سراج النعيم يكتب : الجنرال ممنوع الاقتراب والتصوير

لم أكن أود الخوض في صفقة بيع أسهم الدكتور الشيخ صالح كامل في قناة النيل الأزرق لأسباب ربما تكون معلومة ولكن لابد أن يعرف الناس من هو الجنرال حسن فضل المولى الذي في رأي الشخصي ممنوع الاقتراب والتصوير ومنذ أن عرفته عندما كان نائباً للمدير العام ومدير البرامج لفضائية السودان يحرك البركة الساكنة وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه ما هي فلسفة الشيخ صالح في بيع أسهمه للشريك الجديد الذي انعكس تأثيره السالب على الشاشة التي أصبحت ربما طاردة للمشاهد الذي لديه خيارات وعليه فقدت قناة النيل الأزرق البريق والهالة التي كان يصنعها الجنرال بأفكاره المتميزة وعلاقاته الشخصية الممتدة فاستطاع أن يستقطب لها الكوادر المؤهلة لمشاركته النجاح تلو الآخر وذلك بالطرح والتناول الجريء واتخاذ القرار في الوقت المناسب. وأتذكر أنه عندما عاد من قاهرة المعز عادت للإعلام المرئي روحه وعافيته من خلال قيادته دفة العمل بقناة النيل الأزرق التي استطاع من خلالها وفي فترة وجيزة جداً أن يجعلها تتصدر قائمة القنوات الفضائية السودانية من حيث المشاهدة. وحينما التقيت بسكرتير الشيخ صالح كامل الشريك السابق وجهت له سؤالاً عن مدى رضي الشيخ صالح عن أداء الجنرال فأكد بدون أدنى شك انه راض تمام الرضاء من إدارة الأستاذ حسن فضل المولى للقناة وعندما فكر الشيخ صالح في بيع أسهمه بالقناة إلى الشريك الجديد كنت على قناعة تامة بأنه أي الشريك السوداني الجديد لن يجازف بالمطالبة بتغيير الأستاذ حسن فضل المولى لاعتبارات كثيرة يكفي منها أنه سر النجاح الكبير الذي شهدته وتشهده قناة النيل الأزرق التي سخر لها خبراته الإعلامية لإنتاج أفكار برامجية تشد وتجذب أجيال تتفاوت أذواقها في ظل تنافس فضائي محموم يتحكم فيه المتلقي بإدارة الريموت كنترول متنقلاً بين القنوات الفضائية إلى أن يستقر به الحال في القناة التي تشبع رغبته أي أنه لا يمكن أن تفرض عليه ما لا يرغب فيه بالإضافة إلى أن الأغلبية العظمى من النشء والشباب من الجنسين يعيشون في العالم الافتراضي عالم الإنترنت في ظل الثورة التقنية الحديثة التي أفرزت الكثير من الوسائط لذلك لن يكون أمام الشريك الجديد حلاً سوى أن يكون الجنرال حسن فضل المولي الرجل الأول في اتخاذ القرار ولا ينازعه فيه حتى الشريكين إذا رغبا في أن تستمر القناة بكل هذا النجاح أو أنها ستنهار سريعاً إذا فقدت القيادة الرشيدة. وأشهد للأستاذ حسن فضل المولى أنه يعمل جاهداً على الخروج بالقناة إلى بر الأمان إلا أنه يتفاجأ بأن التغيير لا يمكن في ظل قناة لديها شريكين كل منهما له رؤيته الخاصة التي تقف عائقاً أمام أي فكرة للتطوير.