الخرطوم : سراج النعيم
ظل التوأم الشاب حسين جاد كريم سعيد البالغ من العمر (
17 ) عاماً منذ لحظة الاختفاء عن الأنظار الاختفاء الذي أمتد إلي (11 ) عاماً من
تاريخه دون معرفة أن كان ميتاً أو حياً ما جعل أسرته حائرة في أمرها خاصة وأنها
تتلقي ما بين الفينة والآخري اتصالاً يشير إلي وجود التوأم المفقود في دولة من
الدول وآخر هذه الاتصالات يؤكد وجوده بالمملكة العربية السعودية.
وقال الفكي جاد كريم سعيد الشقيق الأكبر للتوأم المختفي
: أصلاً شقيقي من مواليد مدينة بارا بولاية شمال كردفان في العام 1987م.. ونشأ
وترعرع فيها إلي أن التحق بقوات الشعب المسلحة ( الفرقة الثالثة مشاه ).. وما أن
مضي علي ذلك فترة من الزمن إلا تم أخطارنا بأنه فقد في العام 2003م من خلال حراسته
عربة (تانكر) محمل بالمياه ولم يتم العثور عليه أو علي العربة المذكورة آنفاً..
وكان أن عملنا الإجراءات الخاصة به باعتبار أنه استشهد ورغماً عن ذلك ظللنا نبحث
عنه هنا وهناك حتى أنني سافرت علي أثرها ذلك إلي دارفور ولكنني لم أجد له أثر وبما
أن إقليم دارفور متاخم للحدود السودانية التشادية وصلتنا رواية تؤكد أن شقيقي
التوأم موجود في تشاد ولكنه لم يستقر بها طويلاً حيث أنه توجه منها إلي المملكة
العربية السعودية.
وأردف : قبل أيام اتصلت شقيقتي الصغرى بإذاعة ( دنيا
دبنقا ) ووضحت لهم بأن التوأم حسين مفقود منذ العام 2003م وأعطتهم رقم هاتفها وبعد
أيام من ذلك الاتصال تلقت اتصالاً هاتفياً من سوداني مقيم بالسعودية وقال : حسب
الرواية التي رويتيها لإذاعة ( دنيا دبنقا ) فأن شقيقك حياً يرزق معنا بالسعودية
إلا أنه مصاب جراء ما حدث له مؤكداً أنه حكي لهم حكايته التي بدأت من إقليم دارفور
ثم توجه منه إلي تشاد ومنها إلي منطقة ( عرعر ) بالمملكة العربية السعودية وبدوره إعطانا
رقم هاتف أدعي أنه لشقيقي إلا أننا كلما اتصلنا عليه يأتينا الرد من الطرف الآخر (هذا
المشترك لا يمكن الوصول إليه حالياً) ثم عاودنا الاتصال بالشخص السوداني الذي أكد
لنا أن الذي أشارت له شقيقتنا في الإذاعة هو نفسه الموجود معنا بالسعودية فقط ما
علينا إلا الإتيان إلي السعودية حتى نتمكنوا من إعادته للسودان ونحن نبحث عن طريقة
نقطع بها الشك باليقين ورغماً عن تأكيداته إلا أننا طلبنا منه أن يرسل لنا صورة
شقيقنا عبر الواتساب حتى نتبين مدي صحة ما أشار به السوداني المقيم بالسعودية
والذي يصر إصراراً شديداً علي أنه التوأم المختفي عنا في ظروف غامضة.
وأضاف : والدته من أكثر المتأثرين بغيابه إذ أنها حزينة
عليه منذ تلقي خبر فقدانه في العام 2003م.. وطوال هذه السنوات ترفض كل شيء وهي
تقول : أبحث عن حلل فلو كان أبني توفي فإن هذه هي إرادة الله العلي القدير وكنت
علي خلفية ذلك نصبت صيوان العزاء وبكيت عليه ولكنه أصبح مجهول المصير لا حي ولا ميت
خاصة وأن الروايات حوله متعددة.
وعن شخصيته؟ قال : التوأم إنسان طيب وحبوب وأخلاقه عالية
جداً وأتذكر عندما كنت أدرس في الجامعة كان يغسل ويكوي لي ملابسي ويضعها في شنطتي
و يكتب لي في وريقة مميزة باللون الأحمر أو أي لون آخر لافت للنظر.. وعلي هذا
النحو يتعامل مع كل أشقائه بما فيهم توأمه الموجود في مدينة بارا بولاية شمال
كردفان فهو هذه الأيام منهار جداً للرواية التي تؤكد وجود توأمه بالمملكة العربية
السعودية كما أننا لم نعد ندري ماذا نفعل؟.