الثلاثاء، 7 ديسمبر 2021

سراج النعيم يكتب : إقصاء حزب المؤتمر الوطني من المشهد السياسي في البلاد


....

إن الإتجاه إلى إقصاء أو عزل حزب نظام المخلوع عمر البشير من المشهد السياسي واجباً تمليه الضرورة الوطنية، لأنه إذا لم يتم الإقصاء أو العزل السياسي فإنه سيكون بلا شك خطراً على الحكومة المدنية الانتقالية، والانتقال من تلك المرحلة إلى المرحلة الديمقراطية بصورة سلسه، وفيما بعد قد يشكلون خطراً على العملية الانتخابية والاقتراع عبر الصناديق، لذا يجب أن يتم الإقصاء أو العزل من المشهد السياسي حتي لا يتسربوا إليه تحت مسميات حزبية آخري، وبالتالي يعيدون السودان إلى المربع الأول دون تحقيق آمال وأشواق الشعب السوداني، والذي ظل على مدي ثلاثين عام يحلم بالحرية، السلام والعدالة.

إن الإقصاء أو العزل من المشهد السياسي لحزب المؤتمر الوطني يعتبر في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ السودان إجراء احترازي فيه محافظة على مكتسبات الحراك الثوري الشبابي، والذي هو الحادب على مساءلة ومحاسبة رموز حزب المؤتمر الوطني الذين يثبت تورطهم في جرائم ضد الإنسانية، وبالتالي الإقصاء عن المشهد السياسي نهج متبع في كثير من الثورات التحررية التي في كثير من الأحيان تصدر أحكاماً بالاعدام لمن ارتكب جرائم قتل في حق الشعب والاعتقال لمن مارس السياسة مؤيداً لما كان يجري، وعليه فإن الإقصاء أو العزل ما هو إلا ﺇﺟﺮﺍﺀ أخف بالنسبة للاجراءات سالفة الذكر، خاصة وأن الإقصاء أو العزل السياسي تكتيك من التكتيكات المتعارف عليها في ظل الثورات الإنسانية الشعبية، وقد تم انتهاج هذا الأسلوب في ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ وغيرها من الثورات التحررية التي لم تتسامح مع من انتهكوا حقوقها طوال فترة حكمهم. 

فيما اقترح أن يتم الإقصاء أو العزل لحزب نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير) أو من شاركه أو دعمه خلال فترة حكمه الممتدة لثلاثة عقود ماضية من الراهن السياسي في السودان، وأن يكون الإقصاء أو العزل بموجب قرار تتخذه السلطات العدلية في البلاد، بعد أن يتم فتح الباب لشكاوي المتضررين في مواجهة حزب النظام البائد أو أي عضو من أعضاء الحزب، وعلى خلفيته يقرر القضاء الإقصاء أو العزل السياسي لكل من يثبت تورطه في قضايا تتعلق بالفساد الذي استشري في مفاصل مؤسسات الدولة أو جرائم ضد الإنسانية أو الاخلال بالشرف والأمانة، وﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ الاقصائية أو العزل السياسي تعتبر إجراءات ﻭﻗﺎﺋﻴﺔ من أجل الحفاظ على ما حققته الثورة الشعبية من انتصارات ظافرة، والاقصاء أو العزل السياسي من ﺃﺧﻒ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ المتبعة في ظل الحراك الثوري الشبابي الذي شهدته البلاد والداعي إلى التغيير الجذري، وذلك من أجل حماية مستقبل السودان و استقرار أوضاعه حتي لا تتاح لهم الفرصة للعودة مجدداً، وإجهاض الثورة الشعبية الشبابية، لذا إقصاء أو عزل حزب المؤتمر الوطني في هذه المرحلة ومرحلة الانتخابات لن يدع له فرصة المشاركة النشطة في صنع القرار بعد أن ظلوا يقررون في مصير الشعب السوداني ثلاثين عام عاني من خلالها التهميش والتمييز ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ السياسي، هكذا يجب اتباع هذه الاستراتيجية، وأن تكون مشاركة الثوار فعالة في الحكومة المدنية ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻳﺔ ﻓﺌﺔ ﻣﻬﻤﺸﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ.

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

سراج النعيم يكتب : الخيانة وعدم الامانة


كلما تأملت الحياة عميقا أجد أن البعض يمارسها بشكل سالب يرتكز على الخيانة، وعدم الأمانة، وعدم الحياء أو الخجل، فما أن تسأل ايا كان إلا ويرد متحججا حججا واهية جدا، لا يمكن الأخذ بها على محمل الجد، فالزواج يخون زوجته والعكس، فكل منهما يدعي أنه يفتقر للحب، الحنان، العاطفة والرومانسية، هكذا يفعل كل منهما ما هو منافي للشرع، العادات، التقاليد، القيم والأخلاق، ورغماً عن ذلك يرمي كل طرف باللائمة على الآخر. 

وفي ذات السياق الحظ أن فتيات في مقتبل العمر يتواصلن مع الغرباء عبر (العولمة) ووسائطها المختلفة، ولا يكتفين بذلك، بل يرسلن صورهن دون خوف من استخدامها كورقة ضغط ضدهن فيما بعد، ورغماً عما أشرت له، فإن الآباء والأمهات بعيدين كل البعد عن ازكاء دور الرقابة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يسهلان للأبناء المضي نحو الهاوية بالمساعدة على اقتناء الهواتف الذكية التي تسهل لهم الدخول إلى الإنترنت وإنزال التطبيقات الإلكترونية الخاصة بالدردشة مع الغرباء، أي أن الآباء والأمهات ينحصر جل تفكيرهم على الاتفاق أكثر من التربية القائمة على غرس القيم والأخلاق النبيلة، لذلك أضحى التبرج والتعري (أناقة) في الشارع العام، المناسبات وأماكن التجمعات، شوالاعتراض على ذلك يعتبر تخلفاً. 

إن الحياة تعج بالظواهر (السالبة) التي من بينها بلا شك (الرشوة)، و(الاختلاس) الذي أصبح يطلق عليه البعض (تسهيلات)، والسبب فيه أسباب اقتصادية بحتة إلي جانب ضعف الأجور. 

إن بعض الشباب من الجنسين يقضى الساعات الطوال في وسائط التقنية بالبث، النشر، الإطلاع، التواصل، و الدردشة القائمة على التحدث في أعراض الناس دون التفكير في أن الديانة الإسلامية نهته عن ممارسة هذا الفعل القبيح : (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، والاغرب من ذلك كله يشتري الآباء والأمهات الملابس (المحذوفة) للنشء والفتيات دون محاذير، لذلك تجدهن يظهرن في الشوارع والاماكن العامة بملابس أقرب إلى ملابس النوم، ومع هذا وذاك ليس هنالك نخوة في هذا الإطار بدعوى التطور والمواكبة ناسين أو متناسين أن الشيطان واضحاً في أنه سيضل كل من يستجيب إليه، وإذا ازجيت النصح لأي شخص من الأشخاص، فإنك ترتكتب خطأ كبير، رغماً عن أن (أكثر الناس لا يعلمون، لا يشكرون، لايؤمنون، فاسقون، معرضون، لا يعقلون، ولا يسمعون)، وقال الله تعالى : (وقليل من عبادي الشكور ) (وماآمن معه إلا قليل ) (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ).

علاء الدين بيز يعتزل الفن نهائياً

 علاء بيز يعتزل العزف مع الفنانين والفنانات

بعث الموسيقى علاء الدين أحمد عبدالرحيم الشهير ب(علاء الدين بيز) برسالة يعلن من خلالها اعتزال العزف خلف الفنانين والفنانات بسبب الانحطاط، الحقد والحسد الذي تشهده الساحة الفنية.

وقال : قررت اعتزال العزف على آلة البيز مع الفنانين والفنانات، ولن أعود للموسيقي إلا في حال تحول اتحاد الفنانين إلى نقابة تضبط (فوضى) الحركة الفنية.

وتابع : مررت بتجربة مرض قاسية جدا، والحمدلله الإنسان مصاب دون أن يحدد مواعيدا، أي أن المرض يداهم الإنسان بشكل مفاجيء، فلا يكون واضع في حسابه ذلك، وهو ما حدث معي بالضبط، إذ انني تفاجأت بمرضي الذي تعافيت منه تماماً الحمد لله، والذي أجريت في إطاره عملية جراحية للحصوة في الحالب بالقاهرة، وهي عملت (خراجة)، ولكن اتأسف على كل لحظة قضيتها في عالم الفن رغماً عن أنه رسالة مرتبطة بالوجدان، الحب، الحنان والعاطفة إلا أنه في السودان بلا قيمة خاصةً الموسيقى الذي ربما لا يكون محسوبا في خارطته، فالعازف غير مقيم حتى على مستوى الفنان الذي يعزف معه، فإذا حدثت له أي مصيبة لا يجد من يقف معه، وهنا لا أرمي باللائمة على اتحاد الفنانين، لأنه ليس نقابة، فإذا كان كذلك، فإنه سيكون له وزنه، لذلك لا يجد الموسيقى حقه مهما كان بسيطا رغماً عن أنه يقدم إبداع لا تحده حدود، فالاجر الذي يأخذه الموسيقى مقابل عزفه خلف الفنان أو الفنانة لا يكفيه لشراء وجبة (فول)، ناهيك عن ثلاثة وجبات أو أن يتلقى من خلالها العلاج، فهنالك الكثير من الزملاء توفوا إلى رحمة مولاهم لعدم الإمكانيات.

وأضاف : شخصياً لم أجد من يقف معي في الوسط الفني نهائياً، بإستثناء الفنانة المميزة ميادة قمرالدين، فأنا عندما مرضت شددت الرحال إلى القاهرة، وتلقيت فيها العلاج من خلال وقفت أسرتي وإخوتي في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ضباط وضباط صف وجنود، وإخوتي وأصدقائي في معارض السيارات بالموردة أمدرمان، والذين وقفوا معي وقفت رجل واحد، وساعدوني في الأزمة المرضية التي مررت بها في الفترة الماضية معنويا وماديا، لذلك اعتبر الفترة التي امضيتها في الوسط الفني من أسوأ الفترات التي امضيتها في حياتي، فأنت إذا تعرضت للمرض لن تجد من يقف معك في الوسط الفني، لأنهم لا يملكون المال الذي يمكن أن يدعموك به.

واردف : الوسط الفني يفتقر للانضباط، الرقابة والمحاسبة، فكل من هب ودب أصبح فنانا أو موسيقيا، لأن الانتماء للحركة الفنية الطريق الأسهل لتحقيق الشهرة وجنى المال من خلال ما تشهده الساحة الفنية من (فوضى)، إذ تجد مديري الأعمال، فني الساوند سيستم (مكبر-صوت)، وأصدقاء الفنانين وسائقي الحافلات يسيطرون على بعض الفرق الموسيقية، علماً بأنهم جميعأ لا علاقة لهم بالمجال الموسيقى من قريب أو بعيد، أي أنهم يحددون من يعزف ومن لا يعزف خلف الفنان أو الفنانة، كما أنهم يحددون أجر الموسيقى، هكذا الأمور تمضي في الوسط الفني حسب الامزجة الشخصية، وعليه وصلت إلى قناعة تامة بأن ما يجري في الحركة الفنية يحتاج إلى تحول اتحاد الفنانين نقابة تمتلك الحق في الضبط والربط.

واستطرد : ها أنا أعلن اعتزالي للموسيقي في السودان، ولن أعود إليها إلا بعد أن يصبح اتحاد الفنانين (نقابة)، وسأكتفي بالعزف لنفسي في المنزل والاستديوهات، فالموسيقي لا يمكن ترك موهبته، فالموهبة تتحرك في دواخلي بصورة مستمرة، لكن لن اعزف خلف أي فنان أو فنانة، فالمسألة ليست مسألة أجر ضعيف فقط يتعاقد في إطاره الفنان أو الفنانة بمليار أو ثمانمائة ألف جنيه أو سبعمائة ألف جنيه في حين يمنح الموسيقى (7) ألف جنيه أو (8) ألف جنيه فقط، بالإضافة إلى أن هنالك الكثير من (السوالب) التي تعج بها الساحة الفنية.

واسترسل : أشكر كل الذين وقفوا معي وأخص بالشكر الإخوة في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وإخواني تجار السيارات بالموردة أمدرمان والفنانة الإنسانة الراقية الكبيرة بوقوفها مع الناس وزملائها الكبيرة بفنها الأستاذة ميادة قمرالدين، فهي الفنانة الوحيدة التي وقفت معي، وغيري من الزملاء الذين يتلقون العلاج بالقاهرة، وهذا يؤكد أنها تحس بمعاناة زملائها حتى لو كان غير محتاجين، وما قدمته لي ولغيري صدقة جارية لها، فهي تستحق بجدارة لقب سفيرة الإنسانية في السودان الذي فيه عدد كبير من الفنانين والفنانات الذين لديهم إمكانيات إلا أنهم لا يفعلون ما تفعله الفنانة الإنسانة حقا ميادة قمر الدين، فهي تمثل لوحدها اتحاد فني قائم بذاته.

مضي : توفت والدتي إلى رحمة مولاها، وبعد فترة على وفاتها تفاجأت بفنان كبير عزفت معه ما يربو عن عشرين عام، وهو يسألني عنها رغماً عن أنه أول من عرف أنها توفيت إلى رحمة مولاها، ولم يأت للعزاء، وعندما قابلته سلم على بشكل عادي جدا، وسألني صحة الوالدة عليها الرحمة، أليس ما ذكرته جدير بأن اعتزل الفن بعد أن أمضيت فيه ثلاثة عقود دون إنقطاع.

مجذوب أونسة يكشف تفاصيل مثيرة حول اعتقاله بسبب (الغلابة)


السلطات المصرية اتهمتني بالعمالة للرئيس السابق عمر البشير

هذه قصة أغنية (عزيز أنت يا وطني) مع الانقلاب العسكري للانقاذ 

التقاه : سراج النعيم 

وضع الفنان الكبير مجذوب أونسة قصته المثيرة مع مضايقات نظام الرئيس المخلوع عمر البشير له بسبب أغنية (الغلابة)، واستثمار نظامه من خلال الباشمهندس الراحل الطيب مصطفي لأغنية (عزيز أنت يا وطني) لصالح أجندات ايدلوجية، مؤكدا أنه لم يغن لأي نظام تقلد حكم البلاد، َبل ظل يغني للسواد الاعظمي من الغلابة معبرا بوضوح شديد عن معاناة الشعب السوداني على مدى سنوات خلت. 

لماذا اعتقلت بسبب أغنية (الغلابة)؟ 

أولا لا بد من التأكيد بأن اعتقالي تم بواسطة السلطات الأمنية للرئيس المعزول عمر البشير، وذلك في الأيام الأولى لانقلاب ثورة الإنقاذ على الحكم الديمقراطي، وذلك على أساس إنني غنيت متجاوزا الزمن المحدد لقانون الطواريء، ولم يسألن الضابط الذي حقق معي عن أغنية (الغلابة) التي غنيتها في المناسبة حتى لا يعطي اعتقالي طابعا سياسياً، رغماً عن علمي التام بأن الأغنية مصنفة سياسياً، ويقول مطلعها :-

الغلابة التوهت 

في الدنيا وصعابه

البلد في عز عذابه

 كل زول خلاها سابه

متى صدحت بأغنية (الغلابة)؟ 

بدأت أرددها في المسارح التي اعتليتها بما فيها مسارح الأفراح، هكذا إلى أن وصلت شهرتها إلى بقاع واسعة من أصقاع السودان، وأصبحت تطلب من الجماهير بصورة مستمرة. 

ما الذي خرجت به من وراء اعتقالك بسبب أغنية (الغلابة)؟ 

فهمت بأن السبب المباشر للاعتقال هو اصراري على ترديد الأغنية، ولكن مع استمرار الضغط والمضايقات اضطررت إلى إيقافها.

لماذا اوقفتك السلطات المصرية في مطار القاهرة؟ 

إبان حكم نظام الرئيس المخلوع عمر البشير تعرضت للاعتقال من قبل الأمن المصري لمدة ثلاثة أيام، وذلك على أساس إنني كتبت عنواني (السفارة السودانية) بالقاهرة في كرت الطائرة، وصادف ذلك سوء العلاقات (السودانية- المصرية)، إذ كانت آنذاك متوترة جداً، وعليه اعتبرتني سلطات مطار القاهرة عميلا للرئيس المعزول عمر البشير، فيما تشير وقائع اعتقالي إلى إنني كنت أركب في الطائرة في المقاعد الخلفية، وأثناء ذلك وضع على منضدتي (الكرت) المعنى، فما كان مني إلا وكتبت عليه عنواني (السفارة السودانية) بالقاهرة، مما دفع الأمن المصري إلى اعتقالي مع الفنان الراحل إبراهيم حسين وعثمان مصطفى، وبعد التحقيق أطلق  سراح زملائي، والابقاء على شخصي ثلاثة أيام رغماً عن كتابتي للعنوان لم يكن نابع من (سذاجة)، إنما نابع من اعتقادي بأن أي فنان يسافر للخارج يجب أن يكون عنوانه سفارة بلاده، عموماً قال الضابط المصري إنني قريب البشير. 

وماذا؟ 

إن تأخر الطائرة التي يجب أن تعيدني للسودان جعل السلطات المصرية تبقيني قيد الاعتقال إلى أن تدخل الرئيس الراحل جعفر محمد نميري وسيطا، وأكد للسلطات المصرية بانني لا علاقة لي بالسياسة. 

لماذا سافرت إلى مصر في ذلك التوقيت؟ 

شددت الرحال إلى قاهرة المعز لتسجيل ألبوم لشركة (حصاد) للإنتاج الفني.

ماذا عن أغنية (عزيز أنت يا وطني)؟

انتجت الأغنية في العام 1986م، ومن ثم سجلتها للإذاعة السودانية رسمياً وقتئذ، كما سجلتها أيضاً لتلفزيون السودان قبل انقلاب الضباط الذين تم اعدامهم فيما بعد، وكان تسجلي للأغنية بآلة العود بطلب من فادي أونسة الذي أكد حضوري للتلفاز، وعندما حضرت في الزمان والمكان وجدت الفنان الراحل علي ابراهيم اللحو يغني بفرقته الموسيقية، فزعلت لأنني أتيت بدون فرقة موسيقية، وقررت على إثر العودة دون أن أسجل، إلا أن فادي مجذوب أصر على أن أغني أي أغنية وطنية، وكان أن تذكرت (عزيز أنت يا وطني)، وهي لا علاقة لها بأي نظام من الأنظمة العسكرية أو المدنية، لذلك غنيتها في ذلك التوقيت، فما كان منها إلا أن ترفض نفسها بقوة، وعندما تم تحرير منطقة من مناطق جنوب السودان بحث الراحل الطيب مصطفى مدير التلفزيون آنذاك في المكتبة عن أغنية تعبر عن الايدلوجية الخاصة به، فوجد (عزيز أنت يا وطني) التي تم منتاجها بإدخال مشاهد لشهداء الحرب الأهلية بين النظام البائد وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، ومن ساعتها أصبحت هذه الأغنية تبث بصورة مستمرة، وعليه فقدت السيطرة عليها، وبالتالي كلما حدث حدث في السودان يتم بثها، ولكن الشرف العظيم لي هو أنها تم بثها عندما تمت الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير وضعت شعارا، أي أنها فرضت نفسها حتى بعد سقوط النظام البائد، وانا ليس لدي أي انتماء سياسي، فأنا وطني واحب وطني، لذلك سجلت أغنية (عزيز أنت يا وطني) في العام 1986م، فأنا لست سياسياً أو راسماليا، وكل أملك هو صوتي. 

ما قصة أغنية (عزيز أنت يا وطني)؟

هذه الأغنية ألفها حسين أونسة إبان الحكم المايوي الذي كان يعمل في ظله اخي حسين أونسة في وزارة الأشغال مهندسا أيام العدالة الناجزة، وأثناء ذلك أحدهم حاملا مكنة قطع الأيادي، هذا الأمر استفز اخي حسين، الذي قال البلد تشهد فقرا مقدعا ومع هذا يتم قطع الأيادي، وكان ألف هذه الأغنية للسودان عزيز أنت يا وطني برغم قساوة المحني.. بك النيل الذي أرسى حضارات كانت تحطم للاحاد

وأضاف : إن الديانة الإسلامية جاءت للسودان بالتي أحسن، و السودانيين مسلمين بالفطرة، وهم ضد التطرف والتشدد رغماً تنوع سحناته، لهجاته، حضارته وثقافاته، وشعب كهذا لابد من يكون فنانه العملاق محمد وردي الذي عبر عنه من خلال الثنائية بينه والشاعر الراحل محجوب شريف في عدد من الأغنية الوطنية الخالدة في وجدان الشعب السوداني

الجمعة، 22 أكتوبر 2021

سراج النعيم يكتب : حياة مليئة بالتعري

 


كلما تأملت الحياة عميقا أجد أن البعض من سكانها يمارسون الخيانة بلا حياء أو خجل، فما أن تسأل أحدهم لا يرد عليك بحجة واهية جدا، لا يمكن الأخذ بها على محمل الجد، خاصة الزواج مع زوجته والعكس، فكل منهما يدعي أنه يفتقر للحب، الحنان، العاطفة والرومانسية، هكذا يفعل كل منهما لما هو منافي للشرع، العادات، التقاليد، القيم والأخلاق، ورغماً عن ذلك يرمي كل منهما باللائمة على الآخر. 

وفي إطار الظواهر (السالبة) الحظ أن فتيات في مقتبل العمر يتواصلن مع الغرباء عبر (العولمة) ووسائطها المختلفة، ولا يكتفين بذلك، بل يرسلن صورهن دون خوف من استخدامها في المستقبل كورقة ضغط ضدهن. 

رغماً عما أشرت له، فإن الآباء والأمهات بعيدين كل البعد عن ازكاء دور الرقابة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يسهلان للأبناء المضي نحو الهاوية بالمساعدة على اقتناء الهواتف الذكية التي يدردشن بها مع الغرباء، أي أن الآباء والأمهات يركزون  على الاتفاق أكثر من التربية القائمة على غرس القيم والأخلاق النبيلة، لذلك أضحى التبرج والتعري (أناقة) والاعتراض على ذلك يعتبر تخلفاً. 

إن الحياة تعج بالظواهر (السالبة) التي من بينها بلا شك (الرشوة)، و(الاختلاس) الذي أصبح يطلق عليه البعض (تسهيلات)، والسبب فيه أسباب اقتصادية بحتة إلي جانب ضعف الأجور. 

إن بعض الشباب من الجنسين يقضى الساعات الطوال في وسائط التقنية بالبث، النشر، الإطلاع، التواصل، و الدردشة القائمة على التحدث في أعراض الناس دون التفكير في أن الديانة الإسلامية نهته عن ممارسة هذا الفعل القبيح : (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، والاغرب من ذلك كله يشتري الآباء والأمهات الملابس (المحذوفة) للنشء والفتيات دون محاذير، لذلك تجدهن يظهرن في الشوارع والاماكن العامة بملابس أقرب إلى ملابس النوم، ومع هذا وذاك ليس هنالك نخوة في هذا الإطار بدعوى التطور والمواكبة ناسين أو متناسين أن الشيطان واضحاً في أنه سيضل كل من يستجيب إليه، وإذا ازجيت النصح لأي شخص من الأشخاص، فإنك ترتكتب خطأ كبير، رغماً عن أن (أكثر الناس لا يعلمون، لا يشكرون، لايؤمنون، فاسقون، معرضون، لا يعقلون، ولا يسمعون)، وقال الله تعالى : (وقليل من عبادي الشكور ) (وماآمن معه إلا قليل ) (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ).


azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...