الأربعاء، 8 أبريل 2020

حسن فضل المولى يغادر الشاشة الزرقاء بأمر التمكين

.......
الجنرال : مهما توارى الحزن في عيني وارقني الأجل
مازالت ألمح في رماد العمر شيئاً من أمل
.......
جلس إليه : سراج النعيم
.......
في ظل انشغال المتلقي بفيروس (كورونا) المستجد خرجت علينا لجنة إزالة التمكين بقرارات من ضمنها إعفاء الجنرال حسن فضل المولي من منصبه مديراً عاماً لقناة النيل الأزرق، وعلى خلفية ذلك قال الجنرال : فغداً ستنبتُ في جبين الأفق نجمات جديدة.. وغداً ستورق في ليالي الحُزن أيامٌ سعيدة.. وغدا أرى على المدى.. شمساً تُضيء سماء أيامي.. وإن كانت بعيدة.. هذا وواصل قائلاً : هذا فاروق جويده.. أراه يناجيني، ويشد من أزري، وأجد عنده ما يريحني بعد عناء طويل ورهقٍ أليم، بعد سنين عدداً كانت بطعم (عصير الليمون)، وليست بحلاوة (عصير القصب).
كيف تنظر إلى السنوات التي أمضيتها مديراً عاماً للشاشة الزرقاء؟
سنين أيامها يوم لي ويوم عليّ، ويوم أساء ويوم أُسر، ولكن بفضل المحمود تعالى أجدني راضياً ومسروراً وممتناً ومؤملاً، وراضياً بما قدمت، ومسروراً بما اكتسبت، وممتناً لمن عاشرتُ، ومؤملاً فيمن تركتُ، وهذه عافية كل مسيرة قاصدة، فإن البدايات المحرقة تقود إلى النهايات المشرقة، وإنني وكل من سبقني وكل من لازمني صحّ منا العزم جميعاً، ونحن نبني عش (النيل الأزرق) قشة.. قشة، ونشيّد صرحها لبنة لبنة حتى رسخت وشمخت، واستوت على جودي المهنية والإتقان وغدت مثابة للناس، وأنموذجاً يترسمون خطاها.
وماذا بعد الإعفاء؟
لقد أسلم لها القياد سوادٌ من بني وطني، ونحن السودانيين إذا أقبلنا وهبنا المُقل، وإذا كرهنا فلا توسط عندنا ولا اعتدال، تجدنا (مع الطيور المابتعرف ليها خرطة ولا في أيدا جواز سفر، نمشي في كل المدائن نبني عشنا بالغناوي وننثر الأفراح درر).
هل بعد العناد يأتي التسامح؟
وبرضو نحن الواحد لما يركب راسو عنيد وقاسي لكننا متسامحين وبنقدر بعض (الله يسامحك يا حبيبي، مهما قسيت على، قلبك عارفو أبيض وكلك حسن نية).
كيف للإنسان امتلاك الشخصية السودانية؟
والقول الفصل الذي ليس هو بالهزل أن السوداني أختصه الله بقلب كبير وعاطفة جياشة ومروءة متقدة فقط تبين كيف تخاطبه وبأي طريقة تتوسل إليه عندها فقط تملكه وما ملكت يداه.
هل الشخصية السودانية تقبل المزايدة فيما تعتقد؟
والسودانيون أحذر أن تنازعهم أو تزايد عليهم في معتقدهم متدينون بالفطرة حتى الذين يعصون الله ما أمرهم لا يفارقهم الشعور بالذنب فيستغفرون وعلى النبي الأكرم يصلون.. تدين عفوي لطيف وظريف.
ما هي وجهة نظرك في من يدافعون عن المعتقد وهم بعيدين عنه؟
كنا نجد حتى مرتادي (الأنادي) يتغاضون عن أي فعل أو قول، لكن بس أغلط وسب الدّين يتخطفونك ولن يحبسهم عنك سوى الاستغفار وإشهار التوبة، ولو قدر للإمام أحمد بن حنبل أن يعيش في السودان لجاء مذهبه رفيقاً رقيقاً مسترخصاً يسع النفوس وإن تمادى بها الهوى والتقصير.
ما كيفية النجاح في عالم الإعلام المفتقر لأقل مقومات العمل؟
إن أي مسعى وجهد لا يستلهم هذه القناعة هو صرخة في وادٍ ونفخة في رماد، وما كان هذا الفهم وحده ليفي بالمبتغى لولا الاهتداء لقناعات، قناعات عاصمات ذاكيات ذروة سنامها التوظيف الأمثل، توظيف الأشخاص والأفكار والأشياء، وتوظيف الأحاسيس النبيلة وأن نحتاط لكل فعل ومقصد بما يلائمه من الأسباب، وأهلنا في دار دارفور قالوا : (الراجل برجالو، والمفنقل بسروالو، والكريم بأم عيالو).
هل أنت متصالح مع نفسك؟
نعم متصالح وأدعو للتصالح ثم التصالح ثم التصالح، ذلك أن المتصالح مع نفسه تجده متصالحاً مع من حوله، يمنحهم أفضل ما عنده، ويأخذ منهم أفضل ما عندهم بنقاء وصفاء، ومن عمر قلبه بالمحبة كانت عاقبته رفعة في أعين الخلق، ورسوخاً في قلوبهم.
ما الذي تريد إيصاله من مكارم الأخلاق؟
خليِ عندك أخلاق، ولا تحسب أن هذا زجراً، بل هي دعوة للسمو والنبل، لذا أقبِل على الناس بسماحة وطيبة، وقلب مفعم بالوداد، ونفس أمارة بالخير وحسن الظن
من جاءك يسعى فأقبله و من أدار لك ظهره فأعذره.
كيف تنظر إلى الظلم؟
من ظلمك (خلي الأيام بتوريهو) (وأغفر له يا حنين، وجاوز من ظلم، ما أصلها الأيام مظالم والعمر غمضة ثواني،وأصبر على جرحك وإن طال الألم) ياسلااااام كم أحسن بازرعة، وأجاد عثمان حسين وإني لهما لمن المعجبين والمتيمين.
من خلال عملك الإعلامي ما الذي خرجت به بعد كل هذه السنوات؟
ضع بصمتك وقل كلمتك وأمضِ بلا ضوضاء،
وأقبل على الطيبين الذين تعرفهم بسيماهم وهم كُثر يسدون عين الشمس فمن أقترب وجد وفاز ذلك أنك حين تخالط الناس وتسعى بينهم تحوز كنوزاً من المعارف والمناقب والفنون والجمال وضروباً من أوجه الإبداع التي يبرأها أولئك المطهرون الذين نصادفهم هنا وهناك، فيمتلئ وفاضك بما يحبب منك ويقرب إليك، ويجعل كل ما يصدر عنك حُلواً مستطاباً، وهذا بالطبع لا يتأتى لقاعد أوصد قلبه وبابه وأغمض عينيه.
بماذا تنصح من يأتي بعدك؟
كن دائما أنت، أنت وليس غيرك، أنت الذي، والذي، والذي يُكسب الحياة والأحياء طعماً، ومعنى تأمل ألتقط، تخيّر، وأنظم، وأحسن النظم يجد الناس في واديك عقوداً من لؤلؤ ومهرجان، وأغنيات تُسعد القلب المعنى، ولوحات مبهرة وأشكالاً بديعة، وأعواداً من الصندل فواحة ورياضاً عذبة النبع وريقة ومسارحاً تضج بالغيد الحسان، وطرائق للحياة تنفع وتسعد.
كيف تنظر إلى الأفكار بصورة عامة ؟
إياك وإياك أن تستصغر فكرة أو تزدري صغيراً يافعاً
فمن الأشياء الصغيرة عندما تجيد نظمها تنشأ الأعمال العظيمة وبصغارنا نكبر ونحيا ونتمدد.
ماذا عن ديارك؟
كذلك أن تكون منتمياً ليس في الأمر عجب أو غرابة،
لكن العيب وكل المنقصة أن تخلع انتماءك على المكان الذي ائتمنت عليه، والذي هو حق مشاع للجميع، وقد استوصيت بهذا عن قناعة، فديارنا ظلت متاحة ومباحة غير مقطوعة ولا ممنوعة إلا لمن أبى أو أبطأ به عمله.
وأنا قد لا أكون معك، ولكني لست ضدك هذه قاعدة لو أعلمناها في حياتنا لنأت بنا عن الاحتراب والخصومة التي تستعر على محك (من ليس معي فهو ضدي)،
وما ينبئك مثل الشافعي : (لا تحاول الانتصار في ظل الاختلافات، فأحياناً كسب القلوب أولى من كسب المواقف، ولا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها فربما تحتاجها للعودة يوماً ما) .
كيف ترى المخطئ؟
دائما أكره الخطأ لكن لا تكره المخطئ، أبغض بكل قلبك المعصيّة لكن سامح وأرحم العاصي، أنتقد القول لكن أحترم القائل مهمتنا هي أن نقضي على المرض لا على المرضى أن الاصطفاف المقيت الذي يرى معه أن كل فريق أنه على حق وما عداه هو الباطل بعينه يورث الضغينة ويقود إلى التهلكة وإفساد ذات البين ومن ثم ذهاب ريح الأمة.
كيف نقيم حياة فاضلة؟
أجد أنه فرضٌ علينا، أن نتنادى أنا وأنت وأنتِ ونحن جميعا قاصدين إقامة حياة فاضلة ملؤها الاحترام والتقدير فيها (لا يقولوا قالوا ولا يقولوا قلنا) تحت شعار المجد لله في الأعلى، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، راجين أن نبلغ ما يحب الله لنا أن نكونه، (وهُدوا إلى الطيب من القول وهُدوا إلى صراط الحميد)، (صدق الله العظيم)، وبهذا نعلو ونتسامى ونتحرر من أثقال الدنيا والخطايا والشرور.
هل أنت حزين كون أنك غادرت الشاشة الزرقاء؟
أقول قولي هذا وأنا المفارق، وما كل مفارق عينو قوية، إذ أنه يعز على النفس أن ترحل عن ديار ألفت وأناس أحببت، وأنا بطبعي ولوووف، وقالوا (الولِف كتال)، لكن في النهاية تبقى الوظيفة عارية مستردة بالإقالة أو الاستقالة وقد يُقعدك المرض العضال أو توافيك المنية وأنت قائم، والذي يستحضر الموت تجده لا ينفك حَذراً مترقباً يقظاً وغير هيّاب، لا يبالي إذا أُعطى، لا يبالي إذا أخذ، لا يبالي إذا حُرِم ولا يبالي كيف تكون بكره النهاية، وأنا دوماً منذ أن تصديت للعمل العام لم أكن أبالي أين يكون مقعدي، وعلى أي جنب مرقدي، وعلى أي نحو يأتي مصرعي.
ألا تعتقد أنك بقيت في منصبك سنوات طويلة؟
الحق يقال لقد مكثت طويلاً، وكنت في كل مرة يحزنني فيها أمر وأهمُ بالذهاب يحبسني حابس أن المرء يجب أن لا يستعجل النهاية، فهي محتومة وموقوتة بأجل لا يتقدم ولا يتأخر، ولا تترك بإرادتك قوماً بينهم من يرى فيك العشم، ولا تذهب إلا وأنت فارغ، أي بعد أن تستفرغ وسعك فيما ينفع، ويدفع إلى إشاعة كل ما هو جميل مستحب.
وماذا؟
ها قد أتاني الأجل محمولاً على أجنحة (التمكين) لينزل عليّ برداً وسلاماً، وهو ما صادف ارتياحاً لدى بعض المقربين والأحباب الذين ظلوا يداومون على نصحي بأن أرضاً سلاح، وكفاية، كفاية، وفعلاً كفاية.
ماذا أنت قائل في الختام؟
شكراً لمن أولوني ثقتهم يوماً، وشكراً لمن كانوا سبباً في نجاحي إن كان هناك نجاح يذكر، وشكراً لمن سرهم ذهابي إذ أنه بضدها تتميز الأشياء، شكراً لمن تحملوني وكتموا الغيظ وهم يرون أنني قصّرت في حقهم، ذلك أن للإدارة تصاريفها ومقتضياتها، شكراً بلا انتهاء لكل من أحزنهم ذهابي، لمن قالوا في حقي كلاماً جعلني أحس بأني أسعد من يمشي على قدمين، ولمن سكبوا بين يدي من عصارات الرحيق ما لو ذاق طعمها ألو القوة والباس لقاتلوني عليها بحد السيف، ولمن بنوا لي عرائش ظليلة ومزهرة بحسن صنيعهم نحوي (أنا العبد الفقير) حسن فضل المولى، شكراً للجنة التمكين والتي كانت سبباً في أن أتحرر من هذا القيد الذي أدمى معصمي، وليأذن لي الجميع أن ألتمس الأماني العذبة عند أبو قطاطي وخليل إسماعيل في عليائهما :-
(الأماني العذبة تتراقص حيالي
والأمل بسام يداعب في خيالي
بكره يا قلبي الحزين تلقى السعادة
وعيني تشبع نوم بعد ما طال سهادا
وأنسى غلبي والرياحين تملا دربي
وأمسح الدمع البسيل يملا الوسادة)
وما كل نهاية إلا إيذاناً ببداية
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
والله من وراء القصد

سراج النعيم يكتب : كورونا".. ومخاض نظام عالمي جديد!


كورونا".. ومخاض نظام عالمي جديد!
أحدثت جائحة (كورونا) وضعاً اقتصادياً كارثياً، وسيظل تأثيره على المدى القريب والبعيد معاً، ورغماً عن ذلك لم تستوعب دول العالم خطورته، وأنه لا عاصم منه إلا بإذن الله سبحانه وتعالي، ولهذا السبب أدخل الخوف والهلع الشديدين في نفوس العامة، وذلك بعد أن وضح بجلاء عجز الدول العظمي عن إيقاف أو الحد من انتشاره رغماً عن الإمكانيات الاقتصادية، العلمية والفكرية الهائلة.
إن الأوضاع الاقتصادية تواجهها أزمات طاحنة منذ العام 2008م، لذلك لم تستطع كبح جماح فيروس (كورونا) الذي تفشي بصورة مخيفة ومرعبة جداً، وأحدث إضراراً، وتوقفت على إثره عجلة الحياة تماماً، لذا تنبئ تلك الظروف القاسية بأن (الوباء) سيترك تأثيره البالغ على الاقتصاد لفترة طويلة، كما سيواجه العالم تحديات جسام من حيث النمو الاقتصادي الذي ظلت تتصارع في إطاره دولاً عظمي من أجل تحقيق مصالحها، وفي ظل انشغالها بذلك الصراع تفاجأت بظهور وانتشار سريع لجائحة (كورونا) في مدينة (ووهان) الصينية، ولم تولي الأمر اهتماماً بالصورة المطلوبة رغماً عن التحذيرات من خطورته، هكذا تمت الاستهانة به، ولم تستشعر دول العالم ما يمكن أن يحدثه الفيروس، لذلك لم تتقبل الحقيقة الماثلة أمامها، لذا لم تتخذ تدابير احترازية وقائية تحد من انتشاره إلا بعد أن وقع (الفأس) على (الرأس)، وعندما أحست بالخطر بدأت تتحرك إلا أنها أخفقت في إدارة الملف بالصورة المثلى، وذلك من واقع اعتقاد البعض أنهم معصمين من الإصابة به.
إن نجاح الصين في إدارة ملف جائحة (كورونا) يؤكد أنها كانت جادة في التعامل معه والقضاء عليه بأي صورة من الصور، والبحث عن الحلول الإسعافية، لذلك ستصبح في المستقبل دولة رائدة في العالم لقدرتها على إيقاف انتشار فيروس (كورونا) المستجد، والذي سعت في إطاره إلى حشد إمكانياتها لحل الأزمة الكبرى.
يعتبر فيروس (كورونا) امتحاناً عسيراً لدول العالم بلا استثناء، والتي لم تنجح فيه من حيث سياساتها الاحترازية الوقائية التي يبدو أنها متعثرة جداً، كما أنه لا يوجد تضامن لمجابهة الفيروس الذي اتخذت في ظله القرارات متأخرة، خاصة فيما يتصل بإغلاق المطارات، المواني والمعابر، مما وضع بلداناً في أوضاع إنسانية متأزمة جداً، وجعل في ذات الوقت دولاً عظمي عبارة عن بؤرة (للوباء) الذي قاد الكثير من المهاجرين للهروب منها نحو بلدانهم تجنباً لانتقال عدوي (كورونا) القاتل للإنسان والحياة والاقتصاد التي انهارت على إثرها الأسواق، وتوقفت عجلة الإنتاج ليس على مستوى السودان فقط، بل على مستوى العالم الذي ما أن طاله الوباء إلا وترك أثره على كل شيء سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، مما ينذر عند إعلان الانتهاء منه بأنه لن تسلم من أضراره أي دولة، والأكثر تضرراً بالفيروس إيطاليا.
فيما استفادت الصين من خبرتها، ومعرفتها بجائحة (كورونا) في الحد من انتشاره، ومن ثم اتجهت إلى الوقوف مع الدول المتضررة، وفتحت أبوابها كقوة عظمي، هكذا لم تبخل على الدول التي وصلها الفيروس بالمساعدة من خلال توفيرها مستلزمات طبية ضرورية للحد منه.
الحقيقة التي يجب أن نستسلم لها هي أن حالات الاشتباه بالإصابة بفيروس (كورونا) لا تعني بأي حال من الأحوال بأن المريض مصاب بالوباء ربما تكون لديه (انفلونزا)، أو (التهاب حاد)، أو (أزمة)، فهي جميعاً تتشابه في أعراضها مع أعراض فيروس (كورونا)، والذي إذا ثبت انتشاره في السودان، فإن الإمكانيات الصحية أضعف مما يمكن تصورها، لذا على الجميع أخذ الحيطة والحذر، والالتزام بالتدابير الاحترازية الوقائية، والتي ليست في حجم التصريحات المتعلقة بالفيروس منذ الإعلان عنه، والذي يتطلب إجراءات أكثر صرامة لمنع انتشاره في البلاد.
على الحكومة الانتقالية الاستفادة من تجربة فيروس (كورونا)، وذلك من واقع الأوضاع الصحية والاقتصادية المذرية، وأن تتم الاستفادة من خلال إنشاء صندوق خاص بـ(الأوبئة) لحماية ومكافحة أثار أي وباء يظهر في المستقبل، وأن نستخلص من الأزمة الدروس والعبر في كيفية التعاضد والتضامن للتصدي لهذا الوباء أو أي وباء يظهر لاحقاً، لذا يجب تعزيز ميزانيات الصحية خاصة وأن جائحة (كورونا) قادت دول العالم إلى مرحلة أكثر صعوبة، وكشفت مدى التدني الذي يشهده الاقتصاد، بينما أثبتت الصين من خلال (الوباء) أنه سيكون لها دوراً ريادياً في الاقتصاد العالمي، إذ أنها ستكون القوى العظمى الجديدة في العالم.
ومن القصص المثيرة في هذا الجانب أن المرضى بالأمراض ذات الأعراض المتشابة مع أعراض فيروس (كورونا) يرفضون الذهاب إلى المستشفيات أو العيادات الخاصة، وذلك خوفاً من الإشتباه بإصابتهم بالوباء، وفي هذا السياق حدثني صديقي أنه شعر قبل أيام بضيق في التنفس في وقت متأخر من الليل، ولم يكن بطرفه بخاخ الأزمة، فأشارت عليه أسرته أن تسعفه إلى المستشفى، أو أي طبيب خاص، فرفض الفكرة باعتبار أن ضيق التنفس الذي يشعر به قد يكون سبباً في حجره صحياً، وهكذا تحمل ذلك المريض الألم إلى أن أشرقت شمس اليوم التالي، ومن ثم ذهب نجله سريعاً إلى أقرب صيدلية وجلب له الدواء.
ومن القصص أيضاً أن هنالك شابا لديه إلتهاب حاد جدا لدرجة أنه لزم السرير الأبيض، مما دفع عاطفة الأمومة تتحرك نحوه، فاقترحت عليه والدته أن تذهب به إلى المستشفي أو أي طبيب خاص فرض الفكرة رفضاً باتاً، فاندهشت والدته من ذلك الرفض، ناسيه أن أعراض مرض ابنها مشابه لأغراض فيروس (كورونا)، فما كان منها إلا ووجهت له سؤالاً مباشرا لماذا لا تريد الذهاب إلى المستشفى أو تقابل أي طبيب في عيادته الخاصة لتلقي العلاج؟ فرد عليها قائلاً : تعرفي يا والدتي كل الأعراض التي لدي مطابقة تماما لأعراض الإصابة بجائحة (كورونا)، وهكذا هنالك عدد من المرضى بالانفلونزا أو الالتهابات أو الأزمة أو أي مرض تشابه أعراضه أعراض فيروس (كورونا) يلجأ المصابين بها إلى الصيادلة مباشرة دون مقابلة الأطباء لتشخيص حالاتهم الصحية بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، رغماً عن أن الحالات المصابة بفيروس (كورونا) جاءت للسودان به من الدول الموبوءة وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، من يحس بأنه مصابا، فليذهب للحجر الصحي من تلقاء نفسه، فكل الحالات المصابة بفيروس (كورونا) قادمة من خارج البلاد، وفي حال تكتمت على جائحة (كورونا) فإنك بلا شك ستنقل العدوة إلى أسرتك، أبنك، بنتك، خالك وعمك، ومن ثم ينتشر في كل بقاع وطنك.
السؤال لماذا يبحث البعض عن الأخبار غير السارة حول جائحة (كورونا) المستجد، فهنالك الكثير من الأخبار الإيجابية إذ تؤكد الأخبار أن إيطاليا سجلت (4200) حالة إصابة بالوباء القاتل تم شفاؤها خلال (24) ساعة، كما أن اليابان صنعت جهازاً قياسياً للاختبار السريع (test rapide) للكشف عن فيروس كورونا مدته (15) دقيقة، وهو قادر على اكتشاف الإصابات وقت وجيز جداً ، فيما أكدت فرنسا أن الدواء الذي تستخدمه أثبت نجاحه ضد (covid-19)، وهذا يبرهن بالدليل القاطع أن هنالك الكثير من المرضى تعافوا تماماً من فيروس (كورونا)، وعادوا إلى أسرهم وحياتهم الطبيعية، بالإضافة إلى أن الكثير من شعوب العالم أصبحت تحمل خبرة طيبة في الوقاية وحماية أنفسهم من الفيروس.
ومما ذهبت إليه يجب أن لا نلتفت إلى الأخبار غير السارة، فهي بلا شك ترمي إلى إدخال الخوف والهلع في نفوس الناس، وغالباً ما يكون هذا الاتجاه لدواعي سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية وفكرية، ورغماً عن ذلك سيخرج العالم من جائحة (كورونا) أكثر قوة، تماسكاً، تعاضداً وتضامناً، فلينظر الجميع إلى السماء، فإن فيها عظمة الله القادر على أن يقضي على فيروس (كورونا)، لذا تضرعوا له بالدعاء اللهم إننا عبادك فاكشف عنا كل سوء وبلاء، وأحفظنا من فيروس (كورونا).

الخميس، 2 أبريل 2020

العناية الإلهية تنقذ سراج النعيم من الموت في تقاطع السلاح الطبي

**


..........
أنقذت العناية الإلهية الأستاذ سراج النعيم، مؤسس شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، صحيفة (العريشة) الإلكترونية من الموت المحقق نتيجة حادث مروري وقع صباح اليوم في تقاطع  مستشفي (السلاح الطبي)، مما أدي إلى تصادم عدد من المركبات العامة.
فيما تشير الوقائع إلى أن سائق المركبة التي كان يستغلها الكاتب سراج النعيم متوجهة إلى الخرطوم، إلا أنه عندما وصل تقاطع السلاح الطبي اصطدم بعربة (أمجاد) قادمة من الخرطوم، فيما اصطدم سائق (الامجاد) بحافلة قادمة أيضاً من الخرطوم، إلا أن العناية الإلهية أنقذت من يستقلون المركبات الثلاثة.
من جهة اخري لم تحدث خسائر في الأرواح، ولكن تضررت الأمجاد من شدة الاصطدام العنيف، وتضررت أيضاً الحافلتين جراء الحادث المروري.

*سراج النعيم يكتب : (كورونا) وإرهاصات الصراع في بعض مراكز القوى





............
يجب إن لا نغض الطرف بقصد أو بتجاهل عن ملف الصحة في السودان وبالمقابل أطرح تساؤلات سلبية لا تنبئ بخير، لأن هنالك تعاقدات ابرمها النظام البائد مع شركات أمنية خاصة دون الإيفاء بدفع استحقاقات تلك الشركات، مما اضطر البعض منها وقتئذ حجز حساب وأجهزة قسم الحوادث والإصابات بمستشفى بحري ، وكانت هذه هي نقطة البداية للحجز، مما عرض الأمن الصحي للمواطن لمخاطر، وقد سبق أن صدر أمر قضائي لصالح احدى الشركات الدائنة بحجز الاجهزة الحساسة بالحوادث لصالح الشركة، فهل تم حل مثل هذه الاشكاليات.
إن دخول بعض المستشفيات في ديون يعود سببه إلى تنفيذ مشاريع ذات مبالغ خرافية تتعدي المليارات، فهل هذا يتم عمداً أم تجاهلاً، وإلى من تؤول الأقسام ذات الطابع المادي مثل المعامل الداخلية وقسم الأشعة، وهل يحق لمدراء الإدارات التعاقد مع شركات خاصة؟
على الحكومة الانتقالية إضافة مبالغ جديدة لميزانيات المستشفيات لتسيير خدمات تتطلبها ظروف جائحة (كورونا)، فإن ثبوت الميزانية منذ العام 2009م يؤكد عدم التفهم الجاد لاشكاليات يمكن أن يتعرض لها المواطن أو تتعرض لها الجهات الإدارية الموجودة بالمستشفيات، فحين تضغط أكثر من طاقتها وامكانياتها ربما تتخلى عن مسؤولياتها بين ليلة وضحاها، لأن هنالك إخفاق كبير في الخطط الصحية، فيما نجد أن هنالك مشاريع تم انشاءها داخل بعض المستشفيات، وأخذت الطابع الاستثماري، فهل هذه المشاريع تعود على المستشفيات بالفائدة، أم أنها تصبح عبئاً عليها، وهل صاحب تنفيذها عيوباً ، وكم كلفت الدولة من مبالغ في ظل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي ظهر في عهده الخلل الأكبر لدرجة أن هنالك مشاريع كبيرة لم يتم افتتاحها أو تشغيلها للتخبط، وهي الآن منصوبة وغير قادرة على العطاء، وعليه يجب إيجاد الحلول لمشاكل النفايات الطبية والأمنية حلاً نهائياً بحيث لا تشكل عبئاً إضافياً على الميزانيات المتهالكة كما يجب حل مشكلة الغازات الطبية.
إنه في الإمكان تقليل تناول الطعام أو شرب الماء، ولكن لا نستطيع أن نقلل جرعة الهواء والدواء لأنه لابد أن تعطي الجرعة كاملة، فإن المشاكل الصحية الموجودة ببعض المستشفيات تمثل قنبلة موقوتة، لا ينجو من شرها أي مواطن أو مسؤول إذن ما هي الحلول، فإذا القينا نظرة تحليلية لما ورد ذكره نجد أن هنالك إخفاقات وانعكاسات سلبية، مما يؤثر في تدهور النظام والأمن الصحي.
بدأت إرهاصات الصراع في بعض مراكز القوى التي توجد في وزارات الصحة إبان نظام الرئيس المخلوع عمر البشير كما يجب الالتزام الحرفي بما جاء في قوانين السودان خاصة قانون الصحة العامة وتفعيل أو إنشاء مجلس عام للصحة، وإنشاء مجلس أعلى للمستشفيات التعليمية من ذوي التخصصات المختلفة لتولي التخطيط والمتابعة للسياسات الصحية المستقبلية وحلول المشاكل العاجلة التي تتعلق بصحة وسلامة المواطن لأن سلامة وأمان المرضى تعتبر حجر الزاوية في الرعاية الصحية، وفي وجود الخدمات الطبية، وأهمية المستشفي كونه المكان الذي يقصد للشفاء والمكان المفترض أن يكون على أعلى مستوى من الأمن والسلامة والصحة.
يتوجب على مديري المستشفيات تحسين الأداء ونوعية وسلامة الخدمات المقدمة إلى المرضى وتحسين النتائج فكثيراً ما يصاحبها من انخفاض في معدلات الرعاية الصحية للمرضي وانخفاض معدلات الإصابة بالعدوى في المستشفيات خاصة في ظل انتشار فيروس (كورونا)، وتحسين إدارة الأدوية، وهذا يتطلب وضع دراسات جادة لميزانيات الخدمات الصحية، واعتماد الميزانية الحقيقية، لذلك فإن الوضع في حوادث المستشفيات التعليمية يسير على الخط، فلو جاء طارئ لا قدر الله فمن سيكون المسئول؟!
لابد من العمل والالتزام بالقوانين المنظمة للصحة، وفرض الدفع المقدم على مؤسسات التأمين الصحي التي يشكل مرضاها عبئاً مضاعفاً على المستشفي والعاملين فيها، وإنهاء فاتورة الغازات الطبية وذلك عبر تأسيس مصنع للغازات الطبية يتبع للدولة حيث أنه يمثل طرحاً إستراتيجياً ذو إبعاد أمنية بعيدة المدى، كما أنه يجب الاتفاق الجدي بين وزارة الصحة ووزارة الداخلية على مستوى الوزراء لتأمين المستشفيات من قبل أفراد الشرطة والشرطة الأمنية بالتعاون مع جهات التأمين الموجودة بالمستشفيات، وتحسين أدائها وإنهاء فاتورة الشركات الأمنية الخاصة التي تشكل عبئاً إضافياً على ميزانية المستشفيات.
وأطالب بتشكيل لجنة من أشخاص عادلين لمراجعة ملابسات الديون الموجودة بالمستشفيات ، ومدي صحتها ومطابقتها للقوانين، وإحالة كل مخالف للعدالة بعد مراجعة الاتفاقات الخاصة بشركات أبرمت معها تعاقدات ذات طابع استثماري داخل المستشفيات، ومعرفة مدي التزامها بتلك التعاقدات.
وأنادي بالاتفاق مع مؤسسات الكهرباء والمياه لتقديم خدمات مجانية أو ميسرة، والاستفادة من الطاقة الشمسية لتأمين الكهرباء، وإلزام التأمين الصحي بتوفير الخدمات التي لا تتوفر ليلاً مثل الأشعة والموجات الصوتية الخ، وأنادي أيضاً بتطبيق الزى المميز لكل العاملين بالمستشفيات، وعلى وزارة الصحة توفير عدد معتبر من عربات الإسعاف لكل المستشفيات مع تأمين خمسة طائرات هليكوبتر إسعافية لأن البلاد في أشد الحوجة لها مع ضمان مركبات إسعاف نهري لحالات الطوارئ التي تحدث في النيل.

الأربعاء، 1 أبريل 2020

*(كورونا) في الأراضي السودانية عبر القادمين من الخارج* ............ *اختفاء (الكمامات) في ظروف غامضة وندرة في (الجونتيات


..........
*وزارة الصحة تعلن عن الإصابة السابعة بوباء الكورونا*
٠٠٠٠٠٠٠.٠
*تقرير : سراج النعيم*
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
لم يسبق أن احتلت قضية طبية كما احتلها وباء فيروس (كورونا) المستجد، والذي أودي بحياة عدد من السودانيين الذين جاء به من خارج السودان وآخر المتوفين الأستاذ ربيع دهب ، فيما أعلنت وزارة الصحة عن الإصابة السابعة بوباء الكورونا قادمة أيضاً من دولة الأمارات العربية المتحدة ، ولم يثبت إلى الآن اكتشاف أي حالة مصابة بالفيروس الفتاك من داخل الأراضي السودانية، ورغماً عن ذلك اختفت (الكمامات في ظروف غامضة)، كما حدثت ندرة في (الجونتيات)، مما ينذر بخطورة الأوضاع الصحية في البلاد، لذا على السلطات المختصة التشديد في اتخاذ التدابير الاحترازية الوقائية، وتقصي الحقائق حول كيفية دخول الحالات المصابة بفيروس (كورونا) للأراضي السودانية دون إخضاعها للفحص، والوضع في الحجر الصحي، ومما ذهبت إليه أرى أن نفتح هذا الملف الساخن الذي أدخل الهلع والخوف الشديدين في نفوس العامة ليس على مستوى السودان فقط بل على مستوي العالم، لذلك يجب التحقيق مع السلطات المسئولة عن دخول حالات مصابة بالوباء، خاصة الحالات المصابة بفيروس كورونا من دول موبوءة به، ومن ثم مخالطتهم للأصحاء من أسرهم، أصدقائهم وزملائهم وغيرهم من الشخصيات المتعاملين معها، والذين يتم إسعافهم إلى المستشفيات دون أخذ التدابير الاحترازية الوقائية، هكذا يدخل بعض المرضي على أساس أنهم غير مصابين بالوباء القاتل الصامت، عليه يكون المريض وأسرته قد عرضوا الكادر الطبي لخطورة انتقال الفيروس إليهم باعتبار أنهم تعاملوا معه مريضاً عادياً إلى أن يتم الإعلان عن الوفاة، ومن ثم نبدأ متأخرين في الحيطة والحذر، وبما إننا نعلم تماماً الإمكانيات الطبية للبلاد يجب على السلطات السودانية طلب المساعدة من منظمة الصحة العالمية حتى نوقف انتشار الفيروس الذي يأتي به أبناء الوطن من الخارج، وهم يعلمون بما لا يدع مجالاً للشك أن السودان يفتقر إلى أدني المقومات الطبية، فما بالك ونحن مهددين بالقاتل الخفي الذي لا ندري من أين يأتي إلينا؟ لذلك على الحكومة الانتقالية وضع حداً للجدل الدائر في قضايا ترتبط ارتباطاً وثيقا بحياة الإنسان، فإنسان السودان بسيط وطيب ولا يستحق أن يحدث معه ما يحدث آنياً من تهاون في تنفيذ ما يحفظه من الوباء الذي بدأ ينتشر بصورة مخيفة ومرعبة جداً، لذلك تجول بخاطر كل منا الكثير من التساؤلات ما هي الإمكانيات الطبية التي يمتلكها السودان لاكتشاف الإصابة بفيروس كورونا، ومن المسئول عن كتابة تقارير تثبت إصابة هذا أو ذاك بـ(الوباء) القاتل، ومن الطبيب المخول له الكشف على الحالة المصابة وإجراء الفحوصات، ومن ثم كتابة التقرير النهائي الذي يحدد الإصابة بفيروس (كورونا) من عدمها، وهل تكفي المذكرة التفصيلية وحدها لكتابة تقرير دقيق يستند عليه استناداً لا رجعة بعده، وهل يسمح لأهل المريض بعد إعلان الوفاة تحويله إلى الطبيب الشرعي في حال ساورتهم شكوك ؟؟؟.
من وراء تلك الأسئلة وغيرها أردت أن نلم ببعض السلبيات المصاحبة لملف الإصابة بفيروس (كورونا) المستجد الذي لا ندري أين تكمن حقيقته في ظل تضارب التصريحات من حيث إيصال المعلومة الحقيقية للمتلقي، فإذا نظرنا بمنظار فاحص إلى ملف فيروس (كورونا) فإننا نجد أن هناك خلل في إدارة هذا الملف المرتبط ارتباطاً وثيقاً حياة إنسان السودان، لذا يبدو أن المعركة ستكون طويلة من واقع خفايا وأسرار الإمكانيات الطبية في البلاد، لذا لاحظت أن الناس بدأت تسأم من التقييد دون توفير العينات الوقائية، فليس هنالك أجهزة للتنفس الاصطناعي في حال ارتفعت الحالات المصابة بالفيروس، وعدم توفرها بالصورة المطلوبة، لذا أدعو الحكومة الانتقالية ووزارة الصحة بصفة خاصة الانتباه لمسألة النقص في المعنيات.
إن تشريح جثمان المريض أمراً طبيعياً في حال ساور أسر المرضي شكوك حول وفاته بفيروس (كورونا) المستجد، فانتهاج هذا النهج يحفظ لكل واحد حقوقه، فهو في نهاية المطاف الفيصل، فالمشرحة يمكنها أن تحدد أسباب الوفاة، وهي ظاهرة صحية لأن هنالك الكثير من المرضي يموتون، ونكون غير ملمين بالأسباب الحقيقية للوفاة، وإن كان البعض من السودانيين غير ميالين لعملية التشريح وأن كانت مفيدة من حيث التبصير بمعرفة أسباب الوفاة لربما تحمل في معيتها زوايا عدة، فالمريض لا يولي صحته الاهتمام الكافي، والطبيب في نهاية المطاف إنسان يخطي ويصيب، مما يجعل الوضع في كلتا الحالتين مواجهاً بأشياء كثيرة كالضعف في الدم وعدم المتابعة والأمراض الأخرى المصاحبة.
وأعزو التدهور الصحي إلى عدم وجود خطة صحية واضحة على مستوي السودان من حيث البنية التحتية للمستشفيات، فهي في الغالب الأعم ليست بالصورة المطلوبة التي يمكن أن يضمن فيها المريض خدمة صحية متكاملة، فالمعاناة في كل شيء مثلاً في القدرة الاستيعابية للمستشفيات (الأسرة) مقابل المرضي، والبنيات التحتية من معامل، بنك دم، إسعاف وكوادر طبية تجيد التعامل مع المصابين بفيروس (كورونا)؟ مما يطرح سؤالاً على السلطات الصحية هل أقسام الطوارئ في المستشفيات مهيأة لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس (كورونا)، وهل تم مدها باختصاصيين على مدار الـ(٢٤) ساعة، وهل يحرص الطبيب السوداني على الممارسة التي تدنت إلى أدنى مستوياتها في ظل هذا الوباء القاتل، علماً بأن العائد المادي ضعيف، والذي يضع الطبيب أمام خيارين لا ثالث لهما الحالة الإنسانية تجاه المريض، والحالة الاجتماعية، وبالمقابل أصبح المفهوم العام أن تقابل الطبيب لكي يكتب لك روشتة، وتذهب إلى سبيل حالك، وما أصاب مؤسسة الطب العام أصاب مؤسسة الجراحة، فالبنية التحتية والأساسية للعمل الجراحي في السودان غير مكتملة، فالظروف الاقتصادية والاجتماعية مست كل شيء.

*سراج النعيم يكتب : الغلاء الفاحش في ظل الوباء ومطالبة بتحويل استاد وفندق الهلال والمريخ لحجر صحي*


............
أدي ظهور وانتشار فيروس (كورونا) المستجد إلى إدخال الهلع والخوف الشديدين في نفوس السودانيين، وذلك من واقع أن (الوباء) بات يشكل خطراً كبيراً على حياة الإنسان، ورغماً عن ذلك تستغل شركات غذائية، تجار وسائقي المركبات العامة الضائقة لتحقيق مآربهم الخاصة مع علمهم التام بأن الأوضاع الاقتصادية متأزمة جداً، وهذا أن دل على شيء، فإنما يدل على (الجشع) ، و(الطمع) الذي تملكهم، مما يثبت وبما لا يدع مجالاً للشك عدم وطنيتهم.
إن جائحة (كرورنا) تحتم على كل سوداني غيور على وطنه، وحريص على مواطنه أن يقف بماله مع الشعب إلى أن يتجاوز أزمة الفيروس التي يجني في إطارها البعض المزيد من الأموال، هكذا يمارسون الاستغلال منذ ظهورها وانتشارها على نطاق واسع من بقاع العالم، وفي سياقها لم يساهم رجال المال والأعمال السودانيين رغماً عن أنهم أصبحوا رأسمالية وبنوا إمبراطوريات منذ نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذي فتح لهم الأبواب مشرعة ليصبحوا بين عشية وضحاها أثرياء، وعليه فإن السؤال لماذا لم تساؤلهم من أين لكم هذا؟ خاصة وأن معظمهم جمع ثرواته في ظل نظام فاسد بكل ما تحمل الكلمة من معني، وبالتالي فإن التفكير على هذا النحو يعد عاملاً ضد الإنسانية التي ظلت تعاني منه، والذي استشري في كل مفاصل الدولة، مما جعل البعض ينحصر تفكيره في كيفية نهشه لجسد محمد أحمد الغلبان، والذي لا يدري من أين يأتي بالمال لمجابهة الزيادات التي عجز في ظلها وزير الصناعة والتجارة إيقاف استمرارها مع إشراقة كل صباح، علماً بأن الاستغلال في حد ذاته يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، لذا السؤال هل الشركات الغذائية والتجار وسائقي المركبات العامة يدفعون الضرائب في صورتها الصحيحة؟، مع التأكيد أنهم يجنون من أرباحاً تصب في ريع خزنهم، والأغرب في هذا الملف هو أن هنالك من يدافع عنهم ناسين أو متناسين تضررهم وأسرهم، فهم لا يهمهم سوي المصالح الشخصية.
ومما ذهبت إليه فإن على الحكومة الانتقالية مراجعة الملفات الضريبية للشركات الغذائية والتجار الذين لا يرحمون الموطن، وعلى إدارة شرطة المرور مراجعة تراخيص المركبات العامة، طالما أنهم يرفعون التعريفية حسب الأهواء الشخصية، ولا يراعون للراكب الذي كلما مزق فاتورة تطل عليه آخري، لذلك يجب أن لا تأخذكم فيهم أي شفقة، فكرسي السلطة الذين تجلسون تم من خلال ثورة الشعب التي أطاحت بالرئيس المعزول عمر البشير، ولا أتوقع من أمثال هؤلاء أن يتبرعوا بجزء من ثرواتهم للمصلحة العامة رغماً عن الامتيازات الممنوحة لهم من الدولة على حساب المواطن، والذي لا يجد منهم سوي رفع أسعار السلع الاستهلاكية، بالإضافة إلى زيادة تعريفة المواصلات، هكذا يظفرون بالمال دون وجه حق.
من المعروف أن الحكومات منوط بها اتخاذ القرارات المتعلقة برفع أسعار السلع الاستهلاكية، وتعريفة المواصلات إلا أن في السودان ليس هنالك ضوابط أو رقابة، ولو كنت مسئولاً لفرضت على كل صاحب شركة أو تاجر مبلغاً مالياً لدعم صحة إنسان السودان الذي ظل يعاني الأمرين من الأزمات الاقتصادية دون أن تحرك الحكومة الانتقالية ساكناً في إطار وباء (كورونا)، وهكذا يستمر جشع وطمع الشركات الغذائية والتجار لدرجة أنه فاق الحدود الممكنة، فبدلاً من أن يخفضوا أسعار السلع الاستهلاكية، فإنهم يرفعونها دون مراعاة للعباد الذين تأثروا بها غاية التأثر، وذلك في إطار فيروس (كورونا)، والذي اتخذت في إطاره تدابير احترازية وقائية وقرارات لا تصب في مصلحة المواطن من الناحية المعيشية، بقدر ما أنها تضيق عليه الخناق، إذ أنه يتفاجأ في ظلها بالشركات الغذائية والتجار الذين يزيدون أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية للحياة، مما نجم عن ذلك إضراراً بالغة التعقيد بالناس من حيث توفير المأكل والمشرب الذي يجدون في ظله الأسعار مرتفعة بشكل مضاعف دون أن يخافوا الله في البلاد والعباد.
وفي ظل ظهور حالات واشتباه في آخري أقترح على الأستاذة ولاء البوشي، وزير الشباب والرياضة مساعدة وزارة الصحة بعد توقف النشاط الرياضي بأن تصدر قراراً يقضي بتحويل الاستادات وفنادقها إلى (حجر صحي) لمن يشتبه إصابتهم بفيروس (كورونا) المستجد، خاصة استاد وفندق نادي الهلال والمريخ الأكثر تأهيلاً للحجر الصحي، وهذا الأمر يجوز من حيث أن البلاد في حالة طوارئ صحية، ومن حق الحكومة تسخير كل المرافق الحكومية والأهلية لدرء هذا (الوباء)

الثلاثاء، 31 مارس 2020

ربيع دهب في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر : أتمني أن لا يأتي للعالم الأسوأ لأننا نعاني الأمية


.........
*التعليم في السودان متطور جدا في مرحلة الأساس*
..........
*دائماً ما أشجع المرأة للانخراط في عالم المال والأعمال*
.........
*رجل الأعمال الناجح يكون ملما باستراتيجيات الأسواق*
.........
*جلس إليه : سراج النعيم*
.........
قبل ان يكون رجل أعمال ولا ألمع فهو كان أولا وقبل كل شيء إنسان يعمل في مجال التعليم، نشر المؤلفات الفكرية والمجلات الثقافية وألعاب الأطفال، وهو علم من الاعلام البارزة في سماء السودان، وضع بصمته في مجاله الذي يمتاز في إطاره بأنه هادئ الطبع، وما أن تدير معه حوارا إلا وتجده يسترسل بعذوبة مطلقة، ولا يميل إلى تعقيد ما هو مطروح على منضدته، وعليه فإنه يتسم بالمصادقية والصريحة الجريئة لا يتصنع ولا يتكلف.
فيما ابتلع إسم رجل الأعمال ربيع دهب محرك بحث قوقل، إذ أنه تجاوز الحواجز، والتمع اسمه في عالم المال والأعمال، فما أن يتبادر إلى المخيلة كيفية وصوله هذه المكانة التي إحداث في إطارها ثورة في التعليم وألعاب الأطفال، كما أنه قدم الكثير من الأعمال الخيرية
بينما يعتبر ربيع دهب عضو اتحاد الناشرين والموزعين العرب والرئيس السابق، ورئيس مجلس إدارة المدرسة الذهبية، ومالك مكتبات (جرير) الشهيرة ووكيل أشهر المكتبات العالمية، ودار الريان للنشر والتوزيع، وهو يقطن في منطقة (الطائف) بالخرطوم، وهو الشقيق الأصغر للصحفي الراحل صلاح دهب، وقد ظل يداوم على السفر ما بين دولة الإمارات العربية المتحدة والسودان، وكان الفقيد يعاني من المرض الذي أدي إلى تدهور حالته الصحية، مما جعل أسرته تسعفه إلى المستشفي إلا أنه أسلم الروح إلى بارئها، فإلى مضابط الحوار.
*كيف تترجم أفكارك الاستثمارية على أرض الواقع؟*
كلما طرأت لي فكرة تصب في مصلحة المجتمع لا اتواني ولو لكسر من الثانية في تنفيذها، ومن تلك الأفكار أنشائي لمدارس الذهبية، ومن ثم المشاريع الخيرية التي نبعت فكرتها من صاحب شركة (سمبا) لألعاب الأطفال العالمية التي تصنع بعض الألعاب لفريق (برشلونة)، وبما أن المشروع توافق مع أفكاري تكفلت به من أجل أطفال السودان الاصحاء والمعاقين حركيا.
*ما الذي يلفت نظرك في من يتعاملون معك في مجال المال والأعمال؟*
أحب جدا الإنسان الذي يكون وفيا ومتفاني في إنجاز عمله الموكل له، خاصة وأن إتقان العمل يندرج في إطار الإخلاص، الأخلاق والقيم.
*ما هي الصفات التي يجب أن يتسم بها الأشخاص الناجحين؟*
على من ينخرط في أي عمل أن يبذل قصاري جهده لتحقيق ما يصبو إليه، وأن لا ييأس كون أنه فشل مرة في تجربته، فالفشل ليس النهاية، ولذا يجب على الإنسان المحاولة بهدوء ومثابرة إلى أن تنجح تجربته، فالنجاح مفتاح الاستمرارية، وهو ما يقود الإنسان إلى توفير الوقت والطاقة.
*هل التفكير في إدارة المال تجاريا بالأمر السهل؟*
بلا شك لا، لأن الإنسان الناجح يتمتع بذكاء حاد وسرعة بديهة وفكر عميق يجابهه به إشكاليات تعترض مسار عمله، فرجل الأعمال الناجح يكون ملما باستراتيجيات الأسوق، خاصة وأن أي عمل إداري يعتمد على الموهبة، بالإضافة إلى فن الإدارة الذي يتطلب حرفية عالية على أن لا تقتصر الرؤية في نطاق ضيق.
*ماذا عن اقتحام المرأة لعالم المال والأعمال؟*
دائماً ما أشجع المرأة للانخراط في هذا المجال، فالمرأة أكثر دقة في الحسابات، لذا يجب النظر إليها نظرة صحيحة، فنجاح المرأة تجاريا أمر مشهود له، وإن كان من الصعب جدا على البعض إستيعاب التعامل مع سيدات الأعمال في النواحي التجارية رغماً عن الانفتاح الذي يشهده العالم.
*ما هي قصتك مع أصغر سيدة أعمال لبنانية؟*
بدأت علاقتي مع سيدة الأعمال اللبنانية (ردينة) بعد أن أوفدتها الشركة الألمانية للتعاقد معي حول ألعاب الأطفال.
*ما الذي تتمني عدم حدوثه في المستقبل؟*
أتمنى صادقاً ان لا يأتي للوطن العربي الاسوأ لأننا نعاني من الأمية، ونعاني من الضغط السياسي المتمثل في الديكتاتورية.
وفي إطار تواصلنا عالمياً ظللت أتابع الأحداث في كل بقاع العالم باعتبار أن استثمارتي تتأثر بها غاية التأثر، لذا ابدأ في إعادة ترتيب أعمالي بما يتوافق مع مقتضيات المرحلة.
*ما الذي يهمك فيما يجري في الراهن السوداني؟*
أكثر ما يهمني هو التطور السياسي الذي أتمني أن تتوافق في ظله كل التنظيمات السياسية مع بعضها البعض من أجل الخروج بالبلاد إلى بر الأمان،  فالمسألة يجب أن لا تتعلق بالمصلحة الذاتية، لأن التفكير على هذا النحو خطأ، ولا يصب في المصلحة العامة، لذلك أرغب في أن ينعم السودان بالأمن والسلام.
*كيف تنظر إلى التعليم من حيث مدارس الذهبية؟*
التحصيل الأكاديمي في مرحلة الأساس متطور، وهذا يؤكد أن الدارس في السودان أفضل بكثير من ذلك الذي يدرس في أنحاء مختلفة من العالم، فلا أعتقد أن أحداً في اوروبا يتصور أن الطلاب في السودان يتعلمون الإنجليزية في بداية حياتهم التعليمية.
فيما كان الأستاذ ربيع دهب قد أجلسني مع سيدة الأعمال اللبنانية (ردينة) التي قالت : قبل أن تطأ قدماي أرض مطار الخرطوم كنت خائفة بعض الشيء إلا أن هذه الصورة زالت لمجرد ما رأيت التطور الكبير الذي شهده السودان، والذي انبهرت في إطاره بالمعمار والمشاريع التنموية في ولاية الخرطوم، بالإضافة إلى إنني اندهشت بمستوي التعليم في السودان، والتمست ذلك من خلال زيارتي لمدارس (الذهبية) لمالكها الأستاذ ربيع دهب، فتلقي التلاميذ للعلم في مرحلة الأساس متطور جدا، وهذا يؤكد ان الدارس في السودان والوطن العربي بصورة عامة أفضل بكثير من ذلك الذي يدرس في أوروبا.
ومضت : سفري من لبنان إلى ألمانيا جاء وفقا للأحداث السياسية والاقتصادية السيئة وظروف الحرب التي جعلت أكثر من (20) مليون لبناني يهاجرون في كل بقاع العالم المختلفة، إما بالنسبة للثورات العربية، فهي كانت متوقعة، وذلك من واقع إننا مازلنا نعاني من الأمية، والضغوطات السياسية المتمثلة في ديكتاتورية الحكام.
وإسترسلت : المرأة دقيقة جدا في العمل الذي يوكل لها، وهي في هذا العصر تشغل مناصب قيادية في الدول العربية، لذلك من الطبيعي أن أعمل في مجال الأعمال الخاصة بألعاب الأطفال ورغما عن أنني متبحرة فيه إلا أنني لم استثمر في السوق اللبناني، ولكن ابتداء من القادم سوف أعمل هناك لأنني أحب بلدي كثيراً، وكل ثلاث أو أربع أشهر أسجل زيارة لبيروت بحكم حبي لها، وللسياسة وكل لبناني يسافر لمعرفة التطورات السياسية هناك، وأنا في النهاية مع الحق، وما يشير علي به عقلي سوف الجأ إليه دون تردد.
وفي ردها على سؤال حول عنف المرأة؟
قالت : بلاشك أن المراة في المقام الأول والأخير إنسانة، وبالمقابل هذه الإنسانة لا يمكن أن تكون عنيفة في تعاملها مع الآخر، وهذه الفكرة المنافية للطبيعة تتعلق بالشخصية نفسها، فإذا تملكها الغضب فبكل تأكيد تحرق وتقتل بغض النظر عن الجنسية التي تحملها، فنحن في النهاية بشر والبشر يغضب وعندما يغضب يكسر الجبال.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...