.....
كلما تأملت واقعنا الاقتصادي الضاغط جداً، أجد أنه سبباً مباشراً في جعل السواد الأعظم أشبه بـ(خيال المآتة)، والذي يتجسد في هيئة إنسان تتم صناعته من (القش) أو (الأعواد) أو (الخشب)، وقطع من (القماش) بغرض إخافة (الطيور) من الإقتراب من المحاصيل والمشاريع الزراعية، بالإضافة إلى أنه يستخدم أيضاً في التدريب العسكري على (الرماية).
عموماً الأوضاع الاقتصادي الطاحنة في البلاد، تعير تعبيراً صريحاً عن واقع اقتصادي بالغ التعقيد، ورغماً عن ذلك التعقيد لا تحرك الحكومة الانتقالية ساكناً لإيجاد حلول ناجزة للأزمات الاقتصادية المذرية، إذ أنها تلجأ إلى سياسات اقتصادية (فاشلة) لا تخرج من دائرة (المسكنات) و(المهدئيات)، مما صعب على الإنسان الخروج من (خيال المآتة)، والذي يتفنن فيه البعض لمواكبة تطور الذي يشهده العالم من يوماً تلو الآخر.
ظل (خيال المآتة) ملازماً للإنسان السوداني على مدى سنوات وسنوات رغماً عن التغيير الذي شهدته البلاد من خلال الإطاحة بنظام الرئيس المعزول (عمر البشير)، لذلك السؤال الذي يتبادر للأذهان متى تخرج السلطات المختصة بالمواطن المفلوب على أمره من حالة (خيال المآتة) الذي اطره فيه (النظام البائد)، واستمر على ما هو عليه لعدم الرؤية الثاقبة لمن يتولون إدارة الملف الاقتصادي في البلاد؟، فالسياسات الاقتصادية المرسومة تنتقل من (فشل) إلى (فشل) ذريع، لذلك يصعب تجاوزه بمعالجات لا تخرج من نطاق (المهدئيات) و(المسكنات)، مما يقود للمزيد من إنهيار الأوضاع الاقتصادية، والتي تقود إنسان السودان نحو (الهاوية) سريعاً.
بما أن الأمر يمضي في هذا الاتجاه، فإنه ليس من السهل على هذا النظام الانتقالي إزالة حالة (خيال المآتة)، وهي حالة أصبحت (مزمنة) جداً، وأفرزت أزمات، وكل أزمة تقف عائقاً أمام الخروج من الحالة القائدة إلى (الفشل)، وهذا يعود إلى أن (النجاح) في حد ذاته يتطلب في الإنسان أن يكون (موهوباً)، والموهبة ليست قرص (اسبرين) يبتلعه الإنسان، فيصبح بين ليلة وضحاها (موهباً)، فالموهبة تدع الإنسان يكتشفها مع مرور الأيام، الشهور والسنين، ومن ثم يصقلها بالتأهيل حسب الإمكانات والقدرات العلمية والثقافية.
إن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد لاعباً أساسياً في عدم خروج الإنسان من حالة (خيال المآتة)، والذي سيظل يشكل خطراً على حياة الإنسان، والذي يجد نفسه مجبراً للركون إلى (خيال المآتة)، لأن الحكومة الانتقالية لم تضع سياسات اقتصادية ناجحة، وأمثال هؤلاء لا يستطيعون رسم خطط، ووضع برامج اقتصادية وفقاً للإمكانيات والقدرات الإبداعية المهولة لتجاوز (الفشل)، وصولاً إلى (النجاح)، والذي لا يقبل من يركن لـ(خيال المآتة)، ومثله تتحكم فيه مشاعر (سالبة) لا تدع له مجالاً لكي يخطط تخطيطاً إستراتيجياً سليماً يجنبه الوقوع في الأخطاء، خاصةً وأن النجاح يتطلب شخصاً مرناً يطوع (الخيال) للإبداع في الحياة.
مما شك فيه، فإن الراهن الاقتصادي الطاحن الذي نعيشه جعل من الإنسان أشبه بـ(خيال المآتة) الذي ظل مسيطراً على المشهد، والذي يتكرر مع إشراقة كل صباح نتيجة الأخطاء الفادحة في السياسات الاقتصادية، وعدم محاولة الإصلاح من خلال تصحيح الأخطاء السابقة أولاً، ومن ثم وضع أسس اقتصادية جديدة، وهذه الأسس يجب الابتعاد بها عن أشخاص مشاعرهم (سالبة) تقودنا إلى حالة من حالات (خيال المآتة)، والذي هو سبباً مباشراً في (الفشل) الحقيقي، لذلك يجب التركيز مع الشخص (الإيجابي) لأنهم يمنحون الآخرين إحساساً بالنجاح، وهذا الإحساس سيقود لتحقيق النجاح الحقيقي، والذي يتطلب المثابرة، ومواجهة الصعوبات، ودراسة الأخطاء السابقة، وتخطيها بالبحث عن أفكار جديدة.
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.