الخميس، 4 يونيو 2015

صدق أو لا تصدق : شاب سوداني يحطم الرقم القياسي بساق أكبر من جسمه

الخرطوم : سراج النعيم وقفت (أوتار الأصيل) علي الحالة الطبية النادرة التي تم إسعافها في وقت سبق إلي حوادث مستشفي الخرطوم التعليمي.. بعد ثلاث سنوات أمضاها المريض الشيخ محمد زين البالغ من العمر ( 52عاماً ) مقعداً في ( عنقريب) بالسوق الشعبي أم درمان.. يأكل.. ويشرب ويقضي كل احتياجاته في نفس المكان.. إلي جانب ممارسته العمل التجاري حتي لايكلف الناس عناء إعانته اعطوه.. أو منعوه.. هكذا ظل صابراً علي ساقه التي تفوق في حجمها جسمه.. إلي أن تم أسعافه بواسطة شخص يعتبر خيراً.. وناشطاً في حقوق الإنسان.. إلي المستشفي مسخراً كل إمكانياته وعلاقاته لهذا المريض الذي ظل صابراً علي الابتلاء سنوات وسنوات. وفي ذات السياق قال المريض ( الشيخ) ( لأوتار الأصيل): بدأت قصتي مع تورم رجلي الشمال تدريجياً.. إلي أن أصبح وزنها أكبر من جسدي مجتمعاً.. فلم اعد قادراً علي تحريكها ما جعلني عاجزاً عن ممارسة حياتي بشكل طبيعي علي مدي ثلاث سنوات من الآن.. مع التأكيد بأنني لا أدري أن كانت سُمنة أو خلافها.. ولكن بحسب علمي البسيط.. فإن السمنة تعم الجسد كلياً وليس جزئياً.. بالإضافة إلي أن السمنة لا يصاحبها ألم.. كالذي ظللت أشعر به طوال الفترة الزمنية الماضية.. والتي بقيت فيها جالساً علي ( العنقريب) بالسوق الشعبي أم درمان.. حيث اقضي من خلاله كل احتياجاتي.. وأؤدي فيه صلواتي رغماً عن تراكم الدهون في رجلي الشمال.. التي تشاهدها آنياً ما نتج عن ذلك آثار سالبة علي حالتي الصحية.. وكلما زاد الورم ألاحظ نقصاً في جسدي دون أن تكون هنالك مشاكل صحية آخري. وتابع : أحس بالورم الذي تشكل في كتلة من الدهون في رجلي الشمال ما نتج عن ذلك إقعادي عن الحركة نهائياً.. لذلك أأمل في يتم استئصال هذا الورم.. حتى أتمكن من العودة لحياتي السابقة.. فإن احتمالية أن يزيد الورم واردة.. بالإضافة إلي أن رجلي اختفت معالمها تماماً تحت تلك الدهون.. ما يشير إلي أنني قد أصاب بأمراض مصاحبة لذلك. وأردف في حديثه الذي خص به ( أوتار الأصيل) : بما أن الورم في ازدياد.. فقد تم إسعافي إلي حوادث مستشفي الخرطوم التعليمي بواسطة أخونا ( الباقر) الذي وجدني صابراً كل السنوات الماضية علي هذا الإبتلاء.. إيماناً مني بقضاء الله وقدره مع دعائي المستمر بأن يمن عليّ بالفرج. وحول الكيفية التي عاش في ظلها مع هذا الورم طوال الثلاث سنوات الماضية؟.. قال ( لأوتار الأصيل) : ظللت جالساً في ( العنقريب) بالسوق الشعبي امدرمان.. لأنه ليس في مقدوري التحرك من مكان.. إلي آخر.. خاصة وأنني من منطقة ( ابوقوتة ).. إلا أن ظروف عملي التجارية بالسوق الشعبي أم درمان.. قادتني إلي البقاء في ( العنقريب) الذي أبيع.. واشتري.. من خلاله.. واقضي كل حاجاتي.. حتى لا اضطر إلي أن أمد يدي للناس أعطوني أو منعوني. ماذا قال الأطباء حول هذا الورم؟ قال ( لأوتار الأصيل) : الأطباء الذين شاهدوا حالتي الصحية لم يفصحوا عن شئ حتى.. ولم يسبق أن عرضتها علي أي طبيب طوال السنوات الماضية. هل تشعر بأي ألم؟ قال : نعم اشعر بألم حاد جداً مثل الإنسان الذي يطعن بآلة حادة في كل منطقة الرجل المتورمة التي لا استطيع أن أحركها ما يدل علي أنها متماسكة.. ولولا هذه الدهون.. لكنت قد مشيت بها طبيعياً. وعن تناول وجباته ؟ قال( لأوتار الأصيل) : أتناول وجباتي وأشرب كل المشروبات بشكل طبيعي. ونفي أن يكون متزوجاً قائلاًً : عندما فكرت في الزواج أقعدني الورم عن الحركة.. وإذا أجريت لي العملية ونجحت بأذن الله سأتزوج. ما هو إحساسك الآن؟ قال ( لأوتار الأصيل) : أحس بأمل كبير في الشفاء علي يد ملائكة الرحمة بمشيئة الله سبحانه وتعالي.. فأنا والحمدلله صبرت علي الابتلاء. وأشار أطباء استطلعتهم ( أوتار الأصيل) إلي حالات مرضية مصابة بالتورم.. مؤكدين أنه قد تنجم عنه أمراض القلب والسكري وصعوبات في التنفس أثناء النوم.. خاصة وأن السمنة والدهون مزيج من سعرات حرارية زائدة مع قلة في النشاط البدني والتأثيرات الجينية.. مع التأكيد بأن القليل جداً من الحالات الصحية المماثلة تحدث بسبب الجينات.. أو الاضطرابات الغددية الصماء.

الثلاثاء، 2 يونيو 2015

سراج النعيم يروي قصة حواره مع ( أم الحسن) أشهر صاحبة قهوة شمال السودان

توثيق : سراج النعيم تعتبر (أم الحسن) الهوارية أشهر صاحبة قهوة وكافتيريا بطريق شريان الشمال الواقع شمال السودان.. حيث بدأت قصتي معها.. بأول لقاء صحفي .. ففي ذلك اليوم جئت علي غير العادة إلي مقر صحيفة ( الدار) بالخرطوم في الصباح الباكر لكتابة صفحتي ( أوتار الأصيل ).. وقبل أن أدلف إلي المكتب.. تفاجأت بسيدة كبيرة في السن تجلس هي وبعض الشبان علي الأرض بمدخل الصحيفة.. وكانوا يتفاكرون في ماذا؟.. لا أدري.. ولكن كانت تعتريني رغبة في التعرف علي تلك السيدة.. وبالرغم من تلك الرغبة.. إلا أنني كنت متخوفاً من أن يكون لهم موعداً مع أحد الزملاء.. باعتبار أن لديها إشكالية ما.. وتود طرحها للرأي العام عبر الصحيفة.. فتجاوزت رغبتي ودلفت إلي المكتب.. فكان منظرها يطل أمام عيني.. فقلت في غرارة نفسي لماذا لا اقتحم عليها خلوتها مع أولئك الشبان وأسألها عن مشكلتها التي قادتها إلي المجىء للصحيفة في هذا الصباح الباكر؟.. المهم أنني خرجت من المكتب وذهبت إليها مباشرة.. وسألتها ما هي مشكلتك؟ فلم ترد علي والتفت إلي أحد الشبان متسائلة ماذا قال؟.. فرد علي ذلك الشاب قائلاً : وهذه السيدة هي والدتي ( أم الحسن) أشهر صاحبة قهوة بطريق شريان الشمال.. ثم أرؤدف : ووالدتي هذه لها قصص مثيرة في الصحراء الواقعة شمال السودان.. إلي جانب أن لها علاقة قوية بالرئيس الراحل جعفر محمد نميري الذي استجاب لها ابان ما كان حاكماً للسودان عندما طلبت منه حفر بئر للمنطقة التي تقطن فيها.. بالإضافة إلي أن الرئيس عمر البشير كسر لها البرتكول.. وسألها سؤالاًً مباشراً.. ما الذي تريدين أن أقدمه لك؟.. فقالت : سيدي الرئيس أحتاج إلي عربة تعينني في استجلاب السكر والشاي والبن.. ومستلزمات القهوة والكافتيريا.. وكان أن تبرع لها بعربة.. ومن هنا تبدأ الأسباب التي جعلت أم الحسن والشبان يلجأون إلي الصحيفة.. وأثناء إدارتي للحوار مع أم الحسن أكتشفت أن الشبان هم أبنائها.. وأن حضورها من شمال السودان إلي الخرطوم بدوافع استلام العربة.. والتي كانت إلي ذلك الوقت الذي ادرت فيه الحوار معها لم تستلمها.. عموماً عندما فرغت من الحوار والتقطت لأم الحسن صوراً.. قررت أن اعود بالحوار إلي المنزل وكتابته.. ومن ثم تسليمه السكرتارية في صباح اليوم التالي.. وبالفعل تحركت من مقر الصحيفة.. وما أن وصلت وسط الخرطوم.. إلا ورن السيار.. وحينما نظرت في الشاشة.. وجدت المتصل الأستاذ أحمد البلال الطيب رئيس مجلس إدارة صحيفة ( الدار).. ورئيس تحرير صحيفة ( أخبار اليوم) فقاللي بالحرف الواحد : أين أنت الآن؟.. فقلت : وسط الخرطوم.. فقال : أركب أي عربة أجرة.. وعود إلي مقر الصحيفة.. وكان أن استجبت لرغبته.. وعندما وصلت مقر الصحيفة.. وجدت الأستاذ معاوية محمد علي سكرتير التحرير.. يسألني عن نص حوار الحاجة أم الحسن؟.. فقلت : لم أعيد صياغته حتي الآن.. فقال : الأستاذ أحمد البلال الطيب يرجو منك أن تكتب منه خبر .. فقلت إنه ابلغني بذلك.. وكان أن كتبت خبراً مطولاًً من الحوار الذي اجريته مع أم الحسن.. فتفاجأت في صباح اليوم التالي بأن صوري وصور أم الحسن والمشيرين النميري والبشير تتصدر صدر الصفحة الأولى.. مصحوبة بالخطوط العريضة.. والخبر الذي كتبته.. وكان هذا الحوار هو التوثيق الوحيد الذي تم للسيدة أم الحسن. وأم الحسن التي التقيتها.. سيدة كبيرة في السن.. وتعاني من إشكالية بسيطة في السمع.. لذا كان أحد أبنائها حلقة الوصل في إدارة الحوار.. الذي بدأت تداعياته علي هذا النحو.. بأن طلبت منهم تشريفي في المكتب.. حتي اتمكن من التوثيق لأم الحسن.. فهي إنسانة جديرة بذلك.. وكان أن طلبت لها قهوة ولأبنائها وشخصي أكواب شاي من ست الشاي حاجة الصايمة.. وبعد أن فرغنا من ارتشاف القهوة والشاي.. بدأت أم الحسن في رواية قصتها من الألف للياء.. وكيف كان لقاءها بالرئيسين الراحل جعفر محمد النميري..وعمر البشير.. فالأول تبرع لها بفحفر بئر.. بينما تبرع الثاني بعربة.. والاخيرة هي السبب في إجراء الحوار.. إذ أن البشير أصدر توجيهاته بأن تمنح أم الحسن عربة دفع رباعي.. لحظة افتتاح طريق شريان الشمال.. ولكنها لم تستطع الحصول عليها.. ما استدعاها اللجوء إلي الصحيفة لإيصال صوتها إلي البشير.. أما قصتها مع الرئيس الراحل المشير النميري.. فبدأت عندما زار المنطقة.. وقهوتها.. ولم يجدها.. فسأل عنها فجاءه الرد بأن أم الحسن ذهبت في مشوار؟.. فقال : ألم تسمع بأنني سآتي إلي هنا؟.. فقالوا : أم الحسن لا تملك راديو.. فحزن النميري حزناً شديداً .. وأمر بأن تمنح أم الحسن راديو.. حتي تستطيع أن تستمع نشرة الأخبار.. وتعرف موعد زيارته الثانية للمنطقة.. وقوتها.. وعندما أزفت ساعة زيارة النميري.. كانت أم الحسن في مقدمة مستقبلية.. فسألها عن حالته الصحية؟.. فقالت : الحمدلله.. ثم أردف : ما الذي تحتاجين إليه؟.. فلم تطلب لنفسها شئياً.. بل طلب حفر بئر لمنطقتها.. هذه هي الحاجة أم الحسن ﺻﺎﺣﺒﺔ أشهر قهوة بطريق شريان الشمال.. الطريق الممتد من مدينة ﺍﻣﺪﺭﻣﺎﻥ إلي مدينة دنقلا. وقالت أم الحسن ( لأوتار الأصيل ) : لم أكن أفكر في نفسي بقدر ما كنت أفكر في تنمية المنطقة وتطوير القهوة إلي قهوة وكافتيريا حديثة.. وكنت استثمر أي فرصة لخدمة أهلي.. والمسافرين.. وظللت علي هذا النحو منذ أن كان هذا الطريق صحراء جرداء.. صحراء قاحلة.. ما يربو عن ﺳﺘﺔ ﻋﻘﻮﺩ.. ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪ.. وخلال تلك العقود فكرت في إنشاء قهوة ( أم الحسن).. ثم طورتها فيما بعد.. إلي قهوة.. وكافتيريا حديثة.. ساهم معي في إنشائها الباشمهندس عطا المنان.. وواصل اسهاماته معي داعماً للمشروع بالسكر والشاي والكراسي والطرابيز.. وكلما مر عبر طريق شريان الشمال لا يقصر معي.. المهم أن المنطقة بفضل الله.. وطريق شريان الشمال تمت تنميتها.. بعد أن كانت صحراء جراء.. صحراء قاحلة.. لا خضرة.. ولا مياه.. إنما كانت منطقة ملئية بالكثبان الرملية الثابت منها.. والمتحرك. وتضيف ( أم الحسن) في حوارها مع ( أوتار الأصيل ) : من المعلوم أن طريق شريان الشمال يمتد من مدينة ﺍﻣﺪﺭﻣﺎﻥ.. إلي مدينة ﺩﻧﻘﻼ.. ويبلغ ﻃﻮﻟﻪ ( 594) ﻛﻴﻠﻮ متر.. ﻣﺮﻭﺭﺍً بمنطقة ( ابوﺿﻠﻮﻉ) ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ (68) ﻛﻴﻠﻮ متر.. ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ.. وﻳﻤﺘﺪ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ( 7) ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍﺕ. وتتذكر أم الحسن كيف كان هذا الطريق قبل أن يتم رصفه بالاسفلت؟.. فقالت ( لأوتار الأصيل ) : كان من الصعب علي الإنسان ان يسلك هذا الطريق الصحراوي.. فكل من جازف.. ودخله فقد.. ولم تفلح كل عمليات البحث عن المفقودين.. أو أن يستطيعوا الخروج من ذلك النفق.. ما يؤكد أن من يدخل تلك المنطقة مفقود.. مفقود.. والخارج منها مولود.. مولود.. إلا أنني خبرت الصحراء جيداً.. وذلك من كثرة ترحالي فيها من منطقة إلي أخري.. حتي أنني أصبحت خبيرة فيها من منطقتي.. وﺣﺘﻰ منطقة( ﺍﻟﺘﻤﺘﺎﻡ) ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ( 200) ﻛﻴﻠﻮ متر.. فيما تجد أن منطقتي ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ( 50) ﻛﻴﻠﻮ متر. عن كيف استطاعت التأقلم علي أجواء الصحراء المتقلبة؟.. قالت ( لأوتار الأصيل ) : نشأت وترعرعت فيها وكنت انتقل فيها منذ نعومة اظافري.. فقد كان والدي يدعني يصطحبني معه من منطقة صحراوية إلي اخري.. هكذا إلي أن أستقر بنا المقام في منطقتنا الصحراوية حالياً.. وخلال ذلك الترحال شهدت ﺍﻟﺼﺮاع الحقيقي في صحراء بيوضة..الصحراء الممتدة ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺣﺘﻰ الصحراء ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ.. وكان آنذاك السفر عبرها لا يتم إلا ليلاً.. فالسفر بالنهار من رابع المستحيلات.. ﻧﻈﺮﺍً إلي أن درجات الحرارة مرتفعة جداً.. وبالتالي تجد العربات صعوبة في أن تقطع الصحراء.. فمع إرتفاع درجات الحرارة.. ترتفع درجات حرارة ماكينات العربات السفرية.. مما يجعل سرعتها تنخفض.. ويضطر السائق إلي إيقاف العربة ما بين الفينة والاخري.. بغرض تبريد ( اللديتر).. والماكنة.. إلي جانب أن العربة تتعرض إلي الوحل وسط الكثبان المنتشرة علي امتداد الصحراء.. مما يجعل السائق ومساعده والركاب يعانون معاناة شديدة.. حتي يتجاوزون تلك العواقب.. ما يقودهم إلي الوقوف لفترات طويلة لأخذ قسط من الراحة.. فالسفر عبر الصحراء يستمر إلي عدد من الأيام. وتستمر أم الحسن في روايتها مع ( أوتار الأصيل ) قائلة : من أشهر سائقي العربات الذين كانوا يمرون بها قبل افتتاح طريق شريان الشمال.. كان السائق ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﺗﻰ المنتمي إلي قبيلة الدناقلة.. الذي انتقل فيما بعد للعيش في الخرطوم حي ( السجانة).. بعد أن ترك العمل في هذا المجال.. وأصبح يتاجر في السيارات التي استطاع من خلالها أن يمتلك ﺳﻴﺎﺭﺓ ( ﻓﻮﺭﺩ) في العام 1934م.. وما أن إمتلك هذه السيارة.. إلا وفكر في السفر عبر مدينة امدرمان.. إلي مدينة دنقلا.. ومن خلال ﺍﻟﺼﺤﺮاء.. وكان أن نفذ الفكرة التي راودته.. بعد أن حصل ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺻﻠﺔ.. ﻭﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻟﻮضعه ﻛﻌﻼﻣﺎﺕ.. تدله إلي طريق العودة من مدينة دنقلا إلي مدينة امدرمان.. كما أنه تحصل علي تصريح المرور من ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ.. علي أن يتحمل بهدا التصريح كل العواقب التي تنتج ﻋﻦ ﻫﺬﻩ المغامرة ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ . وأضافت أم الحسن في حوارها الذي خصت به ( أوتار الأصيل ) : المهم أن السائق ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﺗﻰ شد الرحال متحدياً كل الصعاب.. مستفيداً من خبرته السابقة.. وكان أن حقق ما يصبو إليه.. حيث ﺇﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺭﺣﻠﺘﻪ من مدينة امدرمان إلي منطقة ﺍﻟﺪﺑﺔ ( 7 ) أيام. واردفت أم الحسن : ولم تتوقف مثل هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر وقتئذ إذ قام السائق ﺳﻴﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ في العام 1947ﻡ برحلة عبر تلك الصحراء برفقة مالك العربة ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻜﻮارتي.. ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻟﻴﻠﻬﻢ في هذه الرحلة مجهولة المصير ﻋﺮﺑﻰ يدعي ( ﺃﺑﻮ ﺟﺒﺔ).. وكانت العربة محملة بشاي مهرب.. ورافق ذلك الثلاثي في هذه الرحلة كل من ﻣﻴﺮﻏﻨﻰ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻭمساعد العربة ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﻠﺐ.. ﻭﺃﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ( 5) ﺃﻳﺎﻡ.. ثم عادوا منها ﺇﻟﻰ مدينة ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ بعد (6) ﺃﻳﺎﻡ.. وبهذه الرحلة تم فتح الطريق أمام عربات أخري كان ملاكها.. يتخوفون من المصير المجهول. بينما ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻣﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻣﺮﺍﺓ مربوعة ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ بشرتها قمحية.. ﻛﺒﻴﺮﺓ في ﺍﻟﺴﻦ.. إلا أن ﻓﻴﻬﺎ روح اﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ التي جعلت من شخصيتها.. شخصية قوية.. وذات هيبة تدع كل من يتعامل معها يحترمها.. ويقدرها.. خاصة الشخوص الذين مروا علي قوتها أن كانوا يعملون في مجال السواقة.. أو ركاب.. وظلت علي هذا النحو إلي أن طورت قوتها إلي قهوة وكافتيريا.. وظلت تفرض من خلالها ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ المميزة بسحنتها السودانية الأصيلة.. وكل من شاهدها عن قرب يلحظ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ المتجلي رغماً عن الظروف القاسية التي مرت بها طوال السنوات الماضية.. فالبيئة التي نشأت وترعرعت فيها.. بيئة تمتاز بالخشونة.. وبالرغم من أنها كانت كبرة في سنها.. إلا أنها كانت ترتدي ثياباً تتناسب معها ومع البيئة المنتمية إليها. وفي هذا السياق قالت ( لأوتار الأصيل ) : العيش في الصحراء يفرض عليك ارتداء الوان محددة.. ليس من بينها اللون الأبيض.. لذا أختار الألوان المناسبة مع بيئتي. وعن كيفية بدايتها بيع القهوة؟ قالت ( أوتار الأصيل ): كنت دائماً ما أفكر في الآخرين.. خاصة أولئك الذين يستقلون هذا الطريق الصحراوي.. ومن خلال تفكيري هذا طرأت لي فكرة إنشاء قهوة تلبي بعضاً من إحتياجات سائقي العربات والركاب.. وبدأت فعلياً في تنفيذ الفكرة براكوبة صنعتها بمعاونة أبنائي من المواد المحلية.. فيما كنت أشعل النار من ﺍﻟﺤﻄﺐ.. حتي أن القهوة يميل لونها إلي السواد.. نسبة إلي أن النيران فيها لا تنطفئ.. وتظل مياه القهوة تتبخر متصاعدة إلي أعلي.. ويختلط ذلك البخار بالدخان الأسود الذي تنتجه نيران الحطب.. فيشكلان ضبابية مائلة إلي الليل في كل أرجاء الراكوبة.. وبالرغم من هذه الأجواء القاسية.. إلا أن أبنائي كانوا يجدون متعة في مساعدتي بتقديم القهوة والشاي إلي الزبائن. ومضت : كنت اطوف بين ركاب العربات من أجل أن البي طلباتهم.. فيدور بيني وبينهم حوار بلهجة سودانية ممزوجة بلغة عربية.. وكنت أحس أنهم يتعاملون معي برقي فابادلهم الإحساس.. بالإحساس.. دون أن أتوقف عن تلبية الطلبات. أين تقع قهوتك جغرافيا؟ قالت ( لأوتار الأصيل ) : ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺘﺪاد ﺻﺤﺮاء ( ﺑﻴﻮﺿﺔ).. وكان السفر قبل افتتاح طريق شريان الشمال.. بالعربات ( اللواري).. ثم تطور إلي البصات.. ومع هذا التطور قهوتي إلي كافتيريا.. فاصبحت مشهورة.. ولكن شهرتي زادت عندما زارني الرئيس الراحل جعفر محمد النميري مرتين المرة الأولي لم يجدني واهداني راديو.. وفي المرة الثانية حفر لي بئراً.

الاثنين، 1 يونيو 2015

سراج النعيم يكتب حول الرحيل عن الوطن مكرهاً

بقلم : سراج النعيم من أصعب الأشياء علي الإنسان أن يعبر عما يجيش في دواخله من أفكار.. يجبر علي التفكير في إطارها.. ومن تلك الأفكار.. فكرة الرحيل جغرافيا عن الوطن الذي نشأت وترعرعت في كنفه.. فهي بلا شك فكرة مؤلمة بكل ما تحمل الكلمة من معني.. أنه رحيل تشوبه الكثير من العواقب.. ولا يشبه بأي حال من الأحوال الرحيل عن الحياة عموماً.. وأن كان كلاهما مرتبط.. إرتباطاً وثيقاً بالوداع.. والفراق.. وأي فراق هو غير فراق الأحبة أشد قسوة وإيلاماً.. ربما يكون الإنسان مضطراً للاستأذان.. وحينما يستأذن من يحب.. تتمزق دواخله من الألم.. ولكنني احصره في الرحيل الموقت.. الرحيل يكره عليه الإنسان.. فلا يجد أمامه سبيل غير أن يفعل.. نعم يرحل مضطراً إلي ديار غريبة .. ديار تختلف عن دياره من حيث الثقافة.. والعادات .. والتقاليد.. واللهجة.. واللغة.. فلماذا يضطر الإنسان إلي ممارسة هذا الفعل مكرهاً؟.. ربما لظروف سياسية.. أو إقتصادية.. أو إجتماعية.. أو إنسانية.. أو كل هذه الظروف مجتمعة.. وبالتالي يصبح تفكير الإنسان منحصراً في إتجاه واحد.. هو أن يشد الرحال من دياره إلي ديار أخري.. وهكذا تصبح تلك الديار الغريبة مواطناً له من الدرجة الثانية.. ألم أقل إنه مكره.. خاصة إذا عقدنا مقارنة ما بين الوطن الجديد.. والوطن مسقط الرأس.. فإنه في الأخير مواطناً درجة أولي.. فيما هو مواطناً درجة ثانية في المهجر.. مما يدفعه إلي دفع ضريبة الهجرة.. نعم يدفعها خصماً من الكبرياء.. والكرامة.. بالرغم من أنه وفي كثير من الأحيان تكون أسباب الرحيل منطقية.. وأن كان لكل رحيل ألم.. وحزن.. وجراح.. ومرارات.. تسبق لحظة الرحيل.. ومن ثم الودع الذي تتبع فيه ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ.. لا يحبزها الكثير من المسافرين.. لارتباطها الوثيق بالمكان الجغرافي الذي نشأ وترعرع فيه.. بالإضافة إلي ارتباطها بالمجتمع.. والأسرة.. والأهل.. والأصدقاء.. والزملاء.. وخلال ذلك الارتباط تنشأ أحاسيس.. ومشاعر إنسانية نبيلة.. وتبدأ تكبر تدريجياً.. وتتعمق في الدواخل يوما تلو الآخر.. إلي أن تستقر في القلب بالمودة.. والرحمة.. والحب.. والحنان.. والعاطفة.. لذا تكون لحظة الوداع من أشد اللحظات قسوة.. وإيلاما.. لذلك يتحاشها الإنسان.. بالرغم من أن الرحيل أصبح بالنسبة له رحيلاً حتمياً.. خاصة وأنه قائم علي فلسفة الابتعاد عن المكان جغرافياً.. ومن ثم الابتعاد عن أحبة عاش معهم أيام.. وشهور.. وسنوات مليئة بالاحاسيس.. والمشاعر الإنسانية النبيلة.. وهكذا عندما يصبح الرحيل حقيقة ماثلة.. يحاول الإنسان إنكارها.. خاصة عند لحظة الوداع.. فلحظة الوداع مبنية أصلا علي ودع الغرباء.. وليس الأقرباء.. نعم نودع من يمرون علي حياتنا في لحظات محددة.. ثم يرحلون.. ويرحلون قبل أن يتعلق بهم القلب. أما عندما يغرق الإنسان في التفكير بالرحيل.. فإنه يدرك أن لكل رحيل وداع.. ويدرك صعوبة التفكير في الرحيل حينما يكون مرتبط بالرحيل عن الوطن.. فهو رحيل قائم علي الإحساس بالغربة.. كيف لا وللغربة ثمن باهظ يدفعه الإنسان؟.. ومع هذا وذاك هنالك إحساس محكوم بإعلان وقت الرحيل.. ثم الوداع.. لتبدأ مرحلة جديدة من المستقبل.. ولكن كيف ينظر الإنسان إلي هذا المستقبل؟.. ربما ينظر إليه نظرة تقوده نحو المجهول.. نعم المجهول.. الذي يحاول في ظله النسيان.. ولكن بالرغم من محاولات النسيان.. يبدأ في طرح أفكار واغراءات لتشجع نفسه علي البقاء بالرغم من كل المرارات.. والألم.. والحزن العميق.. والجرح النازف.. و... و... و... والخ.. هكذا هو الرحيل يجعل الإنسان بعيداً عن الأهل.. والأصدقاء.. والزملاء .. ولكن هل يجدي العاتب بعد أن أصبح الأمر واقعاً لا مناص منه.. وهل نعاتب أنفسنا..أم نعاتب الأنظمة الحكومية التي لم تستطيع أن توفر لنا أدني درجات العيش الكريم في بلادنا المفتري عليها؟؟. إن لحظات التفكير في الرحيل لحظات قاسية جداً.. لحظات محفوفة بالمخاطر.. لذلك يكون القرار النهائي قراراً في غاية الصعوبة.. ولكن ربما يكون ذلك القرار ناتج عن ظروف خارجة عن الإرادة.. وعليه يكون الإنسان المهاجر صادقاً مع نفسه.. قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين.. إلا أن هنالك عوامل ترافقه في حله وترحاله كالقلق.. والتوتر.. والهواجس.. نعم الهواجس بالغة التعقيد.. وكلما يتذكر تلك اللحظات يجد نفسه قد اختزل أيامه.. شهوره.. سنواته في ذكريات.. وأن كان يعمد إلي إخفاء ما يحس به.. ويتعامل مع تلك اللحظات بعكس ما يجيش بدواخله.. التي تقطر ألماً.. وتنزف دماً.. إلا أنه يصبر.. ويصبر.. حتي يظهر في نظر من يودع أنه إنساناً متألقاً.. بالحكمة.. والبصيرة..والتوهج الروحي. وعندما تتبقي سويعات للرحيل.. تقترب سويعات الوداع المفعم بالأجواء الألم.. والحزن.. والجراح.. والمرارات.. إلا أنه يعمل بكل طاقته علي أن يخفي ذلك.. فكم وداع .. وكم.. وكم.. رحيل حلق بعده الإنسان في السماوات طائراً باجنحة من الأمل.. الذي يقوده ما بين المستقبل.. والماضي.. والحاضر الذي يسيطر أساساً علي الواقع الجديد.. فالإنسان يجد نفسه في ظل ذلك محاصراً بمخالب.. وقيود وسلاسل يمضي علي إثرها وكأن هنالك قوة خفية تدفعه دفعاً لهذا الفعل.. الذي لا عودة منه.. للأهل.. والأصدقاء.. والزملاء في الوقت القريب.. هكذا تمر به الأيام.. والشهور.. والسنوات. وهو يفكر في أن تنجلي تلك الأفكار بالعودة إلي من هجر من الأحبة طوعاً.. أو قسراً.. لأنه لم يعد له عيشاً هنا.. أو هناك.. فيصبح القلب الذي يهوي البقاء متعقاً بالهجرة.. ويكره الفراق.. نعم يشتاق إلي الوطن.. والتراب.. ورائحة الأرض.. وماء نيل.. وخضرة الزرع.. نعم يشتاق للوطن بكل تفاصيله.. إلا أن الكرامة.. والكبرياء.. يضعانه فوق كل الآمال والأشواق. ومما أشرت له.. فإن الإنسان في حالتي.. أو حالة آخرين يجد نفسه في ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ.. نعم ممزقاً من العذاب.. وأي عذاب هو.. بلا شك عذاب تصاحبه الذكريات.. وتفاصيل مؤلمة.. تفرض علي الإنسان حياة.. واحاسيس.. ومشاعر لا تكون له فيها إرادة. ولكن ماذا حينما يقول الإنسان ﺳﺄﺭﺣﻞ؟.. الإجابة إنه سيرحل عاجلاً.. أو آجلاً.. نعم سيرحل بوداع.. أو بدون وداع.. سيرحل وفي القلب حسرة.. ومرارات.. وأن كان يحاول دائماً استجماع كثير من الأحاسيس.. والمشاعر المتدفقة.. لطرحها علي من يحب.. إلا أنه يجد في الصمت ملاذ.. ويجد أن الصمت يكسو ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ بما تشاء..أو لا تشاء.. إلا إنه يعود ويفكر في الصمت بعمق.. فيجد أن الصمت.. ومهما طال.. فإنه لأبد من عواقب تعقبه بشكل مباشر أو غير مباشر.. ربما تكون وخيمة.. وربما يحس بعدها بالخطأ.. والصواب. تجد الإنسان في كثير من الأحيان مجبراً علي الرحيل.. نعم مجبراً علي واقع مرير.. واقع يفرض عليه أن شاء.. أو لم يشاء.. ولكن قد لا يستوعب تلك اللحظات لكثرة الصدمات.. ومن كثرتها لم يتحملها.. بحكم أن طاقته الاحتمالية محدودة.. فلا ملاذ أمامه سوي أن يبكي بدموع.. نطلق عليها مجازا دموع الوداع.. ومع كل وداع يتألم.. ويتأوه.. ويصرخ من فرط الألم. إن كل رحيل يخفي بين طياته بعضا من الصبر الممزوج بالألم.. والعبرات المخيفة بالجراح.. بالرغم من أن الإنسان يحاول التصدي لها.. كلما احس بها.. إلا أنها أقوي منه بكثير.. فيجد نفسه قد يأس.. يأساُ.. قاتلاً.. ربما يقوده إلي سهر الليالي.. وبث شكوي آلمه.. وفراقه. ووحشته.. هكذا يغيب في تلك العوالم.. بحثاً عن التخفيف.. ولا يأبه بدموعه عندما يرخي الليل ستوره.. ويدعها تتساقط فإنه وأخيراً أصبح وحيداً يسامر أربعة جدران.. يرمي لها بكل همومه.. وآلامه.. وأحزانه.. وجراحه.. ومراراته.. ومع ذلك يحرض علي أن يذهب إلي البحر ليرمي بكل ما يحس به من ألم في قاع البحر.. الذي لا قرار له.. نعم أنه بحر الرحيل.. الذي تبحر فيه سفنه لترسو به في شواطىء بعيدة.. يتنازعه من خلالها إحساس غريب.. وعجيب.. إحساس يدفعه إلي أن يغرس لحظة رجاء.. وأمل.. لحظة من أجل حياة أجمل.. فيمعن التفكير عميقاً فيما آل إليه.. وفي لجة ذلك التفكير يجمع من حوله ظلال الأيام.. والشهور.. والسنوات.. المصحوبة بالألم.. والجراح.. والحزن.. والوحشة.. هكذا يقلب صفحات الماضي المكتوب في دفاتر مليئة بالأوراق.. وأي أوراق هي سوي أوراق عمر يتساقط.. ويتساقط.. كأوراق الأشجار حينما تهزها الرياح.. فيبدأ في عتاب نفسه.. وإعادة ذكرياته المتصله بالماضي.. وأن كان الحاضر يكشر له في أنيابه.. فلا يخرج من دوامة التفكير.. والبحث في ظله ذلك عن أشياء ضائعة ما بين الجمال.. والقبح.. هكذا يعيش الإنسان الماضي الذي يرافق الحاضر في حله وترحاله.. إلا أنه يكون مشدودا نحو الماضي أكثر من الحاضر.. وأي ماضي هو غير ماضي موحش بذكرياته.. فيبقي السؤال مطروح في المخيلة.. هل يتغير الحال إذا عاد الإنسان إلي الديار.. أم أنه يظل يتحسر؟.. الإجابة ببساطة شديدة.. سيجد أنه قد جمع المال.. وحسن من وضعه الإقتصادي في الحال.. إلا أنه فقد الكثير من الأشواق.. والآمال.. فقد أيام.. وشهور.. وسنوات.

الخميس، 28 مايو 2015

أوتار الأصيل تقدم العلاج المجاني لمدمني المخدرات والكحول

كتب : معتز بله وقفت ( أوتار الأصيل ) ممثلة في مديرها الأستاذ سراج النعيم علي المجهود الكبير الذي يبذله مركز ( حياة ) لمعالجة مدمني المخدرات والكحول. وقدم الأستاذ خالد أحمد المدير الاداري للمركز الوحيد في السودان لعلاج الإدمان شرحا مفصلا للأستاذ الصحفي سراج النعيم حول الدور الإنساني الذي يقوم به المركز منذ إنشائه وإلي التدشين الذي سيتم في الأيام القادمة. وأتفق الأستاذ سراج النعيم مدير قروبات ( أوتار الأصيل ) مع الأستاذ خالد أحمد المدير الإداري لمركز ( حياة) لعلاج الإدمان.. اتفقا علي أن تتولي قرووووووبات ( أوتار الأصيل ) الجانب الإعلامي عبر وسائط التقنية الحديثة المختلفة فيما يقدم المركز الأولوية لأعضاء قروبات أوتار الأصيل في حال قاموا بإحضار حالة من حالات الإدمان للعلاج بسرية تامة. 0123370014

الثلاثاء، 26 مايو 2015

مفاجأة شباب شارع الحوادث : ست الشاي ( أم قسمة) رئيس المبادرة

جلس إليه : سراج النعيم واصلت ( أوتار الأصيل) سبر اغوار شباب شارع الحوادث.. واستطاعت أن تكشف الكثير المثير حول المبادرات الإنسانية لشباب المبادرة بولاية الخرطوم.. وولايات السودان الأخري.. إلي جانب قصص إنسانية مؤثرة للسودانيين داخل وخارج البلاد في إطار تدافعهم للمشاركة في المشاريع الإنسانية. وفي السياق روي عبدالكريم محمد فرح عضو مبادرة ( شارع الحوادث) قصة المبادرات الإنسانية.. وكيفية إنشاء غرفة العناية المكثفة بمواصفات طبية عالمية.. قائلاًً ( لأوتار الأصيل) : أولاً أنا عضو المكتب التفيذي لمبادرة شباب شارع الحوادث.. وعضو اللجنة المنفذة لغرفة العناية المكثفة بمستشفي ( محمد الأمين حامد).. ومن المؤسسين لشارع الحوادث بمدينة امدرمان.. ولا أعني هنا المدينة عموما.. إنما شارع مستشفي الحوادث من حيث الفكرة التي بدأت بإحتياجات علاجية للمرضي الذين يحتاجون إلي المال.. ومن هنا بدأت المبادرة إنطلاقتها في العام 2008 من خلال صفحة تواصل إجتماعي بـ( الفيس بوك)..ونعرض من خلالها الحالات المرضية.. وإحتياجاتها المالية.. ثم نرفق رقم هاتف للتواصل.. أو الإستفسار.. أو تحويل الرصيد يخص مشرف وردية مبادرة شباب شارع الحوادث. أين كانت ضربة البداية لهذا العمل الإنساني الكبير؟.. قال ( لأوتار الأصيل) : كانت محصورة في مستشفي ( ابنعوف) فقط.. ثم كبرت الفكرة تدريجيا إلي أن عممناها في عدد من المستشفيات..وهكذا أخذت الفكرة في الإنتشار يوما تلو الآخر.. إلي أن أصبحت المبادرة في كل ولايات السودان. متي بدأتم العمل الخيري بمستشفي ( محمد الأمين حامد)؟.. قال : بدأنا قبل عامين. دعني أقف معك حول كيفية بداية فكرة إنشاء غرفة العناية المكثفة؟.. قال : الفكرة قائمة علي تقديم معينات للأطفال المرضي.. فاستطاعنا من خلالها أن نغطي الكثير من الحالات.. وفي ظل ذلك تأثرنا بحالات في حوجة لإدخالها غرفة العناية المكثفة.. ولم تكن الغرفة مكتملة الأجهزة المنقذة للحياة.. ويكاد أن يكون بها أجهزة معطلة.. لذا التفتنا إلي الإشكالية.. وتفاكرنا حولها.. فوجدنا أننا إذا رغبنا في مساعدة مريض علي دخول غرفة العناية المكثفة.. فإن كل حالة تحتاج ما بين ( 20) ألف جنيه.. إلي ( 30) ألف جنيه.. تدفع مقدما إلي إدارة المستشفي.. عندها قررنا تكوين لجنة خاصة بإنشاء غرفة العناية المكثفة.. وعلي خلفية ذلك بدأنا في إزالة الحوائط الداخلية للغرفة.. وزيادة المساحة الداخلية المقسمة فيما بينها.. فأصبحت المساحة المعنية.. بعد الإزالة صالة كبيرة.. يمكن أن توضع فيها ( 9) أسرة.. ولكن ركزنا مبدئيا في مخططنا علي ( 7) أسرة.. وارجأنا إضافة ما تبقي مستقبلا.. وعندما بدأنا.. البداية الفعلية للمشروع الذي ساهم فيه معنا الخيرين من داخل.. وخارج السودان.. وتقريبا ( 76) داعما للمشروع الإنساني من داخل السودان ومعظمهم لا يظهرون أنفسهم.. إلا ما ندر.. فهنالك مساهمات وصلتنا عن طريق تحويل الرصيد.. وعبر الظروف.. دون أن يكتب فاعل الخير الإسم.. وبهذه الطريقة الإنسانية.. تمكنا من جمع المبالغ الخاصة بإنشاء غرفة العناية المكثفة.. والتي وصل مبلغها إلي ( 2) مليار جنيه سوداني.. ومع هذا وذاك كنا نضع سياسة واضحة للعيان في تصميم الغرفة.. من ناحية الجودة.. نعم الجودة العالية جدا.. جدا.. ونغطي بها أكبر عدد من الحالات المستهدفة.. إلي جانب بحثنا عن صمودها أكبر فترة زمنية. هل هنالك أي نقص في النواحي المالية يواجه المبادرة في الوقت الحاضر؟.. قال ( لأوتار الأصيل) : نعم نحن في حاجة إلي شراء جهازين للاشعة المتحركة.. والتنفس الاصطناعي.. وعليهما مديونية ( 105) ألف جنيه سوداني. كيف تتم إدارتكم للنواحي المالية في مبادرة شارع الحوادث بعد أن حاول البعض التشكيك في ذلك؟..قال ( لأوتار الأصيل) : نظامنا قائم علي نظام الوردية في كل المستشفيات.. وهذه الورديات علي مدار الساعة .. أما حينما احصر الحديث حول شارع الحوادث بولاية الخرطوم.. فهو لديه مكتب مالي مسئول.. مسئولية مباشرة عن رقم هاتف شارع الحوادث الثابت في كل مستشفي من المستشفيات.. ويكون الرقم بطرف المسئول المالي.. وأي تبرعات تصل إلي شباب شارع الحوادث يقوم بإستلامها.. ويسجلها في دفتر الوردية.. أي أنه يسجل إسم المساهم.. والمبلغ.. والتاريخ.. وعلي ضوء ذلك تجمع المبالغ المالية.. ونستهدف بها الحالات المرضية الموجودة.. وذلك حسب التقارير المرفوعة من المتطوعين بولاية الخرطوم. من المسئول عن صرف مبالغ المانحين؟.. قال : الصرف يتم عبر المكتب المالي التابع إلى مبادرة شباب شارع الحوادث.. وهو الذي يقرر الصرف حسب إحتياج الحالة المرضية. هل هنالك وظائف في مبادرة شارع الحوادث لغير المتطوعين؟.. قال : ليس هنالك وظائف في مبادرة شباب شارع الحوادث .. فالشباب الذي يعمل في هذا الجانب الإنساني.. يعمل متطوعا أي أنه يعمل ( مجانا).. ومعظم المبالغ التي نتحصل عليها.. يتم تحصيلها عبر صفحة مبادرة شباب شارع الحوادث بموقع التواصل الإجتماعي ( الفيس بوك).. وذلك من خلال إعلان مسبق حول حالة هذا المريض.. أو تلك.. ونحدد من خلال ذلك المبلغ الذي يحتاجه المريض للعلاج.. ولكن في كثير من الأحيان يزيد المبلغ المطلوب.. لذا يكتب المشرفون علي الصفحة بالفيس بوك بأن المبلغ الذي تم تحصيله فائض عن الحالة المعنية.. لذا حول إلي حالة أخري. ماذا عن غرفة العناية المكثفة التي أثارت لغط كثيف؟.. قال ( لأوتار الأصيل) : فيما يخص الغرفة التي أشرت لها حيث تجدنا قد وضعنا لها أرقام هواتف خاصة بتحويل الرصيد.. وتدار بشكل مباشرة من المكتب المالي لشباب شارع الحوادث.. الذين لا يتصرفون فيها.. إلا بعد العودة إلي لجنة غرفة العناية المكثفة المكونة من (7) أعضاء من شباب المبادرة.. ويعرض علي اللجنة شرائح تحويل الرصيد.. بينما نجد أن رقم شارع الحوادث الثابت.. من ثم تعرض المبالغ المالية أولا بأول.. مثلا كتبنا حوجتنا إلي ( 130) ألف جنيه.. جاء منها ( 100) ألف جنيه.. والمتبقي ( 30) ألف جنيه.. وعليه هنالك تواصل بين المشرفين علي صفحة شارع الحوادث بالفيس بوك.. والمكتب المالي.. بحضور لجنة غرفة العناية المكثفة.. وأي عضو في لجنة الغرفة من حقه مراجعة المكتب المالي.. وفي النهاية هنالك تقرير مالي. هل عرض هذا التقرير علي مراجع مالي؟.. قال ( أوتار الأصيل ) : لا لم يعرض علي مراجع مالي.. إلا أنه كان واضح جدا.. وشامل للنسب الخاصة بالمانحين من داخل وخارج السودان ( 76%).. والمتبقي من النسبة ممنوح من مؤسسات شاركت بمبالغ مالية.. وأخري شاركت بأجهزة.. هذا ما تم حول إنشاء غرفة العناية المكثفة. كيف تنظرون إلي النقد لمبادرة شارع الحوادث قال : نحن نظرنا إلي النقد من حيث ثقتنا في أنفسنا بأن أي مبلغ صرفناه في إنشاء غرفة العناية المكثفة تم وفقا لفواتير.. ضف إلي ذلك أمامهم المشروع غرفة العناية المكثفة الذي هو أكثر من ( 4) مليار جنيه سوداني. لماذا قلنا إنها ( 2) مليار جنيه سوداني؟.. الإجابة ببساطة تمكن في أن هنالك أشياء وصلتنا بصورة عينية ونحن في حسابتنا كلجنة للغرفة لا وجود لها.. فهنالك متبرع سلم جهاز لإدارة المستشفي بعلمنا.. فيما نجد أن الجوانب المالية لشباب شارع الحوادث واضحة وضوح الشمس.. هل تصدق أن من تودع لديه المبالغ المالية حينما يكون ذاهب إلي منزله يطلب من زملائه حق المواصلات.. وبالتالي ثقتنا كبيرة في مطوعي شارع الحوادث.. حتي إختيار الشاب المسئول عن المكتب المالي لم يأت من فراغ.. إنما عن تجربة أمتدت سنوات.. وعلي يده أسست مشاريع كبيرة جدا. لماذا إفتتاح غرفة العناية المكثفة بواسطة ست الشاي ( أم قسمة)؟.. قال ( لأوتار الأصيل) : ما تم لم يكن إفتتاح لغرفة العناية المكثفة بقدر ما كان تسليم الغرفة لإدارة المستشفي.. وبالتالي كل ما اثير في هذا الخصوص جانبه الخطأ. ماذا عن مواصفات من يعملون متطوعين في شارع الحوادث؟.. قال : المبادرة تضم الموظف.. الدكتور.. المهندس.. الطالب.. الخريج.. العامل.. وكل من لديه الرغبة في خدمة الإنسانية. ما هي كيفية إختيار الأعضاء للورديات بالمستشفيات؟.. قال : علي حسب وقت الأعضاء. وماذا عن الذين خارج المبادرة؟.. قال : هنالك من يأتون إلي شارع الحوادث بدافع إحضار مبالغ مالية. هل هنالك شروط للإنضواء تحت لواء المبادرة؟.. قال : العمل الإنساني.. التطوعي في مبادرة شباب شارع الحوادث مفتوح للجميع.. ويشمل كل فيئات المجتمع نساء.. رجال.. شباب.. شابات. لماذا وقع إختياركم علي ست الشاي أم قسمة لإفتتاح المشروع الخيري؟.. قال : الفكرة قائمة أصلا علي الحاجة ( أم قسمة).. فهي شريك أساسي في مشاريع مبادرة شارع الحوادث.. التي بدأناها من ( بنابرها) منذ أن كانت فكرة في رحم الخيال.. وظلت أم قسمة الأم الانسانية.. الحنونة لشباب شارع الحوادث.. تشاركهم أفكارهم.. همومهم.. مشاريعهم.. نعم كل مشاريعهم.. أما بإيداع الدفتر المالي بطرفها.. أما المبالغ الكبيرة التي تصلنا من المانحين الذين يأتون إلينا ولا يجدونا.. وحينما لا يجدونا.. يتصلون بنا.. فنطلب منهم تسليم مساهمتهم إلي الحاجة أم قسمة.. أليس هي شريك أصيل.. فكيف لا نطلب منها إفتتاح المشروع.. الذي لم يأت من فراغ.. وبالرغم من ذلك نؤكد أنه لم يكن إفتتاحا بالمفهوم الذي ذهب إليه البعض.. إنما هو تسليم المشروع لإدارة مستشفي ( محمد الأمين حامد) بمدينة امدرمان.. إلي جانب توضيح حقائق صرف المبالغ المالية الممنوحة لنا من المانحين لإنشاء غرفة العناية المكثفة.. وما لا يعلمه الكثيرين هو أن أم قسمة متطوعة في مبادرة شباب شارع الحوادث.. مثلها مثلنا.. وإذا قلنا رئيس المبادرة يفتتح الغرفة فأم قسمة هي رئيس المبادرة من وجهة نظرنا.. ماهي مشاريعكم المستقبلية قال : بالإضافة إلي العمل الدائم في شارع الحوداث تقديم العلاجات. ما هي مشاريعكم المستقبلية؟ قال : المشاريع القادمة كبيرة.. وسنختار المشروع الأكثر حوجة.. وحول مواقف مرت بهم في شارع الحوادث؟.. قال : أولا أريد أن أؤكد أننا لم نكن نتخيل ضخامة العمل الإنساني الذي نقوم به.. إلا من خلال تفاعل وانفعال الناس بما نطرحه من مبادرات إنسانية عبر صفحتنا بالفيس بوك بالإضافة إلي ذلك بشكل مباشر مثلا عندما بدأنا في إنشاء غرفة العناية المكثفة ذهبنا لتاجر سراميك وعرفناه بأنفسنا ثم طلبنا سراميك.. فقال : اختاروا السراميك الذي ترغبون فيه ولن نختلف أن شاء الله فقلنا له نرغب في أن تخفض لنا من سعره فقال : لن أختلف معكم أن شاء الله.. وكان أن قمنا بالاختيار.. وعدنا إليه لدفع المبلغ بعد الخصم.. فما كان منه.. إلا يفاجئنا بأنه متبرع بالسراميك لصالح المشروع الإنساني.. المهم أننا اخذناه إلي المستشفي وعندما شاهدة المهندس المختص قال إنه لا يصلح لغرفة العناية المكثفة.. فلم نجد بدء سوي أن نعيده إلي التاجر الذي عندما وصلناه وشرحنا له وجهة نظر المهندس.. استبدله لنا بسقف مستعار.. فحملناه إلي المستشفي إلا أن المهندس المختص أكد أنه لا يصلح أيضا بعد أن وضع بين يدينا المادة التي تصلح للغرفة.. وعدنا للتاجر.. الذي سألنا ماهي مواصفات المادة غرفة العناية المكثفة؟.. فقمنا بوضع وريقة المهندس المختص علي منضدته.. فقال : ليست من ضمن المواد التي اتاجر فيها.. إلا أنني سأحضرها لكم.. ثم بدأ في تضريب سعرها.. فاتضح أنها الأعلي.. وبالرغم من ذلك أصر علي احضارها للمساهمة في المشروع الإنساني.. إلا أننا اصرينا بأن ندفع فرق السعر ما بين السراميك.. والسقف المستعار.. والمادة الجديدة .. فلم يحرجنا.. أما من المواقف المؤثرة.. موقف سيدة عائدة من الاغتراب .. سمعت بمبادرة شباب الحوادث..فجاءت إلينا في المستشفي.. وبعد أن تجولت فيه.. بما في ذلك غرفة العناية المكثفة قبل إكتمالها.. وإفتتاحها.. فتفاعلت.. وانفعلت بالمشروع الإنساني جدا.. لدرجة أن دموعها تساقطت مدرارا..فلم تأبه بها.. أو تلتفت إلي مسحها.. فقد أثر فيها إهتمام شباب شارع الحوادث بالعمل الخيري.. ولم تكن مع ذلك بحوزتها مبالغ مالية..إلا أنها.. ودون أن تشعر انتزعت صيغتها الذهبية.. متبرعة بها لصالح المشروع.. وهكذا هي المواقف الإنسانية لا يمكن حصرها في هذه المساحة.. ولكنها مواقف إنسانية تؤكد عظمة إنسان السودان في المشاريع الخيرية.. هكذا هو إنسان السودان في الداخل والخارج.

الأحد، 24 مايو 2015

مني ابوالعزائم تعقب علي حوار ( أوتار الأصيل) مع شباب شارع الحوادث

عقبت الاستاذة الصحفية مني ابوالعزائم علي الحوار الضجة الذي اجراه الاستاذ الصحفي سراج النعيم مع شباب مبادرة شارع الحوادث عبر قرووووبات ( أوتار الأصيل) بالواتساب.. الفيس بوك.. غوغل.. تويتر.. وتناقلته المواقع الاسفيرية مع حفظ الحق الأدبي لقرووووبات ( أوتار الأصيل).. وجاء تعقيب الأستاذة مني ابوالعزائم علي النحو التالي : - ( الأخ سراج الحوار الذي اجريته مع شباب مبادرة شارع الحوادث جميل لولا انه ركز بالرد والهجوم علي زميلك الهندي عزالدين. .نحن ما زادنا اعجابا بشباب المبادرة انهم لم يلتفتوا للهجوم عليهم ولم يتجهوا حتي لاصدار بيان للرد وهو من حقهم فنحن في دولة مواطنة نتساوي في الحقوق والواجبات ونتمتع بالحرية في الرأي والتعبير والتجمع تحت احزاب ونقابات ونعتقد ما نعتقد ويجب ان لا نحرض علي حجر رأي اي شخص فهو حقه واعتقد ان الهندي هوجم وسخر منه بما فيه الكفاية هو اخ وزميل يجب ان لا نساعد في اضرام النيران بل ان نطفئها التحيه لشباب شارع الحوادث فهم قدموا مبادرة جميلة نسفت منهج تمويل المشاريع الوهمية من السفارات والحكومات المشبوهة والتي معظم هذه الاموال يذهب لجيوب القائمين عليها.

بالصورة : خطاطة عراقية ترسم لوحة للسودان وجنوب السودان قيمتها مليون دولار

في لوحة فنية عظيمة قامت الخطاطة العراقية جنة عدنان برسم لوحة تحصلت عليها شبكة سودافاكس وبها خريطة السودان و التي تضم جنوب السودان باستخدام الايات القرآنية وكتبت في الجزء العلوي ” السودان ” كتبت : قوله تعالى : إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والجزء السفلي الخاص بدولة جنوب السودان أكملت به الاية القرانية : والله لا يحب الظالمين قوله تعالى : إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين “وكتبت الخطاطة رسالة وجهتها للجمهور جاء فيها :جمهوري العزيز، السلام عليكم. الحمد لله بمشئته و عونهِ اولا، و مؤآزرتكم المتواصله لي، اعلن لكم أني قد انتهيت و اتممت مشروعيَ الكبير: خرائط الدول العربية. أرفق لكم إخر لوحة و هي خريطة السودان.بعد استشارتكم بالبداية لشكل الخريطة، و استلام عدّة مقترحات، توصلت أخيرا الى نقل الخريطة كاملة لتلك البقعة من العالم بما يتخللها من تباين سياسي يعكس من ضمنه جنوب السودان. انا كفنانة هدفي أن أنقل الموضوع و الحالة بكل صدقٍ و أمانة و بتجرد عن أي توجه فكري او سياسي. اختكم الخطاطة الموصلية جنة عدنان احمد عزت من المهجر نيوزلندا.انها الخطاطة العراقية المبدعة جنة عدنان احمد عزت ولدت في العراق – الموصل ـ1965ـ تعلمت الخط وهي في سن مبكرة جدا ً. برعاية خاصة من والدها الأديب والشاعر عدنان احمد عزت.ـ حصلت على الإجازة في الخط من لدن الخطاط المصري عميد الخط العربي سيد إبراهيم. كما منحها الإجازة ذاتها الخطاط التركي العظيم حامد الامدي أيضا.ـ منحت العضوية الفخرية من قبل إدارة جمعية الخطاطين العراقيين عام 1975.. وكان عمرها، آنذاك،عشر سنوات. ـ أقامت معرضا ً شخصيا لأعمالها الفنية في دولة الإمارات العربية .. وشاركتفي معارض أخرى منها معرض اسطنبول عام 1986. ـ صممت العديد من الطوابع وحصلت على المراكز الأولى في تصاميمها. مقيمة حالياً في نيوزيلاند. الخطاطة الرائعة تكتب بكلتا يديها بنفس الاحترافية.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...