب" وعمد الليبي الى الحرص على
ان الجيل المقبل من الجهاديين لن يبتعد عن خط قائده. وقال براكمان "بدون
وجوده لتوجيه ناشطي القاعدة، فان التنظيم قد يبدأ بالارجح بالتشتت" متوقعا
ان تؤدي اي ضربة اخرى الى انهاء قيادة القاعدة المركزية كما هي معروفة.
واضاف "كان الليبي احد ابرز زعيمين
متبقيين في نواة القاعدة". وتابع "اذا تم النيل من الظواهري قريبا فان
قيادة القاعدة العليا ستتفكك وستنتقل الشعلة الى تنظيم قاعدة الجهاد في
جزيرة العرب" الذي يوجد مقره في اليمن ويعتبر انشط فروع القاعدة.
وقد اعلنت ادارة الرئيس باراك اوباما
مقتل الرجل الذي ظهر في عدد لا يحصى من اشرطة الفيديو للقاعدة وكان يعتبر
مهندس ماكينتها الدعائية عالميا. وقال مسؤول اميركي "ان الظواهري سيكون تحت
الضغط لكي يجد شخصا قادرا على ان يحل محل ابو يحيى".
واضاف "الى جانب صيته كعضو قديم في
قيادة القاعدة، فان وضع ابو يحيى كواعظ ديني اعطاه سلطة لاصدار فتوى
ولتوجيه نواة المجموعة في باكستان والفروع الاقليمية". واضاف "لا احد يمكنه
ان يكون قادرا على ان يحل محل رجل الخبرة الذي فقدته القاعدة لتوها".
وخط الخلافة في شبكة القاعدة غير واضح
لكن الخبير الاميركي في شؤون الارهاب بيل برانيف يقول ان ترتيب الليبي في
سلم القيادة ليس مهما مقارنة مع قيمته كرجل الة الدعاية. واضاف "من السهل
للقاعدة ايجاد شخص يمكنه القيام بمهمة عملانية لكن من الصعب جدا بالنسبة
اليها ايجاد شخص يمكنه ان يكون ناطقا باسمها وينشر تعليماتها". وتابع
"التنظيم بحاجة لشخص يمكن للجميع ان يتطلعوا ويستمعوا اليه".
وقال برانيف ان الوثائق التي عثرت
عليها فرقة الكوماندوس الاميركية في منزل بن لادن في ابوت اباد عند تنفيذ
العملية التي ادت الى مقتله في ايار/مايو السنة الماضية شددت على اهمية دور
الليبي "كجسر بين الاجيال" يمكن ان يجمع بين فروع القاعدة المشتتة
جغرافيا.
وقال الخبير "ان خسارته تفاقم من مشكلة
القيادة لدى التنظيم الذي سبق ان خسر قدرته على توجيه عمل المنظمات
المتحالفة معه كما ظهر في الوثائق في منزل بن لادن". واضاف "بالنسبة
للسحاب، الذراع الاعلامية ومركز الثقل الوحيد المتبقي لنواة القاعدة، فان
خسارة ابرز شخصية لديها قد تكون مدمرة. لانه عبر وسيلة السحاب الاعلامية
تمكنت نواة القاعدة من نقل صورة تنظيم كفوء عقائديا وعسكريا".