|
الأعاصير قد تعرقل الانتخابات الأميركية وتمنع تدفق المصوتين بشكل طبيعي على مراكز الاقتراع |
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الإعصار ساندي جاء في غير موعده
بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأميركية التي لم يتبق لها سوى أسبوع واحد،
حيث أجبر منظمي حملات المرشحين باراك أوباما ومت رومني على إلغاء بعض
الفعاليات الانتخابية في أكثر المناطق الانتخابية سخونة.
ورغم أنه من غير الواضح مَن مِن المرشحين سيستفيد من الأزمة
التي صاحبت هبوب ساندي، فإن ردة الفعل التي صدرت عن كلا المرشحين تختلف
اختلافا جوهريا وتجسد الرؤية المختلفة التي يريدها كل منهما لأميركا.
ورأت الصحيفة أن موقف رومني كان صعبا لكونه الطرف المتحدي
للرئيس الفعلي، ووجد صعوبة في اتخاذ موقف ينم عن روح قيادية، فبعدما أصر
على متابعة برنامجه الانتخابي رغم الإعصار، عاد وبصورة مفاجئة وبدون أي
مقدمات إلى إلغاء كل شيء.
أما أوباما، فترى الصحيفة أنه تصرف بشكل قيادي صرف، وألغى
احتفالية انتخابية في أورلاندو كان من المقرر أن يستضيف فيها الرئيس
الأميركي الديمقراطي السابق بيل كلينتون، ولكنه ألغى كل ذلك واتخذ موقعه
كقائد في غرفة إدارة الأزمات وظهر على التلفاز ليقدم للأمة آخر المستجدات
بشأن الإعصار.
كما نظم أوباما مؤتمرا في البيت الأبيض ردّ فيه على أسئلة
الصحفيين، ومن ضمنها تأثير الإعصار ساندي على سير الانتخابات الأميركية،
وجاء في رده "حاليا، أولويتنا الأولى هي أن نضمن إنقاذ أكبر عدد من
الأرواح".
|
أوباما (يسار) ورومني مطالبان بالتعامل مع الأزمة بروح قيادية |
من جهة أخرى، أجبر الإعصار ساندي كلا المرشحين على إعادة
ترتيب أوراق حملتيهما الانتخابية التي يرى الكثيرون أنها سباق مستعر نحو
الفوز بكرسي الرئاسة. ونظم الديمقراطيون مؤتمرا بالصوت والصورة وأعلنوا أن
انتصار مرشحهم أوباما أمر واقع لا محالة، بينما استعرض الجمهوريون تقارير
صحفية عن تقدم مرشحهم رومني في ولاية أوهايو، إحدى أكثر الولايات الأميركية
أهمية في حسم الفوز في الانتخابات.
ولم يخف مساعدو أوباما قلقهم من عرقلة ساندي لإستراتيجيتهم
القائمة على تحفيز داعميهم للذهاب إلى الصناديق الانتخابية مبكرا، حيث ألغي
التصويت المبكر في عدد من المناطق شرق الولايات المتحدة.
وعلى متن الطائرة الرئاسية ، قال السكرتير الصحفي للبيت
الأبيض جي كارني إنه لا يعلم إن كان الرئيس يمتلك سلطة تأجيل الانتخابات
إذا استمرت العواصف تضرب سواحل الولايات المتحدة.
وفي نفس السياق، أعلن المسؤولون في ولاية فرجينيا أن
الانتخابات ستجرى في الموعد المحدد، وإذا استمرت العواصف فسيتم استحداث
مواقع جديدة لمراكز الاقتراع، وطمأنوا الجمهور بأن جميع التجهيزات
المستخدمة في العملية الانتخابية يمكن تشغيلها بالبطاريات المتنوعة في حال
انقطاع التيار الكهربائي نتيجة الأعاصير.
وتطرقت الصحيفة إلى مضاعفات أخرى للعواصف التي تضرب شرقي
البلاد، فانقطاع التيار الكهربائي في المناطق التي شهدت ارتفاع شعبية رومني
ستضر بأوباما الذي يحتاج فيها إلى أكبر عدد من المصوتين لصالحه، كما أن
الوضع القائم قد يؤخر صدور تقرير العمل الشهري الذي يعتمد عليه أوباما في
دعم موقفه. وقال المسؤولون في وزارة العمل إن الموظفين يعملون بأقصى طاقتهم
لإعداد التقرير في موعده.
كما اشارت الصحيفة إلى أن رومني بحاجة إلى رد فعل بنّاء حول
الأضرار التي أحدثتها الظروف البيئية الاستثنائية، ولكن عليه أن يكون حذرا
من استخدامها لمنفعة سياسية شخصية، فإخفاء ذلك والتظاهر بالعكس ليس بالأمر
الهين.