(الدار) تفتح ملف قضايا الاحتيال بالشبكة العنكبوتية (2)
........................
..........................
وقف عندها : سراج النعيم
..........................
وبما أن ظاهرة قضايا الاحتيال والنصب عبر الشبكة العنكبوتية أصبحت في تنامي، فإن (الدار) رأت أن تناقشها من كل الجوانب بما في ذلك القانونية مع تقديم نماذج لقصص مثيرة راح ضحيتها البعض عبر الرسائل النصية والإلكترونية (الوهمية) مثلاً الفوز بجائزة مالية ونشر الصور ومقاطع الفيديوهات (الفاضحة)، ودائماً ما يستغل الجاني التقنية الحديثة ووسائط التواصل الإجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب) وغيرهما لتحقيق مآربه منتهكاً الخصوصية عبر الشبكة العنكبوتية.
ومن هنا أدلف إلي قصة لا تخلو من الغرابة والدهشة فهنالك رجل متزوج ولديه من البنات أربعة ذهب إلى صاحبة محل اتصالات قريب من سكنه وطلب منها أن تحول مبلغاً مالياً كبيراً في إحدى الأرقام إلا أن صاحبة الاتصالات أخطأت في الرقم فذهب الرصيد إلى من أدعت أنها طالبة جامعية وتسكن في داخلية فهددتها صاحبة الاتصالات باللجوء للقانون فى حال رفضت إعادته فما كان من ابو البنات إلا والتقط منها الهاتف السيار وتحدث إلى الطالبة الجامعية التي قالت له إنها تقيم فى الداخلية ولم يرسل لها أهلها المصاريف هذا الشهر، وعليه اعتقدت أن الرصيد الذي وصلها قد بعث به أهلها الذين يقيمون فى أحدي الولايات الطرفية فرق قلب ابوالبنات لما سمعه من الفتاة، وقال لها ابشري يا بنتي سوف أدع صاحبة محل تحويل هذا الرصيد أن تحول لك المزيد، وإذا احتجتي لأي شئ فهذا هو رقم أبنتي يمكنك الاتصال بها وهي بدورها ستبلغني لكي أقوم باللازم، فبكت الطالبة للتعامل الراقي الذي وجدته من ذلك الرجل الحنون.
وتتواصل أخطأ تحويل الرصيد إلا أن الخطأ هذه المرة جمع رأسين فى الحلال، وتشير الوقائع إلى أن شاباً في مقتبل العمر ويعمل فى المجال التجاري وبما أنه فى ذلك اليوم كان على عجالة من أمره دفع برقم هاتفه لصاحب محل تحويل الرصيد راجياً منه أن يحويل فيه مبلغاً مالياً كبيراً، فكان أن ذهب ذلك الرصيد بالخطأ إلى احدي الفتيات التي ذهلت من المبلغ الأمر الذي استدعاها للاتصال بالرقم الذي وصلها منه الرصيد واستفسرت الشخص الذي رد عليها من الذي بعث بهذا المبلغ الكبير الى؟ فقال : فلان الفلاني، فقالت لا أعرف إنساناً على وجه البسيطة بهذا الاسم الشئ الذي جعله يراجع الرقم فيجد أنه قد أخطأ فى الرقم الأخير فعاود الاتصال بها، وأكد لها أن الرصيد جاء إليها عن طريق الخطأ، فما كان منها إلا وأعادت إليه المبلغ كاملاً فشكرها على أمانتها وابلغ التاجر الشاب بالقصة كاملة، فطلب منه رقمها فأعطاه له فاتصل بها وشكرها وأغلق الهاتف بعد أن سجل اسمها فى سجله وبعد أيام من ذلك اتصل عليها وطلب منها أن توصف له منزلها فقالت له لماذا؟ فقال : لدي مفاجأة أود أن اطرحها أمام أسرتك فاطمئان قلبها ووصفت له المنزل وبعد لحظات من المكالمة كان أمام باب منزلهم فطرق الباب الذي فتحه له والد الفتاة ورحب به باعتبار أنه ملم بتفاصيل ما حدث فى خصوص الرصيد واتصاله الهاتفي الذي شكر فيه ابنته وبعد أن تم إكرامه الكرم السوداني وشاهد الفتاة التي قدمت له الضيافة طلب يدها من والدها فقال له أعطينا مهله لكي نسأل عنك ثم نرد عليك فخرج من المنزل يمني النفس بأن تكون هذه الفتاة الأمينة الجميلة من نصيبه وبعد أسبوع تلقي اتصالاً هاتفياً من والد الفتاة يبدي فيه الموافقة على طلب خطبة أبنته إليه، فلم يكن التاجر الشاب مصدقاً من الفرحة، وقال لوالد الفتاة سوف آتي إليكم مع الأسرة غداً لتكملة مراسم الزفاف، وكان أن ذهب علي أساس أن يخطبها فما كان من قريب للعروس أن يقرر عقد قرانهما فى تلك اللحظات وتحمس التاجر الشاب للفكرة وتم عقد القران ثم بعد شهر من تاريخه تمت مراسم الزفاف الذي كان زواجاً أسطورياً.
فيما كشف (عمر) النقاب عن القصة الغريبة التي تعرض لها في شريحته التي بها رصيد بأكثر من ( 35 ) ألف جنيه، وقال : بدأت قصتي حينما توقفت شريحتي نهائياً، واكتشفت هذا التوقف عندما حاولت أن أحول منها رصيداً، فأنا عادة أحول بها مبالغ مالية كبيرة، ولكن فى ذلك اليوم فشل التحويل تماماً، فقلت يمكن أن يكون هنالك عطب في الهاتف فاستخرجت الشريحة وأدخلتها في هاتف آخر فكانت النتيجة نفس الفشل السابق، المهم ما أن توصلت لهذه النتيجة إلا وقررت أن أذهب إلى مكتب شركة الاتصالات حتى أستبدلها بآخري علماً بأن شريحتي التي أنوي استبدالها بها رصيد أكثر من (35) ألف، وفي صباح اليوم التالي الذي صادف يوم عطلة، وكان أن جاء إلى محل تحويل الرصيد الخاص بي مسئول مكتب شركة الاتصالات الهاتفية الشهيرة وأخطره من يعمل معي بما حدث لشريحتي، ومن ثم اتصل على ذلك الشاب الذي يعمل معي وأفادني بما دار من حوار بينه والمسئول وطالبني بأن أتوجه له لاستبدال شريحتي صباحاً، وكان أن ذهبت إلى مكتب شركة الاتصالات الهاتفية وقلت للمسئول آتيت إليك بغرض استبدال الشريحة بآخري فقال لي هذه الشريحة الجديدة لا يوجد بها رصيد فقلت متسائلاً كيف لا يوجد بها رصيد وقلت له مردفاً ربما تكون الشريحة التي تعنيها ليست شريحتي وبعد أن قمنا بالمراجعة تأكد لنا أنها هي شريحتي فقلت لهم هذه الشريحة بها رصيد، وعندما تمت مراجعة تحويل الرصيد من الشريحة اتضح أن هنالك من حول منها ارصده في ذلك اليوم الذي وجدتها فيه مغلقة فقلت لهم الشريحة أصلاً لم تكن تعمل في الوقت الذي حول فيه الرصيد منها فما هي الكيفية التي حول بها؟ المهم أنه بعد بحث في سجلات شركة الاتصالات الشهيرة اتضح أن الشريحة حدث لها استبدال في مكتب بالخرطوم وكان أن أجرينا اتصالاً هاتفياً وسألتهم عن استبدال شريحتي؟ فجاء الرد من الطرف الآخر مؤكداً أن أحدهم ادعي أنه (عمر) صاحب الشريحة بعد أن جاء إلى مكتب شركة الاتصالات بهذه المدينة، وقال إنه يرغب في استبدال الشريحة وبدور الموظف استبدل الشريحة التالفة بشريحة جديدة تحتوي في داخلها علي المبلغ الذي أشرت له في سياق تناول هذه القضية، وعليه طلب مكتب مدينتي من مكتب تلك المدينة إرسال صورة من بيانات البطاقة الشخصية التي منح بموجبها ذلك الشخص الشريحة المسجلة باسم صاحب الرصيد البالغ في قيمته أكثر من (35) ألف جنيه، وبالفعل تم إرسال البيانات وبالإطلاع عليها تبين أن الاسم فقط يطابق لاسمي في حين أن الصورة لا علاقة لها بي من قريب أو بعيد أي أنها مخالفة لبطاقتي الشخصية من حيث تاريخ الميلاد ومكان إصدار البطاقة اسم الوالدة وإلى آخره من المعلومات الشخصية المضمنة لدي السلطات المختصة فتم علي خلفية ذلك الاتصال بمكتب الشركة مرة آخري فقال المسئول: البطاقة التي أرسلتموها إلينا ليست بطاقة (عمر أحمد علي) صاحب الشريحة الأصلي ما قادني للاتصال بالمستشار القانوني للشركة المعنية وبعد أن رويت له القصة كاملة طلب مني أن أفتح بلاغاً جنائياً لكي يتمكنوا من إيقاف الرصيد الذي بالشريحة، وكان أن توجهت إلى قسم الشرطة وفتحت البلاغ ثم عدت إلى مكتب الشركة إلا أنهم لم يتمكنوا من إيقاف الرصيد نسبة إلى أن الشخص الذي استبدلت له الشريحة وزع الرصيد فقلت لهم ما هو الحل؟ فقالوا : إن شاء الله بعد العطلة سوف نصل إلى نتيجة وطلبوا مني فتح بلاغ في الأشخاص الذين حول لهم الرصيد من الشريحة فقلت لهم : كيف أفعل ذلك ولماذا؟ فأنا ضحية خطأ منكم فقالوا لي إن ذلك الشخص الذي استبدل الشريحة جاء إلينا ببطاقة شخصية أصلية فقلت لا لم يأت إليكم ببطاقة أصلية، إنما جاء إليكم بصورة بطاقة فقالوا : إن الموظف ليس من اختصاصه العمل الجنائي حتى يعرف أن كانت هذه البطاقة مزورة أم لا.
بينما قال (الطيب) الذي يحول الرصيد : أنا أصلاً خريج من الجامعة ومنذ تخرجي أعمل فى خدمة تحويل الرصيد لمشاهير ونجوم المجتمع فهي أكثر مهنة معرضة للأخطاء لارتباطها بالأرقام التي قد يخطئ فيها المشتري أو يخطئ فيها محول الرصيد وهي نادراً ما تحدث ما يعني أنها تحتاج إلى تركيز ذهني، ودائماً ما تمر بنا مواقف في عملية تحويل الرصيد منها المواقف الطريفة المؤلمة، فأنا مثلاً إذا تم التحويل عن طريق الخطأ فأنك تكون عائش على أعصابك ﻷن إعادته تتوقف علي ضمير الطرف الآخر، فهنالك من يتصل عليك لمعرفة مصدر الرصيد وآخرين إلا تتصل عليهم وقد يعيده اليك أو لا يعيده، وفي الأخر ليس أمامك إلا أن تلجأ للقانون وحتى لا اضطر لذلك تجدني أركز تركيزاً شديداً.
وفي السياق قال الدكتور محمد زين محمد الخبير في القانون الدولي : المشرع السوداني أهتم بالجرائم الإلكترونية التي صدر في ظلها قانون يتصل بها في العام 2007م ويتكون من (8) فصول و(30 ) مادة، وعليه لابد من التأكيد بأن وسائل التقنية الحديثة مهمة جداً في الاستثمار والإعلام والصحافة للتواصل وتعزيز العلاقات اﻻجتماعية وتحقيق المنافع الإقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والفنية لإيصال صوت السودان للعالم الخارجي بالتوظيف الإيجابي، ويمكن اﻻستفادة منها في التوعية بشكل عام من حيث النواحي التعليمية والصحية والأمنية والشرطية والأخبار والإرشادات و إدارة الأزمات والكوارث وتقديم الخدمات الذكية للأطفال لحمايتهم من الإعتداءات، وهكذا أفرزت ثورة المعلوماتية تطوراً في مجال نظم الإلكترونيات وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل المعلومات والحواسيب والإنترنت والتي أضحى مستخدموه في تزايد كبير ليس على مستوى السودان لوحده إنما في كل أنحاء العالم، ولكن المؤسف أن الشبكة العنكبوتية حولها بعض ضعاف النفوس إلي مهدد لأمن المجتمع بالإستخدام السالب الذي يهدم نسيج المجتمع ويحقق في ذات الوقت هدف المجرم الإلكتروني.
لم يكن لارتباط جرائم المعلوماتية بالحاسب الآلي أثره على تمييز هذه الجرائم الإلكترونية عن غيرها من الجرائم التقليدية فحسب، وإنما كان له أثره في تمييز المجرم الإلكتروني عن المجرم العادي الذي يجنح إلى سلوك إجرامي نمطي، ومن تلك النتيجة نستخلص سمات يمتاز بها (المجرم الإلكتروني)، مما يتطلب التعرف على كيفية التصدي لهذا النمط الجديد المجرم الإلكتروني الذي لا يخرج عن كونه مرتكباً لفعل إجرامى، ويتمتع باحترافية كبيرة في تنفيذ الجرم، حيث أنه يرتكب هذه الجرائم عن طريق الكمبيوتر أو الهاتف الذكي مما يقتضى ذلك الدقة فى التعامل مع وسائط التقنية الحديثة والتغلب على العقبات والثغرات التي أوجدها المتخصصون لحماية الأنظمة الإلكترونية من الاختراق، والشيء الخطير فى هذا المجرم هو امتيازه بالذكاء, فضلاً عن أنه لا يناصب أحد العداء إلى جانب أنه يتمتع بالمهارة العالية والمعرفة بما هو مقدم عليه من جرم، كما أنه على درجة عالية من الثقافة تتيح له فرصة وضع تصوراً لجريمته، والباعث الحقيقي لارتكابه هذه الجرائم الإلكترونية الرغبة فى المال بصورة غير مشروعة.
طالبة جامعية ترفض إعادة مبلغاً مالياً حول لها بالخطأ
........................
..........................
وقف عندها : سراج النعيم
..........................
وبما أن ظاهرة قضايا الاحتيال والنصب عبر الشبكة العنكبوتية أصبحت في تنامي، فإن (الدار) رأت أن تناقشها من كل الجوانب بما في ذلك القانونية مع تقديم نماذج لقصص مثيرة راح ضحيتها البعض عبر الرسائل النصية والإلكترونية (الوهمية) مثلاً الفوز بجائزة مالية ونشر الصور ومقاطع الفيديوهات (الفاضحة)، ودائماً ما يستغل الجاني التقنية الحديثة ووسائط التواصل الإجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب) وغيرهما لتحقيق مآربه منتهكاً الخصوصية عبر الشبكة العنكبوتية.
ومن هنا أدلف إلي قصة لا تخلو من الغرابة والدهشة فهنالك رجل متزوج ولديه من البنات أربعة ذهب إلى صاحبة محل اتصالات قريب من سكنه وطلب منها أن تحول مبلغاً مالياً كبيراً في إحدى الأرقام إلا أن صاحبة الاتصالات أخطأت في الرقم فذهب الرصيد إلى من أدعت أنها طالبة جامعية وتسكن في داخلية فهددتها صاحبة الاتصالات باللجوء للقانون فى حال رفضت إعادته فما كان من ابو البنات إلا والتقط منها الهاتف السيار وتحدث إلى الطالبة الجامعية التي قالت له إنها تقيم فى الداخلية ولم يرسل لها أهلها المصاريف هذا الشهر، وعليه اعتقدت أن الرصيد الذي وصلها قد بعث به أهلها الذين يقيمون فى أحدي الولايات الطرفية فرق قلب ابوالبنات لما سمعه من الفتاة، وقال لها ابشري يا بنتي سوف أدع صاحبة محل تحويل هذا الرصيد أن تحول لك المزيد، وإذا احتجتي لأي شئ فهذا هو رقم أبنتي يمكنك الاتصال بها وهي بدورها ستبلغني لكي أقوم باللازم، فبكت الطالبة للتعامل الراقي الذي وجدته من ذلك الرجل الحنون.
وتتواصل أخطأ تحويل الرصيد إلا أن الخطأ هذه المرة جمع رأسين فى الحلال، وتشير الوقائع إلى أن شاباً في مقتبل العمر ويعمل فى المجال التجاري وبما أنه فى ذلك اليوم كان على عجالة من أمره دفع برقم هاتفه لصاحب محل تحويل الرصيد راجياً منه أن يحويل فيه مبلغاً مالياً كبيراً، فكان أن ذهب ذلك الرصيد بالخطأ إلى احدي الفتيات التي ذهلت من المبلغ الأمر الذي استدعاها للاتصال بالرقم الذي وصلها منه الرصيد واستفسرت الشخص الذي رد عليها من الذي بعث بهذا المبلغ الكبير الى؟ فقال : فلان الفلاني، فقالت لا أعرف إنساناً على وجه البسيطة بهذا الاسم الشئ الذي جعله يراجع الرقم فيجد أنه قد أخطأ فى الرقم الأخير فعاود الاتصال بها، وأكد لها أن الرصيد جاء إليها عن طريق الخطأ، فما كان منها إلا وأعادت إليه المبلغ كاملاً فشكرها على أمانتها وابلغ التاجر الشاب بالقصة كاملة، فطلب منه رقمها فأعطاه له فاتصل بها وشكرها وأغلق الهاتف بعد أن سجل اسمها فى سجله وبعد أيام من ذلك اتصل عليها وطلب منها أن توصف له منزلها فقالت له لماذا؟ فقال : لدي مفاجأة أود أن اطرحها أمام أسرتك فاطمئان قلبها ووصفت له المنزل وبعد لحظات من المكالمة كان أمام باب منزلهم فطرق الباب الذي فتحه له والد الفتاة ورحب به باعتبار أنه ملم بتفاصيل ما حدث فى خصوص الرصيد واتصاله الهاتفي الذي شكر فيه ابنته وبعد أن تم إكرامه الكرم السوداني وشاهد الفتاة التي قدمت له الضيافة طلب يدها من والدها فقال له أعطينا مهله لكي نسأل عنك ثم نرد عليك فخرج من المنزل يمني النفس بأن تكون هذه الفتاة الأمينة الجميلة من نصيبه وبعد أسبوع تلقي اتصالاً هاتفياً من والد الفتاة يبدي فيه الموافقة على طلب خطبة أبنته إليه، فلم يكن التاجر الشاب مصدقاً من الفرحة، وقال لوالد الفتاة سوف آتي إليكم مع الأسرة غداً لتكملة مراسم الزفاف، وكان أن ذهب علي أساس أن يخطبها فما كان من قريب للعروس أن يقرر عقد قرانهما فى تلك اللحظات وتحمس التاجر الشاب للفكرة وتم عقد القران ثم بعد شهر من تاريخه تمت مراسم الزفاف الذي كان زواجاً أسطورياً.
فيما كشف (عمر) النقاب عن القصة الغريبة التي تعرض لها في شريحته التي بها رصيد بأكثر من ( 35 ) ألف جنيه، وقال : بدأت قصتي حينما توقفت شريحتي نهائياً، واكتشفت هذا التوقف عندما حاولت أن أحول منها رصيداً، فأنا عادة أحول بها مبالغ مالية كبيرة، ولكن فى ذلك اليوم فشل التحويل تماماً، فقلت يمكن أن يكون هنالك عطب في الهاتف فاستخرجت الشريحة وأدخلتها في هاتف آخر فكانت النتيجة نفس الفشل السابق، المهم ما أن توصلت لهذه النتيجة إلا وقررت أن أذهب إلى مكتب شركة الاتصالات حتى أستبدلها بآخري علماً بأن شريحتي التي أنوي استبدالها بها رصيد أكثر من (35) ألف، وفي صباح اليوم التالي الذي صادف يوم عطلة، وكان أن جاء إلى محل تحويل الرصيد الخاص بي مسئول مكتب شركة الاتصالات الهاتفية الشهيرة وأخطره من يعمل معي بما حدث لشريحتي، ومن ثم اتصل على ذلك الشاب الذي يعمل معي وأفادني بما دار من حوار بينه والمسئول وطالبني بأن أتوجه له لاستبدال شريحتي صباحاً، وكان أن ذهبت إلى مكتب شركة الاتصالات الهاتفية وقلت للمسئول آتيت إليك بغرض استبدال الشريحة بآخري فقال لي هذه الشريحة الجديدة لا يوجد بها رصيد فقلت متسائلاً كيف لا يوجد بها رصيد وقلت له مردفاً ربما تكون الشريحة التي تعنيها ليست شريحتي وبعد أن قمنا بالمراجعة تأكد لنا أنها هي شريحتي فقلت لهم هذه الشريحة بها رصيد، وعندما تمت مراجعة تحويل الرصيد من الشريحة اتضح أن هنالك من حول منها ارصده في ذلك اليوم الذي وجدتها فيه مغلقة فقلت لهم الشريحة أصلاً لم تكن تعمل في الوقت الذي حول فيه الرصيد منها فما هي الكيفية التي حول بها؟ المهم أنه بعد بحث في سجلات شركة الاتصالات الشهيرة اتضح أن الشريحة حدث لها استبدال في مكتب بالخرطوم وكان أن أجرينا اتصالاً هاتفياً وسألتهم عن استبدال شريحتي؟ فجاء الرد من الطرف الآخر مؤكداً أن أحدهم ادعي أنه (عمر) صاحب الشريحة بعد أن جاء إلى مكتب شركة الاتصالات بهذه المدينة، وقال إنه يرغب في استبدال الشريحة وبدور الموظف استبدل الشريحة التالفة بشريحة جديدة تحتوي في داخلها علي المبلغ الذي أشرت له في سياق تناول هذه القضية، وعليه طلب مكتب مدينتي من مكتب تلك المدينة إرسال صورة من بيانات البطاقة الشخصية التي منح بموجبها ذلك الشخص الشريحة المسجلة باسم صاحب الرصيد البالغ في قيمته أكثر من (35) ألف جنيه، وبالفعل تم إرسال البيانات وبالإطلاع عليها تبين أن الاسم فقط يطابق لاسمي في حين أن الصورة لا علاقة لها بي من قريب أو بعيد أي أنها مخالفة لبطاقتي الشخصية من حيث تاريخ الميلاد ومكان إصدار البطاقة اسم الوالدة وإلى آخره من المعلومات الشخصية المضمنة لدي السلطات المختصة فتم علي خلفية ذلك الاتصال بمكتب الشركة مرة آخري فقال المسئول: البطاقة التي أرسلتموها إلينا ليست بطاقة (عمر أحمد علي) صاحب الشريحة الأصلي ما قادني للاتصال بالمستشار القانوني للشركة المعنية وبعد أن رويت له القصة كاملة طلب مني أن أفتح بلاغاً جنائياً لكي يتمكنوا من إيقاف الرصيد الذي بالشريحة، وكان أن توجهت إلى قسم الشرطة وفتحت البلاغ ثم عدت إلى مكتب الشركة إلا أنهم لم يتمكنوا من إيقاف الرصيد نسبة إلى أن الشخص الذي استبدلت له الشريحة وزع الرصيد فقلت لهم ما هو الحل؟ فقالوا : إن شاء الله بعد العطلة سوف نصل إلى نتيجة وطلبوا مني فتح بلاغ في الأشخاص الذين حول لهم الرصيد من الشريحة فقلت لهم : كيف أفعل ذلك ولماذا؟ فأنا ضحية خطأ منكم فقالوا لي إن ذلك الشخص الذي استبدل الشريحة جاء إلينا ببطاقة شخصية أصلية فقلت لا لم يأت إليكم ببطاقة أصلية، إنما جاء إليكم بصورة بطاقة فقالوا : إن الموظف ليس من اختصاصه العمل الجنائي حتى يعرف أن كانت هذه البطاقة مزورة أم لا.
بينما قال (الطيب) الذي يحول الرصيد : أنا أصلاً خريج من الجامعة ومنذ تخرجي أعمل فى خدمة تحويل الرصيد لمشاهير ونجوم المجتمع فهي أكثر مهنة معرضة للأخطاء لارتباطها بالأرقام التي قد يخطئ فيها المشتري أو يخطئ فيها محول الرصيد وهي نادراً ما تحدث ما يعني أنها تحتاج إلى تركيز ذهني، ودائماً ما تمر بنا مواقف في عملية تحويل الرصيد منها المواقف الطريفة المؤلمة، فأنا مثلاً إذا تم التحويل عن طريق الخطأ فأنك تكون عائش على أعصابك ﻷن إعادته تتوقف علي ضمير الطرف الآخر، فهنالك من يتصل عليك لمعرفة مصدر الرصيد وآخرين إلا تتصل عليهم وقد يعيده اليك أو لا يعيده، وفي الأخر ليس أمامك إلا أن تلجأ للقانون وحتى لا اضطر لذلك تجدني أركز تركيزاً شديداً.
وفي السياق قال الدكتور محمد زين محمد الخبير في القانون الدولي : المشرع السوداني أهتم بالجرائم الإلكترونية التي صدر في ظلها قانون يتصل بها في العام 2007م ويتكون من (8) فصول و(30 ) مادة، وعليه لابد من التأكيد بأن وسائل التقنية الحديثة مهمة جداً في الاستثمار والإعلام والصحافة للتواصل وتعزيز العلاقات اﻻجتماعية وتحقيق المنافع الإقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والفنية لإيصال صوت السودان للعالم الخارجي بالتوظيف الإيجابي، ويمكن اﻻستفادة منها في التوعية بشكل عام من حيث النواحي التعليمية والصحية والأمنية والشرطية والأخبار والإرشادات و إدارة الأزمات والكوارث وتقديم الخدمات الذكية للأطفال لحمايتهم من الإعتداءات، وهكذا أفرزت ثورة المعلوماتية تطوراً في مجال نظم الإلكترونيات وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل المعلومات والحواسيب والإنترنت والتي أضحى مستخدموه في تزايد كبير ليس على مستوى السودان لوحده إنما في كل أنحاء العالم، ولكن المؤسف أن الشبكة العنكبوتية حولها بعض ضعاف النفوس إلي مهدد لأمن المجتمع بالإستخدام السالب الذي يهدم نسيج المجتمع ويحقق في ذات الوقت هدف المجرم الإلكتروني.
لم يكن لارتباط جرائم المعلوماتية بالحاسب الآلي أثره على تمييز هذه الجرائم الإلكترونية عن غيرها من الجرائم التقليدية فحسب، وإنما كان له أثره في تمييز المجرم الإلكتروني عن المجرم العادي الذي يجنح إلى سلوك إجرامي نمطي، ومن تلك النتيجة نستخلص سمات يمتاز بها (المجرم الإلكتروني)، مما يتطلب التعرف على كيفية التصدي لهذا النمط الجديد المجرم الإلكتروني الذي لا يخرج عن كونه مرتكباً لفعل إجرامى، ويتمتع باحترافية كبيرة في تنفيذ الجرم، حيث أنه يرتكب هذه الجرائم عن طريق الكمبيوتر أو الهاتف الذكي مما يقتضى ذلك الدقة فى التعامل مع وسائط التقنية الحديثة والتغلب على العقبات والثغرات التي أوجدها المتخصصون لحماية الأنظمة الإلكترونية من الاختراق، والشيء الخطير فى هذا المجرم هو امتيازه بالذكاء, فضلاً عن أنه لا يناصب أحد العداء إلى جانب أنه يتمتع بالمهارة العالية والمعرفة بما هو مقدم عليه من جرم، كما أنه على درجة عالية من الثقافة تتيح له فرصة وضع تصوراً لجريمته، والباعث الحقيقي لارتكابه هذه الجرائم الإلكترونية الرغبة فى المال بصورة غير مشروعة.
طالبة جامعية ترفض إعادة مبلغاً مالياً حول لها بالخطأ